جاستن ويلسون 1978-2015
هناك سائقون رائعون وهناك أناس لطيفون بشكل لا يصدق. أما أن تجد سائقاً رائعاً ولطيفاً بهذا الشكل لهو فعلاً أمر نادر. وقد كان جاستن ويلسون خير مثال على ذلك.
لُقّب بـ "المثابر" خلف مقود سيارته لأنه كان أشجع منافس يمكن أن تصادفه. إلا أنه كان إنساناً متواضعاً للغاية خارج السيارة؛ حيث كانت طبيعته الخجولة تخفي خلفها إرادته الصلبة.
بالإضافة إلى طوله الفارع البالغ 6.4 قدماً فقد عانى ويلسون من عسرة في القراءة لكنه استعمل ذلك كدافع ومحفز له في حياته حيث صرح في إحدى المرات قائلاً: "أعتقد أن عسرة القراءة قد فادتني حقاً"، ثم تابع موضحاً: "لقد كانت الدافع بالنسبة لي كي أعمل بجد أكثر".
انطلاقته المتميزة من عالم الكارت
تخرج جاستن إلى عالم فورمولا جونيور بتقدير ممتاز وسمعة رائعة من رياضة الكارت رغم أن طوله كان عائقاً أمام تقدمه فيها.
وقد بدأ موسمه متأخراً لكنه سرعان ما أصبح منافساً يحسب حسابه. لقد كانت موهبته في التعود على السيارة الجديدة بسرعة أمراً واضحاً للجميع.
ولم يستسلم ويلسون للتكهنات، فقد قال السير جاكي ستيوارت في تصريح علني له أن السائق طويل للغاية ولن يناسب سيارة الفورمولا واحد إلا أنه قد يكون سائق "سيارات سياحية رائعاً". أثبت ويلسون لاحقاً خطأ هذه الأقاويل حين فاز بلقب بطولة فورمولا 3000 وفورمولا بالمر آودي قبل أن يبدأ موسمه في الفورمولا واحد.
ولطالما كان جاستن يتأقلم مع السيارة والفريق بسرعة قبل أن تتخذ جاغوار قراراً تجارياً بإنهاء خدماته مع نهاية الموسم.
بالطبع، فإن محاولة التأقلم مع سيارة السباق كانت تحدياً دائماً أمام جاستن – خاصة في سيارة ضيقة مثل سيارات الفورمولا واحد لميناردي أو جاغوار. ورغم ذلك، لم يكن ويلسون يشتكي أبداً وكانت هذه هي ردة فعله الدائمة سواء على عسرة القراءة لديه أو حتى على التعليقات الفارغة التي تناولت موضوع طوله، لم يكن كل ذلك بالنسبة له إلا نوعاً من التحديات عليه تخطيها.
نجاح كبير في أميركا
بعد الفورمولا واحد، اتجه ويلسون بمسيرته الاحترافية صوب أميركا التي قدمت له الفرصة المناسبة لاستعراض إمكانياته الرفيعة. لقد فاز في العديد من سباقات التشامب كار، إندي كار ودايتونا 24 ساعة لكنه كذلك استطاع الفوز بالمزيد من الأصدقاء والحصول على المزيد من المعجبين.
وقد حظي بالعديد من الفرص رغم أن أغلبها لم تأته في التوقيت المناسب حيث تلقى عروضاً من مختلف الفرق بدءاً من دايل كويون حتى أندريتي أوتوسبورت. وقد كان ويلسون يقدم المستوى العالي نفسه بغض النظر عن السيارة أو الفريق.
وتجدر الإشارة إلى أن ويلسون كان على دراية تامة بالمخاطر التي تحيط سباقات إندي كار على الحلبات البيضوية عالية السرعة حيث ذكر مرة أن السرعة مخيفة في بعض المنعطفات.
كانت للراحل عادة غريبة: فقد صرح مرة أنه يترك غرفته في الفندق من دون ترتيب قبيل انطلاقه إلى السباقات التي يكون متاكداً أنه سيعود بعدها إلى الغرفة ويجمع أشياءه.
بينما كان في سباقات أخرى يترك أشياءه مرتبة تماماً قبيل السباق، وذلك كي يسهل المهمة على أي شخص يود جمعها في حال حصل مكروه معه أثناء السباق!
هكذا كان ويلسون على الدوام، يفكر في غيره قبل نفسه.
أما الآن وقد حصل الأسوأ... ستفقد الرياضة أكثر من مجرد سائق. ستفقد الرياضة إنساناً بكل معاني الإنسانية ترك أثراً لا يمحى في قلوب الكثيرين.
هذه التغريدة من أخيه تلخص الروح العالية لهذا الإنسان، والذي أوصى حتى بعد مماته التبرع بأعضائه لمساعدة الآخرين:
كن جزءًا من مجتمع موتورسبورت
انضمّ إلى المحادثةشارك أو احفظ هذه القصّة
Subscribe and access Motorsport.com with your ad-blocker.
From Formula 1 to MotoGP we report straight from the paddock because we love our sport, just like you. In order to keep delivering our expert journalism, our website uses advertising. Still, we want to give you the opportunity to enjoy an ad-free and tracker-free website and to continue using your adblocker.
أبرز التعليقات