تحليل: لماذا لن يحل موسم "السوبر" في "دبليو إي سي" إلا نصف المشكلة فقط؟
أعلنت بطولة العالم لسباقات التحمل "دبليو إي سي" عن تغييرات كبيرة على روزنامتها للموسم المقبل، لكن ما زال هناك الكثير من العمل أمامها لتأمين مستقبل البطولة.
الصورة من قبل: جي إي بي صور لات
بعد مرور ما يقارب الخمسة أسابيع على إعلان بورشه انسحابها من منافسات الفئة الأولى لسيارات لومان النموذجية "إل إم بي1" مع نهاية موسم 2017 الجاري في "دبليو إي سي"، رأينا أخيراً أولى اللمحات حول نظرة الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" ونادي سيارات الغرب "إيه سي أو" لمستقبل بطولة سباقات السيارات العالمية.
يعتبر موسم "السوبر" فترة انتقالية تتألف من 18 شهراً، قبل أن يتمّ وضع التفاصيل النهائية على الروزنامة الشتوية المتوّجة بسباق لومان 24 ساعة لموسم 2019/2020.
لكنّ موسم "السوبر" هذا لم يتلقَ ردوداً إيجابية حين تمّ الكشف عنه، بل أثار سخط بعض المتابعين نظراً لغياب جولتَي سيلفرستون ونوربورغرينغ.
لكنّ هذا التغيير الجذري المقبل – مع الروزنامة التي تضمّ سباقَي لومان 24 ساعة وعودة لجولة سيبرينغ للمرة الأولى منذ موسم 2012 – بدا وكأنه يستهدف الإبقاء على مشاركة تويوتا الكاملة في البطولة، الأمر الذي يتصدّر بالتأكيد قائمة الأولويات عقب قرار بورشه المفاجئ بالانسحاب.
قبيل الإعلان عن انسحاب بورشه، كانت التكهّنات تشير وبشدة إلى نية تويوتا خفض مشاركتها إلى ثلاثة سباقات فقط لموسم 2018: سبا-فرانكورشان، لومان 24 ساعة وسباق الموطن في فوجي – ما كان يعني مشاركة ضعيفة للغاية لسيارات فئة "إل إم بي1" خلال عدة سباقات ضمن الروزنامة.
ومع الروزنامة المعدلة، فإنّ السؤال الأساسي يتمحور حول اقتناع المصنّع اليابانيّ "بتمديد" خطته لعدد السباقات التي سيشارك بها كي تضمّ جولة إضافية في شنغهاي العام المقبل، ومن ثم جولتين أخريَين في سيبرينغ ومكان آخر سيعلن عنه لاحقاً في 2019.
وفقاً لمدير فريق تويوتا المعيّن حديثاً هيساتاكي موراتا، فإنّ التزاماً مثل هذا – من المرجح – أن يعتمد على موافقة مجلس الإدارة في وقت لاحق من الشهر المقبل.
حيث قال موراتا في تصريح لموقعنا "موتورسبورت.كوم": "عندما نفكر بالسبب الذي تشارك من أجله تويوتا في السباقات باستعمال التقنيات الهجينة، فإننا لا نجد سبباً يمنعنا من مواصلة ذلك (عقب خروج بورشه). برنامجنا يسير ضمن الجدول بالفعل".
وأكمل: "نحن نسير ضمن طريقنا الخاصّ، وقد بدأنا بالفعل بالعمل على تطوير سيارات رياضية عالية الأداء، والتي سنستعمل ضمنها التقنيات الهجينة التي اكتسبناها من ’دبليو إي سي’".
وتابع: "لقد خضتُ نقاشاً مع أعضاء مجلس إدارة تويوتا حيال أهمية مواصلة المشاركة في ’دبليو إي سي’ بحيث يمكننا تطوير التقنيات الهجينة. ما زال أمامنا الكثير من العمل، إذ أعتقد من وجهة نظري الشخصية أن تويوتا ستكمل مسيرتها في البطولة".
إقناع مجلس إدارة تويوتا بالمشاركة في موسم كامل، يضع "دبليو إي سي" في موقع أفضل مقارنة بذلك الذي كانت لتجد نفسها ضمنه في حال حافظت "بعناد" على روزنامتها التقليدية، وتركت علامتها الرياضية الوحيدة المشاركة ضمن فئتها الأولى تشارك في نصف (أو أقل) السباقات.
يعني ذلك أنّه يجب توسيع فئة "إل إم بي1" – التي تضم فرقاً مستقلة كذلك – إلى ستّ سيارات على الأقل مع توقعات بمشاركة فرق جديدة مستقلة لتنضم إلى الفريق الوحيد حالياً "بايكوليس"، منها "بي.آر إنجينيرينغ/دالارا" و"جينيتا".
في الحقيقة، ستّ سيارات ليس بالعدد الكبير، لكنه كافٍ على الأقل لتأمين منافسة معقولة للسائقين – واضعين بعين الاعتبار أنّ التعديلات المقررة (التي لم يتمّ الكشف عنها بعد) على القوانين تمنح الفرق المستقلة فرصة منافسة تويوتا.
أما حال الفئة الثانية لسيارات لومان النموذجية "إل إم بي2" وفئتَي "جي تي"، يبدو صحياً على المدى القريب. لذا، فإنّ مهمة اجتذاب مصنّعين إضافيين إلى جانب تويوتا هي المهمة الأساسية للبطولة لموسم 2020 وما بعده.
لا شكّ في أنّ الصيغة التي اعتمدتها سباقات "إمسا" لاقت نجاحاً ملحوظاً، كما أنّ انضمام "جوست" و"بينسكي" الوشيك إلى منافسات "ويذر تيك الرياضية" يقدّم دليلاً إضافياً على ذلك.
وبينما نفت "دبليو إي سي" تبني صيغة "إمسا" لموسم 2018/2019، وهو الأمر المنطقي في حال حافظت تويوتا على مشاركتها، لكنّ ذلك لا يمنع البطولة من البحث عن صيغ تمنح سيارات "إل إم بي1" جميعها القدرة على المنافسة للفوز في سباق لومان 24 ساعة.
بالمقابل، أعلن زاك براون المدير التنفيذي لفريق مكلارين المشارك في الفورمولا واحد، بشكل صريح في وقت سابق أنّ قلعة ووكينغ قد تفكر بالعودة للمشاركة في منافسات السيارات الرياضية في حال تمّ خفض نفقات المشاركة الحالية والتي تصل إلى 100 مليون يورو للموسم الواحد.
يمكن لخطوة كتلك أن تدخل حيّز التنفيذ بحيث تضع السيارات الجديدة المشاركة في الفئة الأولى أمام فرص تنافسية للفوز بالسباقات، بالطريقة نفسها التي طبقتها سلسلة "إمسا ويذر تيك".
منصة كهذه، يمكنها اجتذاب مصنعين مثل بيجو للعودة إلى البطولة، إذ أوضح المصنّع الفرنسيّ أنّ خفض النفقات والحواجز التقنية هما العائقان الوحيدان أمام عودته للمنافسة.
مع فئة موحّدة لسيارات الفئة الأولى، فإنّ الخطوة المنطقية التالية تتمحور حول المزيد من الدمج ما بين روزنامتَي "دبليو إي سي" و"إمسا ويذر تيك الرياضية"، بعد الخطوة الأولى التي تمثلت في إعادة جولة سيبرينغ لموسم 2018/2019.
إضافة جولات في دايتونا ورود أتلانتا للتزامن مع سباق رولكس 24 ساعة وأسابيع سباقات لومان المصغّرة، سيكون وبكل تأكيد وضعاً مربحاً لمنافسات السيارات الرياضية، كما قد يشجّع الفرق الأمريكية على تجربة المشاركة في سباق لومان 24 ساعة – أو حتى خوض موسم كامل في "دبليو إي سي".
نظراً لمكانة "إمسا" الجيدة الحالية، فلا ضير في الاستفادة من نموّها لجذب الاهتمام صوب "دبليو إي سي". سلسلة شتوية من ثماني جولات تضمّ دايتونا، سيبرينغ وسباقَي لومان – اعتياديّ ومصغّر – معززة بأريع جولات من ست ساعات ضمن أوروبا وآسيا، ذلك خيار رابح بالتأكيد.
علاوة على ذلك، تساعد فكرة السلسلة الشتوية في الحدّ من ظاهرة الانخفاض الملحوظ من قبل المتابعين بعد انتهاء سباق لومان 24 ساعة. لذا فإنّ فكرة إنهاء البطولة بكاملها في لومان ومنح الألقاب هناك تعتبر خياراً أفضل بكثير.
تستحق "فيا" وكذلك "إيه سي أو" الإشادة على التصرف المناسب عقب انسحاب بورشه. إذ يبدو أنّ خروج أودي قبلها لم يحرّك الرغبة لإجراء أية تغييرات لربما كان من الأفضل القيام بها؛ تمّ استقبال قوانين 2020 بفتور وبكمية لا يستهان بها من الشكّ، عندما تمّ الكشف عنها للمرة الأولى في لومان. بالتأكيد، لو كان مخططاً لها إقناع بورشه بالبقاء ضمن الفئة الأولى، فقد فشلت فشلاً ذريعاً في ذلك.
لكن، من المهم التأكيد على أنّ الإعلانات التي كشف عنها في المكسيك لا تمثل إلا الخطوة الأولى ضمن طريق طويل لعملية التعافي.
عودة سريعة إلى سنوات التألق ما بين 2014 و2016 ليست مسألة واقعية ببساطة، إذ يجب أن تنطلق النقاشات الآن حول مجموعة قوانين موسم 2020/2021 التي ستضمن المستقبل الأفضل للبطولة.
كن جزءًا من مجتمع موتورسبورت
انضمّ إلى المحادثةشارك أو احفظ هذه القصّة
Subscribe and access Motorsport.com with your ad-blocker.
From Formula 1 to MotoGP we report straight from the paddock because we love our sport, just like you. In order to keep delivering our expert journalism, our website uses advertising. Still, we want to give you the opportunity to enjoy an ad-free and tracker-free website and to continue using your adblocker.
أبرز التعليقات