رايكونن يغادر الحلبات.. قصة السّائق الذي استرسل في النوم قبل سباقه الأوّل
سيغادر السائق الفنلندي كيمي رايكونن حلبات الفورمولا واحد نهاية العام الحالي، لكن ستبقى ذكرى "الرجل الجليدي" في البطولة العالمية وفي أروقة الفورمولا واحد لفترة طويلة.. عودة بالذاكرة إلى الماضي الجميل وتحديدًا إلى عام 2001 مع أول جائزة كبرى لهذا السائق خلف مقود سيارة ساوبر.
الصورة من قبل: صور ساتون
موتورسبورت.كوم "برايم"
أفضل المقالات التقنية والتحليلات المميّزة من عالم المحركات على موقع "موتورسبورت.كوم" باللّغة العربية.
ما زال كيمي رايكونن حتّى يومنا هذا أحد أكثر السائقين أصحاب الخبرة في بطولة العالم للفورمولا واحد. وأمام بعض السائقين الشبان، يبدو وكأنه من جيل المخضرمين، أو حتّى المعتزل المستقبلي بعدما أعلن مؤخرًا قراره بالرحيل، حيث أنه عندما خطا خطواته الأولى على حلبات الفئة الأولى في ملبورن بداية عام 2001، لم يكن الثنائي الفرنسي إستيبان أوكون وبيير غاسلي قد تخطى سن الخمسة أعوام، أما ماكس فيرشتابن سائق ريد بول الحالي والمنافس على اللقب العالمي هذا العام، فكان ما زال يلهو بسيارات صغيرة في سن الـ 3 أعوام، بينما كان لانس سترول يبلغ عامين!
رافق وصول رايكونن المفاجيء إلى الفورمولا واحد الكثير من التعليقات والجدل خلال تلك الحقبة بداية بسبب صغر سنه (كان يبلغ 21 عاماً) وثانياً بسبب قلّة خبرته.
ظهر عشق رايكونن لرياضة الهوكي على الجليد باكرًا فتألق فيها، لكنه اكتشف رياضة الكارتنغ قبل أن يبلغ 10 أعوام. وبعد فوزه بعدة ألقاب في البلاد الاسكندنافية ومن ثم في أوروبا، انتقل هذا الشاب قليل الكلام وصاحب صوت رتيب إلى سيارات المقعد الأحادي.
وبعدما خاض فُتات السباقات في بطولة فورمولا فورد، فاز بلقب البطولة الشتوية لسباقات فورمولا رينو 2.0 ليترين في المملكة المتحدة، قبل أن يتوج عنقه بالغار في البطولة الأوروبية في عام 2000 مع فريق "مانور موتورسبورت".
اختبار يكشف موهبة
برغم قلّة خبرته وسجله "النحيف" أو الفتّي، إلاّ أن ذلك كان كافياً بالنسبة لبيتر ساوبر من أجل أن يقترح عليه خوض اختبار بداية خلف مقود سيارة فورمولا واحد في أيلول/سبتمبر 2000 على حلبة موجيللو المملوكة من فيراري.
تفاجأ السويسري من هدوء، أو إذا صح التعبير، من الصمت الدائم أو من الافتقار التام لشعور الحماس أو الإثارة عند رايكونن الذي لم يبدُ أنه تأثر من ضغوطات الإمتحان الملقاة على عاتقه أو من قوة "العملاق" (السيارة) بين يديه. فبدا مرتاحاً خلف المقود وقاد بسرعة ولكل بثقة، حتّى لو أنّ لياقته البدنية منعته حينها من خوض عدة لفات متتالية.
دفع ساوبر برايكونن لخوض المزيد من التجارب وتحديداً مرتين في خيريز وبرشلونة، ليصدر حكمه النهائي: اختيار الرجل الجليدي الفنلندي للجلوس خلف مقود إحدى السيارات في عام 2001 والدفاع عن ألوان الفريق! وبسرعة أيضاً انهالت الانتقادات لتشير إلى صغر سن رايكونن الذي لم يخض سوى 23 سباقاً في عالم السيارات وأن الأمر غير كافٍ.
حتّى ماكس موسلي رئيس الإتحاد الدولي للسيارات "فيا" حينها، شكك في قدرات السائق الشاب الناشىء في المنافسة أو حتّى القيادة مع الكبار في الفورمولا واحد. كما أشيع أن رايكونن لا يحق له سوى بالحصول على رخصة قيادة (سوبر لايسنس) موقتة للسباقات الأربعة الأولى فقط لذلك العام، حتى اختبار تصرفاته وردات فعله على الحلبات.
وصل فريق ساوبر إلى حلبة ألبرت بارك في أستراليا في آذار/مارس 2001 مع سيارته طراز "سي20" المزودة بمحرك بتروناس "01 آيه" والذي كان فعليًا محرك فيراري في10 سعة 3 ليترات ومع سائقَيه: نيك هايدفيلد وكيمي رايكونن... في اليوم ذاته كان سائق شاب آخر يبدأ مسيرته في الفورمولا واحد على متن سيارة متواضعة ميناردي... سائق يدعى فرناندو ألونسو.
ولكن أين هو رايكونن؟
بدأ كيمي مهامه من دون أن ينظر خلفه وتمكن من وضع سيارته في المركز الـ 13 عند خط الانطلاق، 3 مراكز فقط خلف صاحب الخبرة وزميله الجديد هايدفيلد. ولكن قبل فترة قصيرة من تشريع باب المنصات لتوجه السيارات للاصطفاف عند خط الانطلاق حصلت فوضى وانتاب الذعر فريق ساوبر وتساءل الجميع: ولكن أين هو رايكونن؟
يروي مهندس رايكونن في تلك الحقبة جاكي إيكيلايرت حقيقة ما جرى قائلاً: "كانت المنصات ستفتتح في غضون 5 دقائق ولم يكن كيمي في المرآب"، مضيفاً: "بحثنا عنه ولم نجده. ذهبنا لرؤيته في مقر الفريق (موتورهوم) وكان هناك، نائماً! لقد نام قبل أن يبدأ سباقه الاوّل في الفورمولا واحد! لقد كان مسيطرًا بشكل كامل على الوضع".
بعد انطلاقة متوسطة، بدأ كيمي هجومه وتجاوز منافسيه. وفي اللفة 41 من أصل 58 تقدم للمركز السابع ليجتاز العلم المرقط في الترتيب ذاته. ولكن بعد السباق، حصل أوليفييه بانيس على "بار ـ هوندا" والذي كان حلّ رابعًا على عقوبة إضافة 25 ثانية إلى توقيته، ما جعله يتراجع للمركز السابع مقابل تقدم رايكونن للمرتبة السادسة، ما سمح له بحصد نقاطه الأولى في البطولة.
بدا بيتر ساوبر وكأنه يسير على الغيوم لأنه أدرك فورًا انه بات يملك بين يديه جوهرة نادرة. في العام التالي، انتقل كيمي إلى ماكلارين، ومن ثم ارتدى اللون الأحمر لفيراري في عام 2007 ليتوج مع "الحصان الجامح" بطلاً للعالم.
كن جزءًا من مجتمع موتورسبورت
انضمّ إلى المحادثةشارك أو احفظ هذه القصّة
Subscribe and access Motorsport.com with your ad-blocker.
From Formula 1 to MotoGP we report straight from the paddock because we love our sport, just like you. In order to keep delivering our expert journalism, our website uses advertising. Still, we want to give you the opportunity to enjoy an ad-free and tracker-free website and to continue using your adblocker.
أبرز التعليقات