التغيير التقنيّ الذي قلب أداء مرسيدس في سنغافورة
في حين أنّ انتصار مرسيدس في جائزة سنغافورة الكبرى يعود إلى الأداء الباهر الذي قدّمه لويس هاميلتون، إلّا أنّ تغييرًا مخفيًا في سيارته يُمكن لنا الكشف عنه قد يكون عاملًا مساعدًا في تقديم السهام الفضيّة لعطلة نهاية أسبوع قويّة.
الصورة من قبل: سيمون غالوي/ صور لات
في حين أنّ فيراري تمتّعت بسيارة سريعة في بعض الأوقات، إلّا أنّه كان من الواضح بأنّ إدارة الإطارات – التي كانت تُعدّ إحدى نقاط قوّة مرسيدس في الماضي – قد قلبت موازين القوى على حلبة مارينا باي.
إذ أنّ تحليل لفّات التجارب التأهيليّة في سنغافورة يُظهر أنّ مرسيدس كانت أفضل بكثير من فيراري على صعيد منع ارتفاع حرارة إطاراتها بشكلٍ مفرط في المقطع الأخير، ما سمح لها بكسب وقتٍ جوهري هناك.
ومن شبه المؤكّد بأنّ تحسّن قدرة مرسيدس على استخراج المزيد من الأداء من الإطارات، خاصة الإطارات الخلفيّة، تعود إلى اعتماد الفريق لتصميم هيكلٍ معدني جديد للإطار الخلفي استخدمه الفريق للمرّة الأولى.
الهيكل المعدني للإطار الخلفي لسيارة مرسيدس "دبليو09"
تصوير: جورجيو بيولا
مالذي قامت مرسيدس بتغييره؟
لم يظهر التصميم الجديد الذي جلبته مرسيدس للمرّة الأولى إلّا على شبكة الانطلاق مثلما تُظهر الصورة الحصريّة من محلّلنا التقني جورجيو بيولا.
إذ أنّ العلبة المصنّعة من ألياف الكربون (الظاهرة في الأعلى) تعتمد قنوات تبريد مختلفة وبشكلٍ أكثر أهميّة تتمتّع بشكلٍ مقعّر – وهو مختلفٌ للغاية عن التصميم السابق (الصورة أسفله).
الهيكل المعدني للإطار الخلفي لسيارة مرسيدس "دبليو09"
تصوير: جورجيو بيولا
ويتشابه التصميم القديم لمرسيدس مع ما تستخدمه عدّة فرقٍ أخرى بما فيها فيراري (الصورة أسفله).
الهيكل المعدني للإطار الخلفي لسيارة فيراري "اس.اف71اتش"
تصوير: جورجيو بيولا
يُساعد الشكل المقعّر على إنشاء غرفة هواء صغيرة ضمن جدار الهيكل المعدني، ما يعني بأنّه عندما يدور الإطار على سرعة عالية فمن الممكن استخراج المزيد من الحرارة من الإطار، ما يعني بدوره منع ارتفاع حرارته بشكلٍ مفرط.
وبشكلٍ شبه مؤكّد فإنّ هذه الفكرة الجديدة تمّ تصميمها للعمل مع الهياكل المعدنيّة الجديدة التي استخدمتها مرسيدس للمرّة الأولى في بلجيكا.
تفاصيل محور الإطار المعدني لسيارة مرسيدس دبليو09
تصوير: جورجيو بيولا
وتعمل تلك الأسنان إن صحّ التعبير على المساعدة على زيادة مساحة سطح الهيكل المعدني، ما يعني توفير كفاءة تبريد أفضل.
ما تأثير هذه التغييرات؟
كان التغيير الذي طرأ على تصميم الهيكل المعدني للإطار ليكون كافيًا لتغيير الخصائص الحراريّة لسلوك المطاط، : وهو ما يُغيّر أداء سيارة "دبليو09" على حلبة عادة ما عانى عليها سائقاها لإيقاف ارتفاع حرارة الإطار.
وبالفعل، كشف ألدو كوستا كبير مهندسي مرسيدس قبيل عطلة نهاية الأسبوع بأنّ التركيز الأساسي للفريق في الأسابيع الأخيرة سمح له بالتحكّم في حرارة الإطارات الخلفيّة.
كما لوحظ إقدام طاقم مرسيدس على نزع بطانيات الإطارات الخلفيّة في وقتٍ أبكر من الأخرى الأماميّة في محاولة للمساعدة على التقليل من المشكلة.
وبحديثه حيال السيارة، قال كوستا لموقعنا "موتورسبورت.كوم": نعتقد بأنّ سلوك السيارة عند المنعطفات هو نقطة قوّتنا بشكلٍ عام، بينما نعمل بجهد على إدارة حرارة الإطارات الخلفيّة".
وأضاف: "نخطّط لتحقيق بعض التقدّم في سنغافورة التي سنجلب فيها بعض التغييرات المصمّمة لهذا الغرض ونحن نحقّق تقدّمًا، لكن لا يُمكنني القول بأنّ ذلك سيكون كافيًا أم لا".
وبالنظر إلى أداء السيارات في سنغافورة، التي تمكّن خلالها فالتيري بوتاس من التأهّل أمام كيمي رايكونن أيضاً، فمن المؤكّد بأنّ التقدّم بدا كافيًا.
مقارنة الجناح الخلفي لسيارة مرسيدس "دبليو09" في سنغافورة
تصوير: جورجيو بيولا
ماذا غيّرت مرسيدس كذلك؟
لم تركّز مرسيدس جهودها على إدارة درجات الحرارة فقط في سنغافورة.
إذ أدخلت بعض المراجعات الانسيابيّة على سيارتها "دبليو09"، حيث كان تحسين الجناح الخلفي عالي الارتكازيّة التغيير الأبرز.
ويستخدم التصميم المتأثّر بشدّة بتصميم مكلارين منطقة رماديّة في القوانين المتعلّقة بالمنطقة الانتقاليّة التي يتقلّص فيها عرض الجناح.
وتتّجه "فيا" في الحقيقة إلى مراجعة نصّ المادة المتعلّقة بهذا الجزء ضمن قوانين الموسم المقبل، وذلك في ظلّ مواصلة الفرق استغلال التأويل الحالي.
وباتت مرسيدس ثاني فريق من أصل أربعة استغلّوا هذه المنطقة الرماديّة، حيث قدّمت أوّل نسخها في النمسا (الصورة المصغّرة) واستخدمت الجناح مجدّدًا في المجر.
لكنّ تصميم سنغافورة شهد اعتماد فتحة في موقعٍ متأخذرٍ للغاية وإطالة الشرخ (باللون الأصفر)، وذلك لتعويض أشرطة التدفّق الصاعد (انظر السهم في الصورة المصغّرة) من أجل تشغيل الجناح بشكلٍ أكثر نشاطًا.
كن جزءًا من مجتمع موتورسبورت
انضمّ إلى المحادثةشارك أو احفظ هذه القصّة
Subscribe and access Motorsport.com with your ad-blocker.
From Formula 1 to MotoGP we report straight from the paddock because we love our sport, just like you. In order to keep delivering our expert journalism, our website uses advertising. Still, we want to give you the opportunity to enjoy an ad-free and tracker-free website and to continue using your adblocker.
أبرز التعليقات