اشترك

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط

تحليل السباق: كيف حقّق هاميلتون معجزة في ألمانيا

تمكّن لويس هاميلتون من الفوز بجائزة ألمانيا الكبرى منطلقًا من المركز الـ 14 ضمن فترة ما بعد ظهر يوم أحدٍ شملت بعض الأمطار والحوادث والمحادثات اللاسلكيّة المربكة وتحقيقات المراقبين ضمن سباقٍ جنوني على حلبة هوكنهايم.

لويس هاميلتون، مرسيدس

لويس هاميلتون، مرسيدس

غلين دنبار / صور لات

موتورسبورت.كوم "برايم"

أفضل المقالات التقنية والتحليلات المميّزة من عالم المحركات على موقع "موتورسبورت.كوم" باللّغة العربية.

"تحدث المعجزات بالفعل" قال بيت بونينغتون مهندس سباق هاميلتون عبر اللاسلكي بعد فوز البريطاني المفاجئ في ألمانيا.

قال هاميلتون لاحقًا بأنّه صلّى من أجل تحقيق هذا الإنجاز، إذ ربّما كان ذلك ما فعله عندما جثى بجانب سيارته المتوقّفة خلال القسم الأوّل من التصفيات نتيجة مشكلة هيدروليكيّة.

مهما كان الذي فعله فإنّ سباق ألمانيا مثّل المرّة الـ 12 من أصل 976 سباق جائزة كبرى التي يتمكّن خلالها سائقٌ من الفوز بعد انطلاقه من المركز الـ 14 أو أسوأ.

لكن في حين أنّ بعض التأثيرات الخارجيّة لعبت دورًا، تمثّلت في تهاطل الأمطار وتعرّض المتصدّر سيباستيان فيتيل لحادث، فإنّ هذا الفوز جاء نتيجة مجموعة من العوامل التي لم يكن من الممكن توقّعها مسبقًا.

هل أدّت حالة الارتباك التي عاشها بونينغتون عبر المحادثات اللاسلكيّة مع هاميلتون إلى الحركة التي ساعدت هاميلتون على الفوز بالسباق عبر إلغاء توجّهه إلى خطّ الحظائر خلال فترة سيارة الأمان؟ من يدري.

مرّ البريطاني برحلة طويلة لتعويض كارثة التجارب التأهيليّة الناجمة عن عبور البريطاني على الحفف الجانبيّة عند المنعطف الأوّل في مرحلة أولى، قبل أن يعود في اللفّة التالية ويعبر عليها بشكلٍ أعنف ما دفع الفريق إلى أمره بإيقاف السيارة.

سيرجيو بيريز، فورس إنديا ولويس هاميلتون، مرسيدس ورومان غروجان، هاس

سيرجيو بيريز، فورس إنديا ولويس هاميلتون، مرسيدس ورومان غروجان، هاس

تصوير: صور ساتون

يبدو بأنّ الاصطدام الأوّلي، كون السائقين لا يعبرون عادة على الحفف بتلك الطريقة، قد تسبّب بانطلاق التسرّب في الأنظمة الهيدروليكيّة الخاصة بنظام التوجيه.

وفي الوقت الذي حوّل فيه فيتيل قطب الانطلاق الأوّل إلى صدارة السباق أمام فالتيري بوتاس، وكيمي رايكونن وماكس فيرشتابن رافعًا أفضليّته إلى أربع ثوانٍ خلال اللفّات العشر الأولى، تعيّن على هاميلتون تجاوز سيارات الوسط من أجل العودة إلى دائرة المنافسة.

تمكّن البريطاني من القيام بذلك بكفاءة عالية، بالرغم من أنّه لا يجب إنكار أنّ سيارات "الفئة الثانية" في البطولة لم تكن مهتمّة بالإبقاء على هاميلتون خلفها لأكثر من بضع منعطفات كون ذلك سيكلفّها وقتًا ثمينًا ضمن معاركها الخاصة.

منطلقًا من المركز الـ 14، تقدّم هاميلتون على ماركوس إريكسون عند الانطلاقة، قبل أن يستغلّ عبور سيرغي سيروتكين لمنعطف الملعب بشكلٍ واسع ليتجاوزه. وصل بذلك إلى المركز الـ 13 كون إستيبان أوكون تجاوزه خلال النصف الأوّل من اللفّة.

عاد البريطاني لتجاوز أوكون عند المنعطف الأوّل من اللفّة الثانية، قبل أن يطيح بفرناندو ألونسو عند المنعطف الثامن الأيسر في اللفّة التالية. ولم يتطلّب الأمر أكثر من المنعطف السادس في اللفة التالية حتى وصل هاميلتون إلى مراكز النقاط بعد تجاوزه لشارل لوكلير سائق ساوبر. وأتبع البريطاني ذلك بتجاوزٍ مماثل لكارلوس ساينز الإبن بعد ذلك بلفّتين.

بلغ هاميلتون المركز الثامن في اللفّة الثامنة بعد تقدّمه على رومان غروجان سائق هاس، قبل أن يُلحق به سيرجيو بيريز في اللفّة التالية. وكان نيكو هلكنبرغ ضحيّته التالية في اللفّة الـ 11، ليبقى كيفن ماغنوسن الوحيد بينه وبين سائقي الصدارة الأربعة. ولم ينعم الدنماركي بمركزه الخامس طويلًا، حيث تجاوزه هاميلتون في اللفّة الـ 14 ليجد نفسه بعيدًا بـ 25.7 ثانية عن فيتيل عند تلك المرحلة.

دفع ذلك فيراري لاستدعاء رايكونن الذي كان يحتلّ المركز الثالث طوال الفترة الأولى وتواجد في المجمل على بُعد 1.5 إلى 2.5 ثانية خلف بوتاس وأمام فيرشتابن بفارق 1.5 إلى 1.8 ثانية. عاد الفنلندي رابعًا مباشرة أمام هاميلتون، لكنّه بات من المرجّح أن يلتزم باستراتيجيّة التوقّفين بالنظر إلى توقّفه المبكّر عند تلك المرحلة.

أظهر هاميلتون وتيرته خلال تلك الفترة. إذ ما عدا رايكونن الذي كان على إطارات جديدة عند تلك المرحلة، فقد كان هاميلتون الأسرع على الحلبة بمعدّل 0.458 ثانية بالمقارنة مع أقرب ملاحقيه. حتّى بالمقارنة مع رايكونن فقد كان البريطاني أبطأ بـ 0.187 ثانية في ظلّ اقترابه من رباعي الصدارة.

لويس هاميلتون، مرسيدس وفرناندو ألونسو، مكلارين وفالتيري بوتاس، مرسيدس

لويس هاميلتون، مرسيدس وفرناندو ألونسو، مكلارين وفالتيري بوتاس، مرسيدس

تصوير: صور لات

بالنظر إلى طبيعة الفورمولا واحد هذه الأيّام فإنّ هذه المقارنة لم تكن منصفة بالكامل. كان المتصدّر فيتيل سعيدًا بالحفاظ على أفضليّة جيّدة في الصدارة لحماية نفسه من أيّة محاولات من بوتاس للتوقّف قبله لتجاوزه، بينما كان هاميلتون يضغط في الخلف. لكنّ ذلك يُظهر مدى العمل الذي تعيّن على هاميلتون القيام به.

أجرى فيتيل توقّفه في اللفّة الـ 25 ليستجيب بوتاس بعد ذلك بثلاث لفّات، بينما أجرى فيرشتابن توقّفه في اللفّة الـ 29. سمح ذلك لرايكونن بالتقدّم إلى الصدارة بعد استغلاله لوتيرة إطاراته الجديدة لتجاوز ثنائيّ الصدارة، بينما بقي متقدّمًا على فيتيل بفارق ثانية إلى 1.5 ثانية. في المقابل بات هاميلتون ثالثًا عند تلك المرحلة أمام بوتاس وفيرشتابن.

وفي ظلّ إمعان رايكونن التفكير في إمكانيّة محاولة إكمال السباق من دون التوقّف مجدّدًا، وهو ما كان يعني ضرورة إكماله لـ 53 لفّة بمجموعة الإطارات تلك، فقد أراد الفنلندي البقاء أمام فيتيل. لكن بشكلٍ مُتفهّم فقد تذمّر فيتيل مرارًا عبر اللاسلكي حيال خسارته للوقت وحقيقة إضراره بمجموعة إطاراته الليّنة الوحيدة. استخدم الألماني كلمة "سخيف" للتعبير عن الوضع حينها.

دفع ذلك برئيس قسم الهندسة في فيراري جوك كلير للطلب من رايكونن عدم تعطيل فيتيل كجزء من محادثة مطوّلة تضمّنت ذكر أنّهما على استراتيجيّتين مختلفتين قليلًا وأنّ كلاهما يُلحق ضررًا بإطاراته في حال بقيا على ذات الترتيب.

طالب رايكونن بالمزيد من التوضيحات وكان من البديهي بأنّ طاقم فيراري لم يرد أن يسمعه الجميع يُقدم على اعتماد أوامر صارمة واضحة بالرغم من أنّه كان من المنطقي القيام بذلك. في النهاية أبطأ رايكونن قليلًا في اللفّة الـ 39 وسمح لفيتيل بتجاوزه عند المنعطف الحاد السادس. وسّع الألماني الفارق إلى ثلاث ثوانٍ أمام زميله في غضون أربع لفّات فقط.

وبالرغم من قيادته الهجوميّة فقد تمكّن هاميلتون من الإبقاء على إطاراته الليّنة في حالة جيّدة حتّى اللفّة الـ 42. كانت مرسيدس حريصة على تمديد فترته الأولى قدر المستطاع بالنظر إلى توقّع هطول الأمطار.

أُعلم معظم السائقين بأنّ المطر قريبٌ من الحلبة منذ الانطلاقة، لكنّ معجزة هاميلتون بدت مستبعدة عندما بدأت الأمطار بالتهاطل بعد لفّة واحدة من توقّفه وانتقاله إلى إطارات "ألترا سوفت" وعودته إلى الحلبة في المركز الخامس خلف فيرشتابن وبوتاس.

"أكملت الفترة الأولى ولم يكن بوسعي البقاء لفترة أطول، ماتت الإطارات لذلك تعيّن عليّ التوقّف بالرغم من قولهم بأنّ الأمطار قادمة في غضون لفّتين أو ثلاث" قال هاميلتون.

لويس هاميلتون، مرسيدس

لويس هاميلتون، مرسيدس

تصوير: صور ساتون

وأضاف: "علمت أنّي أتّبع استراتيجيّة إطارات مختلفة بالمقارنة مع الآخرين أمامي، لكنّني علمت أنّ هناك إمكانيّة للفوز عندما بدأت الأمطار بالتهاطل. حالما بدأت زخّات المطر علمت أين سأحصل على فرصتي".

جاءت الأمطار بالفعل بعد ذلك. تهاطلت في بعض المناطق المحدودة في البداية عند المنعطف السادس، ما دفع البعض للمغامرة بالانتقال إلى إطارات "انترميديت" وكان من بينهم فيرشتابن في اللفّة الـ 46. لكنّ مغامرته لم تفلح واضطرّ لإجراء توقّفٍ آخر للعودة إلى الإطارات الملساء، قبل أن يُكمل السباق لاحقًا في المركز الرابع الذي تواجد فيه طوال مسافة السباق في الوقت الذي لم تكن فيه ريد بُل قويّة بما يكفي لمقارعة سائقي الصدارة.

لكنّه أكمل السباق على الأقل على عكس زميله دانيال ريكاردو الذي انطلق من المركز ما قبل الأخير قبل أن تتوقّف سيارته قبل انتصاف السباق نتيجة مشكلة في المحرّك.

مثّلت الأمطار أخبارًا جيّدة لفيتيل في البداية. وسّع الألماني أفضليّته سريعًا إلى 4.6 ثانية أمام رايكونن، ومن ثمّ 6.6 ثانية بعد لفّتين. منحت فيراري سائقيها خيار الانتقال إلى إطارات "انترميديت" في حال أرادا ذلك، لكنّهما لم يفعلا. في المقابل فإنّ معاناة رايكونن في الأجواء الرطبة تركته عرضة لهجمات بوتاس الذي كان خلفه بخمسٍ ثوانٍ قبل وصول الأمطار.

وصل الثنائي إلى مجموعة من السيارات المتأخّرة بلفّة كاملة، وأُجبر رايكونن على الخروج عن المسار بسبب سيارة ماغنوسن عند المنعطف الثامن. سمح ذلك لبوتاس بتجاوزه خاطفًا منه المركز الثاني.

في الوقت ذاته استغلّ هاميلتون إطاراته "ألترا سوفت" الجديدة التي توفّر أفضل تماسك في تلك الظروف ليكون أسرع بمعدّل 1.444 ثانية من أيّ سائقٍ آخر في كلّ لفّة بين اللفّات الـ 44 والـ 51. وضعه ذلك على بُعد 12.1 ثانية عن الصدارة.

وفجأة تدمّر سباق فيتيل. عادة ما تتطلّب معجزة لأحد المتنافسين معاناة آخر من كارثة في عالم الرياضة، وفي ظل تواصل تهاطل الأمطار، أغلق فيتيل مكابحه عند الدخول إلى منعطف "زاكسكورفي" في اللفّة الـ 52 أثناء تقدّمه بتسع ثوانٍ على بوتاس. عكس ضربه للمقود خمس مرّات بعد اصطدام سيارته بالجدار ما كان يشعر به الألماني في تلك اللحظة.

"كان خطأً صغيرًا لكنّ عاقبته كانت ضخمة" قال فيتيل الذي اعتذر من فريقه عبر اللاسلكي بعد الحادث، وأضاف: "تأخّرت قليلًا في الكبح وأغلقت مكابحي الأماميّة ومن ثمّ الخلفيّة ولم يكن بوسعي الانعطاف".

وفي ظلّ توقّف سيارة فيراري في المنطقة الحصويّة، تمّ اعتماد سيارة الأمان. كان من الواضح عند تلك المرحلة بأنّ الأمطار لم تكن غزيرة بما فيه الكفاية لجعل إطارات "انترميديت" تعمل، لكن كانت لا تزال هناك فرصة لإجراء توقّف من دون خسارة الكثير. طلبت مرسيدس من بوتاس وهاميلتون التوقّف، لكنّ فيراري بقيت للفّة إضافيّة مع رايكونن لتحديد ما إذا كان عليه البقاء على الحلبة. كان الفنلندي حريصًا على المجازفة كونه لم يكن أمامه شيء لخسارته، وتمّ استدعاؤه بالفعل في اللفّة التالية، لكن بعد لفّة واحدة من توقّف مرسيدس.

أهميّة ذلك أنّه عند توجّهه إلى خطّ الحظائر في نهاية اللفّة الـ 52 فقد شاهد هاميلتون منافسه رايكونن يبقى على المسار.

لويس هاميلتون، مرسيدس يعبر المنطقة العشبيّة للعودة إلى المسار بعد محاولته دخول خطّ الحظائر.

لويس هاميلتون، مرسيدس يعبر المنطقة العشبيّة للعودة إلى المسار بعد محاولته دخول خطّ الحظائر.

تصوير: صور ساتون

"كيمي بقي على الحلبة" قال هاميلتون عبر اللاسلكي، فأجابه مهندسه: "كلّا، ابق... ابق خارجًا... ادخل، ادخل، ادخل، ادخل، ادخل، ادخل، ادخل، ادخل...".

"يا رجل" قال هاميلتون، قبل أن يقطع المنطقة العشبيّة ويعود إلى الحلبة في الوقت الذي طلب فيه مهندسه الدخول إلى خطّ الحظائر. التزم البريطاني بالبقاء على الحلبة في النهاية، حتّى لو كان ذلك بشكل غير مقصود، طُلب منه حينها الضغط.

ما كان واضحًا أنّ مرسيدس استدعت هاميلتون والتزم بالدخول، لكن بعد إشارته إلى بقاء رايكونن على الحلبة، فقد حصل البريطاني على ما وصفها "رسالة مُربكة". ربّما تشتّت تركيز مهندسه أكثر نتيجة توقّف بوتاس البطيء نتيجة الحيرة حيال تركيبة الإطارات التي سيحصل عليها؟

وما كان مؤكّدًا أنّ طاقم مرسيدس وجد نفسه أمام الكثير من المعلومات والخيارات ضمن حيّز زمني ضيّق. وقول بونينغتون لكلمة "ادخل" 14 مرّة يشير إلى أنّه كان متأكّدًا في البداية من أنّ إجراء توقّفٍ هو الخيار المناسب.

"كانت أكثر ثانية ونصف إرباكًا على الإطلاق" قال هاميلتون الذي لم يحتج للكثير من الإقناع للبقاء على الحلبة، وأضاف: "اعتقدت بأنّني سأبقى على الحلبة في البداية، كنت سعيدًا بإطاراتي وقالوا لي بعد ذلك ادخل وشاهدت فالتيري أمامي يتوجّه إلى خطّ الحظائر. قلت في نفسي: هل هم متأكّدون من ذلك؟".

وتابع: "بحلول الوقت الذي وصلت فيه إلى هناك قالوا لي: كلّا، ابق خارجًا. كان الأمر أشبه بالقول اذهب يسارًا، اذهب يمينًا. أبطأت وعبرت على المنطقة العشبيّة وتأكّدت من عودتي إلى المسار بأمان".

بقيت 10 لفّات حاسمة حتّى خطّ النهاية عند خروج سيارة الأمان. تقدّم هاميلتون على بوتاس، ورايكونن وفيرشتابن، بينما كان هلكنبرغ أفضل البقيّة بعد تقدّمه على ماغنوسن بعد وقتٍ وجيز من بداية الأمطار.

لكنّ بوتاس تمتّع بإطارات "ألترا سوفت" جديدة بالكامل وكانت أجدد بـ 11 لفّة من إطارات هاميلتون. تواجد الفنلندي مباشرة خلف زميله عند إعادة الانطلاقة وحصل على فرصة عند المنعطف السادس الحاد. وبحصوله على خروجٍ جيّد هناك فقد كان الفنلندي قريبًا من خطف الصدارة بالتوجّه إلى المنعطف السابع، لكنّ هاميلتون تشبّث بمركزه ودافع عنه.

"لم تكن لديّ أيّ فكرة حيال مدى صعوبة الأمر عند إعادة الانطلاقة" قال هاميلتون، وأضاف: "لكنّني كنت ممتنًا للتمتّع بأفضليّة المركز على المسار. قلت في نفسي: قمت بكلّ هذا، لا يُمكن أن أفرّط في الصدارة الآن".

سيباستيان فيتيل، فيراري بعد الحادث

سيباستيان فيتيل، فيراري بعد الحادث

تصوير: صور ساتون

وبعد فترة قصيرة من المنافسة الشرسة بين ثنائي السهام الفضيّة، قرّر توتو وولف مدير الفريق بأنّه اكتفى وطلب من جايمس فاولز مدير الاستراتيجيّات الطلب من بوتاس الحفاظ على مركزه وعدم الضغط. قبل بوتاس بذلك القرار ضمن المحادثات اللاسلكيّة وبعد السباق.

"حصلنا على حريّة التسابق بعد فترة سيارة الأمان وخضنا معركة جيّدة في اللفّة الأولى" قال بوتاس، وأضاف: "تحتاج لفارق وتيرة كبير للتجاوز وبالنظر إلى امتلاكنا لذات الإطارات تقريبًا فقد كان الوضع صعبًا، كنّا لنجازف فقط".

وتابع: "لست غاضبًا من قرار اعتماد أوامر الفريق من جانبي. خضنا معركة في اللفّة الأولى وانتهى الأمر حينها. خسرت السباق قبل ذلك، موعد سيارة الأمان كان سيّئًا للغاية".

كان الفنلندي محقًا، إذ أنّ موعد سيارة الأمان حرمه من الفوز مجدّدًا. حيث أنّه تجاوز رايكونن وانتزع الصدارة عندما تعرّض فيتيل للحادث، وكان بقاء هاميلتون على الحلبة هو الذي منعه من تحقيق الفوز، لذلك كان بوتاس سعيدًا بتحقيق المركز الثاني للمرّة الخامسة هذا الموسم. على الأقل كان عزاؤه حصوله على عقدٍ جديد مع الفريق ما يضمن له وقتًا كافيًا لتعويض الانتصارات التي خسرها.

وفي ظلّ عدم قدرة رايكونن خلفه على الهجوم، وربّما كان يتألّم حينها كونه لو كان أسرع قليلًا عندما بدأت الأمطار بالتهاطل أو لو سمحت له فيراري بالبقاء على الحلبة لكان في الصدارة. في المقابل طلبت مرسيدس من هاميلتون توسيع الفارق في الصدارة.

"الوضع الخامس": كانت تلك رسالة عادة ما نسمعها عندما يحتاج أحد سائقي مرسيدس لتسجيل أزمنة سريعة، لكنّ هاميلتون كان يحرص على حماية محرّكه. لم يكن يعلم حينها أنّ مرسيدس أرادت منه بناء فارق 5 ثوانٍ تحسّبًا لإمكانيّة حصوله على عقوبة نتيجة عبوره على المنطقة العشبيّة وعودته إلى المسار خلال تلك المحادثات الساخنة بشأن إجراء التوقّف من عدمه.

في النهاية اكتفى المراقبون بتوجيه تأنيب للبريطاني في الوقت الذي كان فيه الفارق بينه وبين زميله 4.535 ثانية فقط.

لكنّ هاميلتون لم يكن قلقًا حيال ذلك، بل ركّز على اعتبار فوزه بهذا السباق من بين أفضل الانتصارات في مسيرته.

"من الواضح بأنّني خضت الكثير من السباقات، أي كانت هناك عدّة سباقات رائعة أخرى" قال هاميلتون، وأضاف: "سيلفرستون 2008 كان سباقًا رائعًا، لكنّني خرجت عن المسار حينها، كان رائعًا بنسبة 99.8 بالمئة!".

وتابع: "أمّا هذا السباق فلم أرتكب فيه أيّ خطأ على الإطلاق، لذلك أنا فخورٌ بهذا اليوم".

Be part of Motorsport community

Join the conversation
المقال السابق الفورمولا واحد تتخلّى عن خطّة إقامة سباق ميامي في 2019
المقال التالي فورس إنديا: أوكون ملتزم معنا خلال موسم 2019

Top Comments

ليس هناك تعليقات على المقال. لمَ لا تبدأ بالتعليق؟

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط