اشترك

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط

تحليل السباق: كيف تجاوز فيرشتابن خطأه ومشاكل ريد بُل ليفوز في إسبانيا

جاءت كارثة محرّك شارل لوكلير لتمنح ماكس فيرشتابن وريد بُل مرمى مفتوحًا على مصراعيه، لكنّ حامل لقب الفورمولا واحد كان بحاجة لحلّ العديد من الأخطاء والاستفادة من دعم زميله سيرجيو بيريز، ما خلق أحداثًا دراميّة في سباق جائزة إسبانيا الكبرى.

ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

الصورة من قبل: مارك ساتون/ صور لات

موتورسبورت.كوم "برايم"

أفضل المقالات التقنية والتحليلات المميّزة من عالم المحركات على موقع "موتورسبورت.كوم" باللّغة العربية.

اعتقد فيرشتابن بأنّه سيحتاج لروزنامة من 45 جولة لتعويض ما خسره لصالح لوكلير بعد انسحابه من جائزة أستراليا الكبرى مطلع أبريل الماضي. كان متشائمًا حينها. لكن بعد ثلاث جولات من ملبورن – التي كان متأخّرًا بـ 46 نقطة عن سائق فيراري بعدها – فقد انتزع حامل اللقب صدارة بطولة السائقين للمرّة الأولى في 2022.

كانت تلك الجائزة الختاميّة للفوز بجائزة إسبانيا الكبرى المليئة بالأحدث ضمن يومٍ عانى فيه غريمه لوكلير من نصيبه من ضعف الموثوقيّة ضمن المعركة على اللقب بينهما.

عادة ما قدّمت برشلونة سباقات أقلّ إثارة، لكنّ اللفّات الـ 66 بعد ظهر الأحد الماضي كانت مثيرة وممتعة في ظلّ خوض فيراري وريد بُل لمعركة جديدة. لكنّ السباق نفسه كان ذروة المعركة، كونها انطلقت منذ يوم الجمعة وامتدّت على ثلاثة أيّام في ظلّ تقلّب الزخم بين الفريقين.

من الواضح أنّ الخطوط المستقيمة في السعوديّة وميامي رجّحت كفّة ريد بُل. في المقابل فإنّ تسارع فيراري الأفضل على السرعات المنخفضة برز في الواجهة في أستراليا. ترك ذلك الحصان الجامح كأبرز المرشّحين على الورق بالوصول إلى حلبة برشلونة التي يصعب التجاوز عليها. وكذلك الحال بالنسبة لموناكو قبل الانتقال إلى باكو ومونتريال عاليتي السرعة، لذا كان هناك شعورٌ بحاجة فيراري لإتقان هذين السباقين للحفاظ على صدارتها لبطولة الصانعين.

وتعزّزت تلك الآمال بحصول سيارة "اف1-75" على حزمة تحديثاتها الأولى هذا الموسم، وذلك من خلال خصائص أرضيّة وجناح خلفي جديدين لتحسين الأداء الانسيابيّ. حصلت سيارة "آر.بي18" في المقابل على أرضيّة معدّلة فحسب.

وضمن ذلك السياق الإيجابي لمشجّعي فيراري، فإنّ ما أسفرت عنه التجارب الحرّة الثانية كان داعيًا للقلق. كانت محاكاة الحصان الجامح للسباق على إطارات "ميديوم" ضعيفة جدًا بالمقارنة مع وتيرة ريد بُل. بل أسوأ من ذلك، إذ كانت تآكل الإطارات المفرط الذي أضرّ بلوكلير في إيمولا وميامي حاضرًا بقوّة يومها كذلك. وعندما استغلّت فيراري التجارب الحرّة الثالثة لتعديل إعداداتها فقد أظهرت تحسّنًا كبيرًا في معدّل الأزمنة وكذلك مستوى تآكل الإطارات، في حين ركّزت ريد بُل حينها على وتيرة اللفّة الواحدة.

شارل لوكلير، فيراري وماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ وجورج راسل، مرسيدس وسيرجيو بيريز، ريد بُل ريسينغ ولويس هاميلتون، مرسيدس

شارل لوكلير، فيراري وماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ وجورج راسل، مرسيدس وسيرجيو بيريز، ريد بُل ريسينغ ولويس هاميلتون، مرسيدس

تصوير: صور موتورسبورت

تعافى لوكلير من انزلاقه في القسم الثالث ضمن لفّته الأولى ليُحقّق قطب الانطلاق الأوّل. وبالتوجّه إلى السباق فإنّ السيارات الجديدة ذات المؤثّرات الأرضيّة قادرة على اتّباع بعضهما على الخطّ المستقيم من أجل تعزيز فرص التجاوز على حلبة برشلونة التي يصعب فيها ذلك عادة، وهو ما أبقى فيرشتابن ضمن دائرة المعركة. فضلًا عن ذلك فإنّ المنحى حينها كان تفوّق لوكلير أيّام السبت، بينما يعود فيرشتابن للتمتّع بالأدا الأفضل في السباقات ويدخلا في معركة حامية أخرى.

كان فيرشتابن من تمتّع بالانطلاقة الأفضل بشكلٍ طفيفٍ بينهما، لكنّه كان يضغط على مجموعة إطارات "سوفت" مستعملة. في المقابل كان لوكلير على إطارات "سوفت" جديدة منحته تماسكًا أفضل. منحه ذلك بالكاد متنفّسًا للتوجّه إلى الخطّ الداخلي والإبقاء على الهولندي خلف بالدخول إلى المنعطف الأوّل.

استغلّ لوكلير إطاراته الأجدد ليبني أفضليّة قرابة ثانية في اللفّة الافتتاحيّة، بالرغم من خسارته لعُشرٍ من الثانية في التالية. في الأثناء كان لويس هاميلتون وكيفن ماغنوسن قادرين على العودة ببطء إلى خطّ الحظائر بعد تعرّض كلٍ منهما لثقبٍ إثر احتكاكهما في المنعطف الرابع من اللفّة الافتتاحيّة. كان لوكلير قادرًا على الضغط في اللفّة الثالثة ليُعزّز الفارق مع فيرشتابن بأربعة أعشارٍ إضافيّة من الثانية ويتمكّن بشكلٍ حاسمٍ من الإبقاء على غريمه خارج مجال نظام "دي آر اس".

لكنّ فيراري لم تكن قادرة على التعويل على كارلوس ساينز لتسليط الضغط على فيرشتابن. كان تسريح صاحب الأرض والجمهور لقابض سيارته عند الانطلاقة ضعيفًا جدًا ما تسبّب في تراجع من المركز الثالث إلى الخامس خلف جورج راسل – على متن سيارة مرسيدس المحدّثة – وسيرجيو بيريز. وبعد أن عانى طوال عطلة نهاية الأسبوع للسيطرة على القسم الخلفي "المباغت" على سيارته، بُوغت ساينز مجدّدًا بهبّة رياح في المنعطف الرابع ما تسبّب في انزلاق سيارته وخروجه على المنطقة الحصويّة. عاد الإسباني إلى المسار في المركز الـ 11 وكان محظوظًا بعدم الاصطدام بيوكي تسونودا.

لكنّ ذلك الخطأ لم يكن مجرّد انعكاسٍ لأداء ساينز الضعيف في هذه المرحلة المبكّرة من الموسم. إذ باغتت الرياح فيرشتابن في ذات الموقع بعد ذلك بلفّتين. خذلت ريد بُل فيرشتابن في العديد من المناسبات على صعيد الموثوقيّة حتّى الآن في 2022, لكنّ فيرشتابن كان المخطئ هذه المرّة.

"عانيت فجأة من رياح خلفيّة قويّة، لذا فقدت السيطرة على القسم الخلفي" قال الهولندي، وأضاف: "باغتني ذلك على حين غرّة حقًا، كوني لم أشعر بأنّني كبحت متأخّرًا أو دخلت المنعطف بسرعة أكبر. كانت هبّة رياح قويّة جدًا. تشعر في لفّة أنّ كلّ شيء مستقر، ومن ثمّ تواجه المزيد من الانزلاقات في بعض الأماكن في لفّة أخرى".

جورج راسل، مرسيدس وسيرجيو بيريز، ريد بُل ريسينغ وماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

جورج راسل، مرسيدس وسيرجيو بيريز، ريد بُل ريسينغ وماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

تصوير: صور موتورسبورت

عاد إلى المسار في المركز الرابع خلف زميله، الذي كان بدوره بصدد الضغط على راسل. حصل بيريز على فرصة في اللفتين الثامنة والتاسع عندما اتّبع سائق مرسيدس خطًا دفاعيًا في المنعطف الأوّل. كان بيريز أكثر عدائيّة في اللفّة التالية، لكنّ راسل لم يتزعزع، ولم يجد المكسيكي طريقه إلى الأمام في اللفّة التالية كذلك.

وفي ظلّ عدم قدرته على التقدّم ومجازفة فيرشتابن بانزلاق إطاراته أكثر في الهواء المتّسخ، جاءت التعليمات الأولى لبيريز "بالسماح لماكس بالحصول على فرصة". طلب المكسيكي لفّة إضافيّة لإتمام المهمّة لكنّ الفريق رفض على أن يتمّ "تعويضه لاحقًا". سمح المكسيكي لفيرشتابن بتجاوزه بالتوجّه إلى المنعطف السادس.

ومن ثمّ جاء الفصل الأحدث من مشاكل سيارة "آر.بي18". إذ أنّ السيارة التي انسحبت من البحرين وأستراليا وعانت من الارتفاع المفرط لدرجات الحرارة في ميامي والمشكل التي أجبرت فيرشتابن على إلغاء لفّته الأخيرة في القسم الثالث من التصفيات بسبب عطل نظام "دي آر اس" عادت للمعاناة مجدّدًا. إذ قرّرت ريد بُل تغيير أسنان محور الرفرفة والمحرّك لحلّ المشكلة، حيث كان ذلك سبب تأخّر مغادرة فيرشتابن لمرآب فريقه حتّى اللحظات الأخيرة للتوجه إلى شبكة الانطلاق – بالرغم من اشتباه العديدين في أنّ ذلك التأخّر جاء لحلّ مشكلة انخفاضٍ في حرارة الوقود.

أيًا يكن، لم تتمكّن تلك التغييرات من حلّ المشكلة. ضغط فيرشتابن على زرّ تفعيل النظام، لكنّه انغلق فورًا. حدث ذلك مرارًا وتكرارًا، وذلك في ظلّ عمل الفريق والسائق على تفعيل النظام عندما يكون على الحفف، أو بعيدًا عنها أو عند خطّ التفعيل، أو بعده بمسافة كبيرة. لم يبدُ أنّ أيًا من تلك الأفكار يحلّ المشكلة.

"كان ذلك مؤلمًا للغاية" قال فيرشتابن، وأضاف: "ينفتح أحيانًا قرب منتصف الخطّ المستقيم، أو لا ينفتح مطلقًا. صرخت عبر اللاسلكي قليلًا، لكن ليس بوسعك فعل أيّ شيء. لست غبيًا، حالما ترى الضوء وصافرة التفعيل، فإنّك تضغط على العتلة، إن لم يُفتح الجناح فمن الواضح أنّ هناك مشكلة".

وأكمل: "ضغطت على الزر قرابة 50 مرّة في مرحلة ما على الخطّ المستقيم ولم يُفتح. اختبرت الكثير من الحلول، لكنّه لم يكن يعمل".

ومع بقاء راسل أمامه، أجرى هو وفيرشتابن توقّفيهما للانتقال إلى إطارات "ميديوم" في اللفّة الـ 13. ومع مواصلتهما معركتهما، تعيّن على سائق ريد بُل إنقاذ نفسه من انزلاقٍ على الحفف الداخليّة للمنعطف الثامن. فُتح نظام "دي آر اس" أخيرًا على سيارة فيرشتابن في اللفّة الـ 24 لمنحه فرصة التواجد على الخطّ الداخلي وتجاوز راسل في المنعطف الأوّل. لكنّ راسل تشبّث بالخطّ الخارجي واستعاد المركز في المنعطف الثاني الأيسر وحشر منافسه إلى حافة المسار في المنعطف الثالث. واصل فيرشتابن بشكلٍ طبيعي الضغط هناك، لكنّه لم يتمكّن من إنجاح التجاوز وبقي ثالثًا.

ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ وجورج راسل، مرسيدس

ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ وجورج راسل، مرسيدس

تصوير: صور موتورسبورت

"أعتقد بأنّ المعركة نفسها كانت رائعة" قال فيرشتابن، وأضاف: "أنظر إليها وأبتسم الآن. بالطبع كنت محبطًا ومنزعجًا أكثر حينها. لكنّها كانت معركة قاسية وجيّدة حقًا".

وبقدر المتعة التي وفّرتها تلك المعركة، كان لوكلير بصدد الابتعاد ضمن ما بدت صدارة لا تُمسّ. بدا أنّ فيراري قد توصّلت إلى الحلّ السحري عبر محاكاة السباق تلك في التجارب الحرّة الثالثة. بالرغم من الحرارة العالية يوم السباق، فقد بنى لوكلير أفضليّة 16 ثانية أمام بيريز عندما استدعت ريد بُل سائقها.

لم يكن أصيل موناكو متمتّعًا بوتيرة إضافيّة في جعبته فحسب، حيث قدّم سلسلة من اللفّات بمعدّل أسرع بـ 0.6 ثانية من منافسيه المحتملين، بل كان لوكلير قادرًا على تمديد فترته الأولى على إطارات "سوفت" حتّى اللفّة الـ 21. انتقل حينها إلى إطارات "ميديوم" ضمن توقّفٍ سريع ليعود في الصدارة بفارق 5.7 ثانية أمام راسل. ومن ثمّ سرعان ما ضاعف لوكلير ذلك الفارق.

لكن بعد أن ضربت مشاكل الموثوقيّة فيرشتابن هذا الموسم، جاء دور لوكلير هذه المرّة. فباقترابه من المنعطف التاسع علي السرعة في اللفّة الـ 27، صدر ضجيج من العادم في ظلّ توقّف محرّك فيراري.

"لا، لا، لا! ماذا حدث؟ أعتقد بأنّ الشاحن التوربيني انفجر" قال لوكلير فورًا عبر اللاسلكي. عاد سائق فيراري ببطء إلى المرآب للانسحاب ممّا بدا فوزًا مُحقّقًا. كانت المشكلة مفاجأة لدرجة قال فيها ماتيا بينوتو مدير الفريق: "علمنا بذلك للمرّة الأولى عندما تحدّث لوكلير عبر اللاسلكي، ومن ثمّ ظهرت المشكلة بعد ذلك للمهندسين في البيانات".

وفي الوقت الذي أُرسل فيه المحرّك إلى مصنع الفريق من أجل تفكيكه والوقوف على السبب الرئيسي وراء المشكلة، غادر لوكلير برشلونة متفائلًا: "لنقل أنّ شعوري الآن أفضل ممّا كان عليه في الجولتين الماضيتين (إيمولا وميامي). بالطبع وقعت هذه المشكلة على السيارة وأنا محبط. لكن على الجانب الآخر فأعتقد بأنّ هناك الكثير من العلامات الإيجابيّ: وتيرة تصفياتنا، وعمل الحزمة الجديدة وفق المتوقّع، ووتيرة سباقنا وإدارتنا للإطارات. أعتقد بأنّه من الجيّد النظر في الإيجابيّات التي كانت هناك الكثير منها اليوم".

تقدّم راسل وفيرشتابن نتيجة لذلك على صدارة السباق. أصبح الفوز الذي كان بعيد المناول في المتناول الآن، وحاول فيرشتابن استغلال ذلك مباشرة عبر الانغماس في المنعطف الأوّل نتيجة عمل نظام "دي آر اس" في تلك اللفّة، لكنّ راسل واصل دفاعه الشرس.

شارل لوكلير، فيراري

شارل لوكلير، فيراري

تصوير: صور موتورسبورت

وفي ظلّ عدم قدرة فيرشتابن على التجاوز على المسار، جعلت ريد بُل التجاوز ينجح خارجه. تمّ نقل الهولندي إلى الاستراتيجيّة البديلة عبر نقله إلى مجموعة إطارات "سوفت" أخرى لتلتزم بذلك باستراتيجيّة الثلاث توقّفات.

كان بيريز خلف راسل الآن، وفي ظلّ إجراء ريد بُل لتوقّفٍ سريع لفيرشتابن فقد ضمن بذلك تقدّمه عليه لو استجابت مرسيدس في اللفّة التالية. بقي البريطاني على الحلبة نتيجة لذلك.

انزلق راسل إثر ذلك قليلًا بين المنعطفين الـ 14 والـ 15 وهو ما منح بيريز الزخم الذي يحتاجه ليتقدّم على البريطاني على الخطّ المستقيم وينتزع صدارة السباق. أبقت مرسيدس على سائقها لستّ لفّات قبل استدعائه لمنحه إطارات "ميديوم" جديدة.

استجابت ريد بُل عبر استدعاء بيريز في اللفّة الأخرى بعدها ونقله هو الآخر إلى إطارات "ميديوم" أخرى. في الأثناء كان فيرشتابن متقدّمًا بـ 16 ثانية في الصدارة حينها مع الاقتراب من بلوغ ثلثي السباق. توجّه حينها لتغيير إطاراته للمرّة الأخيرة والانتقال إلى مجموعة "ميديوم".

كسب بيريز أفضليّة المركز على المسار، لكنّ فيرشتابن كان يُسجّل حينها أزمنة أسرع منه بـ 1.5 ثانية في اللفّة وهو ما تطلّب تدخّل إدارة الفريق. تبخّر فارق الخمس ثوانٍ بينهما بشكلٍ كامل بحلول اللفّة الـ 48، والتي تلقى خلالها بيريز رسالة مزعجة أخرى. فبالرغم من تمتّع فيرشتابن بأفضليّة الوتيرة لتجاوزه عن جدارة، جاءت الرسالة: "أنت على استراتيجيّة مختلفة عن ماكس. إنّه أسرع. دعه يمرّ".

وبالنظر إلى أنّ هذه كانت مجرّد الجولة السادسة من موسم بـ 22 سباقًا، اعتبر العديدون أنّ هذه المرحلة لا تزال مبكّرة جدًا لريد بُل لتفرض هكذا تكتيكات.

"ذلك غير عادل، لكن لا بأس" قال بيريز مستجيبًا، حيث لم ينس الصفقة السابقة المتّفق عليها في بداية السباق عندما سمح لزميله بتجاوزه للمرّة الأولى وأُخبر حينها بأنّ الجميل سيُردّ إليه لاحقًا. لكنّ ذلك لم يحدث، على الأقلّ في إسبانيا.

ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ وسيرجيو بيريز، ريد بُل ريسينغ

ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ وسيرجيو بيريز، ريد بُل ريسينغ

تصوير: صور موتورسبورت

مع تواجد راسل خلفه بـ 10 ثوانٍ بحلول اللفّة الـ 49، خفّف بيريز سرعته وسمح لفيرشتابن بتجاوزه عند المنعطف الرابع ليعود الهولندي إلى الصدارة للمرّة الأخيرة. ومن ثمّ أجرى بيريز توقّفًا آخر مع بقاء 13 لفّة على النهاية ليتمّ نقله إلى إطارات "سوفت" وكانت مهمّته خطف أسرع لفّة والتي كانت بحوزة هاميلتون حينها.

وعلى ذكر هاميلتون فقد طلب البريطاني من فريقه الانسحاب من السباق على إثر احتكاكه بماغنوسن، وبشكلٍ مماثلٍ لراسل فقد تعيّن عليه خفض سرعته للإبقاء على حرارة محرّكه تحت السيطرة، لذا تجاوزه ساينز في اللفّات الأخيرة نحو المركز الرابع. لكنّ ذلك كان أداءً قويًا ممّا عهدناه من هاميلتون، حيث تعافى بشكلٍ مدهش في ظلّ تقييم مرسيدس للمكوّنات الجديدة ومجابهة مشاكل الارتدادات التي طغت على الجولات السابقة للفريق.

قال راسل صاحب المركز الثالث مشجّعًا فريقه: "تجاوزنا تلك الصفحة. أشعر بأنّ هذه ربّما بداية موسمنا الآن. كان موسمًا لحلّ المشاكل، على عكس محاولة كسب المزيد من الأداء وتعزيز أداء السيارة. أعتقد بأنّنا حللنا مشكلتنا أخيرًا الآن. نحن متأخّرون بستّة سباقات، لكن لا سبب يمنعنا من تعويض ذلك".

في الأثناء عبر فيرشتابن خطّ النهاية متقدّمًا بـ 13 ثانية على زميله مُحقّقًا انتصاره الثالث على التوالي ومنتزعًا بذلك صدارة الترتيب العام بفارق 6 نقاطٍ عن لوكلير، في الوقت الذي أصبحت فيه ريد بُل متقدّمة بـ 26 نقطة عن فيراري. عادل فيرشتابن رصيد خوان مانويل فانجيو بـ 24 انتصارًا في الفورمولا واحد، وذلك في الموقع الذي حقّق فيه انتصاره الأوّل في الفورمولا واحد.

ما بدأت كحملة تعافٍ بالنسبة لفيرشتابن على إثر انسحابه الثاني في غضون ثلاثة سباقات في أستراليا أصبحت الآن صدارة للبطولة. حقّق حامل اللقب الفوز في كلّ سباقٍ أكمله في 2022. جاء ذلك النجاح في إسبانيا، بشكلٍ مماثلٍ لإيمولا، على حلبة كان من المفترض أن تتناسب أكثر مع خصائص سيارة فيراري.

لكن بالنظر إلى مدى سيطرة لوكلير على متن سيارة "اف1-75" المحدّثة قبل انسحابه في برشلونة، بالرغم من أنّ ذلك جاء بعد خطأ فيرشتابن، فإنّ الحصان الجامح قادرٌ على مجاراة الثور الأحمر. يجب على فيراري فعل ذلك في موناكو للإبقاء على فرصها في البطولة وافرة.

شارل لوكلير، فيراري وماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

شارل لوكلير، فيراري وماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

تصوير: صور موتورسبورت

كن جزءًا من مجتمع موتورسبورت

انضمّ إلى المحادثة
المقال السابق هورنر: السماح بالمنافسة بين فيرشابن وبيريز في إسبانيا "لم يكن منطقياً"
المقال التالي فيتيل تعرّض لعمليّة سرقة لإحدى حقائبه في برشلونة

أبرز التعليقات

ليس هناك تعليقات على المقال. لمَ لا تبدأ بالتعليق؟

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط