اشترك

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط

تحليل السباق: مشكلة فيرشتابن المخفيّة التي ضمنت فوز لوكلير بسباق البحرين

انتهت معركة ماكس فيرشتابن على الفوز بالسباق الافتتاحيّ للحقبة الجديدة من بطولة العالم للفورمولا واحد وبداية حملة الدفاع عن لقبه بمشكلة في مضخّة الوقود، بالرغم من أنّ مشكلة ميكانيكيّة مخفيّة أخرى أصبحت عاملًا أساسيًا في خسارته أمام شارل لوكلير في جائزة البحرين الكبرى.

ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ وشارل لوكلير، فيراري

الصورة من قبل: زاك موجر/ صور لات

موتورسبورت.كوم "برايم"

أفضل المقالات التقنية والتحليلات المميّزة من عالم المحركات على موقع "موتورسبورت.كوم" باللّغة العربية.

"فيراري عادت، وقد عادت بشكلٍ فعلي"، هكذا قال كارلوس ساينز الإبن أثناء احتفاله رفقة فريقه في البادوك بعد نهاية سباق البحرين الافتتاحي الذي حلّ فيه ثانيًا خلف زميله شارل لوكلير. لكن بالرغم من كلّ العمل الجيّد الذي قام به على مدار عطلة نهاية الأسبوع، لم يكن الإسباني محلّ تركيز قصّة السباق الأوّل من الموسم، وبداية الحقبة الجديدة المنتظرة.

إذ تركّزت القصّة على زميله لوكلير في مواجهة بطل العالم فيرشتابن، الذي قدّم أداءً مذهلًا لوحده أثناء مجابهته مشاكل في سيارته قبل الانسحاب الدرامي الذي كلّفه غاليًا.

فقبل اصطفاف لوكلير للانطلاق من المركز الأوّل للمرّة العاشرة في مسيرته في الفورمولا واحد، فقد كان أصيل موناكو محاطًا بالتوقّعات. حظي سائق فيراري بتغطية مكثّفة على شبكة الانطلاق، بمستويات لم يحظَ بها سوى فيرشتابن ولويس هاميلتون في الأعوام الأخيرة، لكنّ صاحب الـ 24 ربيعًا واصل طقوسه الخاصة المعتادة قبل السباق عبر الجلوس حذو الحاجز الجانبي مقابل سيارته تحضيرًا لما هو قادم.

لم تكن فيراري متأكّدة ممّا سيكون عليه مستوى انطلاقتها في مواجهة ريد بُل، لكنّ لوكلير وفيرشتابن قدّما انطلاقتين متماثلتين. استخدم لوكلير أفضليّة المسافة في قطب الانطلاق الأوّل ليتحرّك إلى اليمين ويُغلق المساحة أمام غريمه بالوصول إلى الخطّ الداخلي للمنعطف الأوّل وتشبّث بالصدارة في المنعطفات الأولى. كبح فيرشتابن بشكلٍ متأخّرٍ ليتواجد بجانبه، لكنّ لوكلير تحرّك بشكلٍ حاسم ليضمن الخطّ الداخلي بشكلٍ كافٍ.

أمّا خلفهما فقد واجه ساينز بعض التهديد من هاميلتون الذي قدّم انطلاقة قويّة وهاجم من الخطّ الخارجي الذي أصبح الخطّ الداخلي بالتوجّه إلى المنعطف الثاني. نتيجة لذلك فقد تقدّم هاميلتون على سيرجيو بيريز نحو المركز الرابع، واستغلّ العائد بقوّة كيفن ماغنوسن سائق هاس كلّ تلك الأحداث لينقضّ على سيارة ريد بُل الثانية متجاوزًا المكسيكي كذلك.

شارل لوكلير، فيراري وماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ وكارلوس ساينز الإبن، فيراري وسيرجيو بيريز، ريد بُل ريسينغ وجورج راسل، مرسيدس

شارل لوكلير، فيراري وماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ وكارلوس ساينز الإبن، فيراري وسيرجيو بيريز، ريد بُل ريسينغ وجورج راسل، مرسيدس

تصوير: صور موتورسبورت

لكن بالرغم من كلّ ذلك فقد أمّن لوكلير صدارته، حيث تموّج قليلًا على الخطّ المستقيم التالي بالتوجّه إلى المنعطف الرابع، قبل أن يبتعد أمام فيرشتابن خارج مجال نظام "دي آر اس" رافعًا الفارق بينهما إلى 1.2 ثانية بنهاية اللفّة الأولى من أصل 57.

كان لفيراري خطّة وقد عملت بشكلٍ مثالي. دخل الثلاثة الأوائل السباق بمجموعة جديدة من إطارات "سوفت" (من أصل أربع متبقية في المجمل) لاستخدامها – وذلك بعد التخلي عن القانون السابق المتعلّق بالانطلاق على إطارات القسم الثاني في 2022. قال لوكلير أنّ فيراري اختارت "استراتيجيّة مختلفة قليلًا بين السيارتين على أمل وضع فيرشتابن في موقفٍ صعب بعض الشيء". كان ذلك يعني انطلاق لوكلير على مجموعة إطاراته الجديدة، في حين استخدم ساينز المجموعة المستعملة، مثلما فعل فيرشتابن.

وبدا أنّ ذلك هو الفارق الحاسم وراء تعزيز لوكلير لأفضليّته المبكّرة. كان سائق فيراري أسرع بمعدّل 0.19 ثانية في اللفّة على مدار اللفّات الستّ التالية، في ظلّ ابتعادهما في الأمام. لكن كانت هناك مشكلة أكبر لفيرشتابن.

إذ طلب منه مهندسه جانبييرو لامبياسي بدءًا من اللفّة الخامسة رفق قدمه مبكّرًا أكثر عن دوّاسة الوقود في مناطق الكبح. وعاد لزيادة ذات طلبه بعد ذلك بلفّتين. كانت حرارة مكابح سيارة ريد بُل ترتفع بشكلٍ مفرطٍ ببساطة وكان يخسر الكثير من الأداء. كان فيرشتابن حينها "بالكاد يكبح"، وبدأ يخسر معدّل 0.24 ثانية في اللفّة خلال اللفّات الستّ التي سبقت توقّفه الأوّل.

اتّبعت ريد بُل استراتيجيّة عدائيّة على أمل تسليط الضغط على سيارة فيراري المتصدّرة، وهو ما عمل بشكلٍ جيّد حقًا. باستخدامه أفضليّة التوقّف الأبكر بلفّة، إلى جانب انزلاق لوكلير في الخروج من المنعطفات الأخيرة بسبب معاناة فيراري "من بعض المشاكل في الإطار الأمامي الأيمن في وقفة الصيانة" وفق ما قاله لوكلير، فقد قلّص فيرشتابن الفارق بينهما من 3.7 ثانية قبل توقّفه إلى التواجد مباشرة خلف لوكلير عندما أجرى الأخير توقّفه. حصل فيرشتابن حينها على إطارات "سوفت" الجديدة، في حين حصل لوكلير على مجموعة مستعملة وحصلنا حينها على مشاهد رائعة.

لكن بالرغم من أنّ ذلك لم يكن واضحًا من الخارج، إلّا أنّ مشاكل مكابح فيرشتابن أثّرت على تلك المعركة. إذ قال له لامبياسي أوّلًا أنّ لديه "فرصة واحدة قبل مواجهة مشاكل المكابح مجدّدًا"، وجاءت تلك الرسالة أثناء تواجد فيرشتابن على الخطّ المستقيم الرئيسي بفارق 0.8 ثانية خلف فيرشتابن في بداية اللفّة الـ 17.

انغمس الهولندي من موقع متأخّرٍ جدًا عند المنعطف الأوّل متسلّحًا بنظام "دي آر اس" ليتجاوز سائق فيراري وينتزع الصدارة بالرغم من قيود مكابحه. لكنّ لوكلير ردّ بشراسة وبشكلٍ فوري على الخطّ المستقيم التالي متجاوزًا فيرشتابن على الخطّ الخارجي للمنعطف الرابع مستعيدًا الصدارة، جاء ذلك بهامش طفيف في مواجهة غريمٍ لا يرحم.

شارل لوكلير، فيراري وماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

شارل لوكلير، فيراري وماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

تصوير: صور موتورسبورت

لكن مع دخول المعركة فصلها الثالث المثير، حذّر لامباسي سائقه قائلًا: "أبقي عينيك على شاشة المقود من أجل المكابح يا ماكس، محتاج لتخفيف الضغط في هذه المرحلة". وبعد ذلك بوقتٍ قصير سارت محاولة فيرشتابن الثالثة للتجاوز عند المنعطف الأوّل على نحوٍ خاطئ كونه أغلق إطاره الأمامي الأيمن بشكلٍ مكثّف وعبر المنعطف بشكلٍ واسع. استعاد لوكلير صدارته من الخطّ الداخلي وابتعد خارج تهديد فيرشتابن مجدّدًا. في الأثناء تواصل تحذير فيرشتابن حيال ضرورة "رفع قدمه مبكّرًا عن دوّاسة الوقود".

نتيجة لذلك فقد سارت الفترة الثانية على نحوٍ مشابهٍ كثيرًا للأولى. كان فيرشتابن أبطأ بمعدّل 0.38 ثانية في اللفّة من لوكلير على مدار اللفّات الستّ التالية، وتذمّر قائلًا في اللفّة الـ 21: "من المستحيل التسابق هكذا مع هذه المكابح". أعلمه لامبياسي في اللفّة التالية بأنّ حرارة مكابحه أصبحت أخيرًا تحت السيطرة مجدّدًا، لكن بحلول تلك المرحلة فقد كانت على بُعد 2.9 ثانية وكان يُعاني الآن من "توازنٍ سيّئ" لسيارته. كان يُعاني من ضعف استجابة للانعطاف في دخول المنعطفات، وتماسكٍ سيّئ بالخروج منها، تبدّدت أفضليّة إطاراته الجديدة.

لذا هاجمت ريد بُل مجدّدًا من خلال جبهة الاستراتيجيّة. استدعت فيرشتابن للمرّة الثانية في اللفّة الـ 30 وكان حينها على بُعد 4.2 ثانية خلف لوكلير. لكنّ توقّف الأخير الثاني كان أفضل وهو ما كان يعني عودته بأريحيّة أكثر أمامه. بتواجدهما الآن على إطارات "ميديوم" فقد تمّ تحذير فيرشتابن من عدم الإفراط في الضغط عليها في هذه الفترة، وأنّ الفارق كان "كبيرًا جدًا لإنجاح التجاوز عبر التوقّف الأبكر". لكنّه لم يتّفق مع ذلك.

إذ قال الهولندي غاضبًا: "حسنًا، هذه المرّة الثانية التي لا أضغط فيها في لفّة الخروج وكنت لأتواجد في الأمام بسهولة. لن أفعل ذلك مجدّدًا".

من المثير للاهتمام أنّ لفّة خروج فيرشتابن الثانية كانت أسرع بـ 0.17 ثانية في الحقيقة من لفّته الأولى على إطارات سوفت الجديدة، والتي طُلب منه خلالها بـ "الضغط على تلك الإطارات بقوّة". لم يُواج السائقون مشكلة عدم الإبقاء على الإطارات الخلفيّة حيّة على سطح حلبة البحرين الخشن هذا العام، بل العكس ومحاولة عدم إجهاد الإطارات الأماميّة بشكلٍ مكثّف، حيث يُعدّ ذلك تحديًا جديدًا لضمان انعطاف السيارات الجديدة ذات المؤثّرات الأرضيّة بأفضل شكلٍ ممكن في المنعطفات البطيئة. وبلحاقه بلوكلير والضغط بقوّة مثلما فعل، فقد كانت ريد بُل قلقة من أنّ فيرشتابن يضغط بشكلٍ مفرط على إطاراته، إلى جانب خسارة الوقت بسبب مشكلة الكبح.

شارل لوكلير، فيراري وماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

شارل لوكلير، فيراري وماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

تصوير: صور موتورسبورت

لكن بعد وقتٍ قصيرٍ من رسالة فيرشتابن الغاضبة، فقد قال له مهندسه بأنّ لديه "حريّة الضغط"، لكنّ الفارق استمرّ في التوسّع مجدّدًا، وتواصلت مشكلة مكابحه. ووفق ما قاله لاحقًا فقد كانت "حرارتها ترتفع بشكلٍ مفرط في حال أراد الهجوم، لذا بعد معركته مع لوكلير فقد تعيّن عليه السماح له بالابتعاد".

لكن عندما بدا أنّ لوكلير يتّجه لتحقيق الفوز الثالث في مسيرته في الفورمولا واحد، فقد عرف السباق منعرجًا آخر. فضمن مشاهد مشابهة لما حدث في جائزة أبوظبي الكبرى العام الماضي، فقد كان هناك تدخّلٌ لسيارة الأمان هدّد بإبقاء لوكلير على إطارات أقدم بكثير بالمقارنة مع غريمه.

بيد أنّ الظروف كانت مختلفة بعض الشيء. إذ أنّ فيرشتابن أجرى توقّفًا ثالثًا في ظروف التسابق الطبيعيّ هذه المرّة ليعود إلى إطارات "سوفت" مستعملة في نهاية اللفّة الـ 43 وكان حينها خلف لوكلير بـ 4.9 ثانية. سأل المتصدّر إن كان عليه التوقّف "لأسباب تتعلّق بالسلامة"، قائلًا لاحقًا أنّه أراد أن يتأكّد من دراسة الفريق لكلّ السيناريوهات قبل اتّخاذ القرار".

اختارت فيراري الإبقاء على لوكلير على الحلبة كون إطاراته "ميديوم"، التي قال أنّها بدت جيّدة عند تلك المرحلة، وكان واثقًا من قدرتها على "المواصلة حتّى النهاية" حتّى من دون تغطية توقّف فيرشتابن. شعر لوكلير بأنّه "في حال شعر الفريق بالثقة لفعل ذلك، فقد منحه ذلك الثقة لمواصلة عمله وإيصال السيارة إلى خطّ النهاية".

لكنّ ذلك الخيار انتُزع من فيراري عندما توقّفت سيارة ألفا تاوري الخاصة ببيير غاسلي فجأة عند الخروج من المنعطف الثالث وأوقفها إلى جانب المسار عندما كان المتصدّر في اللفّة الـ 46. تسبّبت المشكلة المشتبه في أنّها في نظام "ام.جي.يو-كاي" في اشتعال النيران في القسم الخلفي من السيارة وهو ما كان يعني تفعيلًا سريعًا لنظام سيارة الأمان الافتراضيّة قبل تعويضه بسيارة الأمان الفعليّة.

لكن على عكس أبوظبي، فقد كان لوكلير على بُعد نصف لفّة من خطّ الحظائر وكان بوسعه التوقف لمرة ثالثة والعودة على إطارات "سوفت" مستعملة لتغطية فيرشتابن والعودة في الصدارة بأريحيّة كون غريمه كان مضطرًا للإيفاء بمعدّل سرعة سيارة الأمان.

شارل لوكلير، فيراري

شارل لوكلير، فيراري

تصوير: صور موتورسبورت

بقيت سيارة الأمان لخمس لفّات، لكنّ التركيز انتقل نحو دراما جديدة على صعيد الموثوقيّة على سيارة فيرشتابن. إذ خلال لفّة خروجه الأخيرة فإنّ الهولندي قال بأنّ مقوده بدأ يُصبح ثقيلًا فجأة. قام الهولندي بتحريكه على كلّ خطّ مستقيم إثر ذلك، معتقدًا بوجود أشلاء أو شيء ما عالقٍ يتسبّب في المشكلة.

في الحقيقة كانت المشكلة متمثّلة في انحناء إحدى أذرع التوجيه، ووقع الضرر عند إنزال السيارة في وقفة الصيانة الأخيرة وفق ما قاله كريستيان هورنر مدير الفريق. جعل ذلك السيارة "غير مستقرّة بين اليمين واليسار"، لكنّ أزمنة فيرشتابن كانت لا تزال تنافسيّة، كونه سجّل أفضل زمنٍ شخصي له بـ 1:35 دقيقة في اللفّة الواحدة الكاملة التي أتمّها على إطارات "سوفت" قبل انسحاب غاسلي.

وقبيل إعادة الانطلاقة في اللفّة الـ 51 فقد حاول فيرشتابن القيام بما أصبحت خدعة معتادة عبر التواجد بجانب المتصدّر ومحاولة تسليط الضغط عليه. لم يكن ذلك ذكيًا على الأرجح كونه فعل ذلك أثناء اقترابه هو ولوكلير من المنعطف الأخير قبل دخول الخطّ المستقيم الرئيسي. لذا مع تواجد فيرشتابن على الخطّ الداخليّ الضيّق، فقد ضغط لوكلير بقوّة متسارعًا في الأمام.

لذا تحوّل فيرشتابن فجأة إلى فريسة ساينز. كان الإسباني على بُعد قرابة 20 ثانية عن لوكلير قبل فترة سيارة الأمان، وبدأ بالسعي لاستغلال مشاكل سيارة فيرشتابن. في الأثناء سجّل لوكلير 1:34.570 دقيقة في لفّته الأولى إثر ذلك لتكون أسرع لفّة في السباق وواصل رفع أفضليّته ليعبر خطّ النهاية بفارق 5.6 ثانية عن أقرب ملاحقيه.

لكنّ فيرشتابن لم يصل مطلقًا إلى خطّ النهاية. فمع بقاء ثلاث لفّات على النهاية، سأل الهولندي فريقه بشكلٍ مستعجلٍ إن كانت هناك مشكلة في البطاريّة، ولم يكن فريقه قادرًا على شرحها في البداية، بالرغم من إصرار فيرشتابن على أنّ السيارة "في حالة سيّئة". أصبح الفريق على معرفة ما يجري بالفعل بعد ذلك بوقتٍ قصير، حيث كانت مشكلة في مضخّة الوقود هي السبب.

"لا نعلم المشكلة بالضبط بعد" قال هورنر مباشرة بعد السباق، وأضاف: "ربّما المشكلة في رافع المضخّة، أو الجامع أو شيء ما هناك".

نتيجة لدراما سيارة فيرشتابن فقد كان ساينز قادرًا على خطف المركز الثاني بسهولة على الخطّ المستقيم الخلفي، ولم تمض سوى لحظات قليلة قبل أن تُبطئ سيارة فيرشتابن ويتوقّف محرّكها بالكامل أثناء توجّهه نحو المنعطف الـ 14. عاد ببطء إلى خطّ الحظائر نحو مرآب فريقه لينسحب من السباق.

ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

تصوير: صور موتورسبورت

"لا يجب أن يحدث ذلك في هذا المستوى، بعد الحصول على الكثير من المعلومات حول المحرّكات وكلّ تلك الأمور" قال فيرشتابن.

لكنّ الأنباء السيّئة تواصلت بالنسبة لريد بُل. فمع تواجد ساينز في المركز الثاني، كان بيريز ثالثًا الآن. خاض المكسيكي معركة مع ماغنوسن في اللفّة الثالثة استغلّ خلالها هفوة الدنماركي عند المنعطف الأوّل، بدأ سائق ريد بُل بالسعي وراء هاميلتون.

قال البريطاني أنّه "فكّر لوهلة بأنّه سيُنافس ساينز" خلال المراحل الأولى أثناء تواجده رابعًا، "لكنّ ذلك حدث لخمس لفّات فقط قبل أن يبتعد الثلاثيّ في الأمام".

ومع انكشاف الفارق الحاليّ في الوتيرة بين سيارة "دبليو13" وسيارتَي فيراري وريد بُل، اقترب بيريز من هاميلتون سريعًا وتجاوزه مستفيدًا من نظام "دي آر اس" على الخطّ المستقيم الثاني بالتوجّه إلى المنعطف الرابع من اللفّة العاشرة. حصل بيريز إثر ذلك على إطارات "ميديوم" في وقفته الأولى ليتمتّع بفارق الإطارات في مواجهة ساينز على "سوفت"، واستغلّها للاقتراب منه. لكنّ الفارق بينهما بقي ثابتًا خلال الفترة الثالثة بعد تغطية الإسباني لتوقّف بيريز الثالث الذي جاء في ذات لفّة توقّف فيرشتابن قبل فترة سيارة الأمان.

كان هاميلتون على بُعد حوالي نصف دقيقة تقريبًا عن بيريز عندما دخلت سيارة الأمان. كان هو الآخر على استراتيجيّة ثلاث توقّفات لكن مختلفة عبر انتقاله إلى تركيبة "هارد" في الفترة الثانية ومن ثمّ "ميديوم". لكنّ محاولة مرسيدس تكرار تلك الأفضليّة التي لطالما تمتّعت بها في الحقبة الماضية لم تنجح، حيث تعيّن على هاميلتون تجاوز زميله السابق فالتيري بوتاس وكذلك غاسلي إثر أوّل توقفين له.

عاد بيريز وهاميلتون إلى إطارات "سوفت" في فترة سيارة الأمان، حيث بدأ بطل العالم سبع مرّات بالضغط بقوّة عند استئناف التسابق. لكن عندما بدا أنّ بيريز في مأمن، أورد المكسيكي فقدانًا للطاقة في اللفّة ما قبل الأخيرة، وذلك بعد أن شعر بأنّ ذلك "قادمٌ قبل خمس أو ستّ لفّات عندما كان لويس مباشرة خلفه". لكنّه بقي أمامه بالوصول إلى المنعطف الأوّل من اللفّة الأخيرة. لكن فجأة وعند وصوله إلى رأس المنعطف، توقّف محرّكه وانغلق المحور الخلفي ما تسبّب في انزلاقه.

وقال هورنر حول انسحاب سيارتيه: "نشتبه في أنّ العطلين متّصلان ببعضهما. تبدو الأعراض متشابهة للغاية، نعلم أنّ الوقود كان موجود".

كارلوس ساينز الإبن، فيراري ولويس هاميلتون، مرسيدس وسيرجيو بيريز، ريد بُل ريسينغ

كارلوس ساينز الإبن، فيراري ولويس هاميلتون، مرسيدس وسيرجيو بيريز، ريد بُل ريسينغ

تصوير: صور موتورسبورت

لذا بعبور خطّ النهاية أحرزت فيراري ثنائيّتها الأولى منذ جائزة سنغافورة الكبرى 2019 بعد عامين مؤلمين للحصان الجامح. يعود ذلك إلى ضعف وحدة طاقته منذ بداية موسم 2022 نتيجة تسويته المثيرة للجدل مع "فيا". يبدو أنّ وحدة طاقة فيراري عادت لتكون المعيار مجدّدًا. تملك ريد بُل سرعة أعلى في نهاية الخطوط المستقيمة، لكنّ فيراري تتسارع بشكلٍ أفضل.

"هذه نقطة بداية جيّدة، لا شكّ في ذلك" قال ماتيا بينوتو مدير فريق فيراري، وأضاف: "لم نكن نتوقّع تحقيق الثنائيّة أو حتّى أملناها. قدّم شارل سباقًا مدهشًا، وكذلك كارلوس".

لكن من المفاجئ أكثر اعتبار منصّة تتويج هاميلتون الـ 183 في الفورمولا واحد صدمة، حيث تعكس مدى تأخّر السهام الفضيّة الآن، وذلك بالأساس بسبب مشاكل الارتدادات في الوقت الذي يُوفّر فيه تشغيل السيارة عند أدنى ارتفاعٍ ممكن أقصى مستويات الأداء.

"كان السباق أفضل بكثيرٍ ممّا كان ليكون عليه" قال هاميلتون في المؤتمر الصحفي بعد السباق، وأضاف: "كان الوضع سيّئًا في التجارب التحضيريّة. إنّه سباقٌ طويلٌ تواجه فيه الكثير من الارتدادات. لكنّني سأقبل بهذه النتيجة مع الأداء الذي تمكّنا من استخراجه من السيارة".

تتّجه البطولة الآن إلى جدّة لخوض السباق الثاني في ظلّ استيفاء فيراري، وترنّح ريد بُل وإدارة مرسيدس للوضع.

كانت درجات الحرارة هي الأعلى في السباق بالمقارنة مع بقيّة مجريات عطلة نهاية الأسبوعز فاقم ذلك مشاكل مكابح فيرشتابن وفشله في تكرار وتيرته من محاكاة السباق في التجارب الحرّة الثانية.

قال بينوتو أنّ سيارتَي فريقه "لم تواجها أيّة مشاكل مع نظام المكابح"، لكن من الواضح أنّ فيراري تعي أنّ غريمتها ريد بُل تمثّل تهديدًا حقيقيًا ووشيكًا.

"كان ماكس بصدد مجاراة وتيرة لوكلير بالرغم من أنّه كان على إطارات مستعملة" قال بينوتو عندما سُئل إن كان بوسع فيراري تحقيق لقب 2022، وأضاف: "لا تزال ريد بُل هي المرشّحة الأوفر حظًا. ما يُمكننا فعله هو بذل أقصى جهودنا. قد تختلف الصورة بالكامل في جدّة في غضون أسبوع، وأعتقد بأنّنا سنحتاج للانتظار أربعة أو خمسة سباقات قبل الحصول على جوابٍ على ذلك السؤال".

شارل لوكلير وكارلوس ساينز الإبن، فيراري

شارل لوكلير وكارلوس ساينز الإبن، فيراري

تصوير: صور موتورسبورت

كن جزءًا من مجتمع موتورسبورت

انضمّ إلى المحادثة
المقال السابق برون: الفورمولا واحد حققت خطوة إلى الأمام من السيارات السابقة "المروعة"
المقال التالي ماركو: ريد بُل تتحمل المسؤولية في لفات خروج فيرشتابن البطيئة في البحرين

أبرز التعليقات

ليس هناك تعليقات على المقال. لمَ لا تبدأ بالتعليق؟

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط