"دبليو آر سي" تركز على المصنعين الصينيين والتقنيات الهجينة والمنافسات الحماسية

لطالما اجتذبت الراليات ملايين المتابعين حول العالم، لتضيف المزيد من الغنى والتنوع إلى عالم سباقات السيارات. لكن كيف يبدو مستقبل "دبليو آر سي" على المدى الطويل؟ 

ضمن أول مقابلات سلسلة #ThinkingForward لعام 2021، يتكلم بيتر ثول مدير "دبليو آر سي" حول المتطلبات الضرورية للتألق في الراليات، وعن سبب تبني البطولة لاستراتيجية الفورمولا واحد لناحية المحركات الهجينة والوقود الصناعيّ، وليس المحركات الكهربائية.

• بيتر، "دبليو آر سي" إحدى أهم المحطات في عالم سباقات السيارات، ما هي أهم الجوانب التي تثير الجمهور في الراليات، من وجهة نظرك؟

سائقو الراليات - ليس أنهم الأفضل في العالم، لكنهم مرنون جداً وقادرون على التحكم بشكل كامل بالسيارة ضمن أي ظرف كان. إن مشاهدتهم متعةٌ خالصة. كما أنهم قريبون للغاية من الجمهور، ومنطقة البادوك مفتوحة حيث بوسع المتابعين الاقتراب منهم. إنهم يقودون حتى الحدود القصوى للسيارات تلك التي تمتلك تسارعاً مذهلاً بالرغم من أن السرعة القصوى لا تتعدى 200 كلم/سا، لكنها مثيرة جداً أثناء الكبح كذلك، إنها سيارات مختلفة تماماً عن السيارات التجارية وحتى الرياضية.

أوت تاناك ومارتن جارفيوجا، هيونداي آي20، هيونداي موتورسبورت

تصوير: هيونداي

• إذاً، ما هو أسلوب القيادة الضروري لتحقيق النجاح في الراليات؟

التقنيات تسببت بتغييرات كبيرة في الرياضة. في الماضي كان عليك ضمان إيصال سيارتك إلى خط النهاية ولم تكن تلك بالمهمة السهلة، إذ عليك التغلب على المطبات المرتفعة وصعوبات المسار. أما الآن المراحل أقصر نظراً للسرعة الهائلة التي باتت تمتلكها سيارات الرالي الحديثة. في الماضي كان من المعتاد رؤية فوارق تصل إلى ساعة بين المتصدر والوصيف، بينما الآن وخلال معركة نوفيل وأوجييه في رالي سردينيا 2018، كان الفارق 0.7 ثانية! الآن فإن السائقين يقودون بأعلى سرعة ولا أحد يفكر بالاستراتيجيات!

• لقد بدأتَ كملاح. ويبدو أن الملاحين السابقين حالياً يضطلعون بأدوار إدارية في الرياضة، أمثال جان تود، دايفيد ريتشاردز ودانيال أوديتو. ما الذي تمنحُه تلك الخبرة لنيل مثل تلك المناصب الإدارية؟

لن أضع نفسي ضمن مصاف الملاحين العظماء، لكنني أعتقد أنني جميعنا نتحلى بحُسن التنظيم، لأن هذا هو عملك في السيارة. وذلك قاسمٌ مشترك مع المناصب الإدارية، إضافة إلى حُسن العمل تحت الضغط واتخاذ القرارات المناسبة. نحن نخوض الكثير من التحديات إلى جانب السائقين ضمن الراليات، وذلك ما يساعدنا لاحقاً!

• من الصعب حالياً التغطية التلفزيونية بالطريقة القديمة للراليات، ولكن التقنيات الرقمية الحديثة تسمح بإعادة طرح تلك الراليات مجدداً ضمن منصات الفيديو الرقمية التابعة للبطولة. ما الذي ينتظر المتابعين في هذا الصدد مستقبلاً؟

ذلك يعني أنه بوسع المتابعين الاستيقاظ صباحاً، الولوج إلى المنصة ومتابعة منافسات الراليات مباشرة. وليس فقط متابعة الأحداث نفسها، بل الاضطلاع على كمّ كبير من المعلومات التي تشكل جانباً رائعاً آخر من البطولة. علاوة على ذلك فإن التغطية التلفزيونية تتسع عالمياً بشكل مثير للإعجاب.

• الحقبة المقبلة للبطولة هي الاتجاه للتقنيات الهجينة، بشكل متأخر بعض الشيء مقارنة بالبطولات الأخرى، لكن التقنية مثيرة للاهتمام: 500 حصان من محرك الاحتراق الداخلي والنظام الهجين، قوة كبيرة حقاً، ما هي آمالكم للمستقبل الهجين؟

بدايةً، علينا النظر إلى وضع صناعة السيارات بشكل عام. وفقاً للدراسات الإحصائية عام 2013 فإن هناك 74 بالمئة محركات تقليدية، 30 بالمئة هجينة و3 بالمئة كهربائية بشكل تام. ووفقاً للتوقعات في السوق هذا العام ستكون النسب 38 بالمئة، 37 بالمئة و25 بالمئة على الترتيب. لذا من المنطقي تغيير الاتجاه، وستكون سيارات الحقبة الجديدة هجينة، تلقي الضوء على التقنيات الهجينة إضافة إلى عرض تلك التقنيات وقدراتها. علاوة على ذلك، ستسمح بنقل تلك التقنيات المحسّنة إلى سيارات الاستعمال اليومي.

• هل تتخيل مستقبل "دبليو آر سي" هجيناً بالكامل أم كهربائياً بالكامل؟

أعتقد أنه مزيج ذكيّ من التقنيتين معاً. ذلك يعني تقنية هجينة وكهربائية معاً ضمن المستقبل القريب. أعلم أن البعض يحبذ التقنيات الكهربائية. لكن بداية، ليس لدينا خيار آخر. وبالنسبة للمحركات الكهربائية أعتقد أننا نمتلك خيارات تنافسية مناسبة، على سبيل المثال رالي كروس تمثل مرحلة هامة حقاً: سباقات قصيرة وترفيه مرتفع. الأداء يعتمد على مدخرة الطاقة وغيرها من الأمور التقنية. لذا، لا أستبعد أي شيء في المستقبل.

سيباستيان أوجييه وجوليان إنغراسيا، تويوتا ياريس، تويوتا ريسينغ

تصوير: تويوتا

• بالنظر إلى روزنامة الراليات، ما هو حجم النمو الذي تتطلعون إليه؟

لدينا سوقان استراتيجيان أساسييان نودّ التوسع فيهما. بداية، الولايات المتحدة الأمريكية هامة جداً بالنسبة لنا ولمالكي الأسهم والمصنعين. وكذلك الصين بالتأكيد. حاولنا منذ عدة سنوات، لكننا لم نفلح كما كنا نرغب لعدة أمور. لكننا نراها كسوق استراتيجي نودّ الانخراط فيه.

• أثر فيروس كورونا بشكل كبير على المصنّعين. فقد رأينا هوندا، أودي، بي أم دبليو وكبار الفرق في الفرق الفورمولا واحد تعاني بشكل كبير ضمن برامجها التسابقية. كيف يبدو الوضع للمصنعين في البطولة؟ 

المصنعون يمتلكون أهمية كبيرة للغاية في جميع النواحي. ونحن مسرورون بتواجد شركاء أقوياء مثل تويوتا، هيونداي وأم-سبورت فورد معنا. لدينا تركيز واضح على جلب المزيد وليس سراً أننا نستهدف الصين مستقبلاً، أي بتواجد مصنع صيني كبير، لم لا؟ كذلك هناك المصنعون اليابانيون أيضاً.

• أشعل الجدل حيال التغير المناخي الكثير من النقاشات سواء للمسؤولين الحكوميين أو البطولات المختلفة. ما رأيك حيال قيادة سياراتٍ تسابقية تستعمل الوقود الأحفوري في الغابات؟ خاصة ضمن عالمنا الحاليّ الذي يواجه تحديات المناخ؟

عندما نُقيم حدثاً فإننا نتعاون بشكل وثيق مع السلطات المحلية. نحن لا نقيم فعالياتنا في أي مكان نريده وذلك احتراماً للطبيعة. لناحية استهلاك الوقود، فإن الوقود الحيوي ما يزال تقنية حديثة العهد حقاً. وبالتعاون معنا أطلقت "فيا" مناقصة للعمل على وقود يمتلك كافة المواصفات البيئية المطلوبة سواء لناحية غاز الكربون المطروح أو محطات التعبئة أو الشحن وغيرها. نحن على دراية بالوضع العالمي بالتأكيد ونحن نعمل على ذلك وبوسعنا ذلك بفضل التقنيات المتقدمة. لقد قبلنا التحدي وأعتقد أننا نقوم بدورنا. 

بيتر ثول، المدير الرياضي في دبليو آر سي

تصوير: دبليو آر سي.كوم

• أخيراً بيتر، هل أنت متفائل حيال مستقبل الراليات؟

أعتقد أن الراليات أثبت شعبيتها بين الناس. لدينا 50 عاماً لنحتفل بها في "دبليو آر سي". شعبيتنا عالمية. إنها رياضة سهلة الاندماج. لذا نعم، أنا متفائل حيال مستقبل الرياضة.