كوبتسا يعترف بأنّ "ذكرياته" في الفورمولا واحد زادت من صعوبة عودته إلى الحلبات

اعتُبر السائق البولندي، الذي يبلغ الآن 32 عامًا، من بين أكثر سائقي الفورمولا واحد موهبة خلال العقد الماضي – إذ أنّه تمكّن من اقتناص فوزٍ لصالح "بي أم دبليو ساوبر" في جائزة كندا الكُبرى موسم 2008.

لكنّ إصابةً تعرّض لها ضمن أحد الراليات في 2011 قضت على مسيرته في الفورمولا واحد – إذ وبعد تعافيه بشكلٍ كافٍ للعودة إلى رياضة السيارات، آثر كوبتسا في البداية أن يكون سائق راليات بشكلٍ كامل.

لكنّه لم يتمكّن من الحصول على موطئ قدمٍ في بطولة العالم للراليات "دبليو آر سي" على المدى الطويل وعاد إلى سباقات الحلبات في 2016، حيث خاض مشاركته الأولى في سباق موغيللو 12 ساعة وواصل المشاركة في عددٍ من سباقات التحمّل المختلفة كما خاض جولة واحدة في كأس رينو سبورت.

وخلال حديثه مع وسائل الإعلام على هامش التجارب التمهيديّة لبطولة العالم لسباقات التحمّل "دبليو إي سي" في مونزا، قال كوبتسا: "لقد مررت بفترة صعبة في حياتي. حيث قرّرت أولًا أن أتّجه إلى الراليات بشكلٍ كامل، بيد أنّ الأمور لم تسِر كما كنت أتوقّع. في نهاية المطاف توقّفت لبعض الوقت كي أعيد حساباتي".

وأضاف: "لقد ابتعدت بالفعل كثيرًا عن الحلبة بعدما تعافيت من الإصابة، إذ أنّ الحلبات كانت تُذكّرني كثيرًا بما كنت أفعله سابقًا".

وأردف قائلًا: "كانت الحلبات كلّ حياتي. كانت السباقات والفورمولا واحد أفضل الأمور التي كان بوسعي الحصول عليها. لأكون صريحًا، تفاجأت بعدد الأشخاص الذين قابلتهم في البحرين وهنا كذلك، والذين أتذكّرهم من أيامي في الفورمولا واحد. إنّه أمرٌ كان ليتسبّب لي في مشاعر مختلطة سابقًا".

وتابع: "لكن في نهاية المطاف، انقضت تلك الفترة – وأنا مستعدٌ لبدء العمل بأقصى ما لديّ على التحديات التي سأوجهها هذا العام وفي المستقبل".

صفقة بايكوليس

كان كوبتسا قد اختبر مع فريق مرسيدس ضمن بطولة السيارات السياحيّة الألمانيّة "دي تي أم" في 2013، إذ قال بأنّه "ليس سرًا" أنّه كان يأمُل بالانضمام إلى البطولة الألمانيّة في 2017.

مع ذلك، لم يُفلح ذلك الأمر، إذ سيُشارك السائق البولنديّ عوضًا عن ذلك على متن سيارة فريق بايكوليس "سي إل إم بي1/01" في "دبليو إي سي" هذا العام.

عند سؤاله عن شعوره عندما حصل على عرض الانضمام إلى الفريق من قِبَل مديره كولين كوليس، أجاب كوبتسا قائلًا: "لأكون صريحًا، كنت أعلم أنّه يُحاول ضمّي للفريق منذ فترةٍ طويلة، لكنّ كامل تركيزي كان منصبًا نحو الحصول على صفقةٍ في الجانب الآخر – لكن في نهاية المطاف لم يُفلح الأمر".

واستطرد: "في البداية، لم أكُن متأكّدًا من قدرتي على قيادة سيارات «إل إم بي» إذ أنّ قمرة القيادة الخاصّة بها صغيرة للغاية، لا سيّما السيارات ذات قمرة القيادة اليُمنى. لم أرغب بتجربة أمرٍ لست متأكّدًا 100 بالمئة من قدرتي على القيام به – كونه سيُذكرني مُجددًا بما مررت به سابقًا، حيث سيُظهر أنّ لدي قيودًا أكبر ممّا أعتقد".

وأكمل: "لقد أوضحت الأمر لكولين – إذ كان الوقت متأخّرًا، فالسيارة كانت في البحرين بالفعل -  وقلت له «حسنًا، سأذهب إلى البحرين للمشاركة في الاختبارات، هذه مُجازفتي أنا، لكنّها مُخاطرة منك كذلك». فربما أدخل إلى السيارة، أقوم بلفّة واحدة ومن ثمّ أخرج منها كونني لست قادرًا على قيادتها".

واستدرك: "لقد كانت مرّتي الأولى على متن سيارة «إل إم بي1». إذ كانت تجربة جيّدة، لم أقم بالكثير من اللفّات لكنّني سرعان ما وجدت وتيرة جيّدة".

واختتم بالقول: "وقد أوضح كولين أنّه في حال كنتُ مهتمًا، سيكون سعيدًا بانضمامي لهم. إذ قلت «لمَ لا» - كون الأمر بالنسبة لي يُمثّل طريقة جيّدة وسلسة للعودة إلى السباقات، لا سيّما ضمن فئة لا أملك أيّة خبرةٍ فيها".