ماركيز: "تأثير وسائل الإعلام شيء، واستخدامها ضد شخصٍ ما شيءٌ آخر تماماً"

تم إجراء هذا الحوار مع مارك ماركيز قبل بضعة أيام في مقر هوندا على حلبة لوسيل القطرية، خلال التجارب الشتويّة الأخيرة للـ "موتو جي بي".

وستنطلق الإثارة مجدداً في عالم الدراجات النارية نهاية هذا الأسبوع في العاصمة القطرية الدوحة من بوابة منافسات الجولة الأولى لموسمٍ يُرتقب أن يكون رائعاً.

سؤال: كيف قضيت فترة الشتاء؟

جواب: "لم أرتح كثيراً فيها. فعند انتهاء الموسم الماضي، ذهبنا مباشرةً إلى خيريز من أجل التدرب واستضفت بعدها معسكراً تدريبياً للأطفال في مدينة ليدا. ثم انشغلت أيضاً بسباق سوبربرستيجيو على المسار الترابي في برشلونة، وشاركت أيضاً في سباق موتوكروس. في المجموع ارتحت بضعة أسابيع فقط قبل العودة إلى التدريب مرةً أخرى، مع التركيز على الجانب البدني".

سؤال: هل فكرت كثيراً في كيفية انتهاء الموسم الماضي؟

جواب: "قد لا تصدقني، لأنني لم أفكر في ذلك كثيراً. أفكر في الأمور عندما تتعلق بي أو عندما أرتكب خطأً، ولكن في هذه الحالة، أنا على يقين من عدم ارتكابي لأي خطأ، لذلك لم أفكر في الأمر كثيراً".

سؤال: بعد شعورك بتهجّم فالنتينو روسي عليك خلال المؤتمر الصحفي في ماليزيا، هل تساءلت في قرارة نفسك بشأن الدخول في هذه الجدال من عدمه؟

جواب: "في فالنسيا، على سبيل المثال، كنت أعلم أنني إذا حصلت على المركز الثاني أو تواجدت بين فالنتينو وخورخي لورينزو، فستتوجّه أصابع الاتهام نحوي بغض النظر عن كيفية انتهاء السباق. وفي نهاية اليوم، جميعنا دراجون. البعض تسابق لسنوات أكثر من غيرهم وربما فاز بألقاب أكثر من الآخرين، ولكن داخل الحلبة الجميع سواسية ولا فرق بينهم. أود معرفة ما كان يمكن أن يحدث في فالنسيا لو قام جميع الدراجين باستعمال دراجات سوداء كي تستحيل معرفة أحدهم، أود معرفة رأي الجماهير حينها. من الواضح أن بعض الدراجين يمتلكون سلطة وسط وسائل الإعلام أكثر من غيرهم. ولكن استخدام هذه السلطة ضد دراج آخر أمرٌ مختلف تماماً. أنا أهتم بأموري فقط في كل مرة أكون فيها على الدراجة، أفعل ما أعتقد أنه الأفضل، وقبل كل شيء، أقدم أقصى ما أستطيع. لا أدع أيّ أحد على الحلبة يؤثر عليّ".

سؤال: كيف كان شعورك عندما ركبت على الدراجة لأول مرة في سيبانغ هذا العام؟

جواب: "بالرغم من أنني في موسمي الرابع مع هوندا، إلا أنّ الشعور بالقلق لا يزال ينتابني دائماً، بالإضافة لكون آخر مرة كنت فيها على الدراجة في خيريز غادرت بشعور مرير لصعوبة التجارب، إذ كانت لدينا الكثير من المشاكل".

سؤال: في ماليزيا قلت أنّ الدراجة ليس في مستوى توقعاتك. هل تعتقد أن التاريخ سيعيد نفسه بعد عام واحد؟

جواب: "كانت التجارب سيئةً جداً بالمقارنة مع التجارب الشتويّة الماضية، خاصة في سيبانغ. في الموسم الماضي تمكنا من إنهاء السباق في المقدمة، ومع ذلك فقد أدركت هذا الموسم أنّ التجارب الشتويّة ستكون قصيرة بالنسبة لنا مع وجود الكثير من الأشياء لاختبارها وافتقادنا للعديد من الأمور، خاصة من جانب الإلكترونيات. هذه المشاكل جعلت عملية التأقلم مع الإطارات الجديدة تستغرق وقتاً أطول لأنني لم أتمكن من الضغط على الدراجة لحدودها القصوى".

سؤال: أين تحسنت الدراجة بالتحديد منذ ذلك الحين؟

جواب: "الإلكترونيات بالتحديد، وخلال اليوم الأخير من التجارب في قطر قمنا بإحراز خطوة هامة جداً إلى الأمام. تمكنا من خلالها من إنقاذ التجارب الشتويّة وذلك بفضل عمل الجميع، من هوندا وطاقمي في الفريق. قمنا بالمخاطرة التي آتت أكلها في النهاية".

سؤال: ماذا فعلت؟

جواب: "بعض التغييرات الجذرية في ضبط الدرّاجة. تعرضت لحادثة وقضيت أكثر من ساعة في المرآب. أردت منهم القيام بضبط مختلف تماماً".

سؤال: كيف وجدت الإلكترونيات القياسية الجديدة؟

جواب: "لقد تحسنت كثيراً، إذ لم نمتلك على حلبة سيبانغ قاعدةً جيدةً للعمل عليها. فهذه الدراجات تسمح لك بضبط وحدة التحكم منعطف بمنعطف – وهذا يعني، كبح المحرك، والتسارع، وغيرها، وضبطها بشكل دقيق لم يكن صحيحاً، لذلك كان تصرف الدراجة غير متوقع. في حلبة فيليب آيلاند تحسنت الأوضاع كثيراً بعد الجلوس وتحليل كل شيء".

سؤال: هل سبق لك وحذرت هوندا بأن الأمور لا تسير على ما يرام؟

جواب: "في جانبي من المرآب أجلس عادة مع فريقي عقب نهاية كل تجارب لنقوم بتحليل الأمور، وبعد التجارب الأولى تحدثت عن جميع المشاكل التي نعاني منها. وعلى أية حال، أنا أعلم أن هوندا تريد الفوز وأنها تفعل كل ما في وسعها لتحقيق ذلك، عليك دفع الفريق إلى الأمام، وفي نفس الوقت سيقوم الفريق بدفعك إلى الأمام أيضاً".

سؤال: لقد قلت أنك في هذا الموسم ستهاجم في بعض السباقات، ولن تقوم بذلك في جولات أخرى. هل هذا يعني أننا سنشاهد ماركيز مختلف هذا العام؟

جواب: "الانسحاب من السباقات في الموسم الماضي أضرّ بي كثيراً، خصوصاً في بداية العام. لم أكن مرتاحاً وفي بعض الحالات لم أعرف كيف أحافظ على مركزي لكسب بعض النقاط، خاطرت بعض الشيء، بعدها كُنت أكثر استقراراً إلّا أنني ارتكبت بعض الأخطاء أيضاً. هذا الموسم تغيرت التوقعات بشكل كبير. لو تمت إقامة سباق الآن في سيبانغ لتصدر لورينزو بـ 15 ثانية بأريحية كبيرة. ولكن في حلبة فيليب آيلاند حدث عكس ذلك، إذ عانى بشكل كبير وسقط مرتين. سنشاهد تقلب الأمور صعوداً ونزولاً لغاية استقرارها بعض الشيء".

سؤال: أين تعتقد أنّ الأمور بدأت تأخذ منحىً خاطئاً؟

جواب: "في الجزء الأول من الموسم على وجه الخصوص، على سبيل المثال في موجيلو أو برشلونة. لم أكن مستعداً للهجوم، إلا أنّ عدم القيام بذلك أمرٌ صعب للغاية خصوصاً بعد الفوز بلقبين على التوالي. كان موسم 2014 رائعاً ومع بداية موسم 2015 تتساءل: لماذا لست قادرا على تحقيق الفوز؟ لماذا يصعب القيام بذلك؟ لم أتمكن من فهم الأمر، ما جعلني أخاطر أكثر من المطلوب، ولم تكن عواقب ذلك جيدة. أصبحت بعدها أكثر ثباتاً، ولكن في نفس الوقت اضطررت إلى المخاطرة للإبقاء على حظوظي للفوز باللقب قائمة. في سيلفرستون، على سبيل المثال، كنت أدرك أنه لا يمكنني الحلول في المركز الرابع أو الخامس، والتي كانت النتيجة المنطقية في تلك الظروف".

سؤال: هل تعتقد أنك ستكون شاكراً لكلّ ذلك في نهاية المطاف؟

جواب: "تعلمت ربما في عام 2015 الكثير من الأشياء بالمقارنة مع أول موسم لي. من الواضح أنني تعلمت الكثير في عام 2013، ولكن كان كل شيء سلساً، لم أكن أواجه أي ضغط. ومع ذلك، في العام الماضي، اضطررت الى مواجهة الضغط الذي كنت لا أشعر به عند تحقيق الانتصارات، فإذا قمت بارتكاب خطأ ما فستكون الأمور بخير، ولكن إذا وقعت في خطأ ثم آخر وآخر، سيبدأ الناس بطرح الأسئلة، وأنا على يقين بأن المرور عبر هذه المشاكل سيكون مفيداً بالنسبة لي".

سؤال: هل سبق لك وأن شعرت بأنك لا تقهر؟

جواب: "عندما تحظى بعدد من السنوات الجيدة، فثقتك بنفسك ستزداد بشكل كبير وستحاول القيام بأشياء لم تكن لتقوم بها. في تلك الحالة فإن الفوز هو الشيء الوحيد الذي يسكن عقلك. حاولت النظر إلى بعض الرياضيين الآخرين، مثل فالنتينو أو ميسي في كرة القدم. لقد مرّ جميعهم بمراحل سيئة إلا أنهم لم يتغيروا. وكنت أعلم أنّ الأمر لن يختلف بالنسبة لي، وكنت على يقين بأنني سأعاني من موسم صعب وكان الأمر كذلك".

سؤال: الاستماع لك ولبيدروسا، يجعلنا نعتقد بأن هوندا تستمع لكما لكنها تفعل ما تعتبره الأفضل في رأيها. فهل هذا التصور صحيح؟

جواب: "الحقيقة هي أنّ هوندا تقوم بعملية تصحيح وبذلت جهداً كبيراً هذا العام لإعداد محرك مختلف، ولكنّ الجميع، بمن في ذلك المهندسين ونحن، كان يتوقع تأثيراً كبيراً لتلك التغييرات على أرض الحلبة. توجد أشياءٌ عديدة يجب تحسينها وهذه هي الرياضة: فالأمر لا يتعلق بك فحسب، مهما كنت جيداً، إذا لم تمتلك فريقاً ودراجة قويين، فلن تفوز أبداً. في عام 2013 تمكنت هوندا من التفوق على ياماها في بعض السباقات، قامت بعدها ياماها بلم شملها، وعلى الرغم من أنني كنت مرتاحاً بشكل كبير في عام 2014، إلا أنها امتلكت الدراجة الأفضل في النصف الثاني من الموسم".

سؤال: تشير العديد من الدلالات في تاريخ هوندا إلى تقييمها للدراجة أكثر من الدراج. فهل هذا صحيح؟

جواب: "لقد تغير ذلك على مدى السنوات الماضية، فقد سمعت ذلك أيضاً، ولكن الآن هم يستمعون لي ويحاولون، بالرغم من أنّ نتيجة ذلك قد تكون جيّدة أو سيّئة في النهاية. من عام 2014 إلى 2015 على سبيل المثال، كنا قادمين من سلسلة كبيرة من الانتصارات واستمرّ الفريق بالعمل بطريقته الخاصة. حتى مع ذلك الزخم الهائل، وبغض النظر عن مدى تحذيراتك، فإنه من الصعب جداً إجباره على تغيير وجهة نظره فجأة. لنجد أنفسنا في العام الماضي بدراجة صعبة القيادة، بالرغم من كونها الأفضل على بعض الحلبات. هذا العام، حاول الفريق تصحيح جانب المحرك، ولكن التأثير لم يكن كبيراً كما كنا نتوقّع".

سؤال: ماذا سيحدث إذا؟

جواب: "ستكون الأمور صعبة لأن التعديل على المحرك ممنوع، سنعمل على أمور أخرى. من العوادم إلى الإلكترونيات وغيرها. بطبيعة الحال فإنّ أهم التغييرات يمكن أن تأتي من تعديل أجزاء أكبر، ولكن في هذه المرحلة التعديل عليها غير مسموح. وعلى أية حال، إذا قمنا بضبط كل شيء بشكل مثالي، فإن الدراجة ستكون قادرة على الفوز ولكن ليس على جميع الحلبات. نترك ذلك لفريق مرسيدس في الفورمولا واحد. في «موتو جي بي» توجد حلبات تخدم أحد الفرق المصنعة، لذلك نحن بحاجة إلى معرفة الحلبات التي سنعاني عليها والأخرى التي سنهاجم عليها".

سؤال: عقودك أنت، بيدروسا، روسي ولورينزو تنتهي مع نهاية الموسم. ما الذي يجب أن يقوم به فريق لجلب اهتمام مارك ماركيز؟

جواب: "الطموح والتقدم معاً لتحقيق نفس الهدف، أنا هنا للفوز بالألقاب، وليس من أجل المال".