بطولة الشرق الأوسط للراليات 2017: عربٌ وعجم

يمكن القول أن بطولة الشرق الأوسط للراليات تعتبر من بين القلائل التي تشهد تمازجًا بين السائقين من مختلف أرجاء العالم، وفي هذا العام ستزور البطولة بلدانًا تعتبر مهدًا للعديد من الحضارات التي ضمت العديد من الشعوب، العرب والفينيقيين والروم والفرس.

يتضمن الجدول إقامة خمس جولات، وهو العدد نفسه في 2016، حيث سيبدأ الموسم من قطر في بداية شهر فبراير (شباط)، على أن يتبعه رالي الأردن الدولي في مستهل شهر أيار (مايو)، ومن ثم ستنتقل قافلة المشاركين إلى قبرص منتصف شهر يونيو (حزيران) على أن يعودوا إلى لبنان في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر (أيلول)، وأخيرًا سيذهبون إلى إيران في أواخر الشهر.

وهذا العام سيكون رالي قبرص بين راليي الأردن ولبنان، على عكس المعتاد، وذلك كي يكون متوافقًا مع موعد جولة قبرص في بطولة أوروبا للراليات "إي آر سي" حيث يشكل ظاهرةً فريدة بكونه جولة مدرجة في بطولتين.

وستظهر إيران على جدول البطولة للمرة الثانية، حيث استضافت منطقة شيراز التاريخية إحدى جولات البطولة في 2015، إذ سيكون الفارق ثلاثة أسابيع عن رالي لبنان – كان الفارق في الجدول المؤقت أسبوعين – وذلك لإتاحة المزيد من الوقت للمشاركين لتنظيم إجراءات السفر والنقل والشحن.

قطر والأردن

يمكن القول بأنه لم يبقَ من "الآباء المؤسسين" لبطولة الشرق الأوسط للراليات التي انطلقت عام 1984 سوى راليي قطر والأردن، هذا وستغيب جولات الكويت وعمان ودبي علمًا بأنها تعتبر أيضاً من أقدم الجولات على جدول البطولة لأسباب متعددة تتعلق بالتنظيم والتمويل، علمًا بأن موسم 2016 شهد إلغاء راليي عمان ودبي، مما خفض عدد الجولات إلى خمس.

نفَسٌ جديد للبطولة

هذا ودخلت البطولة في مرحلة ضبابية قبل بضعة أشهر مع إشاعات تحدثت عن توقفها، حيث اتفقت أندية دول الخليج العربي على إقامة "تحدي الخليج 2017" كبطولة خاصة تتناسب مع طبيعة المنطقة الصحراوية.

وبذلت جهودٌ كبيرة لإنقاذ البطولة لموسم 2017 مع انسحاب ثلاث جولات وطرحت الكثير من الخيارات منها انضمام تركيا إلى البطولة، حيث قدمت تركيا طلبًا بهذا الشأن وكان مرتبطًا بموضوع انضمام جولة تركيا إلى بطولة العالم للراليات "دبليو آر سي"، فضلًا عن ضم رالي لبنان والأردن أو أحدهما إلى جدول جولات بطولة أوروبا للراليات "إي آر سي".

يشار إلى أنّ موسم 2016 شهد أيضاً بعض الغموض والكبوات، ووضع المسؤولون عن رياضة السيارات في أندية المنطقة العديد من الحلول منها استضافة إحدى الدول الموجودة على الجدول جولتين إحداهما تقام على مسارات حصوية والأخرى على مسارات معبدة لإضافة التنوع إلى الجولات.

وعلى هذا النحو يمكن القول بأن موسم 2017 من بطولة الشرق الأوسط للراليات قد حصل على جرعة نشاط جديدة رغم الكثير من الإشاعات التي لاحقتها مؤخرًا.