كارلو بوتاجي: مفتاحُ تحسين تفاعل المتابعين مع رياضة السيارات يكمن في منحهم وصولاً أفضل

لقد أنشأ مناطق المشجعين للفورمولا واحد منذ 12 عاماً، وهو أحد الروّاد في مجال تحسين التفاعل مع متابعي رياضة السيارات.

إنها مرحلة هامة للغاية فيما يتعلق برياضة السيارات في الشرق الأوسط. فقد تم انتخاب الإماراتي محمد بن سُليّم رئيساً للاتحاد الدولي للسيارات "فيا". وما بين شهري نوفمبر/تشرين الأول ومارس/آذار، ستستضيف المنطقة خمس جولات متتالية في الفورمولا واحد. إضافة إلى إقامة فعاليات ضخمة مثل رالي داكار الأسطوري وإكستريم إي.

أنطونيو فيليكس دا كوستا، بي ام دبليو أندريتي موتورسبورت وسيباستيان بويمي، نيسان إي.دامس وخوسيه ماريا لوبيز، دراغون ريسينغ

تصوير: صور موتورسبورت

قال بوتاجي: "لدينا الكثير من فعاليات رياضة السيارات بإشراف ’فيا’ في منطقة الخليج العربي. كما أن وجود رئيس لـ ’فيا’ من هذه المنطقة يساعدنا كثيراً. يمكنني مشاهدة هذا التقدم في الفورمولا إي. لقد قمنا بترجمة كامل موقعها الإلكتروني إلى العربية. وكذلك الحال مع جميع قنوات التواصل الاجتماعي المتوافرة بالإنكليزية والعربية، لذا نحن نشهد هذا النمو. إنه جيد حقاً. يعتقد الكثيرون أنّ تواجد العديد من الجولات في المنطقة يعني منافسة بينها ولا يرون في ذلك أية إيجابيات. لكنني أرى الأمر من منظور مختلف تماماً؛ كلما كانت هناك جولات أكثر كلما كان ذلك أفضل، نظراً لرفع مستوى الاهتمام بها بين الناس، مع وجود الكثير من الفعاليات الحماسية فإن الناس يفهمونها أكثر. أعتقد أن رئيس ’فيا’ سيركز على هذه النقطة كثيراً".

وتمتلك الفورمولا إي مكانة خاصة لأنها كانت أول حدث عالمي لسباقات السيارات يُقام في المملكة العربية السعودية عام 2018، وقد تغير بسببها أحد قوانين البلاد.

"لقد كان ذلك بمثابة سقوط جدار برلين السعوديّ! وكان يعني الكثير للمواطنين السعوديين أكثر من مجرد حدث رياضي اعتيادي" قال بوتاجي.

وأكمل: "كان ذلك أول حدث رياضي عالمي مختص بالسباقات يغير كل القوانين والأحكام السعودية للسماح بالسياح بالقدوم إن قاموا بشراء تذكرة فورمولا إي. مع السماح بتواجد متابعين من الجنسَين في مكان مختلط عام، مع موسيقا عالمية، حفلات، ورقص. هذا السباق يمتلك مكانة خاصة في قلوب السعوديين".

أوليفر رولاند، نيسان إي.دامس

تصوير: صور موتورسبورت

بدأت مسيرة بوتاجي المهنية في عالم سباقات السيارات منذ عشر سنوات حين وقع مع بيرني إكليستون في 2009 عقداً لإقامة منطقة لمشجعي الفورمولا واحد. حينها لم يكن هناك ما يماثل هذا في الفورمولا واحد، بينما بتنا نراها الآن في جميع جولات البطولة.

فقال: "لقد كانت المنصة التي تقدم لمتابعي الفورمولا واحد خدماتها مجاناً ضمن المدن. قمنا بالكثير من الفعاليات، كنا المنصة التي يقصدها الرعاة لإظهار اهتمامهم بالرياضة، ليس فقط داخل الحلبة بل خارجها أيضاً. كنا نحاول كذلك توسيع الاهتمام بسباق الفورمولا واحد ليشمل الأشخاص الذين لا يتابعونها عادة بل يهتمون بالفعاليات المصاحبة".

واستكمل: "الأمر الأساسي فيما يتعلق بالتفاعل مع المتابعين هو الوصول، لا بد من منح الوصول للجميع. مع التركيز على التكرار: الفورمولا واحد تأتي مرة واحدة في العام، بالمقارنة مع فريق كرة القدم أو الهوكي، فهم يخوضون ما يقارب أربعين مباراة كل عام. لذا عليك القيام بالفعاليات في كل المدينة أو البلاد أو هنا في المملكة، طوال العام، في أماكن التجمعات الكبيرة مثل مراكز التسوق وغيرها".

دانيال ريكاردو، رينو

تصوير: صور موتورسبورت

وتأمل الفورمولا إي أن تساعد حقبة سيارات الجيل الثالث الجديدة بتعزيز حماسة المتابعين حيال السيارات الجديدة التي باتت أخف وأكثر سرعة وقوة. حيث يرى بوتاجي أنها تمثل بالفعل مرحلة مفصلية في تاريخ البطولة الكهربائية. بالرغم من الإحباط جراء خسارة مشاركة "بي ام دبليو" ومرسيدس وأودي كفرق مصنعية، لكن القوانين الجديدة جذبت اهتمام مازيراتي وهناك تلميحات باهتمام علامات أخرى كذلك.

كارلو بوتاجي وجورج بوتاجي

تصوير: صور ساتون

حيث قال: "كنت محظوظاً لحضور حفل إطلاق سيارات الجيل الثالث. كان هناك 50 أو 60 شخصاً، ممثل واحد فقط عن كل فريق. لقد كانت مذهلة حقاً مع الكثير من التقنيات الحديثة. في 2014، مع الجيل الأول، كنا بحاجة لسيارتين لإكمال السباق الواحد. الجيل الثاني باتت سيارة واحدة لكل سائق كافية. الآن مع الجيل الثالث باتت لدينا نصف حجم مدخرة الطاقة ونصف الوزن مع 40 بالمئة طاقة إضافية. التقنيات تتطور بسرعة كبيرة. أنا أتطلع حقاً إلى هذه الحقبة".