مراجعة فيلم فيراري: رجلٌ على حساب الآلة
فيلم مايكل مان: فيراري، يضع المشاهد أمام مشاعر متناقضة، ما يترك السؤال مطروحاً: هل هو فيلم جيد؟
ترجمة وإعداد: خلدون يونس
بالطبع، الهدف من أية مراجعة إيضاح بعض الأسئلة إن كان الفيلم ذو الـ 131 دقيقة يستحق وقتكم، لذا دعونا نحاول الإجابة على هذه الأسئلة!
لنبدأ بالإيجابيات الضخمة: فيلم فيراري مليء بالتأديات التمثيلية القوية. لدينا آدم درايفر بدور إنزو فيراري، وقد تألق في هذا الدور بالفعل عبر لمحات رائعة من الأداء للعبقري الإيطالي.
وبشكل مماثل، تلعب بينولوبي كروز دوراً قوياً كذلك كزوجة حزينة ومريرة - لورا - وبشكل مثالي حقاً، أما غابرييل ليون فيلعب كذلك دوراً رائعاً لصاحب الموهبة ألفونسو دي بورتاغو.
نعم كانت هناك بعض السقطات الصغيرة فيما يتعلق باللهجة الإيطالية، وقد لا يُفهم بعض الكلام في البداية، لكن ومع التقدم في الفيلم فإن هذه المشكلة تختفي تقريباً.
ومن دون الخوض عميقاً في الفيلم منعاً للحرق، فإن أحداثه تدور حول "ميلي ميليا 1957" أو سباق الألف ميل وأهميته المحورية لنجاة وبقاء فيراري كمصنع للسيارات. وتم تقديم بعض الدراما خارج المسار تلتها حبكة ثانوية لكن مهمة، مع الكشف عن تفاصيل علاقة إنزو فيراري المتدهورة مع زوجته وسرّ عشيقته لينا لاردي (شايلين وودلي) التي أنجب منها ابناً بييرو (جوزيبي فيستينيزي).
إن كنتم تتوقعون فيلماً مليئاً بإثارة السباقات من البداية حتى النهاية، فربما ستحمل هذه المراجعة أخباراً سيئة لكم. وربما فإن الخبر الأسوأ هو أن أغلب مشاهد الإثارة والحركة قد ظهرت بالفعل في العرض التشويقي للفيلم. نعم، هناك بعض المنافسات الحماسية التي لم تظهر في العرض التشويقي، لكنها لا تستمر لأكثر من دقيقة وتنتهي مباشرة قبل أن تكاد تبدأ.
تصوير: ©Sky UK Ltd ©Blackbearpictures
غابرييل ليون بدور ألفونسو دي بورتاغو
لكن من الناحية الإيجابية، فإن الإخراج الصوتي رائع للسيارات على المسار. وفي السينما، فإن ذلك يبعث رعشة حقيقية في الجسم!
إلا أن هناك تكراراً محبطاً في مشاهد تبديل نسب السرعة أو الضغط على دواسة التسارع لإكمال التجاوزات، كما أن مواقع السيارات في السباق بعد الدقيقة 90 غير مدروسة أو منطقية ومن المستحيل متابعتها كما يجب. كانت هناك فرصة حقيقية ضائعة لإنتاج مشاهد مذهلة حقاً لتلك السيارات الأيقونية بين الجبال..
وصلنا أخيراً إلى الناحية الأسوأ، ألا وهي المؤثرات البصرية المستعملة في أكبر حادثتين، وقد كانت سيئة حقاً. كلتا الحادثتان تتضمنان سيارة تطير في الهواء، في الأولى: تبدو وكأن هناك لعبة محشوّة تم رميها من السيارة بدلاً من أن تبدو كشخص وهذا ما يخرجك من الجوّ تماماً بل يتحول المشهد من درامي إلى كوميديّ بسبب الجودة السيئة.
وفي الثانية، ورغم أن الحادثة نفسها تبدو قوية وتتضمن وفاة 9 متفرجين من بينهم أطفال، إلا أن المؤثرات البصرية تفشل في عكس أيّ من تلك المشاعر كما يجب.
لكن ومن جهة أخرى، فإن المؤثرات المستعملة في المشاهد تنجح في التقاط اللحظات المروعة وتعوّض عن تلك النواقص.
وبعيداً عن التسابق، هناك مشاهد خادشة للحياء خارجة عن السياق تماماً وغير مبررة ضمن السياق القصصي، وخاتمة تفتقر لأي نوع من أنواع النهايات المُرضية. خارج الحلبات، فإن وتيرة الفيلم تنخفض إلى درجة البطء الشديد، من بينها مشهدٌ لـ كروز وهي تحدق بصمت، يستمر طويلاً وبشكل غير ضروري.
الحوارات بين الممثلين الرئيسيين تنجح في دفع القصة للأمام، كما أن نوعية التمثيل نفسها على أعلى مستوى، ويمكن وصفها بالرائعة حقاً.
تصوير: ©Sky UK Ltd ©Blackbearpictures
آدم درايفر بدور إنزو فيراري
ورغم السلبيات المذكورة، لكن فيلم فيراري يتمكن من دفع المشاهد بشكل عبقري للتفاعل مع إحدى أكثر الفترات عنفاً في تاريخ رياضة المحركات. هل كان يمكن تحسين وتيرة الفيلم؟ نعم. هل كانت هناك إمكانية لوضع المزيد من مشاهد السباقات؟ نعم. هل كانت مشاهد السباقات الإضافية لتفيد في سياق القصة؟ ذلك أمر يقبل النقاش.
إن الإعجاب بفيلم فيراري من عدمه، سيعودُ بالكامل إلى ذائقة المشاهد نفسه. إن كنت تبحث عن فيلم يماثل "Rush" فإن هذا الفيلم سيلبّي ذلك لكن ليس بشكل كامل.
لكن، إن كنت تبحث عن مزيدٍ من التفاصيل حول فيراري، الرجل وليس المصنّع، حينها فإن هذا الفيلم جدير بالمشاهدة.
كن جزءًا من مجتمع موتورسبورت
انضمّ إلى المحادثةشارك أو احفظ هذه القصّة
أبرز التعليقات
قم بالاشتراك والوصول إلى Motorsport.com باستخدام أداة حظر الإعلانات الخاصة بك.
من الفورمولا 1 إلى موتو جي بي، نقدم تقاريرنا مباشرة من حلبة السباق لأننا نحب رياضتنا، مثلك تمامًا. وللاستمرار في تقديم صحافتنا المتخصصة، يستخدم موقعنا الإعلانات. ومع ذلك، نريد أن نمنحك الفرصة للاستمتاع بموقع ويب خالٍ من الإعلانات وخالٍ من أدوات التتبع ومواصلة استخدام أداة حظر الإعلانات.