مقابلة خاصة: عجاج يحذر من عدم نجاة بعض سلاسل رياضة السيارات من أزمة "كورونا"

في مقابلة حصرية مع موقعنا "موتورسبورت.كوم" ضمن سلسلة #thinkingforward مع أهم رموز رياضة السيارات، عبّر رئيس الفورمولا إي عن تفاؤله حيال الفرص الجدية التي تبقّت أمام الرياضة، بالرغم من التحديات الكبيرة التي تسببت بها الأزمة العالمية الحالية على جميع الفعاليات. وأعرب عن اعتقاده بأن قرارات جريئة ستُتخذ للاستفادة بالشكل الأمثل مما يجري، بدءاً من الفورمولا واحد قمة رياضة السيارات.

حيث قال: "نحن نسير على اتجاه نرى فيه الكثير من الصعوبات في رياضة سباقات السيارات.. وستحصل فيها بعض الانكماش لدواعي الضرورة، لأنّ بعض السلاسل لن تتمكن من الاستمرار لوحدها من دون دعم".

وأكمل: "منذ الآن، بدأت بعض السلاسل تعاني، إذ هناك الكثير والكثير من السلاسل والبطولات في رياضة السيارات. الرياضة باقية، لن تندثر. علينا أن نفهم أن ما يحصل ليس نهاية العالم. الغد قادم، وسيكون مختلفاً. وعلينا الاستعداد له".

وتابع: "لكن ربما لسنا بحاجة إلى 35 سلسلة سباقات سيارات حول العالم. ربما مع ستّ أو سبع سلاسل، سيكون ذلك كافياً لتلبية احتياجات الجمهور. لأنه وفي نهاية المطاف، رياضة السيارات خدمة للمتابعين وبوابة تطبيقية للتقنيات، لكن القسم الأخير لا تقوم به إلا فئة قليلة من البطولات".

وتطرق عجاج إلى المسألة التي أثارها الأسبوع الماضي جان تود رئيس الاتحاد الدولي للسيارات "فيا"، فيما يتعلق بضرورة تحديد "مقاربة جديدة" لإعادة معايرة ليس فقط النفقات في الرياضة، وإنما موقع رياضة السيارات ككلّ ضمن المجتمع.

فقال: "رأيت مقابلة جان تود بالطبع، وأنا أتفق معه؛ أعتقد أننا بحاجة إلى مقاربة جديدة. عادة بالنسبة لرياضة السيارات، فإن هذا الوضع يمثل فرصة. وبشكل خاص بالنسبة للفورمولا واحد فقد يكون هذا فرصة هائلة؛ إعادة هيكلة لكامل النظام… وأعتقد أن هذا مفتاح المقاربة الجديدة. بقيتنا سنسير على خطاهم لأننا بطولات أصغر حجماً".

وأكمل: "الفورمولا واحد قمة رياضة السيارات، لكن غياب التوازن الأكبر يكمن في الفورمولا واحد. سنقوم بإكمال مقاربتنا الجديدة والصغيرة هنا في الفورمولا إي، والجميع متفق وموافق على وجهة نظر ’فيا’".

وتابع: "بالنسبة إلى بقية سلاسل سباقات السيارات، فالمسألة نسبية؛ بعضها ستسير على نهج جديد وبعضها الآخر لن تفعل. الرياضة المعتمدة على الجمهور ستعاني. أعتقد أننا سنشهد تقلصاً في الفعاليات الكبيرة، لا أعلم الفترة، لكن بالنسبة للسلاسل التي تعتمد على بيع التذاكر، فستكون هذه فترة صعبة للغاية".

وبينما تقضّ النقطة الأخيرة مضجع العديد من المنظمين والمروجين، لكن عجاج يرى فيها نقطة قوة الفورمولا إي، حيث قال: "لو رأينا مثل هذه الأزمة في موسمنا الأول، لربما ماتت بطولتنا".

وأكمل: "لقد تصرفنا بسرعة شديدة وبمرونة كبيرة، لقد اتخذنا إجراءات بشكل مبكر جداً، ألغينا السباقات في وقت مبكر جداً جداً واتخذنا الإجراءات الضرورية لحماية الفرق ونظامنا العام. نحن في حال جيدة جداً. لدينا نموذج أعمال مرن وقويّ تجاه مثل هذه الظروف؛ نحن لا نعتمد كثيراً على عوائد بيع التذاكر على سبيل المثال".

وأردف: "من ثم، لدينا الفرق ولا بدّ من حمايتها وخفض النفقات الآن، لأنها تواجه مشاكلها الخاصة".

واستكمل: "لهذا، قررنا السماح لسيارة واحدة جديدة للموسمين 7 و8. كي يتمكن الفريق من اختيار استعمال نفس السيارة للموسم السادس في الموسم السابع، وبالتالي سيوفرون في النفقات. لكن في حال كانوا قد استثمروا بالفعل في الموسم السابع، حينها يمكنهم كذلك استعمال سيارتهم الجديدة، والتي سيتمكنون من استعمالها كذلك في الموسم الثامن وبالتالي توفير المال".

واسترسل: "ستخرج الفورمولا إي من الأزمة بشكل جيد للغاية؛ مستوى النفقات معقول، ونموذج العمل مرن. بوسعي إرسال رسالة إلى مجتمع الفورمولا إي لأطمئن الجميع أن كل شيء بحال جيدة. لكن الكلام لوحده غير كافٍ، لا بد من خفض النفقات والتصرف بذكاء".

وكما أنّ الأشخاص المصابين بأمراض ومشاكل صحية سيعانون أكثر من غيرهم خلال جائحة فيروس "كورونا"، كذلك الحال مع العديد من سلاسل رياضة السيارات. إذ أن وضع كل بطولة سيسهم في تعزيز مناعتها أو بالعكس تضررها، مما يجري في العالم حالياً. ويرى عجاج أن مثل هذه الأزمات ستعزز من الاتجاه صوب سبل الطاقة البديلة والمركبات الكهربائية.

فقال: "أعتقد أن مثل هذه الأزمة ستعزز من هذا الاتجاه. الدرس الكبير الذي أراه بعد انحسار الأزمة هو الغياب الكامل لأي تخطيط بعيد المدى ضمن مجتمعاتنا. نحن (كحكومات) لا نخطط للمستقبل".

وأردف: "قرأت مقالة حول مرض الطاعون الدبلي. وكان الوضع حينها مثل الحال اليوم؛ اضطروا للبقاء في منازلهم واتباع إجراءات العزل والحجر، انهار الاقتصاد. وكان ذلك منذ 1.500 عام! المشكلة نفسها تماماً لكننا لم نتعلم من الدروس ولم نتعلم التخطيط المستقبلي".

واختتم: "هناك الكثير من التهديدات التي تواجه الإنسانية، لكن التغييرات المناخية هي الأكبر والأشد وضوحاً، وذلك يمنحنا أكثر من سبب كي نخطط للمستقبل في مواجهة مشاكل التغيير المناخي، إذ إننا نخاطر بمشاكل وبوضع أكثر صعوبة بكثير من الواقع الآن في حال لم نخطط كما يجب. وأعتقد أن ذلك يجعل من المركبات الكهربائية الخيار الأكثر قوة ووضوحاً".