مقابلة: كيف غيّرت البيئة "غير الاعتيادية" داخل مرسيدس من مقاربة أليسون للفورمولا واحد؟
باعتباره أحد ألمع المدراء التقنيين في الفورمولا واحد، بالنظر إلى جهوده الدائمة التي أسفرت عن فوز الفرق التي عمل معها بالانتصارات والألقاب، يُمكننا أن نغفر له اعتقاده بأنه رأى كل شيء ممكن في سباقات الجائزة الكبرى قبل انضمامه إلى مرسيدس.
جيمس أليسون، المُدير التقني لفريق مرسيدس
ستيف إيثيرنجتون/ صور لات
لكن عندما تتحدث مع جايمس أليسون المدير التقني لفريق مرسيدس حيال الأشهر القليلة الأولى التي أمضاها في صفوف الصانع الألماني، تستطيع على الفور وبشكل سريع ملاحظة الإعجاب بالهيكلية الإدارية وبطريقة العمل التي لم يسبق له أن رأى مثيلاً لها من قبل.
في الواقع، وعلى الرغم من مسيرته الطويلة مع فرق عريقة مثل بينيتون، فيراري ورينو، والآن مرسيدس، كشف أليسون في مقابلةٍ حصرية مع موقعنا "موتورسبورت.كوم" بأنه وجد أمرًا فريدًا في طريقة تعاطي الأخير مع الأمور والمسائل التي يواجهها.
حيث قال "إنّ ثقافة وروح هذه الشركة مختلفتان على نحوٍ غير عادي، لذلك فإنّ الاستفادة القصوى من الفرصة الكبيرة التي حصلت عليها، لهي الأمر الأكثر إثارة للاهتمام وغير الاعتياديّ في ذلك".
وأضاف "الأمر الذي تستطيع ملاحظته هو أنّ الفريق - وعلى غرار أيّ فريق آخر - يعتمد في إدارته على الطبقات الهرمية بشكل واسع. لكنه يثق في كُلّ طبقة بشكل كبير للغاية. لذلك يحصل الأشخاص المتواجدون في طبقات متدنية على التشجيع اللازم من أجل اتخاذ القرارات".
وأكمل "يشمل هذا جميع الطبقات في الشركة. لذلك، لم يعد المدير التقني يمثل العمود الفقري الذي يقوم باتخاذ القرارات تلو الأخرى على الدوام. لم يعد كمدفع الرشاش كما هو الحال في الأماكن الأخرى، إذ لم أستمتع بذلك لدى الفرق الأخرى".
وتابع قائلاً "هناك أشخاص مختصون بالفعل، بإمكانهم اتخاذ القرارات التي تكون بالعادة من مهام المدير التقني، حيث تأتي بنتائج جيدة للغاية. لذلك فإنّ دور المدير التقني مختلفٌ تمامًا في فريقنا".
التراجع في موناكو
أحد المواقف الحاسمة لهذا الموسم تمثّلت في طريقة تعاطي مرسيدس مع المشاكل التي واجهتها في جولة موناكو، إذ قام الفريق بتجميع نفسه وموظفيه للعمل من دون توقف لمدّة 10 أيام من أجل فهم ما حدث بالضبط وإيجاد الحلول الضرورية.
ويعتقد أليسون بأنّ الثقافة المتبعة داخل مرسيدس – حيث لا يتمّ الاعتماد فقط على المدير التقني للحصول على الإجابات – كانت أحد العوامل التي ساهمت في عودة الصانع الألماني إلى الواجهة من جديد وتحقيقه للفوز خلال الجولة التالية في كندا.
وقال "إنّ التحدي الذي جابهنا - والذي واجهناه جماعيًا من أجل تحقيق أفضل استفادة من سيارة ذات إمكانات هائلة - تمّ التعامل معه من قبل مجموعة كبيرة من الأشخاص داخل المنظومة التقنية، والتي كنت جزءًا صغيرًا منها".
واستطرد قائلاً "بصراحة، لو ذهبت إلى الفراش خلال الأشهر القليلة الماضية - تاركًا العمل - لتمكنت مجموعة متميزة من الأشخاص من التعامل بطريقة مثيرة للاعجاب مع هذه المشكلة التي واجهتنا".
وتابع قائلاً "آمل أنني كنت مفيدًا في العملية، ولكن تمّت دراستها وإيجاد الحلول لها من داخل الشركة وليس من الطبقة العليا إلى الأسفل. هذا ما قصدته عندما قلت بأنّ مرسيدس لديها هيكلية هرمية مثيرة للاعجاب للغاية. إنها مكان من الجميل العمل فيه".
التفاجؤ بهاميلتون
ليست فقط بيئة العمل داخل أروقة مرسيدس هي التي أدهشت أليسون منذ انضمامه إلى العلامة الألمانيّة، إذ أشاد كذلك بما شاهده من لويس هاميلتون حتّى الآن.
وبينما قليلون هم الذين يشككون في قدرات هاميلتون على الحلبة، لكن لطالما كان هنالك فضولٌ حول كيفية التعامل مع بطل العالم ثلاث مرّاتٍ خارج الحلبة.
بالنسبة إلى أليسون – الذي عمل مع سائقين أمثال مايكل شوماخر، سيباستيان فيتيل وفرناندو ألونسو – كانت هنالك بعض الانطباعات الأولى الجيدة للغاية حول كيفية تعامل هاميلتون مع الآخرين بعد خلع خوذته.
"لقد كانت مفاجأة سارة بالفعل" قال أليسون، مُضيفًا: "مفاجأة، لأنّ معظم السائقين السريعين للغاية يملكون شخصيات معقّدة. لا أقول بأنّ شخصية لويس لا تتمتّع ببعضٍ من التعقيد، لكنّه شخصٌ إنسانيّ إلى حدّ كبير ويُظهر حبّه خلال جميع مراحل العمل معه".
وتابع: "إنّه شخصٌ متطلّب كما هو متوقّع من سائقٍ حقّق ما وصل إليه هاميلتون ويحقق إنجازات في كلّ عطلة نهاية أسبوع. لكن من الرائع أن ترى الدفء النابع من شخصه".
في المقابل قال أليسون أنّ مرسيدس تستفيد كذلك من امتلاكها لسائقَين يحظيان بشخصيتين مختلفتين – إذ تُعدّ طباع بوتاس الهادئة نقيضًا جيّدًا للجانب العاطفي لهاميلتون.
"إنّه أمرٌ مثيرٌ للاهتمام كوننا نملك سائقَين استثنائيَين. كلٌّ منهما يساعدنا بشكلٍ كبير فيما نحن بحاجةٍ لفعله مع السيارة، لكنّ مصطلحاتهما التقنية مختلفة للغاية" قال أليسون.
وأكمل: "فالتيري، وكما هو متوقّع، موجزٌ في وصفه الدقيق للغاية للسيارة. في حين أنّ لويس أكثر عاطفية، فهو شخصية حساسة إذ يصف السيارة من ذلك الجانب كذلك. لكن في حال استمعت لكليهما وفهمت ما يقولانه، ستجد أنّهما يخبران ذات الرسالة لكنّهما شخصيتان مختلفتان للغاية في طريقة طرحهما للأمور".
وواصل بالقول: "هذا يُعدّ أمرًا جديدًا ومثيرًا للاهتمام بالنسبة لي، أن أسمع سائقًا يصف سلوك السيارة بشكلٍ عاطفيّ وبلاغيّ في ذات الوقت، لكن بطريقةٍ تسمح لنا بمعرفة ما نحتاج للقيام به".
معركة محتدمة على اللقب
على الرُغم من أنّه يتعيّن عليه التأقلم مع بيئته الجديدة، إلّا أنّ أليسون تمّ تعيينه من قِبَل مرسيدس للقيام بوظيفة تتمثّل في إرشاد الفريق نحو بطولة العالم.
هذا ويبدو وضع معركة اللقب متوازنًا في الوقت الحالي، بعد عودة فيراري للتفوّق على مرسيدس في المجر، إذ قال أليسون بأنّه من المستحيل توقّع خط سير الأمور خلال المتبقي من هذا الموسم.
لكنّه اعترف بالمقابل بوجود تضاربٍ في الرغبات بخصوص خط سير الأمور من تلك النقطة، إذ سيكون سعيدًا بأن تبقى المنافسة قريبة حتّى نهاية الموسم شريطة أن تكون مرسيدس هي الفائزة في النهاية.
"آمُل أن نحظى بوضعٍ لا يرتكب فيه الطرفان أيّة أخطاء وتبقى المنافسة محتدمة حتّى نهاية الموسم" قال أليسون شارحًا.
واستدرك: "بيد أنّ ذلك ما سآمُله في حال كنت سأسترجع الأمور في ذهني مستقبلًا، كون ذلك سيكون أكثر أمرٍ مذهلٍ يُمكن للمرء تذكّره والتواجد كجزءٍ منه".
واسترسل: "مع ذلك، سيكون من الكذب أن أدّعي رغبتي في ذلك من عطلة نهاية أسبوعٍ لأخرى. ما أرغب به هو أن نكون سريعين للغاية وأن نُلحق بمنافسينا شرّ هزيمة، فذلك ما يتعيّن على فريق الفورمولا واحد فعله! إذ ترغب بالازدهار والتقدّم على حساب منافسيك".
واختتم بالقول: "لكنّني أعلم كذلك بأنّ السباقات هذا العام - حين شهدنا معركة حماسية ومحتدمة - كانت رائعة ومذهلة للغاية. جميعنا يُدرك ذلك طالما أنّ الموسم يسير في صالحنا، أن نشهد موسمًا محتدمًا حتى النهاية يُعد أمرًا رائعًا لتذكره والعودة إليه. كما أنّه سيكون كارثيًا بالمقابل في حال حدث عكس ذلك".
Be part of Motorsport community
Join the conversationShare Or Save This Story
Subscribe and access Motorsport.com with your ad-blocker.
From Formula 1 to MotoGP we report straight from the paddock because we love our sport, just like you. In order to keep delivering our expert journalism, our website uses advertising. Still, we want to give you the opportunity to enjoy an ad-free and tracker-free website and to continue using your adblocker.
Top Comments