مرسيدس ما تزال تخشى التهديد الذي قد يشكّله رايكونن في باكو

حاول السائقون الستّة من فرق الصدارة الثلاثة العبور إلى القسم الثاني من التصفيات في باكو على إطارات "سوبر سوفت" عوضًا عن تركيبة "الألترا سوفت" الأقلّ تفضيلًا. مع ذلك، وبعد ارتكابه للأخطاء وعدم امتلاكه لإطارات "سوبر سوفت" احتياطية، اضطرّ رايكونن إلى استخدام إطارات "ألترا سوفت" خلال طلعته الثانية، ما سيُلزمه بدء سباق باكو على تلك التركيبة.

وكان الفنلندي يستهدف اقتناص قطب الانطلاق الأوّل خلال القسم الثالث للتصفيات من براثن زميله سيباستيان فيتيل، عندما اقترف خطأً تسبّب بتراجعه إلى المركز السادس في مؤخّرة مجموعة الصدارة.

مع ذلك، سينطلق رايكونن على إطاراتٍ أسرع بكثير، والتي ستظلّ كذلك خلال اللفّات المبكّرة من السباق، إذ تعتقد مرسيدس بأنّ فيراري من الممكن أن تغامر بقراراتها الاستراتيجيّة مع الفنلندي، ما سيصعّب الوضع على منافسيها وقد يرغمهم على الردّ في مواجهة تلك القرارات.

عند سؤاله من قِبَل موقعنا «موتورسبورت.كوم» إذا كان رايكونن ما يزال يشكّل خطرًا على فريقه، قال وولف: "بكلّ تأكيد. أعتقد وكونه سينطلق على إطارات مختلفة، فإنّ السؤال الأهم هو إلى أيّ مدىً سيكون بوسعه البقاء على الحلبة. لكن وفي حال تخيّلنا بأنّ هنالك احتمالية كبيرة لدخول سيارة الأمان خلال المراحل المبكّرة من السباق، فسيكون بوسع فيراري التوقّف والتزوّد بإطارات أقسى والمواصلة من دون توقّف، ما ستكون استراتيجيّة جريئة في حدّ ذاتها".

وأضاف: "في حال كنتَ في ذات وضع رايكونن، في وضعٍ مشابه لما كان عليه ثنائي ريد بُل في الصين، فسيكون بمقدورك المغامرة وفي كثير من الأحيان تؤتي تلك المغامرات ثمارها. لا سيّما وأنّ رايكونن امتلك السيارة الأسرع في التجارب التأهيلية واستحقّ إحراز قطب الانطلاق الأوّل".

في المقابل اعترف وولف بأنّ مرسيدس قد وجدت أنّه من الصعب اتّخاذ قرارات استراتيجيّة في موسم 2018 وهي تنافس كلًّا من فيراري وريد بُل، لكنّه أبدى ثقته في أنّ الفريق يسير في الوجهة الصحيحة.

فقال: "باتت القرارات الاستراتيجيّة أكثر صعوبة هذا الموسم، لا سيّما عندما يكون هنالك ستّة سائقين ينافسون على الفوز. يكون من الصعب للغاية في بعض الأحيان التنبؤ بنتيجة تلك القرارات. فإذا ما نظرت إلى سباق شنغهاي، من دون الدخول كثيرًا في التفاصيل، ولو سألتني مُجددًا عمّا إذا كنت لأجري توقّفًا للتزوّد بإطارات أجدد، كنت لأقوم بذات الأمر – البقاء على الحلبة".

وتابع: "كنت لأبقى مع ذات الاستراتيجية كوننا لم نرَ أيّة تجاوزات خلال القسم الأوّل من السباق. إذ اعتقدنا بأنّ مركزنا على الحلبة يمثّل الأهمية الأكبر. بيد أنّ ما حدث هو أنّ إطارات «الميديوم» التي وضعناها نحن وفيراري لم تعد تعمل على النحو المطلوب. حيث أنّنا، ولسببٍ ما، بعد فترة سيارة الأمان كنّا متأخّرين بنصف ثانية في أزمنة اللفّات مقارنة بالفترة التي سبقت سيارة الأمان مباشرة".

وأكمل: "إطارات «السوفت» الجديدة، التي لم نعد نمتلكها حينها، لكنّها كانت بحوزة ريد بُل، كان أداؤها وأهميتها أفضل بكثير من المتوقّع".

هذا وما يزال وولف واثقًا في المقاربات التي يتّبعها فريقه، حيث قال: "ما نحن بحاجة إلى فعله هو أن نلتزم باستراتيجياتنا وأدواتنا وأن نحسّنها طوال الوقت، لكن على الجانب الآخر، وبذات القدر، يجب ألّا نترك أنفسنا هكذا ضحيّة للنتائج".

واختتم: "لم تملك ريد بُل الكثير لتخسره في الصين، فقد كانوا جريئين وحصدوا ثمار ذلك بتحقيقهم لفوزٍ مستحق. لكنّنا سنظلّ ملتزمين بالطريقة التي اتّبعناها في الماضي، والتي باتت أصعب الآن".