مرسيدس رأت قطع الحطام على الحلبة قبل نصف ثانية من اصطدام بوتاس بها

بدا بوتاس على طريقه لإحراز الفوز في باكو قبل أن يعاني من انثقابٍ في الإطار الخلفي الأيمن بمجرّد اصطدامه بالحطام المتواجد على الحلبة عقب استئناف السباق للمرّة الأخيرة.

وقد صرّح الاتّحاد الدولي للسيارات "فيا" بأنّه لم يرَ الحطام الذي اصطدم به بوتاس، إذ وبينما كشفت مرسيدس أنّها لاحظته بالفعل، أقرّ الفريق أنّ الوقت كان متأخّرًا للتصرّف حياله.

وقد قال كبير مهندسي جانب الحلبة لدى مرسيدس أندرو شوفلين أنّ الفريق أخبر سائقَيه على نحوٍ متكرر بأنّ ينتبهوا للحطام بعد الحوادث التي شهدتها المراحل المبكّرة من السباق.

"لم نحذّره كوننا لم نره في وقتٍ مبكّر" قال شوفلين شارحًا في فيديو على قناة مرسيدس ضمن منصّة يوتيوب.

وأضاف: "المرّة الأولى التي رأينا فيها ذلك الحطام كان في الوقت الذي مرّ فيه فالتيري على تلك المطبّات، والتي منعته كذلك من رؤية الحطام. إذ كان بوسعكم رؤيته وهو يتوجّه نحوه من دون علم بوجوده، لكنّنا رأيناه قبل الحادثة بنصف ثانية أو ثانية واحدة، شيء من هذا القبيل، حيث لم يكن ذلك وقتًا كافيًا للتصرّف وإخباره عبر اللاسلكي بالانتباه له".

وتابع: "في حال تمكّنا من رؤيته في الوقت المناسب، كنّا لنحذّره، مثلما فعلنا في الكثير من اللفّات الأخرى عقب كلّ حادثة. كنّا نحاول إرشاد سائقَينا حول أفضل مناطق على الحلبة لتجنّب الحطام. بيد أنّ الوقت كان متأخّرًا هذه المرّة. إنّه أمرٌ مؤسف بالفعل بالنسبة إلى فالتيري، فقد خاض نهاية أسبوع عبقرية في باكو، وسباقًا مُحكمًا للغاية".

في المقابل قال شوفلين أنّ الفريق كان يعتمد على دخول سيارة الأمان في مرحلة متأخّرة من السباق عندما ترك بوتاس على الحلبة بعد توقّف المتصدّر حينها سيباستيان فيتيل، مُدركًا بأنّ هنالك فرصة قد تمكّن الفنلندي من التوقّف والبقاء في المقدّمة.

"هذا ما كنّا نأمله بكلّ تأكيد. إنّه سباق باكو، ودائمًا ما تكون هنالك فرصة كبيرة لدخول سيارة الأمان. إذ أنّ توقّف سيباستيان ترك لنا هذه المساحة، حيث أنّه سيكون بعيدًا خلفنا وإذا ما توقّفنا خلال سيارة الأمان أو فترة سيارة الأمان الافتراضية، سيكون بمقدورنا اقتناص صدارة السباق" قال شوفلين.

وأكمل: "كانت فيراري تأمل عكس ذلك بكلّ تأكيد، لكنّها إحدى تلك الاستراتيجيّات التي تلعب في نطاقها. من الصعب للغاية في الحقيقة أن تترك السباق وتظلّ متحكّمًا به، كونك تحاول حماية تقدّمك في مواجهة سائقين يتخطّونك، لكنّ تواجه كذلك وضع سيارة الأمان، ولا يُمكنك القيام بالأمرين. لذا فإنّ ذلك هو ما يوجد فرصًا للسائق المتواجد بالمركز الثاني".

يُشار إلى أنّ الخطّة البديلة لمرسيدس كان تتمثّل في إجراء توقّف متأخّر لبوتاس في أثناء سير السباق وتزويده بإطارات "ألترا سوفت" الأسرع، والتي كانت لتسمح له بالتقدّم واللحاق بالمتصدّر فيتيل على غرار سباق البحرين.

"لو لم تدخل سيارة الأمان في تلك المرّة الأخيرة، كنّا لنجري توقّفًا لبوتاس لنضع إطارات «ألترا سوفت»، قبل حوالي عشر لفّات من نهاية السباق. إطارات «السوبر سوفت» لم تكن تتآكل على نحوٍ كبير، وكانت تعمل بشكل جيّد للغاية، وكان بوسعنا مواصلة السباق بها" قال شوفلين.

واختتم: "اللفّات العشر الأخيرة تلك كانت لتمنح فالتيري وقتًا كافيًا للحاق بسيباستيان ومنافسته على الفوز. وكان ليقوم بذلك قبل بضع لفّات من النهاية".