تحليل: كيف ساهمت التحديثات التقنيّة الأخيرة في تقدم فريق أستون مارتن

ترجمة وإعداد المهندس بول الجاموس

كان تصميم الجناح الشعاعي المنقح على رأس قائمة التحديثات التقنيّة في جائزة اليابان الكبرى وجزءًا أساسيًا من الحزمة التطويرية الجديدة التي جلبتها أستون مارتن حيث تطلع الفريق إلى تخصيص تكوينه وفقًا لمتطلبات حلبة سوزوكا.

يُعد هذا الأمر تغييرًا طفيفًا ولكنه بالوقت ذاته يعتبر ضروريًا، خاصةً عندما نفكر في حجم التحديثات التي تم الكشف عنها في جائزة سنغافورة الكبرى.

تمكن السائق الألماني سيباستيان فيتيل وبفضل تلك الأجزاء الجديدة على السيارة من شق طريقه إلى القسم الثالث من التصفيات للمرة الأولى منذ جائزة أذربيجان الكبرى. أما الوتيرة الجيدة في السباق مكنته من البقاء متقدمًا على سيارة ألبين "آي 522" التي يقودها الإسباني فرناندو ألونسو.

صممت أستون مارتن جناحها الخلفي بطريقة لا ترتبط فيها مواصفات الجناح الشعاعي بجناح خلفي معين كما هو الحال أيضًا مع الفرق الأخرى ويمكن رؤيته في الصورة الرئيسية أعلاه. هذا التصميم مميز حيث بالإمكان تفكيك الجزء السفلي من الجناح بدون الحاجة لإجراء أية تغييرات على جزئه العلوي.

 على الرغم من وجود بعض العيوب في هذا الشكل المعتمد من حيث تصميم الجناح ووزنه، لكنّه يمنح بالوقت ذاته مرونة في إجراء التغييرات دون الحاجة إلى جلب مجموعة كاملة من الأجنحة الخلفيّة المختلفة لكل سباق مما يجعله خيارًا أكثر تنوعًا وفعالية من حيث التكلفة.

مقارنة أرضية أستون مارتن إيه.أم.آر22

تصوير: جورجيو بيولا

استخدمت أستون مارتن في اليابان الأرضيّة ذاتها المعتمدة في سنغافورة والتي مثلت تحولًا مهمًا في تركيز الفريق على تصميم حافة الأرضيّة. من الواضح أن التصميم القديم قد تم تعديله بشكل كبير حيث تشير الأسهم الحمراء المختلفة مكان حدوث التغييرات الأكثر صلة (المواصفات القديمة في الدائرة الداخلية).

يؤدي استخدام رفرفة "غارني" في القسم الأمامي من حافة الأرضيّة إلى بدء التغييرات مع خضوع القسم المتعرج بعد ذلك لعملية تجديد كبيرة. نظرًا لأن الأرضيّة تتناقص نحو الإطار الخلفي فقد تم أيضًا تفضيل إدخال جناح عائم بالإضافة إلى استحداث قطع عليها.

هذا الحل المبتكر رأيناه بالفعل على سيارات فيراري "أف1-75" وريدبُل "آر بي 18 بي" مع احتمال ربط الرفرفة بجناح رفيع على حافة الأرضيّة.

سيساعد استخدام هذه الرفرفة جنبًا إلى جنب مع رفع جزء من الأرضيّة بعد قطعها مباشرة على تطوير هياكل انسيابية مرغوبة للمساعدة في الحد من الارتجاجات الهوائيّة حول الإطارات. هذه الظاهرة ناتجة عن دوران الإطار وتآكله ويمكن أن يؤدي تركها بدون معالجة إلى تأثيرات سلبية في أداء الناشر.

الجناح الامامي لسيارة ألفا روميو سي42

تصوير: جورجيو بيولا

يحتل فريق ألفا روميو وهو أقرب منافس لأستون مارتن حاليًا المركز السادس في بطولة العالم للصانعين إذ يُعد ذلك تحسنًا كبيرًا عن المركز التاسع في العام 2021.

عانى فريق ألفا روميو في الجوائز الكبرى الأخيرة مع سلسلة سباقات من دون تسجيل أية نقاط الأمر الذي دفع بأستون مارتن للتسريع في وتيرة تحديثات السيارة.

قدمت ألفا روميو في سوزوكا تصميمًا منقحًا للجناح الأمامي مع شكل جديد للوحة الطرفيّة والصفائح العلوية التي توفر نسبة مختلفة في قابلية التعديل عن التصميم السابق.

 في حين كان الفريق حريصًا بشكل واضح على المساعدة في تحقيق التوازن من الأمام إلى الخلف بناءً على الأداء الموجود في مكان آخر في السيارة، فقد انتهز الفرصة أيضًا لتركيز بعض جهوده على إدارة التدفق الكلي للهواء.

تم تحقيق ذلك من خلال تعديل الطريقة التي تتصل بها الصفائح بالقسم السفلي من اللوحة الطرفيّة حيث لا تبتعد العناصر الأقصر قليلًا عن اللوحة فحسب بل تلتف أيضًا في اقترابها منها. يترك هذا التصميم فجوة صغيرة بينها وبين الحافة الخلفية للوحة الطرفيّة (الصورة أدناه) مما أتاح للمصممين بعض النطاق لتغيير شكلها.

نتيجة لذلك، فإنّ التدفق الخارجي الذي يتم إنشاؤه بواسطة الجناح الأمامي سيكون بلا شك مختلفًا عن الجناح القديم وربما يوفر فرصًا للمزيد من التحسينات في التدفق الهوائي خلفه.

مقارنة جانح ألفا روميو سي42 الأمامي

هناك أيضًا تغييرات في الطرف الداخلي للجناح يجب مراعاتها والتي ستغيّر من نطاق الإعداد، مما يساعد في تحسين توازن السيارة من الأمام إلى الخلف. تم تضييق الصفائح العلوية قبل أداة الضبط كما لوحظ من خلال النقاط البارزة الخضراء للسماح بإعادة توزيع القسم المتحرك والذي يجب أن ينتج عنه أيضًا تدفق مختلف حول الأنف.

مقارنة جانح ألفا تاوري إيه.تي03 الخلفي (اليابان - فرنسا)

تابعت ألفا تاوري تحديث أنف سيارتها وجناحها الأمامي المقدم في جائزة سنغافورة الكبرى بتصميم جديد للجناح الخلفي في اليابان. وكما كان عليه الحال في السباقات الماضية فالأمر تعلق بزيادة امتداد الجناح الخلفي من أجل كسب المزيد من الارتكازيّة، في حين تم اتخاذ خطوات للتخفيف أيضًا من مقدار الجرّ الناتج عن اعتماد هذا التصميم.

من أجل تحقيق هذه الأهداف، استخدم المصممون انتقالًا أكثر إحكامًا في القوس بين اللوحة الرئيسية واللوحة الطرفيّة (السهم الأحمر: اليسار في اليابان، اليمين في فرنسا) كما تم الاعتماد على الشكل المربع في الزاوية الخارجية الثابتة لصفيحة الجناح الرئيسية (الخطوط الخضراء).

وللحد من أية آثار سلبية قد تكون مرتبطة بهذه التغييرات على دوامة طرف الجناح فقد زاد أيضًا حجم قطع الزاوية العلوية في اللوحة الطرفيّة (السهم الأزرق).

لم تكن هذه التعديلات المقدمة في سوزوكا جديدة بالكامل لدى ألفا تاوري حيث قامت باعتماد هذه الحلول على الأجنحة التي تتمتع بمستويات ارتكازيّة منخفضة ومرتفعة على حدٍ سواء خلال السباقات القليلة الماضية.

منحت حلبة سوزوكا الفرصة الأولى للفريق منذ جائزة فرنسا الكبرى لتطبيق هذه الحلول على تصميم الجناح الشبيه بالملعقة ذات ارتكازية متوسطة إلى مرتفعة. اختار السائق الفرنسي بيار غاسلي الجناح الخلفي الذي يتمتع بارتكازية مرتفعة من أجل التصفيات والسباق (ضبط خاص للأمطار يوم الأحد) بينما واصل السائق الياباني يوكي تسونودا الاستفادة من التصميم الجديد.

واصلت ألفا تاوري استخدام أنف السيارة المحدث في جائزة اليابان الكبرى والذي يُعد تحولًا جذريًا عن التصميم السابق كما هو موضح في الرسم التوضيحي للحلّين من الجانب السفلي.

جانب سيارة فيراري اف1-75

تصوير: جورجيو بيولا

أجرت فيراري تغييرات على أرضيّة السيارة في سوزوكا بعد أن تم تقييم مزايا الإصدار المحدث في السباقات الأخيرة والذي اعتمد منذ جائزة فرنسا الكبرى.

بعد التحقق من أداء الأرضيّة المحدثة خلال السباقات الماضية يستمر التصميم الأخير على النهج التطويري نفسه مع التغييرات التي تم إجراؤها على شرائط الأرضيّة وتصميم الأنفاق السفلية وبالتأكيد على مرونة نقاطٍ معيّنة من الأرضيّة بالنظر إلى نقل مواقع الأسلاك المعدنيّة الصغيرة.

التغيير الرئيسي في الجزء الأمامي من مجموعة الأرضيّة كان في السور الخارجي مع استخدام فتحة أكبر في قاعدتها. تم أيضًا تعديل طول مقسم الهواء الرأسي أسفل الأرضيّة كجزء من التحديث.

من الواضح أنّه سيكون لهذه التغييرات تأثير على الهياكل الانسيابيّة في ذلك الجزء من السيارة والتقليل من أيّة مشاكل حساسيّة تجاه ارتفاع السيارة قد تكون برزت منذ جائزة بلجيكا الكبرى. لكن بشكلٍ أكثر أهميّة فإنّ ذلك يُغيّر كيفيّة تجهيز التيارات الهوائيّة للأقسام التالية من السيارة.

 يتعذر علينا إظهار هذه التغييرات لأنها بعيدة عن رؤيتنا أسفل الأرضيّة. ومع ذلك، فقد رأينا فرقًا أخرى تضيف حوافًا أسفل الأرضيّة من أجل زيادة تعزيز قدراتها الانسيابيّة الهوائية والعثور على أداء إضافي من الأنفاق والناشر.

بعد أن كانت مثبتة سابقًا في الجزء الخارجي من الأرضيّة تم تقصير الدعامة المعدنية وتثبيتها على الجزء المنحدر منها بالداخل.

يجب أن يوفر هذا التعديل مزيدًا من الاستقلالية لقسم الأرضيّة قبل الإطار الخلفي ويسمح للفريق باستخدام هذه المرونة لزيادة الأداء الانسيابي الهوائي.

والجدير ذكره أيضًا أن نسيج ألياف الكربون المستخدم في هذا القسم قد تم تغييره (الدائرة الداخلية) مما يشير إلى أن الفريق يبحث عن بعض الفوائد الإضافية من مرونته.