خمسة أشياء تعلّمناها من مؤتمر فاسور الصحفي الأوّل على رأس فيراري

جاء توقيت التغيير خلال شتاء حرجٍ ومزدحمٍ تُتّخذ فيه القرارات البارزة، وهو ما كان يعني عدم قدرة الحصان الجامح على تفادي أيّة ضبابيّة على حين استلام بديله فريدريك فاسور لموقعه في مارانيللو مطلع يناير.

وبعد أسبوعين من التعوّد على الفريق من الداخل، تحدّث فاسور للمرّة الأولى إلى وسائل الإعلام للمرّة الأولى هذا الأسبوع ضمن دوره الجديد.

ومع اعتبار فيراري الفريق الذي يُواجه التدقيق الأكثر بين مختلف فرق البطولة، خاصة من الصحافة الإيطاليّة، فإنّ الاتّصال الإعلامي الأوّل كان مهمًا لفاسور لتحديد نبرة الموسم القادم.

وبعد سماع ما قاله للصحفيين الإيطاليّين ووسائل الإعلام الدوليّة في اتّصالين منفصلين، سنُقدّم لكم في ما يلي أبرز ما يُمكن استنتاجه من ظهوره الإعلاميّ الأوّل.

فيراري لن تُواجه ثورة فوريّة

بعد نقاط الضعف الواضحة لفيراري التي كلّفتها أيّ فرصة للظفر بالبطولة العام الماضي، من الواضح أن فاسور تمّ جلبه لإجراء تغييرات.

لكن في حين أنّ الموثوقيّة، وأخطاء السائقين، والتحديثات ومشاكل الاستراتيجيّة أثّرت كلّها على موسم فيراري وهي جوانب تستحق الكثير من التركيز، أوضح فاسور بأنّه لن يُجري أيّة تغييرات جذريّة الآن.

وأوضح الفرنسي أنّه سيحتاج لفهم الأسباب وراء تلك المشاكل قبل اتّخاذ أيّة إجراءات، في حال احتاج لاتّخاذها أصلًا.

وجادل بأنّه سيكون من الخطأ الاعتقاد بأنّه يملك كلّ الأجوبة لمشاكل فيراري منذ اليوم الأوّل.

وقال: "سيكون من الغرور من جانبي أن أتّخذ الخطوات على صعيد التنظيم التقنيّ بعد أسبوعين فقط".

كما أوضح فاسور بأنّه يتّبع مقاربة شموليّة للأمور، حيث يعتقد بأنّه من المهمّ النظر إلى الصورة الأوسع للهيكل بأكمله عوضًا عن التركيز على رؤساء الأقسام.

فاسور يتحدثّ إلى الأشخاص المناسبين

فريدريك فاسور، فيراري

تصوير: فيراري

دائمًا ما مثّلت فيراري موضوعًا ساخنًا على الصعيد السياسي، وهو ما كان يترك مدراءها على الدوام أمام الكثير من النقاشات الحامية.

حاول بينوتو جاهدًا التخلّص من عقليّة إلقاء اللوم التي كانت قائمة قبله، لكنّ فاسور يريد نقل الأمور خطوة إضافيّة إلى الأمام.

ففي حين أنّه يعتقد بأنّه لا يملك الأجوبة بعد عمّا يحتاجه الفريق لتحقيق تقدّمٍ على المسار، فإنّه لم يصل وهو يعتقد بأنّه يعرف كلّ شيء بشأن البنية التحتيّة للفريق.

لهذا السبب تحدّث الفرنسي عن بعض خطوط التواصل المهمّة بينه وبين بعض الموظّفين الذين يُشرف عليه، إلى جانب أولئك الذين يُشرفون عليه.

وقال: "كان الهدف الأوّل لقاء أقصى عددٍ ممكن من الموظّفين لفهم العديد من الجوانب".

وأضاف: "أعتقد بأنّ هناك الكثير من الإمكانيّات، لكنّني أعرف بأنّ كلّ فريق مبنيٌ بالأساس على العلاقات الإنسانيّة. تحدّثت بشكلٍ مباشرٍ لـ 30 إلى 35 شخصًا. أريد معرفتهم، وكان ذلك الجانب الذي أخذ مني كلّ الوقت طوال أوّل أسبوعين".

كما قال بأنّه يتحدّث يوميًا إلى المدير التنفيذي بينيديتو فينيا، حيث يتناولان العشاء معًا مرّتين أو ثلاثة خلال الأسبوع.

فضلًا عن ذلك فقد كشف فاسور بأنّه تحدّث إلى بينوتو الذي ساعده على ضمان تسليمٍ سلسٍ، كما أنّه يُخطّط للقاء جان تود مدير فريق فيراري سابقًا في وقتٍ قريب.

لوكليل لن يكون السائق الأوّل في الفريق

شارل لوكلير، فيراري وفريدريك فاسور، مدير فريق ألفا روميو

تصوير: صور موتورسبورت

يُسجّل قدوم فاسور إلى فيراري تجديدًا للشراكة التي حظي بها سابقًا مع شارل لوكلير في صفوف ساوبر.

عمل الثنائيّ معًا عندما بدأ لوكلير مسيرته في الفورمولا واحد موسم 2018، لذا فإنّ عودة شراكتهما دفعت البعض إلى القول بإمكانيّة حصول أصيل موناكو على معاملة تفاضليّة من الآن فصاعدًا.

لكن سرعان ما استبعد فاسور مثل هذه الفكرة، حيث قال عدة مرات أنّ لوكلير وكارلوس ساينز سيبدآن الموسم على قدم المساواة.

"لن يكون هناك رقم واحد أو رقم اثنين" قال فاسور الذي كشف أيضًا أنه حاول التعاقد مع ساينز عدة مرات خلال مسيرته في الفورمولا واحد.

ولكن على الرغم من المساواة في بداية الموسم، أصرّ فاسور على أنه لن يتردد في فرض أوامر الفريق إذا كان هناك ظرفٌ يجب فيه تفضيل أحد سائقيه. وتعهد فاسور قائلًا: "إذا كان علينا في مرحلة ما أن نتخذ إجراءً، فسأفعل ذلك. لا يهم إذا كان الأمر يخص أيًا منهما. إذا كان علي القيام بشيء ما في مرحلة ما من الموسم، فسأفعل ذلك".

فاسور لم يفقد حسّ الدعابة...

دائمًا ما تمتّع فاسور بحسّ دعابة واضح. وبالرغم من كلّ الجديّة التي تتطلّبها المنافسة الحامية، فإنّ الضحك لا يغيب عن أيّ حوارٍ معه.

لهذا السبب يشعر الجميع بالفضول لرؤية ما سيكون عليه تأثير قيادة فريق فيراري وما يحمله كلّ ذلك الدور من ضغوطات على شخصيّته. هل سيبقى مثلما هو، أم أنّه سيُجبر على التحلي بنبرة جديّة أكثر؟

لكن لم يتطلّب الأمر الكثير من الوقت لإدراك أنّ فاسور لم يفقد حسّ دعابته على الإطلاق.

ابتسم للإيطاليين عندما بدأ حصّته معه بتحيّة إيطاليّة، قائلًا أنّه بالرغم من تلقيه لبعض الدروس اليوميّة في اللغة الإيطاليّة، فإنّه سينتقل بشكلٍ فوري إلى الانغليزيّة...

وبالنسبة للقائه بوسائل الإعلام الدوليّة، فنادرًا ما غاب التهكّم عن إجاباته، أو أيّة تعقيبات هزليّة أخرى.

قال أنّ المقارنات بينه وبين جان تود مدير فيراري الفرنسي الآخر سابقًا يجب أن تشمل طول قامتيهما كذلك.

وعندما تحدّث له صحفيٌ حول المشاكل الجوهريّة التي واجهتها فيراري على صعيد الموثوقيّة، الاستراتيجيّة وتطوير السيارة في 2022، ضحك الفرنسي وقال: "شكرًا على قيامك بعملي على صعيد التحليل!".

لنأمل أن لا يتغيّر عندما يبدأ التسابق الجديّ مع انطلاقة الموسم.

فريدريك فاسور، فيراري

تصوير: فيراري

... لكنّه سيكون جاهزًا للحكم بقبضة من حديد إن تطلّب الأمر

بالرغم من ضحكاته ومزاحه، أظهر فاسور جانبه الجدي، حيث يعلم أنّ هناك ضغطًا عليه لتحقيق البطولة لصالح فيراري هذا الموسم.

ويُركّز بكثافة للحصول على فهمٍ أفضل للأخطاء المكلفة في 2022، وسيُتابع عن كثب كيف ستسير الأمور عندما تطأ السيارات أرض الحلبة في البحرين.

وفي حين أنّه لا توجد صافرات إنذارٍ في الوقت الحاضر، فإنّه قال بأنّه لن يكون خائفًا من السعي وراء أيّة تغييرات في حال لم تسر الأمور وفق معايير جيّدة.

وقال: "أثق في الشباب الموجودين، وسأحاول القيام بأفضل ما يُمكن لهم ولوضعهم في أفضل الظروف للقيام بالعمل".

وأردف: "سيحين الوقت بعد أسابيع أو أشهر لاتّخاذ أيّة إجراءات في حال لم تسر الأمور على نحوٍ جيّد".

وعبّر فاسور عن اقتناعه بأنّ فيراري تملك ما يلزم لتحقيق اللقبين، حيث يتعلّق الأمر بجعل الفريق يعمل بطريقة تسمح له بتقديم أفضل النتائج بناءً على مهاراته.

وقال: "بناءً على خبرتي في ساوبر، فقد كان بعض زملائي قادمين من فيراري وقالوا لي أن لا شيء مستحيل في مارانيللو".

وأضاف: "يُمكنني أن أؤكّد ذلك بعد أسبوعين في صفوف الفريق، لا شيء مستحيل. هناك مهارات عالية، وستكون مهمّة خلال الموسم".