تحليل: لماذا لا يتعيّن على منافسي ريد بُل القلق من أزمنة لفّاتها فقط

تُشير نظرة سريعة إلى جدول الأزمنة إلى ذلك، حيث وضع سيرجيو بيريز المعيار عبر تسجيله الزمن الأسرع ضمن سلسلة من الطلعات القصيرة بكميّات وقودٍ قليلة مع اقتراب التجارب من نهايتها.

لكن بعيدًا عن الأزمنة السريعة فعند الانغماس في أرقام محاكاة السباق، والتي تُهمّ أكثر وتُوليها الفرق اهتمامًا أكبر، فقد كان من الواضح أنّ ريد بُل أحكمت قبضتها على ذلك الجانب كذلك.

كما بدت موثوقيّة السيارة، ما عدا مشكلة صغيرة خلال اليوم الثاني، قويّة، ولم تكن هناك أيّة علامات على أنّ أيًا من منافسي بيريز وماكس فيرشتابن يُمثّل تهديدًا على أزمنة محاكاتهم للسباق.

إذ قال هيلموت ماركو مستشار رياضة المحرّكات في ريد بُل لقناة "سكاي" الألمانيّة بعد التجارب: "الأزمنة نسبيّة مثلما نعلم في التجارب. لا نعلم كميّات وقود منافسينا، لذا قد يكونون أثقل منّا، ومن ثمّ تكون أزمنتنا نسبيّة. لكنّ السيارة أظهرت موثوقيّتها وسرعتها".

وأكمل: "وفوق كلّ ذلك فإنّ ما يجعلنا متفائلين للغاية هي محاكاة بيريز وماكس للمسافات الطويلة وقد كانت أسرع من محاكاة منافسينا على الأقلّ بشكلٍ واضح".

ولا يضمن موقعك كأفضل الفرق في التجارب أيّ شيء بالضرورة بالوصول إلى عطلة نهاية أسبوع السباق.

وكما قال فريدريك فاسور مدير فريق فيراري في اليوم الأخير: "لا أذكر من سجّل أسرع لفّة في العام الماضي في البحرين، لكنّه لم يكن في قطب الانطلاق الأوّل في جولة السباق. والأمر ذاته ينطبق على العامين الماضيين".

لكن بتحليل تجارب ريد بُل بشكلٍ مُعمّقٍ أكثر، فإنّ هناك بعض الجوانب الأخرى التي تُطلق أجراس الإنذار لدى بعض الفرق الأخرى التي تأمل التقدّم على الحظيرة النمساويّة في هذا الموسم.

ماكس فيرشتابن، ريد بُل

تصوير: صور ريد بُل

وتيرة من دون مجهود

أحيانًا تكون قيادة سيارات الفورمولا واحد الأسرع صعبة عند دفعها إلى الحدود القصوى، ولا يتمكّن من فعل ذلك سوى أفضل السائقين.

لكن منذ الوهلة الأولى التي وطأت فيها سيارة "آر.بي19" الجديدة أرض الحلبة في البحرين، فقد بدا أنّ دفعها إلى الحافة كان سلسًا بالنسبة لبيريز وفيرشتابن.

ففي الوقت الذي كانت فيه الفرق الأخرى تواجه تحديًا مبكّرًا للتوصّل إلى توازنٍ جيّدٍ على سياراتها الجديدة، كان فيرشتابن يضغط من دون مواجهة أيّة دراما من جانبه.

وقال: "في كلّ مرّة قفزت فيها في السيارة فقد شعرت بالارتياح وكان بوسعي الضغط فورًا".

بدا ذلك حاضرًا منذ اليوم الأوّل من التجارب الذي أمضى فيرشتابن أغلبه في طلعات تمتدّ لستّ أو سبع لفّات، وبرزت جميعها بوتيرة ثابتة.

أشار ذلك الثبات في جميع الطلعات إلى أنّ السيارة تتواجد في موقعٍ جيّد، وأنّ كلّ شيء تحت السيطرة. ذلك مثيرٌ للغاية بالنسبة لسيارة جديدة تخوض تجاربها الأولى.

وقال فيرشتابن أنّ التوصّل إلى ذلك المجال المثالي مبكّرًا منح ريد بُل بداية متقدّمة ضخمة على صعيد فهم السيارة.

ماكس فيرشتابن، ريد بُل

تصوير: صور موتورسبورت

الإطارات الجديدة تمنح فيرشتابن ما يريده

تقلّب أداء فيرشتابن قليلًا مع سيارة 2022 مع تغيّر خصائصها التي كانت بعيدة للغاية عمّا يُحبّذه في بداية الموسم.

كان وزنها الإضافي في بداية الموسم يعني صعوبة في استجابتها للانعطاف، ويُعرف فيرشتابن بعدم تحبيذ خاصيّة ضعف الانعطاف.

قال خلال الشتاء بأنّه لم يعرف مطلقًا سيارة سباقٍ سريعة تُواجه ضعف استجابة للانعطاف.

ومع بدء تقلّص وزن السيارة بدءًا من جائزة إيميليا رومانيا الكبرى فقد عرف أداء فيرشتابن تحوّلًا.

استخرج الأفضل من السيارة بالشكل الذي يريده، وهو ما ساعده على السيطرة على النصف الثاني من الموسم.

وعندما اتّضح بأنّ بيريللي تعمل على تعديل إطاراتها لموسم 2023 من أجل توفير مقدّمة أفضل، أشار ذلك إلى أنّ الأمور تسير أكثر نحو ما يُحبّذه الهولندي.

وبحديثه عن ذلك بعد أيّام التجارب الثلاثة، قال فيرشتابن: "هذه الإطارات تُقدّم ضعف استجابة أقلّ للانعطاف، لكنّ ذلك يعود أكثر إلى الإطارات الخلفيّة التي أصبحت أضعف قليلًا من العام الماضي. الإطارات الأماميّة هي ذاتها في المجمل، لكنّني أعتقد بأنّ سيارة هذا العام متوازنة أكثر بشكلٍ عام".

سيرجيو بيريز، ريد بُل

تصوير: صور ريد بُل

الموثوقيّة والوزن ليسا مشكلة بعد الآن

في حين أنّ سيارة العام الماضي كانت الأفضل في 2022، فإنّ ذلك جاء بعد بداية صعبة.

تأثّرت انطلاقة موسم الفريق بضعف الموثوقيّة، حيث أضرّت المشاكل التقنيّة به في البحرين وأستراليا.

لكن تبيّن أنّ تلك المتاعب لم تكن مشكلة كبيرة بالنسبة لريد بُل التي قامت بتصحيحها سريعًا. استمرّت الموثوقيّة القويّة بعد ذلك نحو سيارة 2023.

كما أنّ الفريق تخلّص من مشاكل الوزن الزائد وهو ما فتح خياراته أكثر على صعيد الإعدادات ومنحه المزيد من الحريّة للسعي وراء الأزمنة.