اشترك

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط

تحليل: كيف تهاوت إمبراطورية شوماخر في فيراري؟

جميع الإمبراطوريات تتهاوى. تدخلات خارج نطاق فريق جان تود المتماسك وضعت حداً لمسلسل هيمنة فيراري على كامل مُقدّرات الفورمولا واحد، وتركت الفريق – مرة أخرى – يطارد الأحلام.

الفائز مايكل شوماخر، فيراري والمركز الثاني ميكا هاكينن، مكلارين وإدي إيرفاين، فيراري

الفائز مايكل شوماخر، فيراري والمركز الثاني ميكا هاكينن، مكلارين وإدي إيرفاين، فيراري

صور لات

موتورسبورت.كوم "برايم"

أفضل المقالات التقنية والتحليلات المميّزة من عالم المحركات على موقع "موتورسبورت.كوم" باللّغة العربية.

تتويج سيباستيان فيتيل كبطل للعالم ضمن صفوف فيراري يبدو مناسباً من جميع النواحي؛ ولعله أكثر سائق حاليّ يتوق إلى ذلك بكل شغف: كي ينضمّ إلى مجموعة العظماء، كي يضيف لقباً إلى الأربعة السابقة - التي أحرزها كسائق ريد بُل - مع أعرق فرق الفورمولا واحد، كي يعادل ألقاب خوان مانويل فانجيو الخمسة، ويسير على خطا صديقه ومواطنه الأسطورة الألمانية مايكل شوماخر، وكي يحقق ما عجز عنه فرناندو ألونسو في خمسة مواسم.

كم سيكون مشرفاً لسائق يحمل شعار الحصان الجامح أن ينتصر في المعركة المحتدمة، وينتزع ذاك اللقب.

لكن السؤال الأكبر الذي لا بدّ أنه يدور في مخيلته: تماماً مثل ألونسو – الرجل الذي وُصف من قبل الكثيرين بأنه السائق الأكثر كمالاً في الفورمولا واحد ضمن حقبتها الحديثة – هل سيكون الفشلُ قدَر فيتيل كما حصل مع الإسباني؟

هل بوسعه أن يكون السائق الذي ينقذ السكوديريا ويهديها اللقب الذي طال انتظاره، اللقب الذي كان مألوفاً للغاية منذ عقود ماضية؟ ربما سنعلم الجواب في هذا الموسم.

لقد مضت 11 سنة طويلة منذ أن انتزع كيمي رايكونن لقب الفئة الملكة من براثن ألونسو والناشئ الموهوب حينها لويس هاميلتون ضمن موسمهم المحتدم في 2007.

ومنذ ذاك الحين، خفُتَ أداء الرجل الجليدي الذي انتقل خارج البطولة، وعاد إليها لاحقاً على متن السيارة الأخرى، بالرغم من أفول نجمه.

في وسط مسيرة رايكونن المحيّرة، وتعاون فيراري المتكافئ مع ألونسو، قبل أن تعود الحظيرة الإيطاليّة إلى الحياة في 2010... فقد عادت الأمور لتتعقّد مجدداً على ضوء مشاكل الفريق. فيتيل كان الرابح حينها، لكنه الآن وجد نفسه مجدداً ضمن ظروف مشابهة تقريباً في مواجهة هاميلتون وسيارات مرسيدس الفضية الجبّارة.

مايكل شوماخر

مايكل شوماخر

تصوير: صور لات

بالعودة إلى مارانيللو، كانت فترة جان تود الذهبية شارفت على نهايتها مع انتهاء حقبة مايكل شوماخر الأسطورية، بل حتى أنّ لوكا دي مونتيزيمولو – منقذ جيلين سابقين من فيراري – فقد لمسته، قبل أن يتمّ استبداله برجل أعمال صُلب وصعب المراس يمتلك سمعة متنامية بقراراته النافذة.

خلال الفترات السابقة، هدّد (الراحل) سيرجيو ماركيوني أكثر من مرة بما كان سابقاً يعتبر أمراً مستحيلاً: خروج فيراري من الفورمولا واحد.

بالتأكيد، قال إنزو فيراري الأمر عينه وخلال أكثر من مناسبة عندما كان يجد ذلك مناسباً. لكن ماركيوني، يمكن الإحساس بجديته الكبيرة وقدرته على فعل ذلك دون أن يرفّ له جفن.

كانت سباقات الجائزة الكبرى فيما مضى أرض فيراري الخصبة. لكن هل ما زال الحال كذلك في 2018؟

رفض تود التفكير في أي شيء عدا مصالح فيراري "الأنانية" في إنديانابوليس موسم 2005. رفض فيراري لأية مخاطرة في تلك الأوقات "الغريبة" لم يعد عليها بشكل إيجابي. إعادة ما حصل في المنعطف 13 لا يجب أن تُنسى، كما أنّ الصورة العامة كانت أكثر وضوحاً.

كان شوماخر قد هيمن بشكل مطلق على مجريات الموسم السابق محرزاً لقبه الخامس على التوالي، ولم تكن هناك أية مؤشرات تدل على رغبته بالتوقف عن السعي خلف حصد المزيد. مئة انتصار في سباقات الجائزة الكبرى؟ بدا ذلك وبكل تأكيد مسألة وقت.

لكنّ بريدجستون – مزوّد الإطارات الموثوق وشريك فيراري الرائع خلال كل تلك الانتصارات – أخطأت في حساباتها. إذ أنّ القانون الجديد الذي يمنع عملية تبديل الإطارات منتصف السباق، ما عدا في حالة تهاطل الأمطار، والرغبة في هزّ الصورة العامة للفورمولا واحد، أنهت ما كانت تبدو هيمنة أحادية القطب على مقدّرات الفئة الملكة.

بينما نجحت ميشلان مزوّد الإطارات الفرنسيّ في الخروج بتركيبة مطاط أثبتت فعاليتها ومتانتها، الأمر الذي كانت تفتقده إطارات بريدجستون.

رينو في مواجهة مكلارين، ألونسو في مواجهة رايكونن – تلك كانت الصيغة الجديدة التي أدت إلى موسم رائع بمعظمه.

إنديانابوليس كانت البقعة التي ستلطح كتب التاريخ. هنا، لم تكن إطارات ميشلان تعمل بالشكل المرغوب. فشلها في تأمين إطارات تحظى بثقة الفرق خلال المنعطف الأخير، أدى إلى أحد أكثر الحوادث جدلية في تاريخ الفورمولا واحد.

إذ لم تتمكن إلا ستّ سيارات فقط – المزوّدة بإطارات بريدجستون – من الانطلاق على المسار، ما أثار عاصفة هوجاء من الانتقادات وسط جموع الجماهير الغاضبة، ليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن في العالم بأسره.

وما زاد الطين بلّة، رفض تود لأيّ مقترح يخالف مصالح فيراري "الأنانية" مرة أخرى. رفض فيراري المخاطرة والقبول بإضافة منعطف إضافي إلى المنعطف 13 لا يجب أن يتم نسيانه.

نعم، لقد أخفقت ميشلان، لكن كان بوسع الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" وفيراري عبور هذا الكابوس للخروج منه بطريقة مقبولة.

بدلاً من ذلك، قرر الطرفان خوض "قصة الرعب" تلك التي انتهت بطريقة مثيرة للسخرية. بالنسبة لكل العالم، كان فوز شوماخر – الذي هيمن على مجريات السباق وتقدم على زميله روبنز باريكيلو بعد وقفة الصيانة – لا يمتلك أية قيمة.

لكن وبالنسبة إلى تود، كان يعني أنّ سائقه قد حصل على عشر نقاط وأنه عاد إلى دائرة المنافسة على اللقب من جديد، ولا شيء عدا ذلك يهمه.

مايكل شوماخر

مايكل شوماخر

تصوير: صور لات

على ضوء خروج شوماخر، بدأت اللحمة بين صفوف الفريق الممتاز بالتحلل. اختار روس براون التوجه إلى هوايته في صيد الأسماك عام 2007، بينما بدأ تود بتحميل المسؤوليات إلى ستيفانو دومينيكالي تمهيداً لمنحه منصبه.

بحجة السلامة، تمت إعادة السماح بتبديل الإطارات أثناء السباق للموسم التالي، ما ترك 2005 في وضع غريب ومختلف طوال السنوات التالية.

ومع بدء حقبة المحركات ذات الأسطوانات الثمانية بسعة 2.4 لتراً، عادت فيراري مجدداً إلى الواجهة – لتجد رينو، ألونسو وميشلان أكثر من مستعدين للدفاع عن الألقاب التي أحرزوها بشق الأنفس.

معركة ألونسو التي انتهت بهزيمة شوماخر كانت أهم معالم ذاك الموسم الذي امتلاً عن آخره بجرعات مكثّفة من الدراما.

في موناكو، قام شوماخر بمناورة "غريبة" حين دفع بأنف سيارته فيراري إلى الحاجز بهدف التأثير على لفة ألونسو السريعة خلال التصفيات، في حركة أخرى لطخت تاريخه العريق.

من ثم وفي هوكنهايم، أثرت المناورات السياسية على ما بدا كموسم كلاسيكيّ عندما دخلت رينو في متاهة طويلة على خلفية ما بدا أنه مخالفة للقوانين في تصميم نظامها الذكي الماصّ للصدمات والاهتزازات (الذي كان جزءاً من نظام التعليق)، إذ كان حكام "فيا" قد وافقوا عليه – قبل أن يقوم الهيكل الحاكم للبطولة بالاعتراض على قرارات موظفيهم نفسها!

في هذه الأثناء، وداخل فريق فيراري الأسطوري - الذي سطّر اسمه في كتب التاريخ وصفحات الأرقام القياسية وبدا بأنّه يسعى لدمٍ جديد شابٍ في أوردة الحصان الإيطالي الجامح - بدأت مسيرة القلعة الحمراء في مواجهة العوائق. حيث احتدمت الأمور بين دي مونتيزيمولو وتود بمجرّد أن أتى بشوماخر، روس براون وروري بيرني.

وقد يجادل البعض في أنّ مساهمات تود الرئيسية خلال سنوات المجد التي شهدتها فيراري هي التي أبقت على ثبات ذلك الكيان، ودفعت في مواجهة تأثير دي مونتيزيمولو المدمّر. لكنّ الفريق كان يشهد حراكاً وتغييرات كبيرة.

واضعاً في الاعتبار عُمر شوماخر والحاجة الملموسة لخطّة تحصد النجاح، قام دي مونتيزيمولو بالتوقيع مع رايكونن. وقد بثّ ذلك الأمر الغضب في نفس تود، لكن لم تكن بيده حيلة لحماية سائقه المحبوب.

في المقابل، أعلن شوماخر اعتزاله في مونزا مع نهاية ذلك الموسم. إذ أشارت التكهّنات بأنّه سيتمّ دفعه نحو تلك الخطوة. فعدم قدرته على إيجاد أيّة قناعة أو رضا بعد الفورمولا واحد، وتجربته المؤلمة في السوبربايك ومن ثمّ عودته إلى الفئة الملكة مع مرسيدس في 2010، توضّح فقط كيف أنّ أكثر السائقين نجاحاً في تاريخ فيراري والفورمولا واحد من الممكن أن يستسلم لمكائد قلعة مارانيللو.

مايكل شوماخر

مايكل شوماخر

تصوير: صور لات

لاحقاً، قَبِل شوماخر مجبراً دوراً شرفياً في ذلك الوقت، لتبدأ قطع الدومينو بالتساقط ويبدأ الكيان بالتفكّك بعد إزالة حجر الأساس لتلك الحقبة في مسيرة الصانع الإيطالي. من دون شوماخر، آثر تود الرحيل في 2007، وبدأ تود في التأسيس لستيفانو دومينيكالي لخلافته.

وامتلك ذلك الثنائي الكثير ليقدّماه إلى الفورمولا واحد، لكن ليس تحت راية فيراري بعد الآن.

وقد بدا لبعض الوقت بأنّ ما تمّ تأسيسه وبناؤه في فيراري سينهار مع غياب هؤلاء. لكنّ اللقب الذي اقتنصه رايكونن في 2007 مثّل حكماً بالبراءة لجريمة تدخّل دي مونتيزيمولو غير المبرر، على الرُغم من أنّ الفنلندي ما كان ليحصد ذلك اللقب لولا الحرب الأهلية التي شهدتها أروقة مكلارين بين ألونسو وهاميلتون، الوضع الذي تمّت إدارته على نحوٍ سيءٍ للغاية من قِبَل رون دينيس.

كما كان 2007 كذلك هو عام "الجاسوسية"، عندما مرّر الميكانيكي الساخط نايجل ستيبني رسومات فيراري التقنية إلى مايك كوغلان الموظّف لدى مكلارين.

لاحقاً، تركّزت الأضواء حول البرازيلي فيليبي ماسا في الوقت الذي أخفق فيه رايكونن في الدفاع عن لقبه بشكلٍ مُقنع. إلى جانب أنّ الطريقة التي اقترب بها ماسا من إحراز اللقب وارتداء عباءة بطل موسم 2008 كانت، حتى بعد مرور 10 سنوات على ذلك، أسطورية بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى.

حيث أنّ وقاره ورفعة أسلوبه في أعقاب لقب هاميلتون الأوّل قد شكّلت طبيعة ذلك السائق النبيل في الفورمولا واحد – على الرُغم من الطريق المُظلم الذي ستسلكه قصّته في العام التالي.

فرُغم ما أدّت إليه إصابة الرأس المروّعة التي تعرّض لها إثر اصطدام زنبركٍ ضالٍ من سيارة براون التي يقودها روبنز باريكيلو في المجر من تحسينات متقدّمة على تصاميم الخوذ، إلّا أنّها أنهت على الفور مسيرة ماسا في الصفوف الأمامية للفورمولا واحد.

بيد أنّ عودته في 2010 ليبدأ مسيرة من أربعة مواسم أخرى مع فيراري كانت انتصاراً مثيراً للإعجاب في حدّ ذاته، لكنّه لن يفوز بعد ذلك بأيّ سباق. فقد بات ذلك فريق ألونسو الآن.

إذ وحتّى قبل حصده للقبَين في منتصف العقد الماضي، اعتُبر ألونسو الخليفة الأقرب لشوماخر. بيد أنّ ذلك تطلّب وقتاً أكثر من المتوقّع، حيث خاض موسماً عاصفاً مع مكلارين في 2007، ثمّ موسمين ضمن صفوف رينو محاولاً العودة إلى سابق عهده – لكنّه في نهاية المطاف وجد طريقه إلى قلعة مارانيللو.

وكأنّه مُقدّرٌ لقيادة الأسطول الأحمر، في ظلّ ما يمتلكه من تفوّق، ذكاء، حرفية وعقلٍ سياسي. إذ اقترب الإسباني للغاية من دخول دائرة الخلود الإيطالية.

على الجانب الآخر، واجه رايكونن المتمرّد بقاء عامٍ واحد في عقده بالانتقال إلى الراليات – ما كلّف فيراري الكثير – ليقدّم ألونسو أداءً مذهلاً في مشاركته الأولى مع فيراري، على غرار فانجيو، أندريتي، مانسيل ورايكونن كذلك، فقد تمكّن الإسباني من تحقيق الفوز في سباقه الأوّل. إذ سرعان ما بدا اللقب قاب قوسين أو أدنى من قبضته.

خلال السباق الأخير في أبوظبي، وبينما كان في صدارة الترتيب بفارق ثماني نقاط وتأهّل بالمركز الثالث، تسبّبت استراتيجيّة فيراري في تراجعه خلف سائق رينو فيتالي بيتروف. إذ وعلى حلبة كهذه، لم تملك فيراري فرصة للتجاوز ليُفلت اللقب من قبضة الإسباني ويقتنصه سائق ريد بُل فيتيل، الذي تصدّر ترتيب النقاط للمرّة الأولى (وفي الوقت الأهم) عندما عبر خطّ النهاية في المركز الأول.

بطريقة ما، صبغت تلك الهزيمة الساحقة مسيرة ألونسو في فيراري. فقد حلّ وصيفاً في مناسبتين خلال الأعوام التالية وكان أداؤه بطولياً على متن سيارات أخفقت في مُضاهاة موهبته.

لاحقاً، بدأت شمس هذه الشراكة الخيالية بالأفول. فقد استنفذ الإسباني ما تبقى لديه من صبر، وانفضت تلك الشراكة بينه وبين فيراري في 2014.

فرناندو ألونسو وفيليبي ماسا

فرناندو ألونسو وفيليبي ماسا

تصوير: صور لات

وبالنظر إلى ما آلت إليه عودته المفاجئة إلى مكلارين، يُمكن للبعض القول بأنّه كان يتعيّن عليه التمهّل قليلاً قبل اتّخاذ تلك الخطوة. لكن، واقعياً، لم يكن هنالك سبيل للعودة من حافة الهاوية تلك.

مع أربعة ألقاب متتالية، والقليل مما يُمكن تحقيقه ضمن صفوف ريد بُل، كان انتقال فيتيل إلى صفوف فيراري في 2015 منطقياً.

قد يبدو غريباً وغير منصف بالنسبة لصاحب أربعة ألقاب أن يكون إدراكه وطموحه فاتراً إلى هذا الحدّ – لكنّ إحراز لقبٍ يُخلّد على جدران القلعة الحمراء سيعزّز من ثِقل مسيرة وإرث الألماني بكلّ تأكيد.

فقد دفع الكثيرون من قبله ثمن ملاحقة الخلود في كتب تاريخ فيراري. لكنّ ذلك يزيد من رغبة الكثيرين في ذلك الهدف.

هذا العام، وبينما يواجه الألماني غريمه هاميلتون في محاولة من كليهما لمضاهاة رقم فانجيو والوصول إلى اللقب الخامس، فإنّ فيتيل سيبذل كلّ ما يتطلّبه بلوغ ذلك الهدف، وقد يتخطّى ذلك من أجل الدخول ضمن تلك النخبة.

وسط كلّ ذلك، ماذا عن فيراري نفسها؟ هل ما تزال تتمتّع بذات القدر من القبول والأهمية التي لطالما تمتّعت بهما؟ هذا الغموض، هذا السحر الذي صاحب كلًّا من أسكاري، فانجيو، هوثورن وهيل، وبثّ قوّة إعصارية عزّزت من جدران القلعة الإيطالية على مرّ العقود.

ماذا عن المستقبل؟ دائماً ما أحاط به الغموض، بيد أنّ الشغف هو ما يقود ذلك الفريق. فقد تغيّر القليل في ظلّ ولاء العاملين في مارانيللو والجماهير الإيطالية المخلصة.

لكنّ الوضع ليس هو ذاته في مجلس الإدارة. إذ وبالرُغم من كلّ أخطائه، فقد كان دي مونتيزيمولو امتداداً مباشراً لإنزو فيراري. إذ امتلك فهماً للماضي وكان جزءاً منه.

في المقابل، ماذا عن قرارات ماركيوني المُضمَرة؟ فقد تواجد في خضم رياحٍ من جهات مختلفة من الممكن – فقط من الممكن – أنّ تعصف بأكثر علامات السيارات شهرة في العالم نحو مسارٍ مختلفٍ تماماً. لكن هل سيُهمّ ذلك؟

قد يكون من الصعب الوقوع في حبّ فيراري ضمن حقبة الراحل ماركيوني. لكن مُجدداً كان ذلك ما قيل عن حقبة لاودا قبل 40 عاماً، وبكلّ تأكيد عن فترة شوماخر في الحقبة الحديثة.

الآن، وبفضل تود وبراون، بات من الممكن تخيّل الفورمولا واحد من دون فيراري – إذ أنّه وعلى نحوٍ ما، قد يكون ذلك أفضل من دون قوّة فيراري غير المنصفة وحقّها في الاعتراض "فيتو" على تغييرات القوانين.

لكن ما هذا الذي نقوله؟ إلى أيّ مدىً ستصبح سباقات الجائزة الكبرى أكثر مللاً وأقلّ بهجة من دون السيارة الحمراء؟

قد يكون خيط الامتداد إلى حقبة أسكاري في فيراري، وحتى إلى أبعد من ذلك في حقبة نوفالاري، رفيعاً، لكنّه لطالما ظلّ صامداً مع مرور الزمن.

الدراما، الإنجازات، الأمجاد ... والإخفاقات. تلك هي فيراري. ولن تتواجد الفورمولا واحد بدونها.

سيباستيان فيتيل وكيمي رايكونن

سيباستيان فيتيل وكيمي رايكونن

تصوير: صور لات

Be part of Motorsport community

Join the conversation
المقال السابق تحليل: لماذا قد لا تفوز أسرع سيارة في 2018 باللقب؟
المقال التالي راسل: وتيرتي الجيدة "تزيد من الضغوط" لمنحي مقعداً في الفورمولا واحد

Top Comments

ليس هناك تعليقات على المقال. لمَ لا تبدأ بالتعليق؟

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط