تحليل: كيف نجح فريق فورمولا واحد مستقل في كسب صفقة مصنعيّة ثالثة
تأتي عودة ألفا روميو بمشاركة كاملة في الفورمولا واحد على حساب واحد من أكثر الفرق المستقلة صاحبة التاريخ الطويل شهرة في عالم سباقات الجائزة الكبرى.
الصورة من قبل: جوي بورتلوك / صور لات
موتورسبورت.كوم "برايم"
أفضل المقالات التقنية والتحليلات المميّزة من عالم المحركات على موقع "موتورسبورت.كوم" باللّغة العربية.
بدأت شركة بيتر ساوبر مسيرتها في عالم سباقات السيارات الرياضية، حيث أبرمت صفقة لتشغيل الفريق المصنعي لمرسيدس ضمن المجموعة "سي"، التحالف الذي نتج عنه فوز بسباق لومان 24 ساعة وبطولتا عالم، إلى جانب تشكيلة سائقين تضمّنت السائق اليافع حينها مايكل شوماخر.
وقد لمعت تلك الشراكة خلال المرّات الثلاث الأولى التي يُمكن لساوبر أن تدّعي أنّها خاضت فيها غمار الفورمولا واحد كفريق "مصنعي" نوعًا ما.
وبالعودة إلى البدايات، فقد كانت ساوبر، ولفترة وجيزة، هي المستفيدة من المحرّكات المصنعية لمرسيدس في العام 1994، ومن ثمّ وبعد ذلك بعقد من الزمان خاضت العلامة السويسرية أربعة أعوام في البطولة بفريق مصنعي كامل لبي ام دبليو، وفي النهاية تحالفت ساوبر مع فيراري والشركة الأم فيات كرايسلر لتسهيل "عودة" ألفا روميو إلى عالم الفورمولا واحد.
وقد حظيت ساوبر باستخدام حصري لمحرّكات فورد في العام 1995، على الرُغم من أنّ اختلافًا طفيفًا لكنّه كان حاسمًا تمثّل في أنّ ذلك التحالف كان شراكة مصنعية على نحوٍ أكبر ولم يكن بذات القدر مثل الشراكة مع مرسيدس.
في المقابل، أخذت ألفا روميو على عاتقها مهمّة مواصلة مشروع إعادة البناء الذي كانت ساوبر بحاجة إليه منذ تراجع أداء الفريق على نحوٍ مفاجئ في 2014، بالرُغم من أنّه ومنذ مشاركتها الأولى في الفورمولا واحد عام 1993، لطالما كانت العلامة السويسرية من بين أكثر الفرق موثوقيّة في الفئة الملكة.
حيث لم تُحقق ساوبر مركزًا أقل من الثامن في الفورمولا واحد خلال أوّل عقدين للفريق في البطولة، إذ أسّست الشركة نفسها كحاصد منتظم للنقاط على الرُغم من أنّ الفورمولا واحد حينها وحتّى العام 2003 لم تكن تمنح النقاط سوى للمراكز الستّة الأولى، ومن ثمّ للمراكز الثمانية الأولى حتّى العام 2009.
قاع الهاوية الذي وصلت إليه ساوبر
حوّل استحواذ "بي ام دبليو" قُبيل موسم 2006 ساوبر إلى فريق يملك في جُعبته فوزًا وحيدًا، لكنّ أحد دلائل القوّة التي ورثها الفريق من العلامة السويسرية تجلّى في عدم تراجعه بعد انسحاب المصنّع الألماني عقب موسم 2009.
حيث سجّل فريق ساوبر أربع منصّات تتويج في موسم 2012 فقط، بيد أنّ ذلك كان فجرًا زائفًا لصباحٍ مُشرقٍ لم يأتِ على الفور.
إذ أقدم بيتر ساوبر في ذات العام على بيع ثُلث شركته إلى مونيشا كالتينبورن وترك منصبه كمدير للفريق، ما أدّى إلى سلسلة من أربعة مواسم كانت الأسوأ في تاريخ الفريق. فقد أنهت ساوبر للمرّة الأولى موسمًا بسجلٍ خالٍ من النقاط في 2014، قبل أن يسجّل الفريق نقطتين يتيمتين في 2015 وخمسًا في 2017.
وحتّى أن عودة الفريق الوجيزة في 2015 عندما سجّل 36 نقطة وتقدّم ليُحرز المركز الثامن في البطولة قد أدّت إلى تراجع في عدد النقاط على نحوٍ كبير في الموسم التالي. كما أنّ 2015 يُعدّ موسمًا شاذًا يسقط بشكل كبير من الذاكرة، لا سيّما وأن الفريق توّرط فيه بالجدل الذي أحاط "بالتوقيع مع ثلاثة سائقين في مقعدين" قُبيل انطلاق الموسم.
نقاط ساوبر تحت نظام التسجيل المتّبع حاليًا
العام | المحرّك | النقاط الرسمية | النقاط المعدّلة مع النظام الحالي |
1993 | إلمور (مرسيدس) | 12 | 72 |
1994 | مرسيدس | 12 | 85 |
1995 | فورد | 18 | 120 |
1996 | فورد | 11 | 86 |
1997 | بيتروناس (فيراري) | 16 | 116 |
1998 | بيتروناس (فيراري) | 10 | 96 |
1999 | بيتروناس (فيراري) | 5 | 54 |
2000 | بيتروناس (فيراري) | 6 | 82 |
2001 | بيتروناس (فيراري) | 21 | 143 |
2002 | بيتروناس (فيراري) | 11 | 113 |
2003 | بيتروناس (فيراري) | 19 | 64 |
2004 | بيتروناس (فيراري) | 34 | 112 |
2005 | بيتروناس (فيراري) | 20 | 67 |
2006 | بي ام دبليو | 36 | 109 |
2007 | بي ام دبليو | 101 | 257 |
2008 | بي ام دبليو | 135 | 334 |
2009 | بي ام دبليو | 36 | 107 |
2010 | فيراري | 44 | 44 |
2011 | فيراري | 44 | 44 |
2012 | فيراري | 126 | 126 |
2013 | فيراري | 57 | 57 |
2014 | فيراري | 0 | 0 |
2015 | فيراري | 36 | 36 |
2016 | فيراري | 2 | 2 |
2017 | فيراري (محرّك أقدم بعام) | 5 | 5 |
2018 | فيراري | 48 | 48 |
شراكة ألفا روميو تُمثّل حقبة جريئة جديدة
شارل لوكلير، ألفا روميو ساوبر
يُمكن تتّبع بداية العودة الحقيقية لساوبر إلى منتصف موسم 2016 عندما ساهمت نتيجة باسكال بيتشي وفيليبي نصر في جائزة البرازيل الكبرى في تقدّم الفريق أمام مانور وتأمينه لجائزة مالية هامة للغاية في البطولة.
عزّز من تلك العودة أيضًا رحيل كالتينبورن بعد ذلك بعام وتولّي فريدريك فاسور منصب مدير الفريق، حيث تمكّن الأخير - متسلّحًا بتمويل جديد - من إلغاء الصفقة التي كان مُخططًا لها للتزوّد بمحرّكات هوندا قبل أن تتفاوض ساوبر على اتّفاق جديد مع فيراري لاستخدام المواصفات الأحدث من وحدة طاقتها.
إذ كانت تلك الخطوة الأولى نحو تحالف أكبر مع فيراري والشركة الأم فيات كرايسلر، قبل أن يتمّ الإعلان عن ألفا روميو كراعٍ رئيسي للفريق في وقت لاحق من العام 2017، إلى جانب تغييرات هامّة شهدتها الحظيرة السويسرية منذ ذلك الحين.
في المقابل، نتج عن الارتباطات الأقوى والأقرب مع فيراري تمكّن ساوبر من ضمّ شارل لوكلير الموسم الماضي، وناشئ فيراري الآخر أنطونيو جيوفينازي الذي سيقود لصالح الفريق في الموسم المُقبل.
كما قامت ساوبر ببعض التعيينات ضمن أروقتها، والتي تضمّنت جلب موظّف فيراري السابق سيمون ريستا في دور المدير التقني ومسؤول الانسيابية لدى أودي جان مونتشو، فيما يستمر الفريق في عملية التوظيف الواسعة التي تخضع لها الشركة.
وقد أنهت ساوبر الموسم الماضي في المركز الثامن ضمن بطولة الصانعين، وذلك بعدما أسّس الفريق نفسه كتهديد منتظم عبر التواجد ضمن المراكز العشرة الأولى.
هذا وتتمثّل آمال الفريق وتقدّمه في المستقبل بشكل رمزي عبر قدرة ساوبر على ضمّ سائق من طينة بطل العالم لموسم 2007 كيمي رايكونن.
كيف كان شوماخر ومرسيدس ليغيّرا من تاريخ ساوبر
تشاركت ساوبر شبكة انطلاق الفورمولا واحد في الأعوام الأخيرة مع حليفتها القديمة في عالم السيارات الرياضية، إذ كان التاريخ ليكون مختلفًا للغاية إذا ما مضت مرسيدس - التي تهيمن الآن على الفورمولا واحد بفريقها المصنعي - قُدمًا في الخطّة الأصلية التي كانت تقضي بالعودة إلى الفئة الملكة في أوائل التسعينات ضمن شراكة مع ساوبر.
لكن تمّ إلغاء ذلك المشروع في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1991، حيث التزمت ساوبر ببرنامجها الخاص بعد ذلك بدءًا من 1993.
وقد برزت ثقة مرسيدس في ساوبر عبر سيارتَي "سي11 وسي291" اللتين فازتا ببطولة العالم للسيارات الرياضية وتمّ بناؤهما من قِبَل الشركة السويسرية.
إذ يُشير ذلك إلى أنّه وفي حال كانت مرسيدس مستعدة لمواصلة تمويل فريق مصنعي كامل في الفورمولا واحد، فإنّ الصانع الألماني لم يكن يعتريه شكّ بكلّ تأكيد في القدرات التقنية لساوبر.
وضمن ظروف مختلفة، ربما كانت حقبة التسعينات في الفورمولا واحد لتكون مختلفة تمامًا من خلال نجاح سيارة مصنعية لمرسيدس من بناء ساوبر ويقودها شوماخر.
ولكن ما تزال مرسيدس تملك دورًا مهمًا في مشاركة ساوبر الأولى في الفورمولا واحد، حيث موّلت محرّكات إلمور التي تسلّحت بها العلامة السويسرية في بدايتها وومنحتها النقاط، وذلك قبل أن يمنح الصانع الألماني محرّكاته لساوبر في 1994.
لكنّ ذلك التحالف المصنعي الذي كان لينتج عنه الكثير كان محدودًا بموسم وحيد، حيث انتقلت مرسيدس لتزويد مكلارين بمحرّكاتها. مع ذلك، فإنّ الوقت الحاضر يملك أهمية أكبر بكثير من الفضول حول ما كان ليكون في الماضي.
فالفريق السويسري قد تهاوى إلى أسوأ فترة في تاريخه، إذ أنّ المشروع الجديد هو السبب الوحيد الذي دفعنا للتطرّق إلى ذلك الموضوع، حيث أنّ القدرة على الحفاظ على الأساس الذي شيّده بيتر ساوبر يجعل من خسارة اسمه وتسمية الفريق بألفا روميو ريسينع ثمنًا يجدُر دفعه.
شارل لوكلير، ألفا روميو ساوبر
كن جزءًا من مجتمع موتورسبورت
انضمّ إلى المحادثةشارك أو احفظ هذه القصّة
Subscribe and access Motorsport.com with your ad-blocker.
From Formula 1 to MotoGP we report straight from the paddock because we love our sport, just like you. In order to keep delivering our expert journalism, our website uses advertising. Still, we want to give you the opportunity to enjoy an ad-free and tracker-free website and to continue using your adblocker.
أبرز التعليقات