اشترك

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط

تحليل: كيف استعادت هوندا سمعتها في الفورمولا واحد في 2018

لم تبدُ الأمور في إطار أسوأ بالنسبة إلى هوندا بالتوجّه إلى موسم 2018 من بطولة العالم للفورمولا واحد عقب ثلاثة أعوام كارثية في شراكتها مع مكلارين، بيد أنّ النجاح الذي حقّقه الصانع الياباني مع تورو روسو كان برهانًا على ما يُمكن التفاؤل حياله في المستقبل.

بيير غاسلي، تورو روسو

بيير غاسلي، تورو روسو

جيري أندري/ صور ساتون

موتورسبورت.كوم "برايم"

أفضل المقالات التقنية والتحليلات المميّزة من عالم المحركات على موقع "موتورسبورت.كوم" باللّغة العربية.

تتغيّر الفورمولا واحد بسرعة كبيرة، إذ يُعدّ الموسم الواحد وقتًا طويلًا للغاية، لكن بكلّ تأكيد ليس طويلًا بالقدر الكافي لأيّ أحد كي يظنّ قبل 12 شهرًا أنّه ومع نهاية موسم 2018 ستُعتبر هوندا أحد عوامل الحسم المُحتملة لبطولة 2019.

لكنّ ذلك العام كان حاسمًا بالنسبة لهوندا، التي كانت لتغادر عالم الجائزة الكبرى بعد ثلاث مواسم مخيّبة للآمال مع مكلارين.

إذ عوضًا عن ذلك، بحث الصانع الياباني عن الخلاص لدى تورو روسو، آملًا في إقناع الشقيقة الكبرى ريد بُل بأحقيّة هوندا في التعاون طويل الأمد من قِبَل العلامة النمساوية.

وقد بلغت هوندا ذلك الهدف بسرعة كبيرة في 2018، حيث نجحت بتسجيل أفضل نتيجة لها منذ عودتها إلى الفورمولا واحد بحلول بيير غاسلي رابعًا في البحرين - السباق الثاني في شراكة تورو روسو وهوندا - لتتفوّق بذلك عن أيّ شيء حققته مع مكلارين خلال الحقبة الأخيرة.

وبالرُغم من أنّ تلك كانت أفضل بادرة إيجابية من قِبَل هوندا، إلّا أنّ الأخبار الجيّدة لم تتوقّف عند ذلك الحد، ففي يونيو/حُزيران الماضي، قدّم الصانع الياباني محرّكًا مُحدّثًا لجائزة كندا الكبرى جعل الفريق على قدم المساواة على الأقل مع رينو، ما كان كافيًا لإقناع ريد بُل بتغيير شريكها للمحرّك.

كما كان تحديثٌ آخر سببًا في رفع مستوى محرّك هوندا أمام غريمها الفرنسي للمرّة الأولى.

صحيحٌ أنّ هوندا استخدمت محرّكات ومكوّنات هذا الموسم أكثر من أيّ منافس آخر، وصحيحٌ أنّ غاسلي قد عانى من أعطال في المحرّك في مناسبتين خلال الجولة الختامية في أبوظبي، حيث بدا ذلك دليلًا على أنّ الموثوقيّة ليست مثالية، لكنّ الوضع كان أفضل - و"مختلفًا تمامًا" عن 2017، وذلك باعتراف المدير التقني لدى هوندا تويوهارو تانابي - وخطوة التقدّم التي تمّ إحرازها على صعيد الأداء حقيقية بالفعل.

ما يعني أنّ هوندا نجحت ببلوغ الأهداف الجريئة التي وضعتها، على الرُغم من أنّها استهلّت الموسم متشككة من إمكانية ذلك.

"كان من الصعب للغاية وضع توقّعات لهذا الموسم في وقت مبكّر من هذا العام، إذ كنّا ضمن شراكة جديدة وتلاحقنا العديد من الإخفاقات والمشاكل من السنوات الماضية" قال تانابي شارحًا.

وأضاف: "تمثّلت أولويتنا الأولى في الموثوقيّة لهذا الموسم، إلى جانب الأداء بكلّ تأكيد. لم نكن نحظى بعد بفهم كامل لما يجري على الحلبة، لذلك كان من الصعب توقّع ما سيحدث والموقع الذي سيتواجد فيه الفريق. لكنّنا حاولنا دومًا إكمال السباقات مع كلتا السيارتين، إذ كان ذلك أحد أهدافنا".

 بيير غاسلي، تورو روسو

وقد بدا أنّ هوندا قد أخفقت في اختبارها الأوّل عندما انسحب غاسلي من السباق الافتتاحي في أستراليا بعد بضع لفّات، إذ تسبّبت مشكلة في الشاحن التوربيني ونظام استعادة الطاقة الحرارية "ام جي يو-اتش" في أضرار على محرّك الاحتراق الداخلي.

في ذلك الوقت، صرّحت هوندا بأنّها قامت بتعديل تلك الأجزاء للسباق التالي في البحرين. لكنّ الواقع كان أنّ هوندا استهلّت الموسم بنظام "ام جي يو-اتش" بمواصفات 2017، إذ لم تتمكّن من تقديم النسخة الأحدث سوى بعد سباق أستراليا. حيث كان شبح الموثوقيّة في الجولة الأولى من الموسم حاضرًا دومًا.

إذ يُفسّر ذلك عدم قلق هوندا الشديد حيال تبعات سباق أستراليا ولماذا كان سباق البحرين مختلفًا للغاية. حيث لم يكن وضع الصانع الياباني بذات السوء الذي روّج له في أواخر موسم 2017.

"العطل الذي تعرّضنا له على سيارة غاسلي في السباق الافتتاحي كان بسبب مكوّن من العام الماضي" قال تانابي معترفًا.

وتابع: "بعد ذلك تحسّن الوضع بشكل معقول من ناحية الموثوقيّة. واجهنا بعض الأعطال مجهولة السبب هذا العام، لكنّنا مرتاحون بمستوى موثوقيّة وحدة الطاقة، إذ كانت مختلفة تمامًا عن الأعوام السابقة".

وأكمل: "بدأنا بالمواصفات الأولى للمحرّك، وقمنا بتحديثها في مناسبتين، لذلك تجلّت مكاسب الأداء على الحلبة، وليس فقط على جهاز الداينو. وتلك كانت نقطة جيّدة أخرى هذا العام".

يُشار إلى أنّ تانابي يُعدّ عاملًا هامًا في عملية استعادة هوندا لمكانتها، حيث تمّ استقدامه إلى مشروع الفورمولا واحد نهاية موسم 2017 بعدما أمضى عدّة سنوات في قيادة قسم تطوير الأداء لدى الصانع الياباني في الإندي كار.

في حين تمّ اقتسام مهام الدور الذي شغله مدير مشروع الفورمولا واحد السابق يوسوكي هاسيغاوا بين تانابي، على الحلبة، وياسواكي أساكي - الأسطورة الهندسية لدى هوندا والذي لم يعمل في الفورمولا واحد منذ أن كان جزءًا من مشروع الشاحن التوربيني في ثمانينات القرن الماضي وأوكلت إليه مهمّة إدارة قسم البحث والتطوير في ساكورا.

وكان أساكي جيّدًا للغاية في العمل على ضمان أن يعمل  المصنع في ساكورا وفق قائمة من الأولويات، فيما تمثّلت قوّة تانابي في عدم انسياقه وراء الرغبة في الحصول على الأداء وعدم الانتباه للحاجة إلى مستوى معقول من الموثوقيّة.

وفي ظلّ ذلك التعاون، تحسّن التواصل بين جانب الحلبة والمصنع في ساكورا، لتبدأ هوندا بالتركيز تدريجيًا أكثر على ما كانت بحاجة لفعله، وليس فقط على ما أرادت القيام به.

عادةً ما يتطلّب ذلك النوع من التغيير في ثقافة العمل الذي مرّت به هونهدا خلال العام الماضي فترة أطول بعض الشيء، لا سيّما من أجل تحقيق مكاسب كبيرة.

لكنّ ما ساعد في ذلك الأمر هو أنّ هوندا لم تكن في الحقيقة في وضع سيئ كما روّج له في أواخر موسم 2017. إذ لا يُمكن نسيان أنّه وفي أثناء معاناة هوندا الواضحة والعامة، زادت مكلارين من عمق جراح الصانع الياباني عبر إصرارها الدائم على مدى جودة سيارتها.

"عناوين الصُحف، والمشاكل البارزة العلنية مع الموثوقيّة ألقت بظلالها على حقيقة أنّ هوندا لم تتغلّب فقط على كلّ تلك المشاكل، لكنّها كذلك أحرزت تقدّمًا حقيقيًا" قال المدير التقني الذي رحل عن تورو روسو جايمس كي في تصريحٍ لموقعنا «موتورسبورت.كوم» في منتصف الموسم.

وأردف: "لذا بحلول نهاية العام، كانت هوندا جيّدة للغاية، وتمّ التغلّب على مشاكل الموثوقيّة. لكن لم يكن هنالك وقت لإظهار أدائها الكامل في ظلّ تلك الظروف الصعبة".

بيير غاسلي، تورو روسو 

كانت التغييرات التي قامت بها هوندا هامة للغاية إلى حدّ أنّها وللمرّة الأولى تتحضّر لاعتماد ذات تصميم المحرّك للموسم الثالث على التوالي - إذ يُعدّ محرّك هذا العام أساسًا لوحدة طاقة 2019.

"التغيّر الأكبر مع تورو روسو (بالمقارنة مع مكلارين) تمثّل في حصولنا على تواصل أفضل مع الفريق بالمقارنة مع الماضي" قال مدير قسم رياضة السيارات لدى هوندا ماساشي ياماموتو الذي أشرف على التغييرات الهيكلية التي ساعدت في إقناع ريد بُل بأنّ هنالك اختلافًا فعلي داخل ذلك الكيان.

وأضاف: "نتيجة لذلك حصلنا على تواصل أفضل بين وحدتَي الهيكل والمحرّك من الجانب التقني. بالنسبة للمحرّك في حدّ ذاته فقد كنّا قادرين على رؤية تحسّن الموثوقيّة والأداء".

وأكمل: "جلبنا الخصائص 2 و3 وحسّنا الأداء بشكلٍ تدريجي. مثّل ذلك تحضيرًا جيّدًا للعام المقبل".

ثمّ تابع: "واجهنا بعض المتاعب في بداية العام، مشاكل موثوقيّة وبعض التأخير في التطويرات، لكنّ الموثوقيّة والأداء تحسّنا في النهاية".

من الصعب وضع تقدّم هوندا ضمن إطار من الأرقام، وذلك بالنظر إلى أنّ لا أحد سيشارك مكاسبه على صعيد الطاقة ومثل هذه الأمور، لكنّ الواضح أنّ الصانع الياباني قد وجّه الكثير من الجهد نحو تكنولوجيا محرّك الاحتراق الداخلي هذا العام، كما حقق مكاسب لائقة مع كيفية استخدامه لأنظمة استعادة الطاقة.

قد تكون الأرقام مُضللة، بيد أنّ الاستعانة بسباقات الفورمولا واحد المتطلبة للطاقة في سبا-فرانكورشان ومونزا للمقارنة تكشف أنّ هوندا نجحت بتعويض تأخّرها على صعيد السرعة القُصوى هذا العام.

فقد أتبع غاسلي سباق بلجيكا الذي أنهاه ضمن العشرة الأوائل بالتواجد في القسم الأخير للتصفيات في مونزا، حيث كان محرّك هوندا على قدر اختبارَين صعبَين على اثنين من أسرع حلبات الفورمولا واحد.

وقد كانت لهوندا إضافة إلى ذلك ردود فعل سريعة وناجزة على جوانب التأخّر التي كشفتها جائزة أذربيجان الكبرى في وقت مبكّر من الموسم، حيث طوّرت منذ تلك المرحلة استراتيجيّتها الخاصّة باستخدام الطاقة وحسّنت من التواصل بين الفريق وسائقَيه.

إذ اجتمع كلّ ذلك ليسهّل وصول هوندا إلى ذلك الأداء المشجّع بينما انتظرت تقديم تحديثها الكبير الأخير الذي أتى في اليابان في أكتوبر/تشرين الأوّل والذي كان من المقرر استخدامه في الجولة السابقة في روسيا، لكنّ مشاكل متعلّقة بعلبة التروس كانت أكبر من المتوقّع.

ومع تسريع وتيرة العمل، تمكّنت هوندا من تقديم تحديثها الأخير على أرضها وبين جماهيرها في سوزوكا، حيث تأهّل برندون هارتلي في المركز السادس ونجح غاسلي بتحقيق ثنائية لفريقه ضمن المراكز العشرة الأولى على شبكة الانطلاق، حيث كانت مكاسب الأداء واضحة في تلك المرحلة.

مع نهاية الموسم، قليلون هم من شككوا في أنّ هوندا هي من تحتلّ المركز الثالث في الترتيب الهجومي للمحرّكات أمام رينو التي قدّمت محرّكها بالمواصفات الثالثة (على الرُغم من تفادي الفريق المصنعي استخدامه إثر تخوّفات على صعيد الموثوقيّة).

تجدر الإشارة هنا إلى أنّ تقدّم هوندا، وتحديدًا خطوتها الأولى في ذلك الطريق في يونيو/حُزيران، كان الورقة الأخيرة لتكسب ثقة واقتناع ريد بُل.

حيث كان الصانع الياباني شرسًا في عملية التطوير على مدار الموسم، إذ أنّه ضحّى حتّى بسباقات تورو روسو من أجل تقديم تعديلات طفيفة أو إضافة محرّكات جديدة على نحوٍ استراتيجي.

لم تدّخر هوندا أيّ جهد في سعيها لقلب حظوظها، إذ كان كلّ ذلك جزءًا ممّا مثّله موسم 2018 بالنسبة للصانع الياباني: إعادة تأهيل. ولهذا وصف ياماموتو إعادة بناء هوندا لسمعتها في عام واحد بأنّها "لم تكن مفاجأة كبيرة في الحقيقة".

"نقطة التحوّل الأساسية كانت الأداء في سباق كندا، إذ كنا قادرين على إثبات أنّ باستطاعتنا تحقيق خطوة إلى الأمام حتّى مستوى مُحدد، كما كان بمقدورنا اكتساب ثقة ريد بُل" قال ياماموتو.

واستدرك: "بعد ذلك كنا قادرين على مواصلة عملنا ضمن تلك البيئة، وكانت ريد بُل شاهدة على ذلك أيضاً. أعتقد بأنّنا نملك علاقة مستقرة للغاية، ونستحقّ تلك الثقة".

في المقابل، منح بيير غاسلي أوّل عام كامل له في الفورمولا واحد تقدير 8.5 من 10.

"أعتقد بأنّ ذلك تقدير مناسب كون هدفي الأساسي في أوّل موسم كامل لي في البطولة كان أن أستخلص الأفضل من الحزمة التي لديّ" قال غاسلي.

واستطرد: "علمت بأنّه سيكون هنالك فرصتان، ثلاث أو أربع في الموسم لتسجيل النقاط، إذ تعيّن عليّ ضمان أن أتواجد في المكان المناسب في تلك اللحظات وأن يكون بمقدوري اغتنام تلك الفرص، إذ أعتقد بأنّ ذلك هو ما قمت به".

ولم يكن غاسلي مخطئًا في ذلك، إذ إلى جانب تسجيله أفضل نتيحة لصالح هوندا منذ عودتها إلى الفورمولا واحد، حصد غاسلي نقاطًا كبيرة في مناسبتين قبل العطلة الصيفية، حيث حلّ سابعًا في موناكو وسادسًا في المجر.

لكنّ افتقار تورو روسو العام للتقدّم على صعيد الهيكل حرمها من فرص أخرى لتسجيل رصيد كبير من النقاط في النصف الثاني من الموسم.

"كانت سباقات البحرين، موناكو والمجر هي الثلاثة الرئيسية التي تمكّنا فيها من القيام بكلّ الأمور على النحو الصحيح" قال غاسلي.

وتابع: "تعيّن علينا تسجيل نتيجة جيّدة في تصفيات البحرين، وهذا ما نجحنا بتحقيقه. في موناكو تعيّن علينا العبور إلى القسم الثالث من التصفيات، والتأهّل بمركز أفضل، وهذا ما قمنا به. وفي التصفيات الماطرة في بودابست نجحت في العبور إلى القسم الأخير والتأهّل بمركز جيّد".

وأكمل: "كانت تلك هي السباقات التي تمتّعنا فيها بمزيد من الأداء مقارنة بالآخرين، كما نجحنا في اقتناص الفرص التي أُتيحت لنا".

وقد علم غاسلي بقرار ترقيته إلى صفوف الفريق الأساسي لريد بُل خلال العطلة الصيفية، وذلك عقب خطوة دانيال ريكاردو الصادمة بترك صفوف الحظيرة النمساوية والانتقال للقيادة لصالح رينو. إذ أنّه وفي حين توقّفت النتائج الكبيرة بعد ذلك بالنسبة لتورو روسو، كانت ما تزال هنالك لحظات لامعة للفرنسي، مثل المركز التاسع الذي سجّله في بلجيكا، والنقطة التي أحرزها في المكسيك.

كما كان ينبغي أن يسجّل نقطة كذلك في بريطانيا، لكنّه خسرها بسبب عدائيته المفرطة في السباق.

في نهاية المطاف، كان غاسلي هو الأفضل بين ثنائي تورو روسو، لكنّ برندون هارتلي كان قريبًا منه في التصفيات، إذ ربما يكون الفرنسي بحاجة إلى رفع مستواه من أجل أن ينافس ماكس فيرشتابن ضمن صفوف ريد بُل في الموسم المُقبل.

بيير غاسلي، تورو روسو 

Be part of Motorsport community

Join the conversation
المقال السابق ماغنوسن: فريق هاس واجه "الكثير من الرياح المعاكسة" في 2018
المقال التالي توست: منافسونا اعتقدوا بأنّ اختيارنا لهوندا "جنوني"

Top Comments

ليس هناك تعليقات على المقال. لمَ لا تبدأ بالتعليق؟

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط