تحليل: كسوة جديدة لريد بُل، ولكن هل تستمر مشاكل المُحرك؟
عندما يُزيح فريق ريد بُل الستارة عن ألوان سيارته الجديدة مساء اليوم الأربعاء في لندن، فإنّ جميع الأعين ستكون مُترقبة مدى نجاحه وتفوّقه في موسم 2016 إذ يعتمد ذلك بدرجة أولى على العناصر الداخليّة لسيارته.
الصورة من قبل: أكس بي بي Images
يُمكن القول بأنّ الكسوة الجديدة لريد بُل وإعادة تسميتها لمُحركات رينو بـ"تاغ هوير" لن يشفعا لها إذا ما تمكّنت رينو من تحقيق مكاسب مهمة من أجل عودة الحظيرة النمساويّة إلى دائرة المُنافسة من جديد.
ولكن لا بُدّ لنا أن نتساءَل: هل تغيّر العلاقة بين ريد بُل ورينو يعني بأنّ الحظيرة النمساويّة تملك فرصاً أقلّ للنجاح في 2016؟ أو أنّ جهود التجديد في رينو ستُساعد ريد بُل على تخطي العقبات التي واجهتها في الماضي؟
انهيار العلاقة
كان مُتوقعاً أن تصل ريد بُل ورينو إلى طريق مسدود مع نهاية العام الماضي نظراً للانتقادات الكبيرة التي شنّتها الحظيرة النمساويّة، ولكن مع عجز الأخيرة في الحصول على مُحركات مرسيدس، فيراري وهوندا دفعها ذلك إلى إعادة بناء الجسر الذي دمرته، ولكن هذه المرّة بعلاقةٍ مُختلفة للغاية.
من الآن وصاعداً لم تعد ريد بُل الشريك المُفضّل، وذلك بسبب عودة رينو إلى بطولة الفورمولا واحد مع فريقها الخاص، فضلاً عن ذلك، فإنّ مُحرك رينو سيحمل علامة "تاغ هوير"، ما يعني بأنّ اسم "رينو" لن يُلطخ بالوحل على غرار الأعوام السابقة.
سدّ الفجوة
صحيحٌ بأنّ ريد بُل لم تعد تملك زمام المُبادرة للضغط على رينو، ولكن هذا لا يعني بأنّ الصانع الفرنسي سيقضي وقته بالجلوس والراحة.
يرى مُدير عمليات المضمار في رينو ريمي تافين بأنّ رينو تمكّنت من إغلاق نصف الفجوة التي كانت تفصلها عن مرسيدس العام الماضي ما سيُساعد ريد بُل على إحراز بعض التقدّم أيضاً.
وقال تافين "نحنُ ننظر إلى النصف الأوّل من الخطوة التي تفصلنا عن مرسيدس. وعندما أقول النصف الأوّل، فهذا لأننا لا نعلم بعد مدى تحسّن مُنافسينا خلال فصل الشتاء".
وأضاف "إذا كُنّا على بُعد ثانيّة في الموسم الماضي، فعلى الأرجح سيبلغ الفارق الحالي ثلاثة أو أربعة أعشار. سنرى ما لدينا من خلال التجارب والسباقات".
طريقة عمل جديدة
في المقابل هناك أمرٌ واحدٌ بات واضحاً: لن تتسرّع رينو في تقديم ترقيات جديدة من أجل تحقيق تقدّمٍ سريع في 2016 مهما تعالت الأصوات المنادية في ميلتون كينز (مقرّ فريق ريد بُل)، بل سيتمحور كلّ شيء حول بناء قاعدة متينة لموسم 2017 حيث تريد رينو أن يستمتع فريقها الخاص بثمرة العمل الذي تمّ إنجازه.
وقال تافين في هذا الصدد: "هناك برنامج للترقيات، لكنّه لموسم 2017. من الواضح بأنّنا سنتسابق في جميع عطل نهاية الأسبوع في 2016، لكن عملنا سيتمحور حول: هل هذا التعديل جيّدٌ لموسم 2017؟ في حال كان ذلك صحيحاً سنقوم به".
وأضاف: "يجب أن نكون متواضعين في 2016 إذ نريد إنهاء جميع السباقات وأن تزداد سرعتنا شيئاً فشيئاً. سنرى كيف ستكون استراتيجيّتنا. ستتمحور بالأساس حول ما حصلنا عليه في العام الماضي".
لكن ذلك لا يمنع في المقابل إدخال تحديثات خلال موسم 2016.
وقال حيال ذلك: "دائماً ما تحاول الضغط من أجل الحصول على التحديثات في أقرب وقت ممكن، يتوجّب عليك عند نقطة معيّنة الالتزام بذلك إذ عليك تصنيع القطع. لذلك سنحاول استغلال الفرص في 2016 وأعني بذلك عدم اتّباع تخطيط معيّن، سيكون لدينا تخطيط لموسم 2017".
دافعٌ جديد
يعود حصول ريد بُل على بعض العلامات المشجّعة إلى إعادة هيكلة طاقم فريق رينو من خلال زيادة الموارد فضلاً عن انضمام شركة إيلمور وإجراء تعديلات صلب إدارة الفريق من أجل تقديم نتائج لم تكن ممكنة في الماضي.
"تمّت زيادة قوّتنا من أجل تحقيق الفوز" قال تافين.
يعني ذلك أنّ الفرنسي وأعضاء الفريق يملكون القدرة على العمل وفقاً لأجندتهم الخاصة والعمل على تطوير ما يرونه مناسباً، بدل مواجهة ضغط ريد بُل من أجل تقديم كلّ شيء بشكلٍ سريع.
وقال: "أعتقد أنّني واثقٌ من أنّ القرارات التي سنتّخذها ستكون قراراتنا الخاصة، يجب أن نكون المسؤولين على ذلك وأن نقدّم النتائج المطلوبة".
وأضاف: "سيكون «الضغط» جيّداً، عندما تقرّر ما تريد القيام به وتقدّم النتائج المرجوّة فذلك أمرٌ إيجابي. لن تواجه ضغط القيام بأمورٌ تكون مجبراً على فعلها".
وأردف: "لا أعتقد أنّ ريد بُل كانت لتتوقّف عن طلب المزيد لو قمنا بعملٍ أفضل في 2014 و2015".
وأكمل: "تواجد رينو خلفنا يمنحنا المزيد من الحريّة حول التخطيط لموسمين أو ثلاثة بدل العمل على الاستجابة لما يطلبه زبون للسباق المقبل".
ألعاب ماركو
بالرغم من ذلك شاهدنا أنّ المعركة السياسيّة بين ريد بُل ورينو لا تزال حامية، إذ أشار هيلموت ماركو، مستشار الفريق النمساوي، منذ أسابيع قليلة إلى أنّ على الصانع الفرنسي وضع كامل ثقله خلف فريق ريد بُل عوضاً عن فريقه الأساسي.
وقال حيال ذلك: "إذا كانت رينو ذكيّة فإنها ستضع جهدها حول فريق ريد بُل، لأنها لن تتمكّن من تحقيق شيء على الإطلاق مع فريق لوتس والسائقين الحاليين".
أمّا في الجهة المستقبلة لهذه التصريحات المضمّنة فلم يعتبر تافين ذلك أمراً جديداً مهوّناً الوضع الحالي.
وقال في هذا الخصوص: "في حال كنت مكان الدكتور ماركو لكان ذلك ما سأقوله تماماً، يريد الأفضل لفريقه ويريد تحقيق الفوز".
وأضاف: "كنت سأتفاجأ لو قال عكس ذلك، لكن يبقى ذلك رأيي الخاص".
ثمّ تابع: "أعتقد أنّنا سنزوّدهم بنفس المحرّك الذي سيستخدمه فريق رينو. وبما أنّنا نتمنّى فوز رينو، فسيكون لدينا محرّكٌ جيّدٌ للغاية عند نقطة معيّنة".
وأكمل: "في حال كانت ريد بُل لا تزال تستخدم محرّكنا حينها فسيكون بوسعها الحصول على تركيبة تنافسيّة كوننا نعلم قدرتها على تقديم هياكل جيّدة. ستكون معركة جيّدة. سأكون سعيداً بخوض معركة مع ريد بُل والخروج منتصراً بطبيعة الحال".
احتضان المستقبل
كما أوضح تافين أنّ وضع رينو الحالي في الفورمولا واحد لا يتعلّق فقط بالعلاقة المتوتّرة مع ريد بُل، بل بإيمانها واستثمارها من أجل مستقبلٍ أفضل قادرٍ على تقديم نتائج جيّدة للصانع الفرنسي.
وقال: "لا تتعلّق عودة رينو إلى الفورمولا واحد بما حدث مع ريد بُل في الماضي، بل بما تريد بلوغه في المستقبل".
سيكون من البديهي أن تستفيد أيّ سيارة تستخدم محرّك الصانع الفرنسي من أيّ تقدّمٍ يتمّ إحرازه مهما كانت ألوانها.
كن جزءًا من مجتمع موتورسبورت
انضمّ إلى المحادثةشارك أو احفظ هذه القصّة
Subscribe and access Motorsport.com with your ad-blocker.
From Formula 1 to MotoGP we report straight from the paddock because we love our sport, just like you. In order to keep delivering our expert journalism, our website uses advertising. Still, we want to give you the opportunity to enjoy an ad-free and tracker-free website and to continue using your adblocker.
أبرز التعليقات