تحليل تقني: كيف ساعدت فكرة قديمة على تحسين تقدّم فيراري
تُظهر تأدية شارل لوكلير في الجولات الأخيرة على متن سيارة فيراري أنّ الصانع الإيطالي تمكّن من تحقيق تقدّمٍ في الفورمولا واحد.
الصورة من قبل: جورجيو بيولا
موتورسبورت.كوم "برايم"
أفضل المقالات التقنية والتحليلات المميّزة من عالم المحركات على موقع "موتورسبورت.كوم" باللّغة العربية.
في حين أنّ حزم التحديثات المتتابعة لم يكن الغرض منها تقديم قفزة كبيرة في الأداء، فإنّ الخطوات الصغيرة التي جلبتها كانت كافية ربّما لتغيير مشهد معركة الوسط.
أظهرت فيراري بالتأكيد رغبتها في الضغط بقوّة ونجحت في فعل ذلك خلال جائزة البرتغال الكبرى.
إذ لم تُخصّص وقتًا لتقييم المكوّنات الجديدة التي جلبتها لتقييمها وفق قوانين 2021 الجديدة فقط، بل جلبت بعض التحديثات الأخرى التي تسعى من خلالها إلى تحقيق بعض المكاسب الزمنيّة هذا الموسم.
وتُعتبر موازنة تلك المتطلّبات على حلبة جديدة أمرًا صعبًا، خاصة في ظلّ حاجة الفريق للحصول على وقتٍ كافٍ لتحسين إعداداته وفهم الإطارات، وهو تحدٍ يبدو أنّ الفريق أتقنه بالنظر إلى عطلة نهاية أسبوع لوكلير القويّة.
التعلّم من الماضي
مقارنة بين أرضية سيارة فيراري اس.اف1000
تصوير: جورجيو بيولا
عادت فيراري بالزمن إلى الوراء نهاية الأسبوع الماضي. ففي حين أنّ الكثير من التحديثات التي قدّمتها على مدار السباقات الماضية تضمّنت أفكارًا جديدة أو أخرى مستلهمة من الفرق الأخرى، فإنّ الأرضيّة التي تسابق بها الفريق في بورتيماو تعود من الماضي، حيث تتضمّن ثلاث شفرات قطريّة أعلى فتحات الأرضيّة أمام الإطارات الخلفيّة.
وبدأت فيراري باستخدام هذا التصميم في 2019 (الصورة المصغّرة اليمنى)، وبالرغم من أنّها تخلّت عن ذلك التصميم لموسم 2020، فإنّه وجد طريقه إلى سيارات أخرى، بما في ذلك مرسيدس وريد بُل.
أمّا لهذا العام، فقد ركّزت فيراري عمليّة تطويرها على الفتحات الكاملة في الأرضيّة، وذلك بعد أن قدّمت أرضيّة تضمّنت المزيد من الفتحات القطريّة، وذلك عوضًا عن الأخرى الطويلة السابقة (الصورة أسفله).
وكان الفريق يأمل أن تسمح رفرفة أفقيّة مرتفعة (الزاوية العلويّة اليسرى من الصورة المصغّرة) بعدم ضرورة الإبقاء على الشفرات.
لكن مثلما نلاحظ (الصورة السفليّة اليمنى)، فإنّ الشفرة الأفقيّة أفسحت المجال أمام عودة الشفرات الثلاث، حيث تمّ تزويد سيارة لوكلير بنسخة جاهزة من ألياف الكربون، بينما تمّ تزويد سيارة سيباستيان فيتيل بنموذج شفرات مثبّتٍ عليها.
الحاضر
الأمر المثير للاهتمام بخصوص 2020 هو أنّه في حين تمّ الإبقاء على ذات الإطارات من العام الماضي، فإنّ الفرق لا تزال تجد طرقًا لاستخراج المزيد من الأداء منها.
وأدّى ذلك مرارًا إلى ضرورة التعامل مع بعض المتطلّبات المتضاربة. تحتاج الفرق للتعامل مع متطلّبات التبريد بالنسبة للمكابح بالتوازي مع استغلال قنوات تبريدها كمصدر تحسينات انسيابيّة، لكن عليها في ذات الوقت عدم نسيان مسألة نقل الحرارة إلى الهيكل المعدني للإطار.
وبالنسبة لجائزة البرتغال الكبرى، فقد قدّمت فيراري تصميمًا مختلفًا في مقدّمة السيارة (الصورة اليسرى أعلاه).
ويبدو أنّ تركيز التصميم الجديد ينصبّ على الجانب الانسيابيّ. لكن نتيجة لذلك فإنّ له تأثيرًا على كيفيّة تبريد المكابح وكيفيّة نقل الحرارة إلى الهيكل المعدنيّ للإطار.
ويتضمّن التصميم القديم (الصورة اليمنى) قناة مكشوفة تسمح للهواء الداخل من الفتحة بالخروج من الفراغ الأوسع في العلبة، بينما تنتقل الحرارة الناتجة عن المكابح إلى الهيكل المعدنيّ مباشرة. لكنّ ذلك يعني تأثّر التيارات الهوائيّة بدوران الإطار كذلك.
ويُغطّي الحلّ الجديد كامل تلك المنطقة، وتُركّز العلبة على دفع الهواء إلى الواجهة الخارجيّة من خلال فتحة أصغر. ويخلق ذلك تأثيرًا انسيابيًا مُركّزًا أكثر بوسعه المساعدة على تشتيت الاضطرابات الهوائيّة خارجًا.
كما أنّ ذلك يُعدّل العلاقة الحراريّة بين العلبة وبين الهيكل المعدنيّ للإطار.
عينٌ على المستقبل
أرضية سيارة فيراري اس.اف1000 مع قوانين 2021
تصوير: جورجيو بيولا
تعلم فيراري جيّدًا أنّ معركة العودة إلى المقدّمة لا يُمكن الفوز بها فورًا. لذا عوضًا عن التسرّع في جلب التحديثات التي قد تحتاج لتغييرات تصميميّة لاحقًا، اختارت فيراري اتّباع مقاربة محسوبة، وذلك عبر تقديم مكوّنات من المرجّح أن تستفيد منها على السيارة بالتوجّه إلى الموسم المقبل كذلك.
إذ أنّ قوانين 2021 ستُكلّف الفرق قرابة 10 بالمئة من الارتكازيّة، وسيكون أيّ فريق يقدر على تعويض تلك الخسارة متمتّعًا بأفضليّة على حساب منافسيه.
وبتركيزها على ذلك، جلبت فيراري حزمة مكوّنات إلى البرتغال من أجل جمع البيانات. وتمتثل تلك المكوّنات لقوانين 2021 وشملت أرضيّة ذات قطعٍ قُطريّ أمام الإطار الخلفيّ، وكذلك قناة تهوية مكابح أنحف وناشرًا ذا أشرطة أقصر.
واستغلّ الفريق وقته من أجل تقييم أداء المكوّنات على أرض الواقع والسماح لسائقَيه بتقديم ردود فعلٍ إزاء اختلاف الأداء، فضلًا عن جمع البيانات من على المسار لمقارنتها بشكلٍ أفضل مع ما تمّ تحصيله على أنظمة المحاكاة.
مقارنة الناشر الخلفي لسيارة فيراري اس.اف1000
تصوير: جورجيو بيولا
كن جزءًا من مجتمع موتورسبورت
انضمّ إلى المحادثةشارك أو احفظ هذه القصّة
Subscribe and access Motorsport.com with your ad-blocker.
From Formula 1 to MotoGP we report straight from the paddock because we love our sport, just like you. In order to keep delivering our expert journalism, our website uses advertising. Still, we want to give you the opportunity to enjoy an ad-free and tracker-free website and to continue using your adblocker.
أبرز التعليقات