تحليل تقني: فيراري تجلب تحديثات كبيرة لجائزة البحرين الكبرى
قدّم الصانع الإيطالي فيراري تحديثات كبيرة على سيارته "اس.اف70اتش" لجائزة البحرين الكبرى، وذلك في محاولة لمواصلة الضغط على مرسيدس.
الصورة من قبل: جورجيو بيولا
تحليلات جورجيو بيولا التقنيّة
تحليلات تقنيّة يقدّمها جورجيو بيولا
بالنظر إلى أنّ قلّة التحديثات مثّلت نقطة ضعفٍ بالنسبة للقلعة الحمراء خلال المواسم الماضية، من المنتظر أن تمنحنا هذه الترقيات الجديدة للسيارة إشارة واضحة على قدرة فيراري على مواصلة منافستها على اللقب من عدمها.
شمل أحد أكبر التعديلات الجناح الأمامي، إذ في حين أنّ الفريق حافظ على الفلسفة العامّة ذاتها، إلّا أنّه أحدث عددًا من التغييرات.
وبات الجزء الرئيسي ينقسم إلى ثلاثة أجزاء، حيث تمتدّ فتحتان جديدتان على كامل طوله، يُشار إلى أولاهما بالسهم الأزرق. كما قام الفريق بمراجعة كاملة للقسم الجانبي، إذ تمّ تعديل شكل القوس (السهم الأبيض) وإبعاده أكثر عن الصفيحة الجانبيّة.
وبشكلٍ يتماشى مع ذلك التغيير فقد قام الفريق بتعديل القسم العلويّ الجانبي (غير الملوّن) والمشار إليه بالسهمين الأصفرين، إذ بات شكل النفق مربّعًا أكثر ومشابهًا للذي تستخدمه مرسيدس منذ فترة طويلة.
وتهدف هذه التعديلات لإعادة تشكيل التيارات الهوائيّة العابرة أعلى وحول واجهة الإطار الأمامي.
ومن الجدير بالذكر أنّ طول وتر الجناح وشكل الجزء الداخلي من الرفرفات (الملوّن بالأبيض) قد شهدا عدّة تعديلات أيضاً، ما يُغيّر مستويات الارتكازيّة التي يتمّ توليدها وشكل دوّامة "واي250" التي يتمّ إنشاؤها عند نقطة التقاء القسم الأساسي والمنطقة المحايدة ويتحكّم فيها الفريق من خلال حواف الرفرفات.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ مُعدِّل زاوية الرفرفة (السهم الأسود في الصورة الأولى) قد تمّ نقله إلى الداخل أيضاً، ليفسح المجال أمام قوسٍ بارزٍ أكثر.
فتحات التبريد
يُعدّ التبريد أولويّة بالنسبة للفرق بشكلٍ عام، لكنّ ذلك يعني في الوقت ذاته زيادة مستوى الجرّ من دون تحقيق مكاسب فعليّة، لكنّ قلّة التبريد قد تكون له عواقب وخيمة على وحدة الطاقة.
وأجبرت درجات الحرارة العالية في البحرين فيراري على اعتماد عددٍ أكبر من فتحات التبريد، حيث أضاف الفريق لوحات التبريد الطويلة الجانبيّة هذه عند نقل السيارة للفحص الفنّي أمسٍ الخميس.
كما بوسعكم ملاحظة عدم اكتفاء المصمّمين بالفتحات التقليديّة، إذ أضافوا قطعًا على شكل حرف "في" على كلّ شفرة وذلك في محاولة لتغيير كيفيّة تصريف الهواء الساخن واندماجه مع التيارات الهوائيّة العابرة أعلى جانب السيارة.
الأرضيّة
يبدو أنّ فيراري كانت الوحيدة التي استغلّت الحريّة الإضافيّة التي سمحت بها القوانين الجديدة عند منطقة جانبي السيارة، حيث يتضمّن الفاصل المثلّث فتحة على سطحه، لتسمح بالهواء العابر أسفلها بالاندماج مع التيارات الهوائيّة العابرة حول واجهة جانب السيارة.
ويُسمح باعتماد هذه الفتحة كونها تتموضع عند نقطة متقدمة بـ 450 ملم عن الواجهة الخلفيّة لهيكل قمرة القيادة، على عكس المناطق الأخرى من الأرضيّة.
إحدى الجوانب الأخرى المثيرة للاهتمام منذ التجارب الشتويّة تمثّلت في استخدام فيراري للأرضيّة لتلبية وظيفة ثانويّة.
وتمثّل التصميم الأوّل في قناة داخليّة في الأرضيّة، ليتسبّب في إثارة بعض الشكوك عندما أضاف الفريق ملصقات حراريّة على القناة، ليتساءل الجميع عمّا تحتويه (الصورة المصغّرة العلويّة).
ويُعتقد أنّ تلك القناة تعمل على نقل الزيت لعلبة التروس، وذلك باستغلال التبريد الذي توفّره التيارات الهوائيّة العابرة أسفل السيارة.
ونقل الفريق هذا التصميم خطوة إضافيّة إلى الأمام في الصين، حيث أحدث حدبة بسيطة على السطح العلوي للأرضيّة مشابهٍ لشكل جناح الفراشة (انظر الأسهم البيضاء في الصورة أعلاه).
ولا يعمل هذا الشكل على تحسين الكفاءة الانسيابيّة لذلك الجزء من الأرضيّة فحسب، بل يضيف بعض الصلابة الضروريّة بعد انتشار شائعات بأنّ فيراري تستخدم أرضيّة مرنة نتيجة لقطات فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر الأرضيّة تتحرّك تحت العبء.
يمتلك القسم من الأرضيّة الظاهر في هذه الصورة شكلًا خاصًا للغاية، إذ يتضمّن فتحة (الأسهم البيضاء)، كما أضاف بعض المعدن في الأرضيّة (السهم الأحمر) لزيادة صلابتها، بل حتّى مستوى عبء مسبقًا. ولا تُعتبر هذه الفتحة جديدة، إذ أنّها تتواجد على السيارة منذ التجارب الشتويّة، بالرغم من أنّ شكلها قد تمّ تعديله لتلبية متطلّبات الفريق.
وأُشير إلى أنّ هذه الرفرفة تعمل على إنشاء حاجز هواء يشتّت الاضطرابات التي تؤثّر عادة على الارتكازيّة التي تولّدها الأرضيّة والناشر.
ولا تُعتبر فيراري الفريق الوحيد الذي يستخدم ثقوبًا وفتحات في هذه المنطقة من الأرضيّة لموسم 2017، إذ تستخدم مرسيدس، وتورو روسو، وهاس ومكلارين حلولًا مشابهة.
وحاولت جميع هذه الفرق استغلال تغيير القوانين التي باتت تسمح بتواجد ثقب، بينما قامت فيراري بإحداث فتحة طوليّة، أو شرخٍ إن صحّ التعبير، على الأرضيّة من أجل الحصول على تأثيرات انسيابيّة مختلفة للغاية عن الآخرين.
دعامتا الجناح الخلفي
إلى جانب الغموض الذي يكتنف أرضيّة سيارة فيراري، هناك بعض الشائعات التي تشير إلى أنّ دعامتَي الجناح الخلفيّ تلتفّان عند السرعات العالية، وذلك للمساعدة على تقليص الجرّ عند الخطوط المستقيمة.
وطفت هذه المسألة على السطح خلال جائزة إسبانيا الكبرى العام الماضي، عندما أظهرت الكاميرا الموجّهة إلى الجناح الخلفي انحناءه مع ارتفاع سرعة السيارة، ويبدو أنّ المسألة قد تمّ تناولها من جديد بالرغم من اجتياز القلعة الحمراء لجميع اختبارات العبء منذ ذلك الحين.
وأُشير إلى أنّ فيراري هي الفريق الوحيد الذي يستخدم دعامتين للجناح الخلفي هذا الموسم، وهو ما أثار بعض الشكوك بالنظر إلى الأفضليّة الانسيابيّة التي يُوفّرها استخدام دعامة واحدة.
وأجابت فيراري على هذه الشكوك قائلة أنّه في حين أنّها تعلم أنّ استخدام دعامتين يُعتبر أقلّ قوّة بفارقٍ طفيفٍ من الناحية الانسيابيّة، إلّا أنّ هذا التصميم أخفّ وزنًا بكثيرٍ من تصميم الدعامة الوحيدة ما دفع الفريق لقبول هذه التضحية.
نظام التعليق
في حين أنّ قرار "فيا" بخصوص أنظمة التعليق قد أجبر مرسيدس وريد بُل على التخلّي عمّا كانتا تخطّطان لاستخدامه هذا الموسم، فإنّ فيراري بذلت جهدًا كبيرًا على هذا الجانب أيضاً.
واستغلّ الفريق المتمركز في مارانيللو حلّ الهيكل الذي اعتمدته مرسيدس بطريقة عدائيّة العام الماضي، ما سمح لفيراري بإعادة توضيب مكوّنات نظام التعليق التي كانت تشغل كامل المساحة لتحصل في نهاية المطاف على فرصة استخدام قناة "اس" أكثر تطوّرًا كما أشرنا سابقًا بعد نهاية جائزة أستراليا الكبرى.
وإليكم تفصيلًا لنظام التعليق:
- تمّ رفع أنبوب "بيتو"، الذي يعمل على قياس سرعة الهواء، للسماح بعبور مخرج قناة "اس" تحت الهيكل الأساسي.
- أعمدة الالتواء.
- ذراعا التأرجح، بدأت الفرق باتّباع تقليد تقوم من خلاله بتثبيت الذراعين عند مستوًى مرتفعٍ قدر الإمكان.
- المكوّن الثالث المسؤول عن الحركة العموديّة للسيارة. تعلّق معظم الجدل الدائر حول أنظمة التعليق مطلع العام الجاري حول هذا المكوّن والأجزاء الهيدروليكيّة الأخرى.
- ذراع التوجيه.
جانب السيارة
يُعتبر جانبا سيارة فيراري "اس.اف70اتش" عملًا فنيًا بامتياز وتطلّب تفكيرًا غير اعتيادي من طاقم التصميم في مارانيللو من أجل رفع الفتحات إلى الأعلى بهدف تلقي التيارات الهوائيّة النقيّة وغير المضطربة نتيجة احتكاكها بأذرع نظام التعليق.
كن جزءًا من مجتمع موتورسبورت
انضمّ إلى المحادثةشارك أو احفظ هذه القصّة
Subscribe and access Motorsport.com with your ad-blocker.
From Formula 1 to MotoGP we report straight from the paddock because we love our sport, just like you. In order to keep delivering our expert journalism, our website uses advertising. Still, we want to give you the opportunity to enjoy an ad-free and tracker-free website and to continue using your adblocker.
أبرز التعليقات