تحليل تقني: خبايا سيارة ريد بُل "آر.بي13"
كان فريق ريد بُل من بين آخر الفرق التي تكشف النقاب عن سيارتها الجديدة قبيل انطلاق التجارب الشتويّة وذلك رُبّما في مسعًى منه لعدم منح منافسيه فرصةً لنسخ بعض الحلول التي قدّمها وسيُقدّمها خلال التجارب الثانية.
الصورة من قبل: أكس بي بي Images
تحليلات جورجيو بيولا التقنيّة
تحليلات تقنيّة يقدّمها جورجيو بيولا
كما اعتدنا في المواسم الماضية فقد حافظت ريد بُل على تصميمها المعتمد على زاوية انحناءٍ عالية وهو ما يتناسب مبدئيًا مع حزمة القوانين الجديدة، إذ أنّ العديد من الفرق الأخرى تبنّت هذا التصميم أيضاً.
وتتميّز سيارة "آر.بي13" منذ الوهلة الأولى بتصميمها النظيف وخطوطها الأنيقة التي توجّه الهواء نحو المناطق المهمّة من السيارة عوضًا عن اعتماد أسطحٍ بزوايا حادة.
وتجذب العديد من التصاميم الاهتمام، لعلّ أبرزها تصميم "الإبهام" الذي أدخل عليه الفريق هذا العام فتحة كبيرة.
وفي حين أنّ الصورة لم تكن واضحة للغاية في البداية، إلّا أنّ التجارب الشتويّة الأولى منحتنا فرصة الحصول على رؤية أفضل لتلك الفتحة، إذ بداخلها نجد عددًا كبيرًا من الشفرات التي تسمح للأنف بتوفير المساحة القطعيّة التي تفرضها قوانين الاتّحاد الدولي للسيارات "فيا" من أجل الحدّ من التعقيد العام وشكل هيكل الأنف.
وتتمثّل الوظيفة الأساسيّة لهذا التصميم في دفع التيارات الهوائيّة عبر الفتحة وتمريرها مباشرة إلى الخارج خلف حافة الإبهام (السهم الأبيض)، ما يُحسّن تدفّق الهواء أسفل الأنف حيث يسعى الفريق للحدّ من تأثير الإبهام أو حتّى تحسين تفاعل الأنف نفسه مع المنطقة المحايدة من الجناح.
كما أنّ بقيّة تصميم الأنف مثيرٌ للاهتمام، إذ بوسعنا رؤية شكل قطرة صغيرة تظهر مباشرة خلف دعامتي الجناح، إذ من المرجّح أنّهما توفّران قدرًا صغيرًا من الهواء إلى فراغ حافة الأنف، ما يُنشّط جانبه.
أمّا فتحة تبريد الهيكل السفليّة الممتدّة من جانب الهيكل التي اعتمدها الفريق العام الماضي فلا تزال حاضرة، بالرغم من أنّ قانونيّة هذا التصميم كانت محلّ شكوكٍ خلال الفترة الشتويّة.
اضطرّ الفريق للتخلّي عن قناة "إس" لموسم 2016 بعدما قام بتثبيت الذراع المتأرجحة لنظام التعليق عند أعلى مستوًى ممكن، وفي حين أنّ الفريق حافظ على المستوى المرتفع هذا العام أيضاً، إلّا أنّه تمكّن من إيجاد حلٍ للمشكلة من خلال استغلال لوحة الفراغ لصالحه.
وأدّى ذلك إلى تموضع مخرج قناة "إس" قبل لوحة الفراغ (السهم الأحمر)، بينما أضاف الفريق حدبة كبيرة خلفه مباشرة (السهم الأخضر) وذلك من أجل توفير الارتفاع الإضافيّ الذي تحتاجه الذراع المتأرجحة.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت قناة "إس" تتلقّى الهواء من فتحة الأنف كجزء من حلٍ متعدّد الوظائف أو أنّها تحصل على التيارات الهوائيّة من فتحة تتواجد أسفل الأنف.
كما قام الفريق بتأخير موقع أنبوب "بيتوت" (الخاص بضغط الهواء) وتبسيط هيكله للحدّ من تأثيره الانسيابي، إذ بات الآن يرتكز على دعامة ثلاثيّة.
تساءل البعض منذ فترة عن مدى قانونيّة علبتي الكاميرات المخصّصة لإدارة الفورمولا واحد "فوم"، حيث تأمل "فيا" وضع حدودٍ قانونيّة لها منذ 2014 من أجل توضيح ما يُمكن للفرق اعتماده.
لكنّ الفرق تسعى بالرغم من ذلك لتثبيت العلب في مواقع تسمح لها بتوفير مساعدات انسيابيّة لبقيّة أجزاء السيارة.
وظهرت الأعمدة الصغيرة للعلب خلال الفترة ما بين 2014 و2016، قبل أن تشدّد "فيا" الخناق على هذه التصاميم بدءًا من موسم 2017. لكنّ ذلك لم ولن يضع حدًا لمساعي الفرق لتقديم حلولٍ بديلة، إذ أنّ ريد بُل على سبيل المثال قدّمت تصميمًا يحتوي على فتحات (السهمان الأبيضان) تُستخدم لسدّ الفجوة بين الأنف وعلبة الكاميرا، ويعمل أيضاً على توجيه الهواء بحسب ما يرغب به الفريق.
يتّبع تصميم الجناح الأمامي النهج ذاته الذي اعتمده الفريق على مدار المواسم القليلة الماضية، بالرغم من إمكانيّة تقديم تصميمٍ مختلفٍ خلال التجارب الثانية من أجل الحصول على أداء أفضل.
لكنّ الفريق أجرى في المقابل تعديلًا على الشفرة المتواجدة على الجهة الخارجيّة للصفيحة الجانبيّة (السهم الأحمر)، حيث اعتمد الفريق شفرة أطول حجمًا ذات شكلٍ مثلّث عوضًا عن الشكل المستطيل السابق.
كما حافظ الفريق على المحور النافخ ليعمل جنبًا إلى جنب مع الجناح الأمامي لتعديل شكل الاضطرابات الهوائيّة الناجمة عن الإطار الأمامي، ما يُحسّن تدفّق الهواء نحو الأقسام التالية من السيارة.
تواصل الجدل بخصوص أنظمة التعليق الهيدروليكيّة التي تستخدمها مرسيدس وريد بُل، بالرغم من أنّه لا يزال من غير الواضح بعد ما إذا كانت "فيا" قد قامت بفحصٍ نظامٍ أيٍ منهما واعتباره غير قانوني بعد التوجيه التقني الذي تمّ إرساله إلى جميع الفرق خلال التجارب الأولى.
لكن بناءً على الصور الأولى لسيارة "آر.بي13" فهي تتشارك تصميم نظام التعليق ذاته مع سابقتها من الموسم الماضي.
وحافظ الفريق على العمودين المتّصلين السفليّين، بالرغم من اعتماده لفجوة أوسع عند اللوحة الداخليّة (السهم الأحمر). كما واصل الفريق اعتماد القسم العلوي عند الحافة الخلفيّة (السهم الأزرق) لكنّه أجرى في المقابل بعض التعديلات على موقع الذراع الخلفي للعمود العرضي العلوي (السهم الأبيض)، لينقله إلى موقعٍ منخفضٍ للغاية من أجل تحقيق مكاسب انسيابيّة.
ستكون المنطقة الفاصلة بين الإطارَين الأماميّين وجانبي السيارة أحد أكثر الجوانب تطويرًا على مدار الموسم، إذ من المنتظر أن يزداد تعقيد الأسطح الانسيابيّة العديدة ضمن تلك المنطقة.
وستتمحور دورة التطوير بشكلٍ أساسي حول الزعانف الجانبيّة التي بات حجمها أكبر بكثيرٍ ممّا اعتدنا على رؤيته منذ موسم 2009.
وبالنسبة للعلامة النمساويّة فإنّ الزعانف التي اعتمدها الفريق حتّى الآن تبدو بسيطة، خاصة بالمقارنة مع ما شاهدناه على سيارتي مرسيدس ورينو على سبيل المثال، حيث تُظهر الصور وجود جزأين أساسيّين (السهم الأبيض)، إذ أنّ الثاني منهما يمتدّ حتّى رأس زاوية الأرضيّة.
ويبدو بأنّ الفريق اعتمد بعض الأشرطة أسفل الزعانف، بشكلٍ يُشابه قليلًا أرضيّة "دبليو" على سيارة مرسيدس العام الماضي (السهم الأزرق).
كما أنّ جانبي السيارة نحيفان للغاية، إذ سرعان ما ينحرف سطحهما إلى الأسفل صوب الفتحة ويحيطان بمشعاعات التبريد المتواجدة في الداخل، ما يترك قطعًا بارزًا من أجل السماح للتيارات الهوائيّة بالانسياب إلى القسم الخلفي من السيارة.
وتنحرف فتحة التهوية لتواجه الهيكل كما باتت العادة بالنسبة لتصاميم ريد بُل من أجل جعل الفتحة نحيفة قدر الإمكان.
كما أنّ الحافة الأماميّة لجانبي السيارة تتبنّى زاوية منحدرة لكنّها لا تحتوي على زعانف قمرة القيادة أو مولّدات الدوّامات التي اعتدنا على رؤيتها في الأعوام الماضية من أجل المساعدة على تحسين انسياب الهواء فوق السطح.
عوضًا عن ذلك اعتمد الفريق موجّه هواء وحيد بسيط يتقوّس أعلى كتف الهيكل قبل أن يلتوي قرب قاعدته ليتّصل بالأرضيّة.
وتحتوي الأرضيّة على قطعٍ مباشرة خلف الموجّه (السهم الأحمر) حيث يسعى الفريق لتحديد حركة الهواء حول جانب السيارة وتحت الأرضيّة أيضاً.
وكما هو الحال بالنسبة لجميع الفرق هذا العام، تتواجد زعنفة القرش أعلى غطاء المحرّك، بالرغم من أنّ التصميم يبدو متسرّعًا قليلًا، إذ قد يعود ذلك لسعي الفريق خلال الفترة الشتويّة إلى إقناع المجموعة الاستراتيجيّة للفورمولا واحد بالتخلّي عن زعنفة القرش، إلّا أنّ محاولاته باءت بالفشل.
وأعاد الفريق تصميم فتحة تغذية المحرّك بالهواء أعلى رأس السائق، إذ باتت ترتكز على دعامة واحدة من أجل تقليل الوزن وخفض مركز ثقل السيارة.
في المقابل نلاحظ وجود تصميمٍ مثيرٍ للاهتمام للأجزاء المحيطة بقمرة القيادة على سيارة "آر.بي13"، إذ هناك انغماسٌ بسيطٌ للدعامتين الجانبيّتين ما من شأنه السماح للمزيد من الهواء بالعبور على الأسطح التالية بسلاسة عوضًا عن إنشاء اضطرابات هوائيّة تؤثّر على عمل الجناح الخلفي.
أمّا بالانتقال إلى الجناح الخلفي فيبدو مشابهًا للغاية لتصميم العام الماضي لكنّه يتضمّن الفتحات الهرميّة منعدمة الحواف التي أطلقتها الشقيقة الصغرى تورو روسو العام الماضي، كما اعتمد الفريق دعامة وحيدة وسطى تتّصل بغطاء المحرّك مثل العام الماضي.
كن جزءًا من مجتمع موتورسبورت
انضمّ إلى المحادثةشارك أو احفظ هذه القصّة
Subscribe and access Motorsport.com with your ad-blocker.
From Formula 1 to MotoGP we report straight from the paddock because we love our sport, just like you. In order to keep delivering our expert journalism, our website uses advertising. Still, we want to give you the opportunity to enjoy an ad-free and tracker-free website and to continue using your adblocker.
أبرز التعليقات