تحليل تقني: خبايا تحديثات مرسيدس الجريئة
اعتُبرت سيارة مرسيدس "دبليو08" معقّدة للغاية منذ تقديمها مطلع هذا الموسم من بطولة العالم للفورمولا واحد، لكنّ الفريق وصل إلى برشلونة محمّلًا بحزمة كاملة أكثر تعقيدًا ممّا سبق.
الصورة من قبل: جورجيو بيولا
تُعتبر هذه التعديلات الأكثر عدائيّة من بين جميع الفرق حتّى الآن، إذ أنّها تمتدّ من مقدّمة السيارة وحتّى جناحها الخلفي.
وإليكم في ما يلي نظرة مفصّلة على التغييرات التي أجرتها السهام الفضيّة:
رُبّما أوّل ما يُمكن الحديث عنه، وهو ما لا يُعتبر واضحًا للغاية كون انتباهكم سيتّجه إلى جزء آخر، يتمثّل في الأنف الذي بات أنحف من ذي قبل (السهم الأحمر)، وهو ما تطلّب خوض اختبار تصادمٍ جديد.
وقامت مرسيدس بتنحيف الأنف من أجل استغلال التعديلين الانسيابيّين الآخرين المتمثّلين بالأساس في مقدّمة شفرات التوجيه الأكبر حجمًا (باللون الأصفر).
وتبدأ المقدّمة عند منطقة متقدّمة للغاية على الأنف وتنشئ ستارًا مقوّسًا أسفل الأنف، لتزيد من حدّة التأثيرات التي اعتدنا عليها من شفرات التوجيه وأجنحة الوطواط.
وبالنظر إلى الواجهة الخلفيّة لشفرات التوجيه يتّضح أنّ هذا تغيير جذريٌ إلى حدٍ ما بالنسبة مرسيدس ويزيد من التعقيد الهندسي على سيارة السهام الفضيّة بالمقارنة مع بقيّة منافساتها.
ويعمل الجزء المسطّح بتشكيل التيارات الهوائيّة بطريقة تعمل على تحسين كيفيّة تفاعلها مع الزعانف الجانبيّة ودوّامة "واي250".
وحافظ الفريق في المقابل على "جناح الوطواط" المعقّد الذي استخدمه خلال السباقات الافتتاحيّة. لكن نظام استشعار ارتفاع السيارة المثبّت دائمًا لم يكن موجودًا هذه المرّة عند أخذ السيارة للفحص الفنّي يوم الخميس.
كما أنّ هذه المنطقة شهدت تغييرًا معقّدًا آخر تمثّل في علبة الكاميرا. ويعمل التعديل على نقل علبة الكاميرا من الموقع المحايد نظريًا عند حافة الأنف إلى موقعٍ مماثلٍ للذي كانت عليه في السابق.
وتمّ تشكيل الدعامة بطريقة لا تغلق الفجوة الناجمة عن الأنف الأنحف فحسب، بل تعمل بطريقة تساعد على تحسين وجهة التيارات الهوائيّة حول مكوّنات نظام التعليق العلويّة القريبة منها.
وقام الفريق بمراجعة هندسة الجنيّح المتّصل بـ "قرن" نظام التعليق وإحداث فتحة عليه. وسيُساعد ذلك الهواء العابر حول الإطار الأمامي باتّباع وجهة مختلفة بعض الشيء.
كما أضاف الفريق بعض التحسينات على منطقة الزعانف الجانبيّة المُعقّدة بالأساس وذلك من خلال إضافة ثلاثة أسطح عموديّة مثبّتة على الصفيحة السفليّة على شكل الأشرطة.
وتُعدّ هذه التدرّجات على شكل حرف "ال" مشابهة للأخرى التي تستخدمها فرقٌ أخرى على الجناح الأمامي وتعمل على إحداث تأثيرٍ قصيرٍ وحادٍ على التيارات الهوائيّة من أجل إعادة توجيهها.
بالانتقال إلى القسم الخلفي فقد عدّل الفريق جزء الأرضيّة المتاخم للإطار الخلفي حيث تخلّى الفريق عن الشفرة العموديّة المثلّمة (الصورة المصغّرة) لصالح جزء مقوّس (السهم الأحمر)، إلى جانب شريطٍ منفصل (باللون الأصفر).
التعديلات شملت أيضاً زعنفة القرش، حيث باتت أطول لتتّصل الآن بجناح "تي".
ولا يعمل هذا التغيير على تحسين الكفاءة الانسيابيّة فقط بل تُمثّل تلك طريقة لزيادة الصلابة العامة لجناح "تي" بالنظر إلى أنّ اختبارات العبء ستجريها "فيا" عليه.
أضافت السهام الفضيّة مقعد قردٍ في مؤخّرة السيارة حيث يتميّز بشكله المقوّس فضلًا عن رفرفة ثانويّة في الأعلى.
وتزامن اعتماد مقعد القرد هذا مع تعديلات على الجناح الخلفي، إذ تخلّى الفريق عن الصفيحة الأساسيّة المشابهة لشكل الملعقة لصالح سطحٍ مستوٍ تقليدي.
وفي حين أنّه من السهل رؤية هذه التغييرات من الناحية الخارجيّة للسيارة، إلّا أنّه من الصعب تحليل ما يجري تحت غطائها.
وستشرع مرسيدس في استخدام وحدة طاقتها الثانية هذا الموسم من بوابة جائزة إسبانيا الكبرى، حيث أجرت بعض التعديلات لتحسين الموثوقيّة، لكن من شبه المؤكّد أنّ وحدة الطاقة الجديدة ستكون أخفّ وزنًا من سابقتها.
كن جزءًا من مجتمع موتورسبورت
انضمّ إلى المحادثةشارك أو احفظ هذه القصّة
Subscribe and access Motorsport.com with your ad-blocker.
From Formula 1 to MotoGP we report straight from the paddock because we love our sport, just like you. In order to keep delivering our expert journalism, our website uses advertising. Still, we want to give you the opportunity to enjoy an ad-free and tracker-free website and to continue using your adblocker.
أبرز التعليقات