تحليل تقني: تفاصيل سيارة ساوبر سي36
كشفت الحظيرة السويسريّة ساوبر النقاب رسميًا عن سيارتها الجديدة قبيل انطلاق التجارب الشتويّة الأولى لموسم 2017 من بطولة العالم للفورمولا واحد، حيث تضمّنت عددًا من التفاصيل المثيرة للاهتمام والتي سنتطرّق إليها في التحليل التالي.
الصورة من قبل: فريق ساوبر
تحليلات جورجيو بيولا التقنيّة
تحليلات تقنيّة يقدّمها جورجيو بيولا
يحتفل الفريق بـ 25 عامًا من المشاركة في الرياضة وهو ما يظهر على غطاء محرّك المقاتلة الجديدة بلون ذهبيٍ زيّن كسوة سيارة هذا العام ليأخذ مكان اللون الأصفر الذي ظهر على سيارة الموسم المنصرم.
يتشابه تصميم الجناحين الأمامي والخلفي مع نسخة العام الماضي، لكن تمّ تعديلهما لتتلاءم قياساتهما مع ما تنصّ عليه القوانين الجديدة.
وبات الجناح الأمامي يتضمّن حافة أماميّة مسطّحة أكثر من السابق بتصميمٍ مشابهٍ لما اختبره فريق مكلارين في المراحل الختاميّة من موسم 2016 (الصورة أعلاه)، ليبتعد الفريق نظريًا عن اعتماد نفقٍ في الجزء الخارجي من أجل توجيه التيارات الهوائيّة إلى الجهة الخارجيّة من الإطار الأمامي.
ويتناسب التصميم المسطّح مع زيادة عرض الإطار، ليعيد توزيع التيارات الهوائيّة وكيفيّة تحرّكها حول واجهة الإطار الأمامي فضلًا عن شكل الاضطرابات التي يُنشئها الأخير.
وبناءً على ما تسمح به القوانين الجديدة، فقد أقدم الفريق على زيادة طول الزعانف الجانبيّة، كما أضاف جزءًا مربّعًا في مقدّمتها (الصورة المصغّرة) [1]، ليزيد من ارتفاعها. في المقابل يتلاقى القسم الخلفي منها مع زاوية الأرضيّة [2].
وكما أشرنا بالأمس فعوض أن يقوم الفريق بزيادة حجم الفتحتين الجانبيّتين تماشيًا مع المساحة الإضافيّة التي توفّرها القوانين الجديدة للمصمّمين، قام الفريق على العكس بتقليص حجمهما مع اعتماد قطعٍ عدوانيٍ للغاية من أجل محاولة دفع أقصى قدرٍ ممكنٍ من التيارات الهوائيّة إلى القسم الخلفي من السيارة.
ويتميّز موجّها الهواء بشكلهما المقوّس ويتضمّنان شريحتين أعلى الفتحتين الجانبيّتين من أجل تحسين الأداء الانسيابي من خلال تنشيط التيارات الهوائيّة أثناء عبورها أعلى ذلك السطح.
ونجد في منتصف الجهة الخارجيّة للموجّه شريحة مقوّسة صغيرة يظهر تأثيرها الانسيابي في القسم الخلفي من السيارة [3]، بغاية مشابهة للشريحة التي على شكل حرف "آر" الممتدّة على زاوية الأرضيّة [4].
بالانتقال إلى القسم التالي فقد اعتمد الفريق 11 فتحة على الأرضية بزاوية 45 درجة إلى جانب شريطين عموديّين لتعمل جميعها على تشتيت الاضطرابات الهوائيّة الناجمة عن الإطار الخلفي.
وتحظى تلك الظاهرة بأهميّة بالغة عند الفرق بالنظر إلى أنّ تلك الاضطرابات، الناجمة بالأساس عن تغيّر شكل الإطار نتيجة العبء المسلّط عليه، تتّجه إلى الناشر وتتسبّب في عدم استقرار أدائه.
ويتواجد الشريط الأوّل [5] على الأرضيّة عند مستوى متقدّمٍ بالمقارنة مع ما اعتدنا عليه، كما أنّه مصمّمٌ بزاوية عدوانيّة ما يشير إلى أنّ الفريق يسعى لدفع بعض التيارات الهوائيّة العابرة إلى واجهة الإطار الخلفي الأعرض هذا الموسم.
كما أضاف الفريق شفرة توجيه عموديّة [6] عند القسم المنحني من هيكل حماية قمر القياة الخارجي، وهو تصميمٌ مشابهٌ لسيارة مانور العام الماضي بالرغم من أنّه يبدو أكثر عدوانيّة وينحني إلى الخارج أكثر من أجل تنشيط تيارات معيّنة عبر سطح جانب السيارة.
إحدى الخصائص المفاجئة على سيارة "سي36" تمثّلت في استخدام قوس حماية من الانقلاب بتصميم شفرات إلى جانب فتحة تهويّة منفصلة سبق وأن شاهدناها على عدّة سيارات بين 2010 و2011 (مرسيدس دبليو01 – 2010، فورس إنديا في.جاي.إم04 – 2011 ولوتس تي128 – 2011).
بالطبع تعمل نسخة ساوبر على الإيفاء بمتطلّبات خاصّة بالفريق، لكنّها تعمل في المجمل على الإيفاء بالأغراض ذاتها وهي تقليل الوزن وتحسين عبور التيارات الهوائيّة إلى الجناح الخلفي وتعديل طريقة توفير الهواء النقيّ للمحرّك والشاحن التوربيني.
وكان القائمون على البطولة قد أقدموا قبل بداية موسم 2011 على تغيير القوانين من أجل منع الفرق من استخدام هيكل قوس الحماية من الانقلاب الرفيع للغاية المشابه للذي استخدمته مرسيدس، لكنّ فريقَي لوتس وفورس إنديا اتّبعا فكرة مشابهة خلال موسم 2011.
وتُعدّ هذه المرّة الأولى التي نشهد فيها العودة لاستخدام تصميمٍ مماثلٍ منذ 2011، ما يُظهر العلاقة المتقاربة بين علبة التهوية العلويّة، وقوس الحماية، وغطاء المحرّك والجناح الخلفي.
وبذلك يبتعد الفريق عن تصميم شبه المنحرف لفتحة التهوية العلويّة الذي اعتمده في الأعوام الماضية إلى جانب الفتحات الجانبيّة الإضافيّة المتاخمة لها، بالرغم من أنّ تصميم هذا العام يتضمّن الشفرة الفاصلة في المنتصف فضلًا عن اعتماد فتحتين صغيرتين أسفل الفتحة الرئيسيّة، إذ من المرجّح أنّهما مخصّصتان للمبرّد المساعد والإلكترونيّات المتموضعة حول وحدة الطاقة.
كما عاد الفريق لاستخدام زعنفة قرشٍ على غطاء المحرّك، وهو ما شاهدناه بالفعل على نموذج نفق الهواء الخاص بسيارة مانور التي لم تبصر النور، ومن المتوقّع أن يكون ذلك جزءًا من العديد من التصاميم التي سنشهدها هذا العام بالنظر إلى موقع الجناح الخلفي المنخفض والثبات الارتكازي الذي تُوفّره الزعنفة للجناح الخلفي.
في الوقت ذاته اعتمد الفريق تصميم الفتحات الهرميّة منعدمة الحواف على الصفيحتين الجانبيّتين للجناح الخلفي والذي بدأه فريق تورو روسو مطلع العام الماضي وسرعان ما اعتمدته فرق مرسيدس، ومكلارين وساوبر في وقتٍ لاحقٍ من 2016.
كما أنّ الصفيحتين الجانبيّتين تتضمّنان فتحات في الربع السفلي الأخير في وقتٍ يسعى فيه الفريق لإنشاء تأثيرٍ مشابهٍ لما حصل عليه من الشفرات المستخدمة في الماضي، حيث من المنتظر أن يساعد ذلك على تحسين أداء الناشر في الأسفل بالنظر إلى تفاعل الهياكل الهوائيّة التي يتمّ إنشاؤها.
اعتمد الفريق دعامة وسطى للجناح الخلفي تنحني مباشرة أعلى العادم (ومن المرجّح أنّها تخترقه مثل تصميم العام الماضي) لتتّصل بعمود تشغيل نظام "دي آر إس".
في المقابل تميّزت الرفرفة العلويّة للجناح الخلفي بتصميم مثيرٍ للاهتمام، ليس فقط باعتماد تجويفٍ وسطيٍ على شكل حرف "في" بل باتّباع انحناءٍ عدواني على الحافة الأماميّة أيضاً.
وسيجد الفريق نفسه محدودًا بعض الشيء في ما يتعلّق بوحدة الطاقة، إذ أنّ الفريق آثر استخدام محرّك 2016 الذي من المرجّح أن يكون أقلّ قوّة وكفاءة من الذي ستستخدمه فيراري وهاس في 2017.
لكنّ فلسفة الحظيرة السويسريّة وراء ذلك تمثّلت في معرفتها المبكّرة بتصميم وحدة الطاقة منذ بداية العام الماضي وهو ما يسمح لها بحلّ أيّة مشاكل في تصميم سيارة 2016 وتحسينها بشكلٍ كبيرٍ على المقاتلة الجديدة.
بالإضافة إلى ذلك كان بوسع الفريق ضخّ المزيد من الموارد إلى الجانب الانسيابيّ، وهو ما يحظى بأهميّة بالغة بانتقال البطولة إلى الحقبة الجديدة التي تميل فيها الكفّة إلى الانسيابيّة بالمقارنة مع الأعوام السابقة.
لكنّ وحدة طاقة العام الماضي لن تكون قادرة على تحمّل العبء الإضافي الناتج عن مستويات الجرّ الأعلى على سيارات 2017، على عكس وحدات الطاقة الجديدة المصمّمة بغية التغلّب على هذه المعوّقات.
كن جزءًا من مجتمع موتورسبورت
انضمّ إلى المحادثةشارك أو احفظ هذه القصّة
Subscribe and access Motorsport.com with your ad-blocker.
From Formula 1 to MotoGP we report straight from the paddock because we love our sport, just like you. In order to keep delivering our expert journalism, our website uses advertising. Still, we want to give you the opportunity to enjoy an ad-free and tracker-free website and to continue using your adblocker.
أبرز التعليقات