تحليل تقني: الكشف عن أسرار سيارة مرسيدس "دبليو08"
تصدّرت مرسيدس ساحة بطولة العالم للفورمولا واحد طوال المواسم الثلاثة الماضية ولا يبدو أنّها ستتنازل عن أفضليّتها بسهولة أو في وقتٍ قريبٍ بالنظر إلى مستوى التفاصيل الذي أظهرته المقاتلة الجديدة "دبليو08".
لويس هاميلتون وفالتيري بوتاس، مرسيدس وتوتو وولف، مدير فريق مرسيدس
أكس بي بي Images
تحليلات جورجيو بيولا التقنيّة
تحليلات تقنيّة يقدّمها جورجيو بيولا
في حين أنّ العديد من أجزاء السيارة تتشابه مع سابقتها من حيث التصميم، إلّا أنّ الفريق أقدم على مراجعتها كلّها إلى جانب جملة من التغييرات الأخرى واسعة النطاق خاصة بالنظر إلى الحريّة الإضافيّة التي تمنحها القوانين الجديدة للمصمّمين.
الجناح الأمامي
يتشابه تصميم الجناح الأمامي مع نظيره من العام الماضي من حيث المبدأ، بالرغم من أنّ السهام الفضيّة قامت بتعديل عرضه تماشيًا مع إطارات بيريللي الأعرض.
لكن الفريق عمل في المقابل على تحسين نفق تيّارات الهواء الخارجيّة من خلال توسيع مدخل النفق (السهم الأحمر السفلي) من أجل توجيه الهواء أسفل الجناح.
كما أعاد الفريق تشكيل التدرّج الرئيسي ليكون بجانب الصفيحة الجانبيّة متّصلًا بها من خلال دعامة صغيرة لتحسين الصلابة (السهم الأحمر الجانبي).
ومن غير المرجّح أن يكون تصميم الجناح أثناء حدث إطلاق السيارة هو التصميم النهائي للجناح الأمامي، إذ لا يجب نسيان ما عملت عليه السهام الفضيّة خلال المراحل الختاميّة من الموسم الماضي والمتمثّل في تصميمٍ مفتوح الحواف كما يظهر في الصورة أعلاه.
الأنف
يتشابه أنف السيارة الجديدة مع الآخر من سيارة "دبليو07"، حيث قام الفريق بإطالته بـ 200 ملم (بناءً على ما تسمح به القوانين) وبات يتضمّن حدبة سفليّة.
لا يعود ذلك إلى محاولة تنشيط عمل الأنف والمنطقة المحايدة معًا فحسب، بل لتوفير الوجهة المناسبة للتيارات الهوائيّة للدخول في فتحة قناة "إس" التي باتت أكبر حجمًا [2].
وبشكلٍ مماثلٍ لسيارة العام الماضي فإنّ مخرج قناة "إس" يتكوّن عند نقطة التقاء هيكل الجناح الأمامي بهيكل السيارة.
شفرات التوجيه
قد يبدو تصميم شفرات التوجيه [3] بمثابة خطوة إلى الوراء من الوهلة الأولى بالنظر إلى أنّ الفريق استخدم نسخة أكثر تعقيدًا خلال المراحل الختاميّة من الموسم الماضي.
لكنّ الفريق عمل على تعديل هندستها وحجمها إلى جانب إضافة جنيّحٍ أفقيٍ آخر عند الجزء الأخير منها.
جناح الوطواط
أطلقت مرسيدس تقليدًا تبنّته العديد من الفرق على مدار الأعوام الأربعة الماضية من خلال استخدام جنيّحٍ أفقيٍ يتموضع إمّا إلى جانب جهاز استشعار ارتفاع السيارة أو بين شفرات التوجيه.
وسرعان ما حصل تصميم مرسيدس على اسم "جناح الوطواط" لتشابهه مع الطائر الحقيقي، وسرعان ما اعتمدت ريد بُل ومكلارين وفيراري تصاميمها الخاصة بما في ذلك جنيّح فاصل.
لكنّ تصميم هذا العام مخفيٌ قليلًا بالنظر إلى تواجد الزعانف الجانبيّة على جانبي جهاز استشعار الارتفاع.
نظام التعليق الأمامي
يلعب هذا الجزء دورًا مهمًا من ناحية الهندسة والانسيابيّة، وهو جانبٌ تفوّقت فيه مرسيدس على منافسيها خلال المواسم الماضية.
من الواضح أنّ تصميم الأذرع المتّصلة يُوفّر مكاسب انسيابيّة ما دفع معظم الفرق لتبنّيه، لكنّ الفريق تخلّى عنه نسبيًا على سيارة 2017، إذ أنّ القوانين المتعلّقة بملحقات أنظمة التعليق لموسم 2017 تسمح بخمس درجات إضافيّة من الحريّة، ما يعني أنّه يُمكن بلوغ الأداء ذاته من خلال تغيير زاوية تلك الملحقات.
كما أنّ تصميم الذراع الخلفي السفلي مثيرٌ للاهتمام، إذ أنّها تُكوّن حافة مع انتقالها من القسم المتّصل إلى الآخر المنفصل [5]، وسيعمل ذلك على تشكيل التيارات الهوائيّة بالتوازي مع الشفرات الأخرى المتواجدة على قناة تهوية المكابح.
لكنّ مرسيدس كسرت القاعدة في المقابل من ناحية نقطة التقاء الذراع العلويّة [4]، إذ بإمكانكم ملاحظة استخدام قوس ما يُمكّن من الإبقاء على الذراع عند مستوىً أعلى ومتأخّرٍ إلى الخلف بالمقارنة مع اعتدنا على رؤيته.
من الواضح أنّ ذلك سيُحدث تعديلات ميكانيكيّة وانسيابيّة في ظلّ مواصلة سعي الفريق لاستغلال التماسك الإضافي الذي تُوفّره الإطارات الأعرض، كما يعمل أيضاً على كيفيّة التعامل مع الاضطرابات الهوائيّة الإضافيّة الناجمة عنها.
الزعانف الجانبيّة، جنيّحات الهيكل والأرضيّة
تتواصل الاختلافات بين الفرق بخصوص التصاميم المتّبعة في هذه المنطقة من السيارة، حيث استخدم الفريق جنيّحات هيكل (العلويّة المشار إليها بالرقم 6 في الصورة) مشابهة للغاية لتصاميم 2008، ولعلّ أقربها كان تصميم فيراري.
ويعمل الجنيّح على توفير الاستقرار الانسيابي أثناء مرحلة الانعطاف.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقّع أنّ التيارات الهوائيّة التي يشكّلها هذا الجنيّح ستعمل على تحسين أداء الهواء المتوجّه إلى فتحة التهوية الجانبيّة.
تتميّز الزعانف الجانبيّة بهياكلها الطويلة ومختلفة الهندسات، وتتموضع بعيدًا عن الهيكل بالنسبة لحوافها العلويّة قبل أن تنحني أسفله لتعمل مع الفاصل.
كما اعتمد الفريق حافة علويّة كبيرة يتقلّص ارتفاعها مع الانحناء حول الأرضيّة وجانب السيارة كما أنّ الصفيحة السفليّة مسنّنة من أجل تحسين أداء جانبي السيارة والأرضيّة.
واستخدم الفريق زعنفة صغيرة (مُشارٌ إليها بالسهم الأحمر في الصورة التالية) بين الزعانف والهيكل، إذ أنّها مشابهة للتصميم السابق من أجل تحسين كيفيّة عمل التيارات الهوائيّة ضمن هذه الجيوب الضيّقة.
تنتهي زاوية الأرضيّة [8] التي باتت أطول بناءً على قوانين 2017 عند نقطة التقائها بالزعانف الجانبيّة.
ويتضمّن جزء الأرضيّة المتواجد أمام فتحة جانب السيارة (الخط الأصفر المتقطّع) انحناءً مماثلًا لما شاهدناه على بعض السيارات الأخرى، لكن بشكلٍ مثيرٍ للاهتمام فقد قام الفريق بتثبيت عددٍ من موجّهات الهواء أمامه بشكلٍ مشابه لكن أقلّ تعقيدًا من تصميم العام الماضي.
موجّهات الهواء
قام الفريق بزيادة حجم موجّهات الهواء [7] وتعقيدها على سيارة 2017 بالنظر إلى العرض الإضافي الذي تسمح به القوانين الجديدة.
وفي حين أنّنا اعتدنا في الماضي على رؤية مكوّنٍ عموديٍ بسيط، فإنّ سيارة دبليو08 تتضمّن مكوّنين إضافيين مثبّتين أعلى زاوية الأرضيّة، حيث يعمل شكلهما على استغلال حركة التيارات الهوائيّة حول نقطة بدء فتحة التهوية وحمايتها من الاضطرابات الهوائيّة الناجمة عن الإطار الأمامي.
وقام الفريق بربط الأجزاء الثلاثة بشريط صغيرٍ يعمل أيضاً على توفير مكاسب انسيابيّة أخرى.
جانبا السيارة
في حين أنّ معظم الفرق الأخرى حاولت تصغير حجم الواجهة الأماميّة لجانبي السيارة، فإنّ مرسيدس قامت بعكس ذلك من خلال توسيعها.
بالرغم من ذلك فإنّ الفتحة نفسها تُعدّ من بين الأقل حجمًا بين جميع السيارات الجديدة، ما يسمح بتوضيبٍ ضيّقٍ للغاية لبقيّة القسم الخلفي من السيارة، كما اعتمدا فتحة تبريد مرتفعة [11] تبدأ عند مستوىً من المتوقّع أن يبدأ عنده نظام العادم.
ومن أجل بلوغ التوضيب الضيّق، قام الفريق بتعديل زاوية مشعاعات التبريد داخل فتحتي الجانب.
الأرضيّة
سمحت القوانين الجديدة المؤطّرة لانحناء الأرضيّة للفريق بإجراء بعض التعديلات [9] من خلال الحافة الأنحف التي باتت أطول على السيارة الجديدة.
وصبّ المصمّمون جزءًا من تركيزهم خلال الفترة الماضية على المنطقة المتاخمة للإطار الخلفي [12]، إذ أنّها قد تساعد على تحسين أداء الناشر من خلال الحدّ من تأثير الاضطرابات الناجمة عن الإطار.
وبالنظر إلى أنّ إطارات 2017 أكبر حجمًا، فمن الطبيعي أن يتواصل تركيز الفرق على هذه المنطقة، حيث ارتأت مرسيدس استخدام فتحة قطريّة كبيرة إضافة إلى ثماني فتحات صغيرة أخرى.
نظام التعليق الخلفي/علبة التروس
أقدم الفريق على تغييرات واسعة في مؤخّرة السيارة، ليُغيّر من هندسة مكوّنات نظام التعليق مضحيًا بتصميم العام الماضي مقابل اعتماد نسخة أقصر بكثيرٍ [13]، تاركًا ذراع السحب في موقعٍ مرتفعٍ أكثر.
ومن المرجّح أنّ تعديلات نظام التعليق هذه تزامنت مع تغييرات على تصميم علبة التروس من خلال مقاربة مشابهة للتي اعتمدتها فيراري العام الماضي.
غطاء المحرّك
أطلقت مرسيدس سيارتها "دبليو08" بغطاء محرّكٍ مشابهٍ للعام الماضي [14]، لكنّها أشارت بالفعل إلى أنّها ستختبر غطاءً آخر مزوّدًا بزعنفة قرشٍ خلال تجارب برشلونة بالنظر إلى الدعم الانسيابي الذي يُوفّره للجناح الخلفي أثناء الانعطاف.
كما استغلّ الفريق فرصة اختبار السيارة للمرّة الأولى على حلبة سيلفرستون ليقوم بتجربة جناح "تي" (في الصورة المصغّرة)، وهو حلٌ يهدف لتغيير الظروف الانسيابيّة التي يمرّ بها الجناح الخلفي.
ويُعدّ ذلك الجناح الصغير بمثابة استغلالٍ للقوانين التي أعيدت صياغتها مرارًا منذ 2009. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان ذلك الجناح (الذي قدّمته فيراري أيضاً على سيارتها الجديدة) سيجلب انتباه تشارلي وايتينغ مدير السباقات لمحاولة سدّ الثغرة في القوانين لمنع هكذا تصاميم.
الجناح الخلفي
لم يُقدّم الفريق أيّ تصميمٍ مختلفٍ جذريًا عن العام الماضي بالنسبة للجناح الخلفي، ما عدا انحناء الصفيحتين الجانبيّتين كما تنصّ على ذلك القوانين إلى جانب تضمّنه العديد من الفتحات والأشرطة والفتحات الهرميّة منعدمة الحواف [15] بشكلٍ مماثلٍ لموسم 2016. كما أنّه يتميّز بانحناء طفيفٍ في الوسط من أجل زيادة كفاءته.
الناشر
بما أنّ الناشر يبدأ من موقعٍ متقدّمٍ بـ 175 ملم عن محور العجلات الخلفيّة هذا الموسم، فقد يتوقّع الجميع اعتماد زاوية انحناء ثابتة عليه، لكن بناءً على ما تُظهره الصورة فقد قام المصمّمون بخفضه مباشرة لإنشاء قناتين كبيرتين، بينما كان القسم الأوسط أسفل علبة التروس وهيكل التصادم محدّبًا.
كما بوسعكم رؤية ضمّ أنابيب الغازات الصغيرة مع العادم الرئيسي (مشارٌ إليه بالسهم). ومن المرجّح أنّ ذلك يُوفّر مكاسب في الأداء إلى جانب فوائد التوضيب الضيّق السابق ذكرها.
وتتضمّن قناة الناشر الخارجيّة تصميم تيارات خارجيّة (السهم الأبيض) حيث يحاول الفريق التأثير على كيفيّة تفاعل الناشر مع الهياكل الانسيابيّة الأخرى.
واتّبع الفريق التقليد الذي بدأه فريق تورو روسو عبر تقاطع دعامة الجناح الخلفي مع العادم، إذ أنّ ذلك يسمح أيضاً بالتحكّم في الغازات.
Be part of Motorsport community
Join the conversationShare Or Save This Story
Subscribe and access Motorsport.com with your ad-blocker.
From Formula 1 to MotoGP we report straight from the paddock because we love our sport, just like you. In order to keep delivering our expert journalism, our website uses advertising. Still, we want to give you the opportunity to enjoy an ad-free and tracker-free website and to continue using your adblocker.
Top Comments