تحليل تقني: الأسرار الخفيّة لسيارة فيراري «اس.اف16-اتش» الجديدة
يُعوّل الكثيرون على مقاتلة فيراري الجديدة "اس.اف16-اتش" لإطاحة مرسيدس من هرم الفورمولا واحد هذا الموسم، فهل تمتلك هذه السيارة المؤهلات اللازمة لمقارعة سيارة مرسيدس؟ يستشير ماثيو سومرفيلد المحرر التقني "جورجيو بيولا" لمعرفة الإجابة عن ذلك...
الصورة من قبل: جورجيو بيولا
تحليلات جورجيو بيولا التقنيّة
تحليلات تقنيّة يقدّمها جورجيو بيولا
لم يتوقف فريق فيراري منذ انطلاق العمل بالقوانين الجديدة في موسم 2014 عن القيام بتعديلاتٍ داخل صفوفه ومنح دفة القيادة لشخصياتٍ أساسيةٍ في سعيه للعودة إلى دائرة المنافسة على اللقب مرةً أخرى.
مما لا شك فيه أن وصول بطل العالم الرباعي سيباستيان فيتيل قدم حافزاً كبيراً لإعادة تنشيط الفريق ولكن شخصياتٍ مثل ماوريتسيو أريفابيني وسيرجيو ماركيوني كان لها أثرٌ واضحٌ أيضاً.
شغف أريفابيني واضحٌ للغاية، فالإيطالي يبذل كل طاقته لقيادة الفريق نحو تحقيق ما عجز عنه طوال تسع سنواتٍ – إحراز لقب البطولة.
وفي الوقت عينه، يعمل فريق التصميم بقيادة جيمس أليسون على تحقيق تقدمٍ عبر تعديلاتٍ في البنية التحتيّة للفريق والتي تحتاج بعض الوقت كي يظهر تأثيرها على الأداء.
إصلاحُ المشاكل
تتم معالجة نقاط ضعف فيراري السابقة تدريجياً، وعلى الرغم من أن الفريق ربّما لن يكون قادراً على المنافسة من أجل الفوز في كل سباقٍ، لكنه سيكون بكل تأكيد أقرب بكثير مما كان عليه في الآونة الأخيرة.
لقد خطا خطواتٍ كبيرةٍ في مجال وحدة الطاقة خلال موسم 2015، مقلصاً فارق الأداء مع مرسيدس، جزءٌ كبيرٌ من هذا الأداء جاء من خلال تصحيح المشاكل التي واجهها الفريق خلال موسم 2014. ومع ذلك، لا يمكن إغفال الدور الذي لعبه الشريك القديم "شِل" في تحسين الأداء.
خسرت "شِل" صدارة المنافسة ضد مزود الوقود والزيوت "بيتروناس" في الحقبة الهجينة الجديدة، ولذلك عملت بلا كللٍ من أجل استعادة الصدارة مع فيراري. إذ استفادت من بيانات بطولة العالم لسباقات التحمّل "دبليو إي سي" والتي تُستخدم فيها تقنياتٌ مشابهةٌ جداً للفورمولا واحد، وعلى الأرجح منحها ذلك المزيد من البيانات التي لا تقدر بثمنٍ لمساعدتها على سد الفجوة.
وكما نعلم جميعاً، فإن السيارة التي يتم عرضها خلال الإطلاق الرسمي تختلف بعض الشيء عن السيارة التي ستستعملُ خلال التجارب الشتويّة، ناهيك عن السيارة التي ستطأ أرض حلبة ملبورن.
ومع ذلك، هناك مجالات في السيارة يمكنها أن تساعدنا على فهمٍ أفضل للاتجاه الذي سيسلكه الفريق، مثالٌ واضحٌ على ذلك هو نظام التعليق الأمامي لسيارة "اس.اف16-اتش".
الانتقال من ذراع السحب إلى ذراع الدفع
استخدمت فيراري ذراع السحب في نظام التعليق الأمامي لأربعة مواسمٍ، وقرر الفريق أخيراً أنّ سلبيات هذا النظام تفوق إيجابياته.
من وجهة نظر السائق، لا يوجد أيّ فرقٍ بين النظامين من حيث أداءِ الحركيّة، باستثناء كيفية تغير شكل الإطارات. استخدام نظام ذراع السحب جاء في وقتٍ كانت فيه رغبةٌ، ليس فقط من قبل فيراري، في وضع ضغطٍ أكبر على الإطارات الأمامية بهدف إيصالها إلى مجال عملها الحراري بسرعةٍ والحفاظ على هذه الحرارة المثالية لمدةٍ أطول.
ومع تغير بينة وتركيبة إطارات بيريللي على مدى السنوات الماضية، فإن الحاجة لنظام تعليقٍ مماثلٍ قد تبددت.
وبغياب المتطلبات الميكانيكية ومشاكل الوزن الزائد التي تصاحب هذا النظام لتأمين صلابته خلال الموسم الماضي، لم تعد الأهمية الارتكازية التي يقدمها أهم من باقي العناصر الأخرى – وعليه قرر الفريق العودة إلى استخدام ذراع الدفع في نظام التعليق الأمامي.
أنفٌ أقصر
المنطقة الأخرى في سيارة "اس.اف16-اتش" التي تبرز على الفور هي الأنف القصير، حيث كانت فيراري الفريق الوحيد الذي اعتمد أنف سيارةٍ طويلٍ في كامل مجريات موسم 2015.
أعمدة تثبيت الجناح بالأنف تم وضعها في أبعد نقطةٍ ممكنةٍ من المنطقة المحايدة وهي جزءٌ يمنع تطويره، بالإضافة إلى تثبيتها على أطراف القسم الوسطي للسماح لأكبر قدرٍ من التيارات الهوائية بالمرور أسفل أنف السيارة.
كما يتواجد الجزء البارز من الأنف - الشبيه بإصبع الإبهام – في الجزء الخلفي نسبياً للمنطقة المحايدة، إذ يتطلع فريق التصميم للعمل على هذا الجزء بشكلٍ مختلفٍ مقارنةً مع السيارة السابقة.
ويبدو أن الفريق عمل بشكلٍ كبيرٍ من أجل تقليص طول القسم الوسطي لأنف السيارة، إذ يتقلص عرضه العمودي بشكلٍ مستمرٍ مع زيادة ميلان الجزء السفلي للأنف.
الجناح الأمامي المعروض يمتلك نفس المواصفات التي استخدمها الفريق الإيطالي مع نهاية الموسم الماضي 2015، ومما لا شك فيه أنه سيتغير خلال التجارب الشتويّة.
شفراتُ توجيهٍ للتيارات الهوائية
أسفل الأنف توجد ما نعتقد أنها مجرد شفرات توجيهٍ عاديةٍ "مظللة باللون الأخضر"، وهي استمرارٌ لما كان عليه هذا الجزء في سيارة الموسم الماضي "اس.اف15-تي" مع مجموعةٍ جديدةٍ من المرجح أن تُستعمل خلال التجارب الشتويّة بهدف تعزيز تدفق التيارات الهوائية الناتجة عن تصميم الأنف القصير.
على الرغم من إغلاقها في صور الإطلاق الرسمي، لكن يبدو أن فيراري ستحافظ على استعمال الفتحات الهوائية في محور الإطارات الأمامية، لتسمح بتدفق الهواء عبر الفتحات المجوفة "مشارٌ إليها باللون الأزرق"، للحد من دور الجناح الأمامي في إعادة تشكيل التيارات الهوائية المضطربة الناتجة عن الإطارات.
قناة – "اس" في قيد التجهيز؟
تتموضع لوحةٌ كبيرةٌ فوق هيكل سيارة "اس.اف16-اتش"، والتي استفادت بدورها من إعادة تصميم، بزيادة المسافة بين السطح المرجعي والسطح العلوي للهيكل. قد يتمّ الاعتماد على اللوحة من أجل تعديل الضبط، إلا أني أعتقد أننا قد نشاهد استخدام قناة – "اس" خلال التجارب الشتويّة كما هو ظاهرٌ في الرسم التوضيحي.
تم إجراء العديد من التغييرات على وحدة الطاقة بالإضافة إلى إعادة تموضعٍ للواحقها الفرعية.
ليس من الواضح بعد تماماً كيفية تموضع المبردات الهوائية داخل جوانب السيارة، ولكن على ما يبدو فإن الفريق قد تخلى عن الحل المبتكر المستعمل في العام الماضي، لصالح زاوية ميلان تقليديةٍ.
تغييرات على نظام تبريد وحدة الطاقة
مبرّد الهواء-الماء-الهواء، والذي كان متواجداً ضمن فجوة "في" لمحرك الاحتراق الداخلي في موسمي 2014/15، يعتقد أنه قد تمّ إزالته من قبل قسم وحدة الطاقة، واستخدام هذه المساحة لوضع صماماتٍ هوائيّةٍ متبدلةٍ.
استخدام صمامات هوائيّة متبدلة سيسمح بقياسٍ دقيقٍ لنسبة تدفق خليط الهواء/الوقود، مما سيساعد على تحسين الكفاءة والأداء.
ولم يتم التأكد بعد ما إذا كانت فيراري قد احتفظت بمبرّد الهواء-الماء-الهواء، في الموضع المتوقع بين وحدة الطاقة وخزان الوقود "كما شرح جورجيو الأسبوع الماضي".
الكفاءة الحرارية هي واحدةٌ من أهم جوانب الحقبة الهجينة في الفورمولا واحد: وعليه، فإن عملية تبريد المكونات الداخلية لها أهميةُ قصوى تصاحبها تنازلاتٌ انسيابيّة.
إعادة ترتيب لجوانب السيارة
تمت زيادة حجم الفتحات الجانبية لزيادة تبريد المحرك، إذ يتوقع أن وحدة الطاقة الجديدة ستنتج حرارةً أعلى.
تغير شكل جوانب السيارة أيضاً، كما أصبح قسمها الخلفيّ أضيق بشكلٍ كبيرٍ، بخطوطٍ رشيقةٍ واضحةٍ. كما تم رفع فتحات إخراج الهواء الساخن للسماح لها بالتوجه نحو القسم الوسطي للجزء الخلفي من السيارة.
الشكل الجديد للقسم الخلفي يرجع للتموضع الجديد لنظام استعادة الطاقة الحركية "ام.جي.يو-كاي" من وراء المحرك إلى مكانه الجديد بجانبه.
وهذا يعني أن قدرة الفرق التي تستخدم محرّكات فيراري على إعادة تشغيل السيارة في الحلبة خلال موسم 2014/15 بواسطة الـ "ام.جي.يو-كاي" لم يعد خياراً متاحاً وسيكون عليهم تشغيل السيارة من داخل خط الحظائر فقط كباقي الفرق الأخرى.
تغيير مكان هذا النظام نتج عنه أثرٌ متسلسلٌ، أدى إلى إعادة تصميم القابض، وعلبة التروس وهيكل الصدمات، كل هذا منح السيارة قسماً خلفياً أضيق.
تغيير فتحة تهويّة المحرك
تغيير شكل فتحة تهوية المحرك من تصميم شبه المنحرف المستعمل من فيراري منذ 2012 إلى تصميمٍ تقليديٍ مشابهٍ لحرف "يو" بالمقلوب "مظلل باللون الأصفر"، والذي سيكون له تأثير على الهواء القادم لضاغط الشاحن التوربيني.
إعادة صقل لغطاء المحرك
في أعلى غطاء المحرك نجد جنيّحاً آخر "مظلل باللون الأخضر"، مماثلاً للمستعمل في سيارة "اس.اف15-تي" خلال الموسم الماضي.
لموسم 2016، تم تقليم جزء صغير من القسم العلوي لغطاء المحرك [1]، وذلك تماشياً مع الجنيّح لزيادة كفاءته. وتتمثل مهمة هذا الجزء في تفكيك التيارات الهوائية المضطربة القادمة من فتحة تهويّة المحرك وإعادة تنظيمها من جديد لتحسين كفاءة وفعاليّة الجناح الخلفي.
بالرجوع إلى الوراء أكثر على سطح غطاء المحرك، تم إلغاء فتحةٍ [2] متواجدةٍ فوق الشاحن التوربيني كانت تسمح بخروج أيّة كمية حرارية إضافيةٍ. هذا التعديل نتج عنه زيادة في ارتفاع الجزء العلوي لغطاء المحرك، وهو ما يظهر من خلال "زعنفة القرش" الأقصر.
كما تم تعديل فتحات التبريد المتواجدة بجانب قمرة القيادة [3] عن طريق زيادة عددها مع إمكانية تعديلها بحسب متطلبات الحلبة كلّ حلبة.
خيارات صمام العادم
خلال موسم 2016 طُلب من المصنعين تغيير طريقة خروج الغازات من المحرك. ففي موسميّ 2014/15 كان مطلوباً من صمامات العادم أن تتحد مع العادم الرئيسي، إلا أنّ الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" تراجع عن ذلك وغير القوانين لموسم 2016 بهدف زيادة صوت وحدات الطاقة.
سيتواجد في هذا الموسم عادم إضافي واحد على الأقل ظاهر في الجزء الخلفي من كل سيارة، حيث أن اختيار صمام عادمٍ مزدوجٍ يبدو الخيار الأفضل لفيراري، ففي صور الإطلاق ظهر عادم إضافي بجانب العادم الرئيسي، ما يعني وجود عادم آخر بكلٍ تأكيد في الجهة المقابلة.
الجناح الخلفي، كالأمامي، يمتلك نفس مواصفات الجناح المستعمل في نهاية الموسم الماضي 2015. ومن المتوقع أن يُستبدل مع انطلاق التجارب الشتويّة.
الحكم النهائي
سيارة "اس.اف16-اتش" تبدو منافسةً قويّةً من النظرة الأولى، حيث راجعت فيراري العديد من مشاكلها السابقة مع محاولة الحصول على أداء إضافيٍ.
ومع ذلك، دليل هذه القوة لن يطول انتظاره طويلاً، للتأكد من صحة طموحات القلعة الحمراء الجريئة.
كن جزءًا من مجتمع موتورسبورت
انضمّ إلى المحادثةشارك أو احفظ هذه القصّة
Subscribe and access Motorsport.com with your ad-blocker.
From Formula 1 to MotoGP we report straight from the paddock because we love our sport, just like you. In order to keep delivering our expert journalism, our website uses advertising. Still, we want to give you the opportunity to enjoy an ad-free and tracker-free website and to continue using your adblocker.
أبرز التعليقات