اشترك

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط

تحليل السباق: كيف تسبّب هاميلتون في انهيار فيراري في مونزا

في حين أنّه كان من المنتظر أن تُسيطر فيراري على جائزة إيطاليا الكبرى بعد أن جلبت أسرع السيارات وتمكّنت من حجز الصفّ الأوّل على شبكة الانطلاق، إلّا أنّها مُنيت بهزيمة مثّلت في المقابل أحد أفضل إنجازات لويس هاميلتون.

سيباستيان فيتيل، فيراري ولويس هاميلتون، مرسيدس بعد حادثة مونزا

الصورة من قبل: مانويل غوريا / صور ساتون

لم يكن من المفترض أن يفوز هاميلتون بهذه الجائزة الكبرى. كان الجميع يتوقّع أن يكون يومًا رائعًا للتيفوزي في مونزا، لكنّ فيراري ضيّعت ثنائيّة محتملة وخسر سيباستيان فيتيل الكثير من النقاط في ترتيب بطولة العالم.

يُمكن القول بأنّ فيراري أهدرت الفوز في إيطاليا، لكنّ هاميلتون ومرسيدس قدّما عملًا كبيرًا في المقابل لتحقيق ذلك. يُعتبر هذا الانتصار واحدًا من بين الأفضل ضمن انتصارات الفهد الأسمر الـ 68 في البطولة.

تواجد البريطاني على مقربة من ثنائي فيراري في كلّ طلعة، حتّى خلال التصفيات ليُسلّط عليهما أكبر قدرٍ ممكنٍ من الضغط. جاء هذا الانتصار نتيجة لإجباره منافسيه على الخطأ وإقدامه على تجاوزات حاسمة عندما تعيّن عليه ذلك.

لم تبد الأمور مشجّعة للغاية عند الانطلاقة، حيث تواجد هاميلتون في المركز الثالث عند مغادرة المنعطف المزدوج الأوّل بعد أن فشلت محاولة فيتيل في انتزاع الصدارة من الجهة الخارجيّة لرايكونن. لكن عندما حصل فيتيل على فرصة أخرى من الجهة الداخليّة بالتوجّه إلى المنعطف المزدوج الثاني فقد استغلّ هاميلتون ذلك الوضع.

اتّبع هاميلتون الخطّ الخارجي وكبح بعد فيتيل وانعطف إلى اليسار ومن ثمّ اليمين وكان متقدّمًا بشكلٍ طفيف على سائق فيراري. تلامس هو وفيتيل في منتصف المنعطف وهو ما أدّى إلى التفاف سيارة فيراري وتراجعها إلى الخلف إلى جانب معاناتها من ضررٍ على الجناح الأمامي. انهار عالم فيتيل في تلك اللحظة وعاد ببطء إلى خطّ الحظائر وكانت له حينها أسبابٌ جيّدة للتحسّر على قرار فيراري في التصفيات بوضع رايكونن خلفه على الحلبة وهو ما كلّفه ربّما قطب الانطلاق الأوّل.

"حاولت تجاوز رايكونن على الجهة الخارجيّة عند المنعطف المزدوج الأوّل. وكما هو من حقّه، فقد دافع عند الكبح. كبحت في وقتٍ متأخّر وعبرت بشكلٍ عميقٍ للمنعطف الأوّل وتعيّن عليّ ترك مساحة له. عاد وحُشرت حينها" قال فيتيل.

وتابع: "لحسن الحظّ لم يكن لويس في موقعٍ جيّد للاستجابة بشكلٍ فوري لذلك كنت قادرًا على العودة. واجهت خروجًا ضعيفًا من المنعطف الثاني ووددت لو كنت أقرب. أردت الدخول من الجهة الداخليّة للمنعطف الرابع وكانت هناك مساحة، لكنّ كيمي سرّح مكابحه وذلك مقبولٌ بالنسبة إليه. كان بوسعي القيام بالأمر ذاته لكن مع اقتراب المنعطف بسرعة فكانت لتقع حادثة سيّئة. حاولت الخروج ومن ثمّ لاحظ لويس فرصته، لكنّه لم يترك لي مساحة كافية وانعطف".

في المقابل كان هاميلتون سعيدًا بتلك الخطوة التي قلبت تعقيدات السباق رأسًا على عقب.

"كان عند الحدود القصوى، بحلول وقت وصوله إلى رأس المنعطف قطع كيمي وربّما خسر (فيتيل) بعض الارتكازيّة" قال هاميلتون، وأضاف: "من الواضح بأنّه عبر المنعطف بشكلٍ عميقٍ بعض الشيء، منحته القدر المناسب من المساحة. أنا فخورٌ للغاية بذلك التجاوز".

سيباستيان فيتيل، فيراري ولويس هاميلتون، مرسيدس وكيمي رايكونن، فيراري

سيباستيان فيتيل، فيراري ولويس هاميلتون، مرسيدس وكيمي رايكونن، فيراري

تصوير: صور ساتون

دخلت سيارة الأمان لتنظيف المسار من الأشلاء، إذ أنّ برندون هارتلي منعدم الحظّ وجد نفسه محشورًا عند الانطلاقة وتعرّض لضررٍ في جناحه الأمامي وانفجارَين لإطارَيه الأماميين. ساد الهدوء لفترة قصيرة قبل أن يُستأنف السباق عند نهاية اللفّة الثالثة. حصل هاميلتون على عامل السحب خلف رايكونن عند الخروج من المنعطف الأخير وتمكّن من تجاوزه على الخطّ المستقيم الرئيسي.

لكنّ رايكونن لم يكن ينوي الاكتفاء بالمركز الثاني، إذ عاد لتجاوز هاميلتون من الجهة الخارجيّة من المنعطف المزدوج الثاني. تواصلت أسطورة عامل السحب في مونزا...

علق هاميلتون خلف رايكونن طوال الفترة الأولى من السباق ولم يتراجع خلفه بأكثر من 1.5 ثانية مطلقًا، وكان ذلك الفارق بينهما بالفعل في اللفّة الـ 15. تمكّن هاميلتون من تقليص الفارق بنصف ثانية على مدار اللفّتين التاليتين ليضمن بقاءه قريبًا منه قدر الإمكان مع اقتراب فترة التوقّفات. تمحور السؤال حينها عن هويّة من سيتوجّه إلى خطّ الحظائر أوّلًا.

كانت فيراري متخوّفة بشكلٍ منطقي وصائب من إمكانيّة توقّف مرسيدس قبلها وتجاوزها، وبالنظر إلى الفارق الكبير المشجّع بين فالتيري بوتاس الرابع ورومان غروجان سائق هاس صاحب المركز الخامس، فقد تجهّز طاقما الفريقَين في خطّ الحظائر في نهاية اللفّة الـ 20.

تمّ إعلام هاميلتون بالقيام بعكس ما يقوم به رايكونن أمامه، لذلك عندما توجّه سائق فيراري نحو خطّ الحظائر فقد بقي البريطاني على الحلبة. اعتبر البعض ذلك "توقّف شبح" تمّ تصميمه لإيهام فيراري. لكن  بالنظر إلى أنّ هاميلتون كان ليُقدم على التوقّف لو بقي رايكونن على الحلبة، فقد كان ذلك قانونيًا.

أجرى طاقم الحصان الجامح توقّفًا مثاليًا لرايكونن اقتصر على 2.2 ثانية لينتقل إلى تركيبة "سوفت"، وعاد الفنلندي خلف المتصدّر بفارق 23 ثانية في المركز الرابع. تمكّن رايكونن من كسب 0.4 ثانية بالمقارنة مع هاميلتون في المقطعين الثاني والثالث من لفّة خروجه، لكنّه اقتصر على 0.043 ثانية في اللفّة التالية.

وبالنظر إلى أنّ هاميلتون لم يتمتّع بفارقٍ يسمح له حينها بالتوقّف والحفاظ على الصدارة، فقد بقي البريطاني على الحلبة. كانت وتيرته جيّدة، لكنّها لم تكن سريعة بما فيه الكفاية عندما بدأ رايكونن بالاقتراب من الأمام. لم يكن أمام مرسيدس خيارٌ آخر سوى الإبقاء على هاميلتون على أمل دخول سيارة الأمان.

كان ذلك قريبًا للغاية عندما أصدرت سيارة دانيال ريكاردو سحابة من الدخان عند وصوله إلى المركز الـ 11 نتيجة مشكلة في القابض. أوقف الأسترالي سيارته بين المنعطف المزدوج الثاني ومنعطف "ليزمو"، لكن لسوء حظّ مرسيدس فقد تمّ إبعاد سيارة ريد بُل ضمن الأعلام الصفراء فقط.

قلّص رايكونن الفارق مع هاميلتون وعندما أجرى الأخير توقّفه بعد أن مدّد فترته الأولى حتّى اللفّة الـ 28 – أطول بثماني لفّات من سائق فيراري – فقد تقلّص الفارق إلى 18 ثانية. عاد هاميلتون إلى الحلبة في المركز الثالث خلف رايكونن بـ 5.7 ثانية. لكنّ مرسيدس كانت لا تزال تتمتّع بورقة أخرى في جعبتها متمثّلة في تواجد بوتاس في الصدارة الآن. كان رايكونن خلفه بـ 1.5 ثانية عند تلك المرحلة.

وبعد حصوله على تعليمات من مرسيدس للإبقاء على رايكونن خلفه، كان بوتاس أيضاً في معركة على المركز الثالث مع ماكس فيرشتابن سائق ريد بُل وكان يسعى لمحاولة التمتّع بالأفضليّة قرب نهاية السباق. إذ ضمن عطلة نهاية أسبوع كانت خلالها ريد بُل متأخّرة عن المتصدّرين، لكنّها متقدّمةٌ أيضاً بأريحيّة عن بقيّة الفرق، فقد تمكّن فيرشتابن من تجاوز بوتاس على الجهة الخارجيّة بالدخول إلى المنعطف الأوّل وحافظ على المركز الثالث طوال الفترة الأولى.

أجرى فيرشتابن توقّفه في اللفّة الـ 26، بينما بقي بوتاس على الحلبة حتّى اللفّة الـ 36 قبل أن يجري توقّفه، تمكّن هاميلتون من اللحاق برايكونن ببلوغ تلك المرحلة.

لكن كان من الواضح حينها أنّ رايكونن في مواجهة متاعب جديّة، إذ أنّ إطاره الخلفي الأيسر عانى من شرخٍ كبير نتيجة حاجة رايكونن للضغط في بداية فترته الثانية عندما كان معظم المطاط لا يزال على الإطار من جهة ونتيجة ارتفاع حرارتها من جهة أخرى، إلى جانب حقيقة انزلاق القسم الخلفي لسيارة فيراري بالمقارنة مع مرسيدس.

الشرخ على الإطار الخلفي الأيسر على سيارة كيمي رايكونن، فيراري

الشرخ على الإطار الخلفي الأيسر على سيارة كيمي رايكونن، فيراري

تصوير: صور ساتون

في الحقيقة كانت العلامات على عدم استقرار القسم الخلفي لسيارة فيراري حاضرة طوال عطلة نهاية الأسبوع – خاصة عندما التفت سيارة فيتيل في المنعطف الأخير خلال التجارب الثانية – وفي حين أنّ تلك الظاهرة لم تُمثّل مشكلة كبيرة معظم الوقت، إلّا أنّها فاقت على الأرجح مشكلة الشروخ.

عانى فيتيل قليلًا على مجموعة إطارات "سوفت" التي حصل عليها منذ نهاية اللفّة الأولى، لكنّه لم يُعانِ مثل رايكونن. تفرض مونزا متطلّبات عالية على الإطارات بشكلٍ طولي. كما أنّ مناطق الكبح القاسية والتسارع القاسي تتطلّب الكثير من الإطارات، وكان رايكون يُحاول بشكلٍ يائسٍ إدارة الوضع.

حقيقة أنّ التجارب الأولى كانت ممطرة والثانية كانت أقصر بـ 20 دقيقة نتيجة حادثة ماركوس إريكسون الكبيرة، وأنّ رايكونن أمضى معظم وقته عالقًا خلف بوتاس واقتصار فيراري على مجموعة "سوفت" واحدة ليستخدمها أحد سائقيها في التجارب الحرّة – استخدمها رايكونن – مثّلت جميعها عوامل لعاصفة مثاليّة. سارت الأمور على نحوٍ جيّد بالنسبة لرايكونن على إطارات "سوبر سوفت".

في المقابل عانى هاميلتون خلفه من شرخٍ بسيط. يُمكن أن يكون لتوازن السيارة تأثيرٌ كبيرٌ على مواجهة الإطارات الأماميّة للمشاكل أو الخلفيّة، لكنّ مشاكل مرسيدس لم تقتصر فقط على مقدّمة السيارة، بل كانت أقلّ حدة أيضاً.

"لويس، سيُكسب هذا السباق أو يضيع بناءً على الإطارات، لذلك حافظ عليها" قال بيت بونينغتون مهندس سباق هاميلتون في اللفّة الـ 35 عبر اللاسلكي، محذّرًا إيّاه من عدم الضغط مثل رايكونن. كان ذلك مثاليًا.

حالما ابتعد بوتاس من أمامه، رفع رايكونن وتيرته، لكن بالنظر إلى وضع الإطارات فلم تكن له فرصة للابتعاد عن هاميلتون. انتظر هاميلتون في البداية، لكن بحلول نهاية اللفّة الـ 44 فقد حصل على فرصته. في ظلّ معاناة رايكونن للحصول على التماسك في القسم الخلفي عند الخروج من منعطف "بارابوليكا" الأخير ومطالبته عبر اللاسلكي بالحصول على كلّ الطاقة المتاحة، فقد تمكّن هاميلتون من الاقتراب منه بما فيه الكفاية للهجوم مستخدمًا نظام "دي آر اس".

توجّه رايكونن نحو الخطّ الداخلي بالاقتراب من المنعطف الأوّل، لذلك توجّه هاميلتون إلى اليسار، وعندما كبح فقد تواجد إلى جانب رايكونن وأمامه بشكلٍ طفيف. كانت سيارة هاميلتون في المكان المناسب ببساطة، بينما تعيّن على رايكونن الانتظار قبل أن يبدأ بالانعطاف إلى اليسار في القسم الثاني من المنعطف المزدوج وقبل حينها خسارته للصدارة.

إن كان هناك أيّة شكوك في مواجهة رايكونن لمتاعب كبير، فقد تأكّد ذلك عبر وتيرة ابتعاد هاميلتون. عبر البريطاني خطّ النهاية متقدّمًا بـ 8.705 ثانية عن رايكونن الذي واصل التركيز من أجل ضمان عدم تلاشي إطاره الخلفي الأيسر بالكامل.

أمّا في الخلف فقد حلّ بوتاس ثالثًا. فبعد أن أجرى توقّفه فقد عاد خلف فيرشتابن بـ 3.2 ثانية على إطارات "سوفت" أجدد بعشر لفّات من سائق ريد بُل وسرعان ما بدأ بالاقتراب منه. وبعد عدم حصوله على أيّة فرص جديّة لتجاوز فيرشتابن، ما عدا ربّما تلك التي شهدت اختصار فيرشتابن للمنعطف المزدوج الأوّل، فقد بدا بوتاس متمتّعًا بالأفضليّة في المراحل الأخيرة.

أقدم على محاولته من الجهة الخارجيّة في اللفّة الـ 43. دافع فيرشتابن لكن مع اقترابه من المنعطف فقد تلامست إطارات السائقين. قطع بوتاس المنعطف المزدوج وبقي فيرشتابن في الأمام، لكنّ المراقبين وجّهوا عقوبة 5 ثوانٍ. كان ذلك منطقيًا بالنظر إلى أنّ القانون يسمح للسائق المدافع بالعودة إلى الجهة الخارجيّة من المسار طالما أنّه يترك مساحة كافية لمنافسه.

معركة ماكس فيرشتابن، ريد بُل وفالتيري بوتاس، مرسيدس

معركة ماكس فيرشتابن، ريد بُل وفالتيري بوتاس، مرسيدس

تصوير: صور لات

في حين أنّ بوتاس تراجع بأكثر من أربع ثوانٍ خلف غريمه، فقد ضمن في تلك اللحظة المركز الثالث. عاد للاقتراب مجدّدًا من فيرشتابن وحاول تجاوزه من الجهة الخارجيّة من المسار، بينما كاد فيرشتابن أن يُعيد خطأه أثناء دفاعه. لكنّ الفنلندي خلفه كان سعيدًا بالمركز الثالث وتحقيق منصّة تتويج نتيجة لعقوبة سائق ريد بُل.

بالنظر إلى أنّ بوتاس عانى من عطلة نهاية أسبوع صعبة لم يكن قادرًا خلالها على التمتّع بوتيرة مماثلة لهاميلتون (بالرغم من أنّ عدم استفادته من عامل السحب في التصفيات ساهم في توسيع الفارق بينهما بشكلٍ كبير)، فقد تمكّن الفنلندي من تحقيق منصّة تتويج وساهم أيضاً في انتصار هاميلتون. لكنّ توتو وولف مدير فريق مرسيدس كان حريصًا على الإشارة إلى أنّه بالرغم من منطقيّة إبطاء بوتاس أمام رايكونن في منتصف السباق واستغلال مرسيدس لتلك الخطّة، إلّا أنّها لعبت دورًا أيضاً في تحقيقه للمركز الثالث.

"لم يعمل ذلك لصالح لويس فقط، أعني إبقاء كيمي خلفه، بل عمل لصالح فالتيري أيضاً" قال وولف، وأضاف: "علمنا أنّ علينا الإبقاء عليه على الحلبة لفترة طويلة كوننا خسرنا مركزًا لصالح فيرشتابن واحتجنا لخلق أكبر فارق عمر إطارات ممكن لنهاية السباق. كانت تلك أفضل فرصة لتحقيق منصّة التتويج".

كما أنّ عقوبة فيرشتابن أدّت إلى تراجعه خلف فيتيل الذي تعافى ليُكمل السباق خامسًا على المسار ورابعًا على جدول الترتيب النهائي.

بعد أن استأنف سباقه على إطارات "سوفت" جديدة في المركز الـ 18، شقّ الألماني طريقه ليصل إلى المركز الخامس بنهاية اللفّة الـ 24. جاء 15 مركزًا من أصل الـ 18 التي تقدّمها عبر تجاوزات على المسار وذلك نتيجة تشكيلة من تفوّق فيراري على الخطوط المستقيمة وعدم اهتمام البعض بمنافسته. لكنّ سيارته لم تكن في حالة جيّدة.

"كنت متفاجئًا عندما عدت إلى المسار" قال فيتيل، وأضاف: "كان جانب السيارة بأكمله مفقودًا، حسنًا أعني الحافة الأماميّة الخارجيّة من الأرضيّة قد تحطّمت. كان من المروّع قيادة السيارة وواجهت عدّة انزلاقات ولحظات فاجأتني. لكنّني اعتدت عليها نوعًا ما وحاولت تفادي المشاكل. كان الوضع فوضويًا نتيجة كلّ ذلك الزحام، لكنّ وتيرتنا كانت جيّدة في الحقيقة بالنظر إلى الضرر".

وتعقّد تقدّمه عبر توقّفٍ ثان منتقلًا إلى إطارات "سوبر سوفت" في اللفّة الـ 29 ليعود في المركز العاشر. تمكّن من تجاوز سائقَي ويليامز سيرغي سيروتكين ولانس سترول، إلى جانب كارلوس ساينز الإبن سائق رينو، وعندما أجرى ثنائي فورس إنديا توقّفه فقد وصل الألماني إلى المركز الخامس، قبل أن يُصبح رابعًا عند تطبيق عقوبة فيرشتابن، كانت عمليّة إنقاذ جيّدة.

لكنّ الضرر قد حصل بالفعل، حتّى لو كان محدودًا. عزّز هاميلتون أفضليّته في ترتيب البطولة إلى 30 نقطة وهي المرّة الأولى هذا الموسم التي يحصل فيها أيّ سائقٍ على أفضليّة تفوق 25 نقطة.

تمتّعت فيراري بالسيارة الأسرع في التصفيات من دون شكّ، وفي حين أنّ مرسيدس تبيّن بأنّها تمتّعت بالأفضليّة في السباق، فإنّ النتيجة تعود على الأرجح إلى ظروف السباق. إذ في نهاية المطاف لم نحصل مطلقًا على رؤية واضحة لمدى سرعة فيتيل لو لم تكن سيارته متضرّرة. أمّا بالنسبة لمرسيدس فإنّ جائزة بعض التحليلات الجديّة بعد هزيمتها في سبا قد ساعدتها على تعويض عطلة نهاية أسبوع سابق اعتبر وولف أنّها تضمّنت "عدّة نقاط ضعف". بدت مرسيدس أكثر قوّة بالمقارنة مع فيراري يوم الأحد بكلّ تأكيد.

قامت مرسيدس بعملٍ مذهل في مونزا، لكنّ براعة هاميلتون كانت العامل الأساسي الذي أحدث الفارق. كلّما احتاجه الفريق فقد كان يُقدّم النتائج، فارضًا تحديًا على فيراري لم يكن بوسعها الاستجابة له. في المقابل وبشكلٍ حاسم للبطولة فإنّ فيتيل أساء التقدير للمرّة الرابعة هذا الموسم وكلّفه ذلك غاليًا في كلّ مرّة.

ربّما حتّى الجماهير التي تواجدت أسفل منصّة التتويج في مونزا – والتي أصدر عددٌ منها صافرات الاستهجان تجاه البريطاني الذي تفوّق على معشوقتهم فيراري – قد قبلت تدريجيًا بأنّ هاميلتون تفوّق على الجميع بعد ظهر الأحد.

الفائز لويس هاميلتون، مرسيدس

الفائز لويس هاميلتون، مرسيدس

تصوير: صور ساتون

كن جزءًا من مجتمع موتورسبورت

انضمّ إلى المحادثة
المقال السابق تحليل السباق: كيف كشف فوز فيتيل "نقاط ضعف" مرسيدس المتعدّدة في بلجيكا
المقال التالي تحليل تقني: سبب اعتبار أرضيّة هاس غير قانونيّة

أبرز التعليقات

ليس هناك تعليقات على المقال. لمَ لا تبدأ بالتعليق؟

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط