اشترك

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط

تحليل السباق: كيف ترك لوكلير هاميلتون منبهرًا في البحرين

لا يُعدّ المركز الثالث عادلًا بالنظر إلى أداء شارل لوكلير خلال سباق جائزة البحرين الكبرى. جاء ذلك ضمن عطلة نهاية أسبوع أظهر خلالها مرارًا قدرته على إعادة ترتيب المنافسة في الفورمولا واحد إلى نقطة الصفر ليس فقط على المدى البعيد، وإنّما ضمن معركة لقب 2019 أيضاً.

شارل لوكلير، فيراري

زاك موجر/ صور لات

موتورسبورت.كوم "برايم"

أفضل المقالات التقنية والتحليلات المميّزة من عالم المحركات على موقع "موتورسبورت.كوم" باللّغة العربية.

ستتضمّن كتب الإحصائيّات تحقيق لويس هاميلتون لفوزٍ آخر بجائزة البحرين الكبرى 2019، وهو الـ 74 في مسيرته. وبالنظر إلى أنّه كان على متن ثاني أسرع سيارة وضغط على غريمه سيباستيان فيتيل ليرتكب الأخير خطأً كي يضمن أن يرث الصدارة في المراحل الأخيرة من السباق، فقد كان ذلك انتصارًا جيّدًا.

لكن ما لن تُسجّله كتب الإحصائيّات هو لحظة مولد نجمٍ جديد متمثّلٍ في لوكلير الذي كانت منصّة تتويجه الأولى في الفورمولا واحد تستحقّ أن تكون على العتبة العليا عبر حصد الانتصار إثر مهاراته العالية في مواجهة هاميلتون الذي يمرّ بأفضل فترات مسيرته. إذ أنّ رفع هاميلتون ليده داخل قمرة قيادته للاعتذار من لوكلير أثناء تجاوز سيارة فيراري المعطّبة يحمل في طيّاته الكثير.

يعود تبخّر فرصة فوز لوكلير بالسباق إلى تعطّل أُسطوانة من الأُسطوانات الستّ لمحرّك الاحتراق الداخلي على سيارته خلال اللفّة الـ 46. وأدّت المشاكل المتّصلة بذلك – مثل عدم قدرته على استخدام نظام "ام.جي.يو-اتش" – إلى خسارته لـ 40 كلم/س على الخطوط المستقيمة، ليضطرّ إلى محاولة إكمال السباق بسيارة متضرّرة. جاء عزاؤه الوحيد عبر دخول سيارة الأمان في مرحلة متأخّرة إثر تعطّل سيارتَي رينو دفعة واحدة وهو ما سمح للوكلير بالبقاء أمام ماكس فيرشتابن والتشبّث بالمركز الثالث خلف ثنائي مرسيدس.

لكنّ جودة أداء لوكلير، حتّى على متن ما اعتُبرت السيارة الأسرع في البحرين، لا يُمكن التقليل من شأنها. ففي ظلّ عودة فيراري إلى مستوى الأداء الذي أظهرته في التجارب الشتويّة، بالأساس نتيجة كسبها لقرابة نصف ثانية في مواجهة مرسيدس على الخطوط المستقيمة في التصفيات، فقد كان لوكلير قائد زحف فيراري في الأمام. كان أصيل موناكو الأسرع في حصّتين من أصل حصص التجارب الحرّة الثلاث، بينما كان الأسرع في جميع أقسام التصفيات، ويُمكن للمرء أن يتوقّع أنّ فتى في الـ 21 من العمر لا يتمتّع بقوّة ذهنيّة غير اعتياديّة أن يتقهقر إثر ما حدث خلال اللفّة الأولى. عوضًا عن ذلك فقد استغلّ كبواته في اللفّة الافتتاحيّة ليُظهر مدى قوّته.

عانى سائق فيراري من التفاف إطاراته حول نفسها عند الانطلاقة، ما كان يعني تراجعه إلى المركز الثاني خلف زميله قائد الفريق فيتيل، قبل أن يطيح به بوتاس إلى المركز الثالث عبر تجاوزه من الجهة الخارجيّة بالدخول إلى المنعطف الرابع. أمّا هاميلتون – الذي تجاوزه بوتاس في المنعطف الثاني – فقد حاول مهاجمة لوكلير عند المنعطف الثامن، لكنّ سائق فيراري بقي في الأمام بعد احتكاك طفيف بين إطاره الخلفي الأيسر مع الجناح الأمامي لسيارة هاميلتون. أكمل لوكلير اللفّة الافتتاحيّة ثالثًا، لكنّ ما تبع ذلك أثبت جودة قيادة نادرة.

سيباستيان فيتيل، فيراري وشارل لوكلير، فيراري

سيباستيان فيتيل، فيراري وشارل لوكلير، فيراري

تصوير: صور لات

عبر بوتاس المنعطف الأوّل بشكلٍ واسع في اللفّة الثانية وانغمس لوكلير من الجهة الداخليّة. لم يُكلّف ذلك بوتاس مركزًا وحيدًا فحسب، بل سمح لزميله هاميلتون بالتقدّم عليه عند المنعطف الرابع.

وقال بوتاس: "حظيت بانطلاقة رائعة، تمكّنت من التقدّم إلى المركز الثاني، لكنّني أعتقد أنّ الرياح باغتتني عند المنعطف الأوّل في اللفّة الثانية. كبحت في وقتٍ متأخّرٍ قليلًا مُحاولًا الإبقاء على مركزي، لكنّني خسرت مركزين، لذا عدت إلى المركز الرابع".

تقلّص فارق الثانيتين بين فيتيل ولوكلير سريعًا، حيث أشار الأخير عبر اللاسلكي إلى أنّه أسرع من زميله. بحلول اللفّة الخامسة كان لوكلير يضغط على فيتيل. وبالوصول إلى اللفّة السادسة تمتّع أصيل موناكو بأفضليّة 35 كلم/س نتيجة نظام "دي آر اس" ليُجبر فيتيل على الدفاع على الخطّ الداخلي، بينما سلك هو الخطّ الخارجي وكبح في وقتٍ متأخّر عند المنعطف الأوّل الحاد. حاول ضمان بقائه قريبًا من أجل حجز فيتيل بالتوجّه إلى المنعطف الثاني.

لكن بالعودة قليلًا إلى الوراء فقد كان الألماني مباشرة خلف لوكلير بالوقت الذي وصلا فيه إلى نقطة تقدير الفارق لمنطقة "دي آر اس" الثانية عند المنعطف الأوّل، ما كان يعني تمتّعه بالأفضليّة بالتوجّه إلى المنعطف الرابع. دافع لوكلير، بينما فكّر فيتيل في سلوك الخطّ الخارجي إلّا أنّ الصدارة كانت من نصيب ناشئ فيراري. "دائمًا ما يكون الوضع مخادعًا عندما تدخل في معركة مع زميلك كون المجازفات عالية للغاية، وكلّ فريق سيُحذّرك مُسبقًا من أنّه زميلك" قال لوكلير، وأضاف: "حظيت بفرصة من الجهة الخارجيّة وأقدمت عليها. كان التجاوز ناجحًا منذ المحاولة الأولى، لذلك أنا سعيدٌ".

شارل لوكلير، فيراري

شارل لوكلير، فيراري

تصوير: صور لات

تفوّق لوكلير على فيتيل بمُعدّل 0.363 ثانية في كلّ لفّة من اللفّات الستّ التالية، ما ساعده على بناء أفضليّة مريحة قبل التوجّه لتغيير إطاراته في نهاية اللفّة الـ 13 مُنتقلًا من إطارات "سوفت" إلى "ميديوم". وفي ظلّ توقّف كلٍ من فيرشتابن (اللفّة 11)، وبوتاس (12)، وهاميلتون (13)، فقد نجح لوكلير في تجاوز دانيال ريكاردو سائق رينو – الذي لم يتوقّف بعد حينها - بسهولة من أجل استعادة الصدارة عند اللفّة الـ 15. كان من المفترض أن يكون ذلك التغيير الأخير لمركزه كونه أجرى توقّف صيانته الثاني من دون أيّ ضغط في اللفّة الـ 36 وبدا بأنّه يتّجه للقيادة بأريحيّة في بقيّة اللفّات لتحقيق فوزه الأوّل في البطولة.

بحلول نهاية اللفّة الـ 42 من أصل 57، كان لوكلير يتمتّع بأفضليّة 10.441 ثانية أمام هاميلتون، وكان قد ضمن بالفعل أسرع لفّة في السباق حينها، ولم تكن له حاجة لاتّباع أيّ مقاربة عدائيّة. لكنّ غمامة سوداء سرعان ما بدأت بالتشكّل عندما قال لوكلير عبر اللاسلكي: "هناك خطبٌ ما في المحرّك". اقترب هاميلتون من لوكلير بـ 0.6 ثانية في اللفّة الـ 43، ومن ثمّ أربعة أعشارٍ من الثانية في اللفّة الـ 44، وتسعة أعشارٍ في اللفّة التالية. لكنّ حجم المشكلة اتّضح أكثر في اللفّة الـ 46 عندما تراجعت وتيرته بثلاث ثوانٍ في اللفّة الواحد بالمقارنة مع أزمنته السابقة وهو ما سمح لهاميلتون بالتواجد خلفه بـ 6.835 ثانية فجأة.

تراجعت أزمنته إلى فلك 1:40 دقيقة سريعًا بعد ذلك، بل ووصلت إلى 1:42.317 دقيقة وتمكّن هاميلتون من تجاوزه بسهولة بالغة مُعتذرًا منه بالتوجّه إلى المنعطف الأخير من اللفّة الـ 48.

طُلب من لوكلير تسجيل أزمنة عند مستوى دقيقة واحدة و38.7 ثانية كي يتمكّن من التشبّث بالمركز الثاني، لكنّ ذلك كان مستحيلًا في النهاية. استلم بوتاس – الذي كان يتأخّر بحوالي 40 ثانية عن الصدارة قبل متاعب لوكلير – مركز الوصافة من دون أيّ عناء يُذكر في اللفّة الـ 54 على الخطّ المستقيم، بينما كان فيرشتابن يتّجه هو الآخر لسلب سائق فيراري آخر مراكز منصّة التتويج. إلّا أنّ انسحاب رينو المزدوج المفاجئ، عندما كان نيكو هلكنبرغ يتواجد سادسًا وريكاردو عاشرًا، مثّل حبل النجاة الأخير بالنسبة للوكلير نتيجة دخول سيارة الأمان.

حقّق سائق فيراري منصّة تتويجه الأولى في النهاية، إلى جانب نقطة أسرع لفّة، بالرغم من أنّ كلّ ذلك لم يُمثّل مصدر سعادة كبيرًا بالنظر إلى خسارته لفوزٍ مُحقّق.

شارل لوكلير، فيراري وفالتيري بوتاس، مرسيدس

شارل لوكلير، فيراري وفالتيري بوتاس، مرسيدس

تصوير: صور لات

"هناك الكثير من الإيجابيّات من عطلة نهاية الأسبوع بأكملها. كنّا متأخّرين للغاية في الخلف في أستراليا" قال لوكلير، وأضاف: "وجدنا بعض الأجوبة – ليس كلّها – لكنّنا وجدنا البعض. وصلنا إلى هنا وحجزنا صفّ الانطلاق الأوّل وهو ما كان إيجابيًا بالنسبة للفريق، أظهرنا أنّ الطاقة قام بعملٍ مدهش. ذلك لا يعني بأنّنا سنبقى في هذا الموقع طوال الموسم، لكنّ ذلك يُظهر جودة العمل الذي قاموا به بين السباقَين".

وأكمل: "كما أعتقد أنّنا أظهرنا تمتّعنا بوتيرة سباق قويّة للغاية. ربّما كنّا الأقوى اليوم. لسوء الحظّ منعتنا المشاكل من تحقيق الفوز، لكن على الجانب الآخر فإنّ المشاكل تحدث في الموسم، ولو أكملت السباق ثالثًا في كلّ مرّة نواجه فيها مشاكل فسأكون سعيدًا".

ثمّ تابع: "لم يكن اليوم يومنا. ذلك محزنٌ كونه من الواضح أنّني كنت قريبًا من تحقيق حلمي منذ الطفولة، وهو تحقيق فوزي الأوّل في الفورمولا واحد، لكن آمل أن يحدث ذلك يومًا ما في المستقبل. سأعمل من أجل تحقيق ذلك وأنا متأكّدٌ من أنّ الفريق سيعمل على ذلك، لكن يجب أن يكون الفريق فخورًا بالعمل الذي قام به نهاية هذا الأسبوع، سنعود أكثر قوّة".

مثّل مصير لوكلير وجهًا واحدًا لعملة جائزة البحرين الكبرى. إذ من أجل فهم ذلك علينا العودة إلى لحظة استعادته للصدارة من فيتيل. بالنظر إلى أفضليّة وتيرة فيراري، فإنّ مشكلة لوكلير لم يكن من المفترض أم تمنح الثنائيّة لمرسيدس، بل كانت لتمنح زميله فيتيل الفوز. يعود عدم تواجده هناك لإنقاذ الموقف لصالح فيراري إلى قدرة هاميلتون الهجوميّة من جهة، وميلان فيتيل إلى ارتكاب الأخطاء تحت الضغط.

بالنظر إلى أنّ التوقّف أبكر بلفّة من السائق الذي أمامك لمحاولة تجاوزه يُعدّ استراتيجيّة ناجحة على حلبة البحرين ذات مستويات تآكل الإطارات العالية، فقد تمكّن هاميلتون من تجاوز فيتيل نحو المركز الثالث عبر إجراء توقّفه الأوّل أبكر منه بلفّة. لكن في حين انتقل سائق فيراري إلى إطارات "ميديوم" فإنّ هاميلتون حصل على مجموعة أخرى من تركيبة "سوفت" وكان الجميع يتوقّع أن يبتعد هاميلتون أكثر ويُعزّز فارق الثواني الثلاث الذي فصله عن فيتيل. لكنّ فيتيل كان أسرع، وبحلول اللفّة الـ 23 عاد الألماني لانتزاع المركز الثاني مُستخدمًا نظام "دي آر اس" بالتوجّه إلى المنعطف الرابع، قبل أن يُتمّ التجاوز من الجهة الخارجيّة.

سيباستيان فيتيل، فيراري

سيباستيان فيتيل، فيراري

تصوير: صور ساتون

أقدمت مرسيدس على إجراء توقّف هاميلتون الثاني قبل الآخرين، حيث توجّه إلى خطّ الحظائر في اللفّة الـ 34، ما دفع فيتيل للاستجابة في اللفّة التالية. تشبّث فيتيل بالمركز الثاني هذه المرّة، لكنّ هاميلتون الذي كان يستخدم إطارات "ميديوم" جديدة حينها بدأ بالضغط عليه. جاء الهجوم الأوّل في اللفّة الـ 36، لكنّه لم ينجح قبل أن يُكرّر المحاولة في اللفّة التالية بشكلٍ مماثل عند المنعطف الرابع، وحاول سلوك الخطّ الخارجي بجانب فيتيل ونجح في التقدّم هذه المرّة، بينما التفّت سيارة فيتيل حول نفسها عند الخروج من المنعطف. ليست هذه المرّة الأولى بالنسبة لفيتيل، وفي حين أنّ الرياح القويّة كان لها دورٌ في التفافة هذه المرّة بعد أن صعّبت مهمّة جميع السائقين عند المنعطف الرابع، إلّا أنّ فيتيل اعترف بأنّ ما وقع كان خطأه.

"عندما كنت أتقاتل مع لويس فإنّ هدفي كان البقاء أمامه" قال فيتيل، وأضاف: "تفاجأت عندما فقدت السيطرة على القسم الخلفي بشكلٍ مفاجئ وعندما كانت السيارة بصدد الالتفاف فقد كان الأوان قد فات حينها. كان ذلك خطئي، لذلك أحتاج لتقبّل ما حدث. من الواضح أنّ سباقنا كان ليكون أفضل قليلًا لولا تلك الالتفافة، بالرغم من ذلك فقد كان سباقًا صعبًا، لذلك أمامنا الكثير من العمل لإنجازه من جانبي، كوني لم أتمتّع بشعورٍ جيّدٍ داخل السيارة".

كان الأسوأ لا يزال قادمًا عند تلك المرحلة. قال فيتيل عبر اللاسلكي بشكلٍ فوري أنّ عليه إجراء توقّف صيانة للحصول على إطارات جديدة نتيجة تسطّح إطاراته عند الانزلاق – خاصة الخلفي الأيسر. لكن أثناء قيادته على الخطّ المستقيم الخلفي، تسبّبت الاهتزازات على السيارة في انكسار دعامتَي الجناح الأمامي مع ازدياد أحمال الارتكازيّة، حيث عبرت سيارة "اس.اف90" على جناحها المنكسر ما أدّى إلى انتشار الكثير من الشرر. تمكّن الألماني من العودة إلى مرآب فريقه، لكنّه خسر الكثير من الوقت.

عاد فيتيل إلى الحلبة في المركز التاسع، حيث كسب مركزًا عندما توقّف بيير غاسلي لتغيير إطاراته. ثمّ تمكّن من تجاوز ريكاردو، ولاندو نوريس سائق مكلارين – الذي قدّم سباقًا مُذهلًا ليعبر خطّ النهاية سادسًا – قبل أن يُتبعهما بهلكنبرغ ليصل إلى المركز الخامس. لكن حتّى لو لم تدخل سيارة الأمان في النهاية، لما كان قريبًا بما فيه الكفاية لتجاوز لوكلير البطيء.

في المقابل اكتفى هاميلتون بالقيادة بأريحيّة ليعبر خطّ النهاية أوّلًا. بالرغم من تقدّمه بـ 2.980 ثانية فقط عن بوتاس عند خطّ النهاية، إلّا أنّ الفارق بينهما كان 21.7 ثانية قبل لحظات من دخول سيارة الأمان. لكن يجب أن نأخذ بالحسبان أنّ بوتاس خسر بعض الأداء نتيجة التصاق كيس بلاستيكي في جناحه الأمامي كلّفه بعض الأداء في بداية السباق. قدّم لوكلير سباقًا مذهلًا، لكنّ الأمر ذاته ينطبق على هاميلتون عندما تغلّب على فيتيل. لولا هجومه إثر توقّف الصيانة الثاني لكان فيتيل قادرًا على أن يرث الصدارة بعد مشاكل زميله.

لويس هاميلتون، مرسيدس وشارل لوكلير، فيراري

لويس هاميلتون، مرسيدس وشارل لوكلير، فيراري

تصوير: صور لات

فرض هاميلتون مشكلة (على منافسيه) مرّة أخرى وتمكّن من إظهار خامته عبر التعبير عن احترامه لحقيقة أنّ هذا السباق كان من نصيب لوكلير. لكنّ هذا السباق لم يكن مثل باكو 2018 عندما تعيّن على هاميلتون الاعتذار مرارًا لتحقيقه فوزًا من المفترض أن يكون لصالح بوتاس، إذ تعيّن عليه استخراج أقصى أداء من سيارته والتواجد في الموقع المناسب – أمام واحدة من سيارتَي فيراري الأسرع – عندما واجه لوكلير المتاعب. كلّ ذلك جاء على حلبة عادة ما عانى عليها البريطاني بالرغم من أنّ هذا فوزه الثالث عليها.

"كنت سعيدًا حقًا بكيفيّة قيادتي في السباق" قال هاميلتون، وأضاف: "عانينا على صعيد توازن السيارة طوال الوقت وازداد الوضع سوءًا عندما تقدّمنا أكثر في السباق. لا يُمكنني التعبير عن قدر عملي على الانطلاقات، ولم تكن الانطلاقة جيّدة حقًا. سأواصل العمل على ذلك فحسب. تتأخّر ببساطة وتسقط وعليك النهوض مجدّدًا. سأواصل الضغط".

ثمّ تابع: "تواجدت ضمن المعركة لحسن الحظّ وتجاوزت فالتيري. كنت سعيدًا بذلك التجاوز، ومن ثمّ دخلت في تلك المعركة مع سيباستيان وكانت رائعة. عملنا بجدّ وحقّقنا خطوات جيّدة حقًا على صعيد الإعدادات طوال عطلة نهاية الأسبوع وكانت نحو الوجهة الصحيحة. مثلما قلت فإنّ هذه حلبة أعاني عليها، ربّما أكثر من أغلب الحلبات الأخرى، لذا فإنّ التواجد أمام الجميع يجعلني سعيدًا حقًا".

في المقابل اكتفى فيرشتابن بالمركز الرابع بعد سباقٍ وحيدٍ نسبيًا، لكن فقط بعد أن تعيّن عليه صدّ هجومٍ قوي من كارلوس ساينز الإبن سائق مكلارين. تقدّم الإسباني للحظات قليلة على سائق ريد بُل بشكلٍ طفيف عند الانطلاقة، لكنّه حاول إعادة تجاوزه في اللفّة الرابعة عند المنعطف الرابع. دافع فيرشتابن من الخطّ الداخلي، لكنّهما تلامسا وهو ما تسبّب في ثقبٍ في إطار الإسباني ضمن ما كان ليكون سباقًا واعدًا بالنسبة لساينز ومكلارين، حيث كان الفريق قادرًا للمرّة الأولى على منافسة ريد بُل بشكلٍ مستحق. كان مصير ساينز الخسارة على الأرجح بالنظر إلى مواجهته لمشكلة في علبة التروس لاحقًا، لكنّ نوريس تمكّن من خطف المركز السادس مُحقّقًا نقاطه الأولى في الفورمولا واحد.

وفي حين أنّ لوكلير خسر انتصارًا مُحقّقًا، إلّا أنّه أثبت بما لا يدع مجالًا للشك أنّه سائقٌ من خامة القمّة عبر تفوّقه على فيتيل.

ما حدث خلال جائزة البحرين الكبرى أخّر فقط ما لا يشكّك فيه أيّ أحد وهو تحقيق لوكلير لفوزٍ أوّل من بين الكثير من الانتصارات في المستقبل. في حين أنّه لم يحصل على كأس الفائز في النهاية، إلّا أنّ هذا السباق قد يدخل التاريخ على أنّه لحظة بزوغ نجم سائقٍ سيمثّل قوّة ضاربة في الفورمولا واحد طوال عقدٍ أو أكثر من الزمن.

سيباستيان فيتيل، فيراري وشارل لوكلير، فيراري

سيباستيان فيتيل، فيراري وشارل لوكلير، فيراري

تصوير: صور لات

Be part of Motorsport community

Join the conversation
المقال السابق فيتيل ينفي ارتباط التفاف سيارته في البحرين بالضغط المتزايد عليه
المقال التالي أسين تسعى لاستضافة جائزة هولندا الكبرى إثر انتهاء حصريّة مفاوضات زاندفورت

Top Comments

ليس هناك تعليقات على المقال. لمَ لا تبدأ بالتعليق؟

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط