اشترك

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط

تحليل السباق: القرارات التي حسمت معركة هاميلتون وفيرشتابن في البحرين

بعد أن كان الأسرع في جميع الحصص، كانت جميع المؤشّرات تفيد بأنّ ماكس فيرشتابن يتّجه لبدء موسم 2021 بانتصارٍ مع فريقه ريد بُل. لكنّ ذلك لم يحدث، وكان لويس هاميلتون من حقّق الفوز الأوّل الذي يُمكن إرجاعه إلى الاستراتيجيّة العدائيّة لمرسيدس.

لويس هاميلتون، مرسيدس وماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

لويس هاميلتون، مرسيدس وماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

موتورسبورت.كوم "برايم"

أفضل المقالات التقنية والتحليلات المميّزة من عالم المحركات على موقع "موتورسبورت.كوم" باللّغة العربية.

بالنظر إلى مستوى النجاحات المدهش الذي حقّقه لويس هاميلتون ومرسيدس في الأعوام السبعة الماضية في الفورمولا واحد، فقد كان من المفاجئ أن يأتي انتصارهما بجائزة البحرين الكبرى من موقع الحصان الأسود.

أكملت مرسيدس التجارب الشتويّة متأخّرة عن ريد بُل على صعيد الوتيرة وكان توازن سيارتها ضعيفًا بشكلٍ ملحوظ. وعندما عادت الفرق إلى البحرين للسباق الافتتاحيّ لموسم 2021 فقد علمت أنّ عليها كشف جميع أوراقها وأنّ الصورة الضبابيّة للترتيب ستتّضح أخيرًا. وأكّدت الأفضليّة التي ناهزت الأربعة أعشارٍ من الثانية التي تمتّع بها فيرشتابن على حساب هاميلتون في التصفيات أنّ ريد بُل هو الفريق الأقوى.

تجهّز كلاهما للانطلاقة عبر توجيه سيارته قليلًا نحو الآخر تحضيرًا لتحدٍ فوري حال انطفاء الأضواء بالتوجّه إلى المنعطف الأوّل. تأخّرت الانطلاقة بلفّة نتيجة توقّف سيارة ريد بُل الخاصة بسيرجيو بيريز خلال لفّة التحمية الأولى وذلك بعد أن أن "فقدت كامل الطاقة الكهربائيّة" وفق ما قاله بول موناغان كبير المهندسين في الفريق.

قاد فيرشتابن الجميع للفّة تحمية إضافيّة مرّة أخرى لتتقلّص مسافة السباق إلى 56 لفّة حينها، بينما نزع بيريز، الذي كان قريبًا من مغادرة سيارته، المقود وأرجعه وهو ما أعاد السيارة إلى الحياة وسمح له ببدء السباق من خطّ الحظائر.

جاءت الانطلاقة الرسميّة أخيرًا وحصل فيرشتابن وهاميلتون على ردّة فعل متشابهة، وسارع الهولندي لتغطية الخطّ الداخليّ بالتوجّه إلى المنعطف الأوّل. تراجع هاميلتون خلف فيرشتابن في المنعطفات الأولى، بينما انهار فالتيري بوتاس تحت ضغط شارل لوكلير سائق فيراري بتوجّههما إلى المنعطف الرابع ما سمح للأخير بانتزاع المركز الثالث.

ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ ولويس هاميلتون، مرسيدس وفالتيري بوتاس، مرسيدس

ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ ولويس هاميلتون، مرسيدس وفالتيري بوتاس، مرسيدس

تصوير: صور موتورسبورت

لكنّ السباق سرعان ما توقّف حينها نتيجة انزلاق نيكيتا مازيبين على إطاراته الباردة بالخروج من المنعطف الثاني واصطدامه بالحاجز الجانبيّ المقابل. دخلت سيارة الأمان وهو ما كان يعني أنّ على فيرشتابن الدفاع على الخطّ الداخليّ عند المنعطف الأوّل عند استئناف السباق في اللفّة الرابعة.

كانت مهمّة أصعب هذه المرّة بسبب الرياح المعاكسة على الخطّ المستقيم ما من شأنه أن يتركه عرضة للهجوم على المسافة الطويلة حتّى المنعطف الأوّل، بالرغم من أنّ وحدة طاقة هوندا بدت معادلة لمرسيدس هذا العام. نتيجة لذلك أخّر فيرشتابن إعادة الانطلاقة حتّى أخر لحظة ممكنة عند خطّ البداية والنهاية.

"كنّا نأمل بالتوجّه إلى السباق أن نكون قادرين على تسليط بعض الضغط على ماكس. قام لويس بذلك ببراعة وكان قادرًا على البقاء ضمن مجال التوقّف قبله لتجاوزه" أندرو شوفلين.

توقّف السباق لفترة قصيرة مجدّدًا – هذه المرّة من خلال نظام سيارة الأمان الافتراضيّة – بعد انزلاق ميك شوماخر لوحده من جهة، وكسر بيير غاسلي لجناحه الأمامي بالاصطدام بإطار دانيال ريكاردو الخلفيّ الأيسر، فضلًا عن احتكاك كارلوس ساينز الإبن بلانس سترول عند المنعطف العاشر. استؤنف السباق لاحقًا خلال اللفّة الخامسة.

وجدت مرسيدس نفسها أما القرار الأوّل الذي عليها اتّخاذه. كان ذلك القرار والقرارات الأخرى المنبثقة عنه (إلى جانب آخر قبل السباق) ما حسم نتيجة الجولة الافتتاحيّة لموسم 2021.

مرسيدس تميل إلى العدائيّة مع استراتيجيّة هاميلتون

كانت نتيجة بيريز التأهيليّة الضعيفة تعني اقتصار ريد بُل على سيارة وحيدة ضمن المعركة في الصدارة حتّى قبل المشكلة الكهربائيّة، لكنّ مرسيدس خسرت في البداية أفضليّة استراتيجيّة السيارتَين نتيجة تراجع بوتاس خلف لوكلير. شقّ الفنلندي طريقه إلى المركز الثالث في اللفّة السادسة، لكن بحلول ذلك الوقت فقد كان متأخّرًا بـ 4.6 ثانية عن فيرشتابن المتصدّر.

خرج الأخير من مجال نظام "دي آر اس" أمام هاميلتون بنهاية اللفّة الخامسة، وفي حين أنّه واصل الابتعاد في الأمام، إلّا أنّ الفارق بينهما وصل إلى أقصاه بـ 1.8 ثانية ببداية اللفّة الـ 12. دخل بطل العالم إلى خطّ الحظائر في نهاية اللفّة التالية. بالنظر إلى أنّه بدأ سباقه على إطارات "ميديوم" مثل فيرشتابن، فقد كان ذلك قرارًا جريئًا للغاية. كانت استراتيجيّة التوقّفين بالانطلاق على إطارات "ميديوم" تفترض أن يبقى السائقون على الحلبة حتّى اللفّة الـ 18، لكنّ مرسيدس شعرت بأنّ هناك فرصة مبكّرة.

"كنّا نأمل بالتوجّه إلى السباق أن نكون قادرين على تسليط بعض الضغط على ماكس" قال أندرو شوفلين مدير الهندسة على المسار في فريق مرسيدس، وأضاف: "قام لويس بذلك ببراعة وكان قادرًا على البقاء ضمن مجال التوقّف قبله لتجاوزه".

ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ ولويس هاميلتون، مرسيدس

ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ ولويس هاميلتون، مرسيدس

تصوير: صور موتورسبورت

كانت لفّة خروج هاميلتون السريعة تعني قدرته على تجاوز فيرشتابن مباشرة حتّى لو استدعته ريد بُل فورًا. لكنّ كريستيان هورنر مدير الفريق شرح لاحقًا أنّ الاستراتيجيّة كانت "ثابتة إلى حدٍ كبير" على توقّفين تقليديين. بالنظر إلى ما آلت إليه الأمور، عبر بقائه حتّى اللفّة الـ 17، فقد حافظت ريد بُل على أفضليّة عبر فارق عمر الإطارات، حتّى لو خسرت المركز على المسار ومنحت هاميلتون أفضليّة 6.6 ثانية عند انتهاء سلسلة التوقّفات الأولى بنهاية اللفّة الـ 19.

أثبتت وتيرة فيرشتابن على مدار اللفّات التسع التالية أفضليّة وتيرة ريد بُل، حيث اقترب من منافسه بمعدّل 0.505 ثانية في اللفّة. لكن كانت هناك عوامل أخرى في اللعبة مثلما شرح شوفلين، كون هاميلتون "ضغط بقوّة في بداية فترته الثانية"، لذا بدأت وتيرته بالتراجع مجدّدًا. عاد فيرشتابن للتواجد ضمن موقعٍ يُخوّله الهجوم على هاميلتون من خلال التوقّف قبله بلفّة.

ومن أجل الدفاع أمام ذلك الخطر، تعيّن على مرسيدس اتّباع مقاربة عدائيّة مرّة أخرى، بالرغم من أنّ لديها أفضليّة كبيرة هذه المرّة. استدعت مرسيدس سائقها في اللفّة الـ 28 مُعتقدة بأنّها قد تُجبر ريد بُل على استدعاء فيرشتابن أبكر من الطبيعي من أجل تفادي خسارته لمركزه لصالح بوتاس عبر توقّف الأخير قبله.

لكنّ سيارة مرسيدس الثانية كانت على بُعد 5.4 ثانية خلف فيرشتابن في بداية اللفّة الـ 29. حاولت مرسيدس دفع ريد بُل نحو التضحية بأفضليّة عمر الإطارات عبر عدم منح بوتاس استراتيجيّة مختلفة عن هاميلتون، حيث وصفها الأخير بـ "الدفاعيّة عوضًا عن الهجوميّة، وهو ما فاجأه ولا يعكس الوضع الطبيعي".

تبخّرت تلك الخطّة في جميع الأحوال. واجه الفنلندي توقّفًا بطيئًا نتيجة مشكلة في تثبيت إطاره ما تسبّب في بقائه متوقّفًا لـ 10.9 ثانية وتبخّرت معها فرص تجاوزه لفيرشتابن عبر التوقّف قبله.

فالتيري بوتاس، مرسيدس

فالتيري بوتاس، مرسيدس

تصوير: صور موتورسبورت

تساؤلات حول استخدام ريد بُل لإطاراتها قبل السباق

في حين أنّ مرسيدس كانت تحاول إغواء ريد بُل عبر خطّتها قبل السباق، فإنّ قرارًا آخر اتُّخذ في مرحلة أبكر من عطلة نهاية الأسبوع سار عكس تطلّعات فيرشتابن. وصل الهولندي إلى السباق بمجموعة واحدة من تركيبة "هارد" مقابل اثنتين لسائقَي مرسيدس. تركه ذلك في موقع ضعف، حيث شرحت بيريللي أنّ إطارات "ميديوم" التي بقي عليها خلال توقّفه الأوّل "كان أداؤها أضعف قليلًا بالمقارنة مع إطارات هارد (لم تكن تركيبة "سوفت" خيارًا منطقيًا مطلقًا بالنظر إلى طبيعة أسفلت حلبة البحرين الخشن).

لو كان فيرشتابن قادرًا على التواجد على إطارات "هارد" خلال فترته الثانية، فلربّما كان قادرًا على تقديم لفّات أسرع ولفترة أطول عندما توقّف هاميلتون مبكّرًا ضمن خطّة مرسيدس لدفع جميع سيارات الصدارة لإكمال السباق بفترة أخيرة متقاربة. وكان طول الفترة الأخيرة هو ما أدّى إلى النتيجة الختاميّة.

"لم تكن لدينا مرونة كبيرة على صعيد الاستراتيجيّة" قال فيرشتابن لاحقًا، وأضاف: "لذا ربّما كان علينا القيام بعملٍ أفضل على صعيد اختيار إطاراتنا في التجارب الحرّة".

خيارات هاميلتون القياديّة في الفترة الأخيرة حاسمة

"لم تكن هذه منافستي المتقلّبة الأولى" قال هاميلتون حيال أدائه في فترته الأخيرة التي تعيّن عليه فيها الحفاظ على إطاراته لـ 28 لفّة، وهو يعلم أنّ الضغط عليها بشكلٍ مفرط سيعني قدرة فيرشتابن على التفوّق عليه بسهولة في النهاية. ومثلما شرح شوفلين فلم يكن قادرًا في ذات الوقت على التساهل بالكامل مع الإطارات كونه لن يتمتّع بفارقٍ كافٍ حينها.

"كنت أقول في نفسي: من المستحيل أن نكون قادرين على إنجاح هذه الخطّة في ظلّ تراجع أداء هذه الإطارات، خاصة في اللفّات الـ 10 إلى الـ 15 الأخيرة" لويس هاميلتون.

كانت هذه المرحلة من السباق كلاسيكيّة بالنسبة لهاميلتون، شكّك في قرار مرسيدس باستدعائه مع بقاء نصف السباق وقال لمهندسه أنّ رغبته بتسجيل أزمنة في فلك 1:34 دقيقة ستعني مخاطرته بعدم التمتّع بأداء كافٍ من إطاراته في المعركة الحتميّة الأخيرة. لكنّ مرسيدس تركت طريقة إدارة الإطارات لهاميلتون.

وقال البريطاني: "بالنظر إلى أنّ السيارة التي لدينا على صعيد الاعتناء بالإطارات وتوقّفنا للمرّة الثانية بعد وقتٍ قصير من الأوّل، فقد كنت أقول في نفسي: من المستحيل أن نكون قادرين على إنجاح هذه الخطّة في ظلّ تراجع أداء هذه الإطارات، خاصة في اللفّات الـ 10 إلى الـ 15 الأخيرة".

ثمّ تابع: "كنت أحاول إيجاد التوازن المناسب: عدم إجهاد الإطارات كثيرًا لكن مع عدم تسجيل أزمنة مماثلة لفيرشتابن (الذي لم يتوقّف بعد حينها). حاولت التحلّي بالإيجابيّة ومحاولة تقديم قيادة مثاليّة قدر الإمكان".

ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

تصوير: صور موتورسبورت

التركيز على تطبيق قيود حدود المسار عند المنعطف الرابع

في حين أنّ هاميلتون كان يُقدّم درسًا جديدًا على صعيد إدارة الإطارات، إلّا أنّ شيئًا آخر كان يقوم به كان محلّ تدقيق من المراقبين والمتابعين.

تمحور الحديث نهاية الأسبوع المنقضي حول قيود المسار عند المنعطف الرابع. قرّرت "فيا" في البداية أنّ العبور خارج المنعطف لن تتمّ مراقبته على صعيد الأزمنة، لكنّها قرّرت بعد التجارب الحرّة الأولى أنّ أيّ سائقٍ يتجاوز خطّ حدّ المسار في بقيّة التجارب والتصفيات سيخسر زمنه فورًا.

وبشكلٍ حاسم فقد تمّ التوقّف عن مراقبة حدود المسار على صعيد تسجيل الأزمنة، كون العشب الاصطناعيّ والمنطقة الحصويّة يُحدّدان المسار في ذلك الموقع" وفق مذكّرة مايكل ماسي مدير السباق. في ذات الوقت فإنّ المادة 27.3 من القوانين الرياضيّة تنطبق في تلك الحالة، ما يعني أنّ أيّ سائقٍ لا يُمكنه كسب أفضليّة دائمة عبر الخروج عن المسار.

كان هاميلتون يتجاوز الحفف الجانبيّة بالخروج من المنعطف الرابع بشكلٍ متواترٍ في اللفّات التي تلت توقّفه الأخير، ويبدو أنّه يُسمح بذلك إلّا في حال عدم كسب أفضليّة وفق تعليمات ماسي. لذا تساءلت ريد بُل حيال الوضع.

"كان بوسعنا استغلالهم لذلك الجزء من المسار حالما قرّروا الضغط" قال هورنر، وأضاف: "استفسرنا إدارة السباق حيال ذلك، هل بوسعنا فعل ذلك؟ كونك عندما تكون في معركة حامية متقاربة، فإنّ هناك أفضليّة عُشرين من الثانية عبر استغلال ذلك الجزء من الحلبة، لذا فعلوا ذلك لفّة تلو الأخرى. ومن ثمّ طلب مدير السباق منهم احترام حدود المسار، لولا ذلك فسيتمّ التلويح بالعلم الأسود والأبيض".

قال توتو وولف مدير فريق مرسيدس أنّه رأى الوضع وفق هذا المنظور: "قيل في بداية السباق أنّ حدود المسار عند المنعطف الرابع لن تخضع لأيّة مراقبة. وسمعنا فجأة خلال السباق أنّنا إن واصلنا العبور بشكلٍ واسع – كون تلك اعتُبرت أفضليّة – فقد يتسبّب ذلك في عقوبة. تجادلنا حيال ذلك مع مدير السباق، لكن لم يكن من الممكن فعل شيء".

ويبدو أنّ توضيح ماسي الأخير "أنّ شيئًا لم يتغيّر على الإطلاق خلال السباق" هو البارز (حيث قال هاميلتون أنّهم "غيّروا رأيهم خلال السباق") – كون الخروج عن المسار عند المنعطف الرابع كان مسموحًا به طالما أنّه لا توجد أفضليّة.

وبناءً على مذكّرات ماسي، والقوانين الرياضيّة للبطولة وشرح هورنر، فيبدو أنّه عندما استفسرت ريد بُل حيال كسب هاميلتون لأفضليّة بخروجه عن المسار، فقد طلب ماسي من مرسيدس منعه عن ذلك. كلّ ذلك محيّرٌ ومربكٌ وحاسمٌ على صعيد نتيجة السباق.

لويس هاميلتون، مرسيدس

لويس هاميلتون، مرسيدس

تصوير: صور موتورسبورت

نقطة هجوم فيرشتابن تركته عرضة للخطر

كان هاميلتون منزعجًا بتعليمات اللفّة الـ 37 بشأن حدود المسار عند المنعطف الرابع، لكنّه قال لاحقًا أنّ ذلك القرار "ساعده على الاعتناء بإطاراته وأنّه ممتنٌ لذلك".

بحلول تلك المرحلة فإنّ فترة فيرشتابن الوُسطى شارفت على النهاية، ودخل الهولندي بالفعل إلى خطّ الحظائر بنهاية اللفّة الـ 39، ما كان يعني بقاء 17 لفّة أمامه حتى النهاية. قلّص الهولندي فارق الـ 7.6 ثانية بنهاية اللفّة الـ 40 بمعدّل 0.591 ثانية على مدار اللفّات الـ 12 التالية في ظلّ تواجدهما على إطارات "هارد".

كانت وتيرة فيرشتابن سريعة جدًا لدرجة أنّه كان أسرع بمعدّل ثانية في اللفّة في بداية فترته وتعود أغلب تلك الأفضليّة إلى المقطع الأوسط.

نزل الفارق بينهما إلى 0.8 ثانية وحصل أخيرًا على نظام "دي آر اس" للمرّة الأولى نهاية اللفّة الـ 51، وهي اللفّة التي أغلق فيها هاميلتون مكابحه عند المنعطف التاسع. تقلّص الفارق بينهما إلى نصف ثانية في اللفّة التالية وجاءت اللحظة الحاسمة حينها.

بالنظر إلى ما آلت إليه بقيّة اللفّات، فلربّما كان من الأفضل على فيرشتابن الإقدام على الهجوم في مكانٍ آخر، أو الانتظار حتّى عدم مواجهة أيّ زحام سيارات متأخّرة.

مع تواجد هاميلتون خلف أنطونيو جيوفينازي المتأخّر بلفّة بالتوجّه إلى المنعطف الرابع، أقدم فيرشتابن على محاولته بعد أن دافع البريطاني عند المنعطف الأوّل. ومع إبطاء جيوفينازي على الخطّ الداخليّ، فإنّ الخطّ الخارجي كان خيار فيرشتابن الوحيد، لكنّه تمتّع بالزخم للبقاء في الأمام. المشكلة أنّه انزلق خارجًا وتجاوز حدود المسار عند المنعطف الرابع.

لم يكن التجاوز ليكون سهلًا في جميع الأحوال بالنظر إلى أنّ ريد بُل كانت أفضل في المقطع الأوسط بينما كانت الرياح تثبّط أداء فيرشتابن في المنعطفات البطيئة الحاسمة التي تسمح له بالاقتراب من البريطاني للإقدام على محاولة، فضلًا عن ذلك فقد تعيّن عليه التعامل مع مشكلة في الترس التفاضيلي، حيث قال هورنر "أنّها أضرّت بمقطعه الأوّل بالمقارنة مع مرسيدس". لكن بالنظر إلى ما آلت إليه بقيّة اللفّات، فلربّما كان من الأفضل على فيرشتابن الإقدام على الهجوم في مكانٍ آخر، أو الانتظار حتّى عدم مواجهة أيّ زحام سيارات متأخّرة.

لويس هاميلتون، مرسيدس وماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

لويس هاميلتون، مرسيدس وماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

تصوير: صور موتورسبورت

كيف شكّلت روح فيرشتابن الرياضيّة اللفّات الأخيرة

سارع هاميلتون إلى التذمّر لفريقه حيال تجاوز فيرشتابن خارج حدود المسار، بينما طلبت ريد بُل من سائقها إرجاع المركز للبريطاني كون ماسي تشبّث بتعليماته قبل السباق بـ "التوجّه إلى اللاسلكي والإشارة بأنّ على الفريق إرجاع المركز فورًا". أفسح فيرشتابن المجال أمام هاميلتون للسماح له باستعادة الصدارة من دون تعليقات، لكنّه قال لاحقًا: "لماذا لم تسمحوا لي بالمواصلة؟ كان بوسعي بناء فارق خمس ثوانٍ بسهولة. أحبّذ الخسارة هكذا عوضًا عن الحصول على المركز الثاني بهذه الطريقة".

لم تكن عقوبة الثواني الخمس ثابتة في الحقيقة، وربّما كان المراقبون ليعتبروا أنّ فيرشتابن تجاهل تعليمات ماسي. أي ببساطة ربّما كان ليحصل على عقوبة أكبر من أيّ أفضليّة يكون كسبها في الهواء النقيّ في الأمام.

لكنّ إرجاعه للمركز في ذات الموقع كلّفه فرصة لتحقيق الفوز. استهلك الهولندي إطاراته بحلول تلك المرحلة، كما أنّ انزلاق سيارته عند المنعطف الـ 13 في تلك اللفّة تسبّب في خسارته للزخم. لم يكن فيرشتابن قادرًا على الاقتراب بما فيه الكفاية من هاميلتون منذ ذلك الحين، لم يحصل على فرصة مطلقًا.

"وصلت إلى المنعطف الـ 13 في اللفّة الـ 53 وعانيت من انزلاقٍ كبير. لم تبقَ لديّ إطارات للهجوم منذ ذلك الحين" قال فيرشتابن، وأضاف: "بالطبع كانت إطارات أجدد بـ 11 لفّة، لكنّ تلك الأفضليّة تتبخّر سريعًا مع هذه السيارات حالما تصل إلى مجال ثانية ونصف خلف السيارة الأخرى".

وأكمل: "من المهمّ الحفاظ على الموقع على المسار مع هذه السيارات في الأعوام الأخيرة، لكنّنا فرطنا في ذلك اليوم".

أشار هاميلتون إلى ثلاث لحظات كادت أن تكلّفه الفوز في اللفّة الأخيرة: "انزلاق بالخروج من المنعطف العاشر، وعصبيّة عند الخروج من الـ 11، وانزلاقٌ في الـ 13"، لكنّه تشبّث. عبر خطّ النهاية بفارق 0.7 ثانية، بينما حلّ بوتاس ثالثًا بفارق 37.3 ثانية نتيجة إجرائه لوقفة صيانة إضافيّة للحصول على إطارات جديدة وتسجيل أسرع لفّة.

"لا أزال قادرًا على فعل هذا" قال هاميلتون لفريقه أثناء عودته إلى خطّ الحظائر. وذلك واحدٌ من استنتاجَين من عطلة نهاية الأسبوع. لا يزال بطل العالم قادرًا على إحداث فارق بسيارة أبطأ، لكنّ إمكانيّات ريد بُل تبدو واضحة.

لويس هاميلتون يحتفل مع فريقه مرسيدس بفوزه بسباق البحرين 2021

لويس هاميلتون يحتفل مع فريقه مرسيدس بفوزه بسباق البحرين 2021

تصوير: صور موتورسبورت

Be part of Motorsport community

Join the conversation
المقال السابق "فيا" تخطط للمزيد من الفحوص التقنية التفصيلية لسيارات الفورمولا واحد بعد السباقات
المقال التالي بيريللي: الفرق استعادت نصف الارتكازية المفقودة جرّاء تغييرات القوانين

Top Comments

ليس هناك تعليقات على المقال. لمَ لا تبدأ بالتعليق؟

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط