اشترك

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط

تحليل السباق: كيف فاز فيتيل على أسوأ حلبات فيراري

لعبت عدّة عوامل دورًا في فوز سيباستيان فيتيل بجائزة بريطانيا الكبرى من بينها حادثة اللفّة الأولى، وسيارتا الأمان والاستراتيجيّات المتنوّعة والتجاوز الأخير المثير. لكنّ العامل الأكثر أهميّة تمثّل في سرعة حزمة فيراري المحدّثة التي كانت كافية للفوز على حلبة لطالما رجّحت كفّة مرسيدس.

سيباستيان فيتيل، فيراري أمام فالتيري بوتاس، مرسيدس

الصورة من قبل: زاك موجر/ صور لات

موتورسبورت.كوم "برايم"

أفضل المقالات التقنية والتحليلات المميّزة من عالم المحركات على موقع "موتورسبورت.كوم" باللّغة العربية.

تُعدّ حلبة سيلفرستون بمثابة الحديقة الخلفيّة للسهام الفضيّة، أو على الأقل كانت كذلك إلى حين سباق جائزة بريطانيا الكبرى أمسٍ الأحد. إذ جاء فوز فيتيل على حلبة كانت الأسوأ لفيراري موسمَي 2016 و2017، حيث تغيّرت وتيرة الفريق عبر الأرضيّة المحدّثة التي دفعت البطل المحلّي لويس هاميلتون للتهكّم بعد التجارب التأهيليّة قائلًا بأنّها "أضافت ثلاثة أعشارٍ من الثانية على الأقل في سرعة السيارة".

كما لعبت درجات الحرارة الأعلى من المعتاد دورًا أيضاً، حيث لم يكن من المفاجئ أنّ هاميلتون ومرسيدس كانا عند أفضل مستوياتهما خلال الحصّة الباردة صباح الجمعة، لكن ما لم يكن مشكوكًا فيه أنّ فريق مرسيدس – الذي لم يكن مغفّلًا بتلك الدرجة لإبداء ذلك بشكل علني – إلّا أنّه وصل إلى حلبة سيلفرستون وهو يتوقّع تحقيق الفوز، لكنّه تجرّع طعم الهزيمة بدل ذلك على يد فيراري.

قام هاميلتون بأفضل ما في وسعه من أجل ضمان بقاء مرسيدس في الأمام عبر لفّة خياليّة في التجارب التأهيليّة ليحرم فيتيل من قطب الانطلاق الأوّل. لكنّ التفاف إطاراته حول نفسها عند الانطلاقة سمح لفيتيل بانتزاع الصدارة قبل مسافة كبيرة من المنعطف الأوّل. كما سمح ذلك لفالتيري بوتاس الذي حظي بانطلاقة قويّة بانتزاع المركز الثاني بعد انطلاقه رابعًا، في الوقت الذي عبر فيه هاميلتون المنعطف الأوّل بشكلٍ أوسع ممّا كان يُحبّذ.

ولعبت تلك الأحداث جزءًا في توجّه رايكونن إلى الخطّ الداخلي من المنعطف الثالث الأيمن، لكنّه أغلق مكابحه وانزلق ليصطدم بالإطار الخلفي الأيمن لسيارة هاميلتون ويدفعه للالتفاف. وفي حين أنّ رايكونن واصل سباقه في المركز الرابع خلف ماكس فيرشتابن سائق ريد بُل، إلّا أنّ هاميلتون تراجع إلى المركز الـ 18 أمام سيرجيو بيريز سائق فورس إنديا الذي التفّت سيارته عند المنعطف الأوّل قبل أن يتفادى بالكاد الاصطدام بسيارتَي ويليامز القادمتَين من خطّ الحظائر.

كان اللوم يقع على رايكونن في تلك الحادثة، وهو ما أدّى إلى حصوله على عقوبة 10 ثوانٍ تعيّن عليه تطبيقها خلال توقّفه التالي.

وقال الفنلندي: "أغلقت مكابحي، وانتهى بي المطاف بالاصطدام بالإطار الخلفي للويس. التفّت سيارته وأنا متأسّفٌ لذلك، لكن هكذا تجري الأمور في بعض الأحيان. كان ذلك خطئي، لذلك لا مشكلة في العقوبة. أستحقّها وطبّقت عقوبة 10 ثوانٍ وواصلت المنافسة".

قدّم هاميلتون وفريقه بعض التعليقات مباشرة بعد السباق ليؤكّدا على عدم سعادتهم بإفلات أحد سائقَي فيراري بما اعتبراه عقوبة خفيفة. جاء ذلك بعد أسبوعين من حصول فيتيل على عقوبة 5 ثوانٍ لاصطدامه ببوتاس خلال جائزة بريطانيا الكبرى.

كان حجم العقوبتين مختلفًا وغير مستقرٍ، حيث أشار تشارلي وايتينغ مدير سباقات الفورمولا واحد إلى أنّ المراقبين اعتقدوا أنّ خطأ رايكونن كان جديًا أكثر، ومن السهل المجادلة بأنّ العقوبة لم تعوّض الضرر الذي عانى منه الضحيّة. لكن بشكلٍ مماثلٍ لما حدث مع فيتيل في بول ريكار، فقد كان هذا خطأً غير متعمّد من قبل رايكونن، بالرغم من أنّه كان مكلفًا بالنسبة لهاميلتون. لا يُمكن لومه بخصوص عدم رضاه بما حدث.

كيمي رايكونن، فيراري

كيمي رايكونن، فيراري

تصوير: صور ساتون

"مررنا بسباقين تتسبّبت فيهما إحدى سيارتَي فيراري بإخراج إحدى سيارتَي مرسيدس، ولا يبدو بأنّ عقوبتَي 5 ثوانٍ و10 لا تبدوان مؤثّرتين... إذ أنّ ذلك أضرّ بالسباق في النهاية" قال هاميلتون الذي تفادى قول شيء ما قد يندم عليه، لكنّه أوضح مشاعره، وأضاف: "علينا المحاولة بجد من أجل وضع نفسينا في موقعٍ أفضل لنتفادى أن نكون مكشوفَين أمام السيارات الحمراء".

شعر هاميلتون بأنّه تعرّض لبعض الضرر، لكنّ الفريق لم يجد أيّ شيء في البيانات ولم يُغيّر ذلك من وتيرته. تقدّم البريطاني سريعًا ليصل إلى المركز السادس في غضون 10 لفّات فقط. جاءت جميع المراكز الـ 12 التي كسبها نتيجة تجاوزات على المسار، وفي حين أنّه أنجز المهمّة بطريقة مثيرة، إلّا أنّ تجاوزاته كانت سهلة بشكلٍ مفرط. أفضليّة حزمة مرسيدس، وحقيقة أنّ ضحاياه إن صحّ التعبير سيضرّون بسباقاتهم عبر الدفاع بشكلٍ مفرط، وهو ما جعل تقدّم الفهد الأسمر سلسًا أكثر.

وبشكلٍ أكثر أهميّة فإنّ الفارق مع فيتيل المتصدّر بلغ 27.5 ثانية بحلول الوقت الذي وصل فيه البريطاني إلى المركز السادس، بينما كان متأخّرًا بـ 13 ثانية عن دانيال ريكاردو صاحب المركز الخامس.

وفي الوقت الذي تركّزت فيه جميع الأنظار صوب تقدّم هاميلتون، فقد عمل فيتيل على تعزيز صدارته. تمتّع الألماني بأفضليّة 1.932 ثانية أمام بوتاس بنهاية اللفّة الأولى، وهو فارقٌ طلب طاقم فيراري توسيعه إلى 4 ثوانٍ. وعلى مدار اللفّات التسع التالية لم تكن هناك علامات على ضعف تأدية سائق فيراري بسبب آلام رقبته التي حدّت من برنامجه في التجارب الثالثة صباح السبت وأثارت مخاوفه من إمكانيّة عدم قدرته على المشاركة في التصفيات والسباق، بل إنّ فيتيل قدّم أداءً أفضل بـ 50 بالمئة ممّا طُلب منه. إذ تمتّع بوتيرة أسرع بكثير من بوتاس بمعدّل 0.462 ثانية في اللفّة الواحدة ليرفع الفارق إلى 6.1 ثانية، كان كلّ شيء جيّد حتّى تلك المرحلة.

لكنّ الصورة بدأت تتغيّر بعد ذلك نتيجة تراجع أزمنة فيتيل لتُصبح عند فلك 1:34 دقيقة في اللفّة الـ 15. تقلّص الفارق إلى 4.4 ثانية بحلول الوقت الذي توجّه فيه فيتيل إلى خطّ الحظائر عند نهاية اللفّة الـ 20 ليحصل على إطارات "ميديوم". كان سبب تلك الخسارة واضحًا، حيث أشار فيتيل عبر اللاسلكي إلى أنّ "حالة إطاره الأمامي الأيسر سيّئة للغاية".

استجابت مرسيدس عبر استدعاء بوتاس بعد ذلك بلفّة ليحصل على ذات تركيبة الإطارات مثل منافسه الألماني. وبالرغم من توقّفه الأسرع، إلّا أنّه عاد إلى الحلبة خلفه بـ 5.2 ثانية نتيجة تمكّن فيتيل من إجراء توقّفه والعودة أمام هاميلتون ليكسب الوقت عبر التوقّف قبل منافسه الفنلندي، تمحور السباق حينها حول إدارة الإطارات، حيث طلبت فيراري من سائقها إدارة أفضل لإطاراته خلال الفترة الثانية.

استغلّ بوتاس في المقابل الإطارات الجديدة ليُقلّص الفارق إلى 4.5 ثانية عند نهاية اللفّة الـ 22. بدأ ذلك بوضع أسس معركة كرٍ وفرّ بين فيراري ومرسيدس، حيث كان يُعاني الأوّل من التآكل الحراري والاهتراء على إطاره الأمامي الأيسر، بينما لم يكن بوتاس في وضعٍ أفضل.

سيارة الأمان

سيارة الأمان

تصوير: صور ساتون

واصل بوتاس الاقتراب من فيتيل بين اللفتين الـ 23 والـ 32، ليُقلّص الفارق إلى 2.069 ثانية. بدا فيتيل في وضعٍ أسوأ فأسوأ، إلى أن تعرّض ماركوس إريكسون سائق ساوبر لحادثٍ عند منعطف "آبي". جاء ذلك نتيجة انعطاف السويدي ونظام "دي آر اس" مفتوح عند المنعطف الأوّل السريع ما أدّى إلى التفاف سيارته عندما كان المتصدّرون بصدد إكمال لفّتهم الـ 33. لكنّ ذلك الحادث أدّى إلى قلب السباق رأسًا على عقب.

كان دخول سيارة الأمان حتميًا، أو اعتماد نظام سيارة الأمان الافتراضيّة على الأقل، من أجل إبعاد سيارة ساوبر. لم يؤثّر ذلك على المعركة بين الثنائي فحسب، بل أعاد الستّة الأوائل ليتواجدوا على مقربة من بعضهم البعض، حيث كان فيرشتابن لا يزال متشبّثًا بالمركز الثالث أمام رايكونن، بينما كان هاميلتون في المركز الخامس.

جاء ذلك نتيجة سوء حظّ ريكاردو الذي أجرى توقّفًا ثانيًا بنهاية اللفّة الـ 30 بعد 12 لفّة فقط على إطارات "ميديوم" في محاولة لتغطية توقّف رايكونن قبله وتجاوزه عندما يجري توقّفه الثاني. كان ريكاردو محبطًا حيال عدم استشارته بخصوص هذا القرار، وذلك لأنّه كان بصدد الاقتراب من فيرشتابن والدخول ضمن مجال "دي آر اس" خلفه (وهو ما أثّر ربّما في القرار الاستراتيجي بإجراء توقّفه من أجل عدم خسارته للمزيد من الوقت) وتوقيت دخول سيارة الأمان ما أعاده إلى المركز السادس في الخلف.

دقّت ساعة القرار حينها. أعلمت مرسيدس بوتاس (الذي كان يحتلّ المركز الثاني خلف فيتيل) وهاميلتون (الخامس خلف رايكونن) بالقيام بعكس ما ستقوم به السيارتان أمامهما، وهو ما نتج عنه بقاؤهما على الحلبة. بالنسبة لبوتاس فقد مثّل ذلك المجازفة بمركزٍ ثانٍ مؤكّد من أجل كسب المركز على المسار والحصول على فرصة للفوز، أمّا في حالة هاميلتون فقد كان ذلك الخيار المنطقي كونه دفعه إلى المركز الثالث بدل استئناف السباق في المركز الخامس على إطارات جديدة بينما يكون زميله الوحيد على إطارات قديمة.

تمّ تحذير بوتاس حيال الضغط الشديد الذي سيسلّطه عليه فيتيل بعد استئناف السباق، لكنّه أُخبر بأنّ ضغط فيراري سيتراجع بعد ذلك نتيجة تآكل الإطارات. قدّم بوتاس إعادة انطلاقة قويّة في نهاية اللفّة الـ 37 ليكون توقيته مثاليًا ويتمكّن من الابتعاد عن فيتيل بثلاثة أرباع الثانية.

كان ذلك جوهريًا بالنظر إلى إطارات "ميديوم" التي يستخدمها بالمقارنة مع إطارات "سوفت" الجديدة التي كانت بحوزة فيتيل والتي تتطلّب وقتًا إضافيًا لتحميتها.

وجد بوتاس نفسه أمام 15 لفّة على النهاية وهو يستخدم إطارات "ميديوم" عمرها 16 لفّة. لكنّ ثلاثًا من أصل تلك اللفّات الـ 15 تمّ استبعادها نتيجة الحادثة التي جمعت كارلوس ساينز الإبن برومان غروجان ضمن معركتهما على المركز الـ 11. كانت محاولة جريئة من الجهة الخارجيّة من قبل سائق رينو، بينما حاول غروجان التشبّث بالخطّ الداخليّ قبل أن ينزلق القسم الخلفي قليلًا عندما أغلق ساينز المساحة أمامه ما تسبّب في احتكاكهما ووقوع الحادث ليتوجّه كلاهما إلى جدار الإطارات المقابل وهو ما أدّى إلى عودة سيارة الأمان مجدّدًا.

قدّم بوتاس إعادة انطلاقة قويّة مجدّدًا مع بقاء 11 لفّة، تواجد فيتيل مباشرة خلفه في اللفّة الـ 42 وحاول العبور من الجهة الخارجيّة عند منعطف "بروكلاندز"، لكنّ بوتاس تشبّث حينها، لكن كان من الواضح بأنّ المتاعب تنتظره.

فالتيري بوتاس، مرسيدس وسيباستيان فيتيل، فيراري

فالتيري بوتاس، مرسيدس وسيباستيان فيتيل، فيراري

تصوير: صور لات

لم يهاجم فيتيل لبضع لفّات، لكن عبر مساعدة نظام "دي آر اس" فقد كان قادرًا على تقليص الفارق مع سائق مرسيدس على خطّ "ويلينغتون" المستقيم بعد ذلك بخمس لفّات. خدم فيتيل منافسه ليعتقد بأنّه لن يُقدم على محاولة، قبل أن يباغته في اللحظة الأخيرة من الجهة الداخليّة وينتزع الصدارة مع بقاء خمس لفّات ونصف على النهاية.

"كانت معركة محتدمة" قال فيتيل، وأضاف: "تمتّعت بأفضليّة الإطارات، لكنّه تمتّع بالهواء النقيّ أمامه، كنت قادرًا على اللحاق به في المقاطع عالية السرعة، لكن كان الوضع أصعب كلّما اقتربت، وحصلت على فرصتي بالفعل خلال اللفّات الأولى بعد استئناف السباق عند الخروج من المنعطف الرابع عبورًا بخطّ ويلينغتون المستقيم إلى حين الوصول إلى المنعطف السادس".

وأكمل: "كنت قادرًا على مفاجأته في المحاولة الأخيرة. أعتقد أنّه اعتقد بأنّني لن أتجرّأ على الهجوم من الجهة الداخلية وكانت منطقة الكبح تقترب كثيرًا. لكنّني قلت في نفسي: «حسنًا، عليّ المحاولة» كوني كنت أعاني أيضاً. كلّما طالت الفترة التي أبقى فيها خلفه، كلّما ازدادت معاناتي مع إطاراتي نتيجة ارتفاع حرارتها وكنت أخسر الأفضليّة. حالما تقدّمت عليه فقد كان بوسعي استغلال الأفضليّة لتوسيع الفارق والتحكّم بالسباق منذ ذلك الحين".

كان من الواضح بأنّ بوتاس يُعاني أكثر من زميله هاميلتون بالرغم من أنّ إطارات الأخير أجدد من الأوّل بأربع لفّات فقط، حيث تجاوزه على الجهة الخارجيّة في اللفّة التالية. لم يقدّم الفريق أيّة أوامر ولم يكن ذلك ضروريًا، فقد كان الفنلندي يُعاني.

وجاء الدور بعد ذلك على رايكونن في اللفّة التالية ليُقدّم خطوة مماثلة انتزع بها المركز الثالث. وفي ظلّ انسحاب فيرشتابن بعد ذلك بوقتٍ قصير بعد استئناف السباق نتيجة مشكلة في نظام الكبح عبر السلك أدّى إلى التفاف سيارته عند منعطف "فالي" قبل أن تعلق غياراته، فقد كان ريكاردو السائق التالي خلف بوتاس. لكن لحسن حظّ سائق مرسيدس فقد تمكّن من البقاء أمامه والحصول على 12 نقطة.

بالعودة إلى الأمام فمثلما كان متوقّعًا فلم يتمكّن هاميلتون من منافسة فيتيل. عبر سائق فيراري خطّ النهاية بفارق 2.264 ثانية بينما كان رايكونن خلف البريطاني بـ 1.4 ثانية في المركز الرابع. كان السؤال حينها: هل أخطأت مرسيدس بعدم تغيير إطارات بوتاس مجدّدًا؟

لويس هاميلتون، مرسيدس وسيباستيان فيتيل، فيراري وكيمي رايكونن، فيراري وفالتيري بوتاس، مرسيدس

لويس هاميلتون، مرسيدس وسيباستيان فيتيل، فيراري وكيمي رايكونن، فيراري وفالتيري بوتاس، مرسيدس

تصوير: صور لات

"كان الوضع جيّدًا في البداية بعد سيارة الأمان الثانية، لكن بدأنا نصبح متقاربين بعد ذلك وتعيّن عليّ الضغط في كلّ لفّة مثل التجارب التأهيليّة" قال بوتاس، وأضاف: "كان الأمر أشبه بالقيادة على الجليد، بدأنا نفقد الكثير من التماسك، خاصة في القسم الخلفي، كان التماسك يُصبح أضعف لهذا السبب كان قادرًا على الخروج من المنعطفات البطيئة بشكلٍ أسرع. كنت أحاول القيام بكلّ شيء من أجل الدفاع، لكن تجاوزه لي كان مسألة وقت".

تشير حقائق السباق إلى أنّه لو توقّف بوتاس مجدّدًا لضمن المركز الثاني، لكنّه لم يكن ليتمكّن على الأغلب من منافسة فيتيل. لكن عبر منحه أفضليّة المركز على المسار فقد غامرت مرسيدس، مثلما كان الفريق ليُغامر لو لم يتوقّف فيتيل عبر إجراء توقّفٍ لبوتاس.

وفي حين أنّ تلك المغامرة لم تؤت ثمارها، إذ بعد استئناف السباق للمرّة الثانية فقد كان الفنلندي بعيدًا ستّ لفّات عن تحقيق الإنجاز المرجوّ، فمن الممكن أن يجادل المرء بأنّ تلك المحاولة كانت مبرّرة. إذ لو آتت ثمارها لتمكّنت مرسيدس من الفوز بالسباق في وقتٍ لم تكن لتحقّق فيه ذلك.

لم يكن الوضع مشابهًا لجائزة النمسا الكبرى قبل أسبوع مضى، حيث قرّر الفريق عدم إجراء توقّفٍ لهاميلتون أثناء احتلاله الصدارة وهو ما كلّفه المركز على المسار. كانت تلك مجازفة كبيرة وعادت بالضرر على الفريق، لكن لم يكن محتومًا عليها بالفشل بالضرورة.

أمّا بالنسبة لهاميلتون فقد سمحت له المغامرة ذاتها بالتقدّم إلى المركز الثاني. لكن كان أمامه قدرٌ أقلّ لخسارته، بينما يُعدّ شعور بوتاس بخيبة الأمل حيال خسارة المركز الثاني مبرّرًا.

"كان ذلك القرار الصائب بالتأكيد" قال توتو وولف مدير فريق مرسيدس، وأضاف: "كانت هناك 15 لفّة على النهاية وكنّا على إطارات «ميديوم» جديدة نسبيًا وكان بوسعها الصمود حتّى النهاية وكان الحصول على أفضليّة المركز على المسار مهمًا بالنسبة إلينا وكان ذلك الدافع وراء قرارنا. جميع الاستراتيجيّات كانت صحيحة، القيام بعكس ما تقوم به فيراري وحقّقنا المركزين الثاني والرابع. بالنظر إلى انطلاقة السباق فعلينا تقبّل النتيجة واعتبارها جيّدة كحدٍ من الضرر".

وأكمل: "نريد أن نكون عدائيّين، يتمحور الأمر حول التسابق العادل والنزيه على الحلبة وامتلاك أفضل سيارة متاحة ومحاولة تحسين الجوانب التي يُمكننا تحسينها".

لكنّ الهاجس الأكبر بالنسبة لمرسيدس الآن هو أنّه بعد ابتعادها عبر تحديث محرّكها، ومن ثمّ عبر حزمتها الانسيابيّة على مدار سباقَي فرنسا والنمسا، فإنّ السيارة الحمراء قدّمت قفزة كبيرة في الأداء غطّت بها خطوات منافستها.

أشار وولف إلى أنّ الوضع كان ليختلف لو كانت الظروف باردة أكثر وكان السباق ليسير لطرفٍ أو لآخر في جميع الأحوال، خاصة لو لم يقع هاميلتون ضحيّة حادثة المنعطف الثالث في اللفّة الافتتاحيّة. ولو لم تتسبّ سيارة الأمان في إيقاف السباق لربّما حظي بوتاس فرصة لاستغلال معاناة فيراري مع الإطارات من أجل تحقيق فوزه الأوّل هذا الموسم.

لكن في حال كانت فيراري بهذه التنافسيّة على أضعف حلباتها، فإنّ فيتيل لم يخطف الفوز بجائزة بريطانيا الكبرى فقط، وإنّما ظفر بلقب المرشّح لنيل البطولة.

سيباستيان فيتيل، فيراري

سيباستيان فيتيل، فيراري

تصوير: صور لات

كن جزءًا من مجتمع موتورسبورت

انضمّ إلى المحادثة
المقال السابق «فيا»: مرايا مرسيدس تمتثل لقوانين الفورمولا واحد "حرفيًا"
المقال التالي تحليل تقني: التغييرات التي أعادت فيراري إلى المقدّمة في بريطانيا

أبرز التعليقات

ليس هناك تعليقات على المقال. لمَ لا تبدأ بالتعليق؟

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط