تحليل: هل يغامر ألونسو بمغادرة الفورمولا واحد سعيًا وراء التاج الثلاثي؟

على غرار ألونسو، كان أوّل انتصار لهيل في مسيرة التاج الثلاثي إحرازه لجائزة موناكو الكبرى في العام 1963، ولكن السائقَين يختلفان بعدها - إذ وفي حين استطاع البريطاني إضافة سباق إنديانابوليس 500 إلى رصيده في العام 1966 قبل أن يُكمل التاج الثلاثي في 1972 بتحقيقه للقب سباق لومان 24 ساعة – يتبقى أمام الإسباني الفوز بسباق إندي 500 الشهير.

ويبدو بأنّ إصرار ألونسو لتحقيق ذلك كبير إذ يتوق لتحقيق ما فشل فيه الكثيرون قبله، لا سيما وأنّ إكمال هيل للتاج الثلاثي أتى قبل 46 عامًا.

إذًا، ما الذي سيقوم ألونسو بفعله الآن؟ هل سيتحوّل تركيزه إلى تحقيق هذا الإنجاز حتى إن كان يعني ذلك انسحابه من بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد؟

الإسباني، الذي سيبلغ عامه الـ 37 الشهر المقبل، أحرز انتصاره الأوّل على الساحة العالمية منذ عام 2013 بفوزه بسباق سبا-فرانكورشان 6 ساعات للتحمّل هذا الموسم. وقد أضاف إلى رصيده فوزه الثاني في الـ "دبليو إي سي" في لومان يوم الأحد على متن سيارة تويوتا حاملة الرقم 8 بالتناوب مع سيباستيان بويمي وكازوكي ناكاجيما.

وقد احتفل ألونسو بالجائزة الكبرى رقم 300 في سباقات الفورمولا واحد في سباق جائزة كندا الكبرى، ولكنه اقترب من سباقه المئة من دون تحقيقه لأيّ فوز. وفي الواقع، لا يبدو بأنّ الفوز قريب إذ يتأخّر فريقه مكلارين المتزوّد بمحركات رينو وراء ريد بُل ورينو، ناهيكم عن الفرق الأخرى كفيراري ومرسيدس. وبالتالي هل يغادر الإسباني الفورمولا واحد من أجل التركيز بصورة تامة على سباق إندي 500 الذي ستجرى أحداثه في شهر مايو/أيار من العام المقبل؟ أو سيقوم بالدمج بين البطولتَين كما يفعل حاليًا؟

لم يتمّ الانتهاء من وضع روزنامة بطولة الفورمولا واحد لعام 2019 بعد، ولكن اجتمع مروّجو البطولة في سباق موناكو لوضع النقاط على الحروف والتباحث في أبرز الصعاب من أجل حلّها، إذ بدا من الواضح بأنّ الفئة الملكة حريصة على تفادي التضارب في المواعيد مع سباق إندي 500.

ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ بطولة العالم لسباقات التحمّل قامت بتغيير موعد سباق فوجي هذا العام من أجل منح ألونسو فرصة المشاركة به كونه كان يتزامن مع إقامة جولة من جولات الفورمولا واحد.

غادر الأسد البريطاني نايجل مانسيل سباقات الفورمولا واحد في 1993 من أجل التسابق في الإندي كار، إذ أحرز لقب السلسلة في محاولته الأولى. ولكنه سيكون من الصعب بالنسبة لألونسو الدمج بين هذه النوعية من السباقات والفورمولا واحد في العام المقبل، ولكن المسألة تُصبح أسهل إن قرّر الدمج بين الـ "دبليو إي سي" و"الإندي كار".

من المؤكّد بأنّ ألونسو سيُحاول الفوز بسباق إندي 500 بعد قطعه لأكثر من نصف الطريق.

فوزٌ تاريخي

فاز ألونسو بسباق لومان على متن سيارة تويوتا حاملة الرقم 8 بعد تغلب الأخيرة على شقيقتها رقم 7. ومن تابع السباق سيعلم بأنّ الإسباني لعب دورًا مهمًا للغاية خلال فترة تواجده على أرض الحلبة في الليل من خلال القيام بلفات استثنائية إذ تمكّن من إغلاق الفارق الذي كان يبلغ دقيقتَين مع السيارة 7 في الليل.

وبعد صعود السيارة #8 إلى الصدارة نجح الثلاثي بويمي وألونسو وناكاجيما في الابتعاد بفضل بعض الأخطاء من قبل سائقي السيارة الشقيقة.

وعلى الرغم من أنّ بعض المتابعين ألمحوا إلى أنّ فوز تويوتا كان "سهلاً" هذا العام لغياب أودي وبورشه، إلّا أنّ التاريخ لن يهتمّ كثيرًا بذلك. وبالتالي انضمّ ألونسو إلى نيكو هلكنبرغ الذي استطاع الفوز بمشاركته الأولى عام 2015 مع بورشه.

وتعليقًا على ذلك قال توم كريستنسن الذي أحرز الفوز بسباق لومان 24 ساعة 9 مرّات خلال مسيرته "لقد جاء ألونسو وخرج من لومان منتصرًا إذ لم يقترف أيّ خطأ".

وأضاف "أعتقد بأنه يرى الفرصة أمامه سانحة للفوز ببطولة العالم لسباقات التحمّل كذلك، ممّا يعني بأنه سيستمر في المشاركة بسباق لومان في العام المقبل. أعتقد بأنه سيفعل ذلك".

واختتم "لا أتوقّع أنه سيتوقف عن المشاركة في الفورمولا واحد، ولكنه سيعود بالتأكيد إلى سباق إنديانابوليس 500. ربما سيخوض موسمًا كاملاً في تلك السلسلة".