ويليامز تطلق أكاديمية هندسية بالشراكة مع "كوماتسو"

إن طموحات أي مشروع هندسي في الفورمولا واحد يتجه دوماً صوب دفع الفريق نحو التقدم أكثر في المنافسات.

وليست أكاديمية كوماتسو-ويليامز مختلفة عن ذلك، بل تعمل على هدف مماثل طويل الأمد، لكن مع الكثير من الميزات الأخرى.

تم إطلاق المشروع اليوم الخميس، بهدف جذب المواهب الهندسية المغمورة.

وتمّ تجهيز حدث الإطلاق في أعلى مقرّ الفريق المتنقل خلال جائزة إيطاليا الكبرى للفورمولا واحد، والذي تضمن زيارة أليكسندر ألبون - مباشرة بعد تأهله تاسعاً على حلبة مونزا.

كما كان جايمس فاولز مدير الفريق حاضراً كذلك وتكلم مع الضيوف حول تفاصيل ما تعنيه الأكاديمية لكل من الفريق وله شخصياً.

فقال: "تمثل الهندسة محوراً هاماً في العديد من الأقسام. أتطلع قدماً حقاً لرؤية الأكاديمية تتقدم وتتحسن، رأيت الخطط وأنا متحمس لما ستقدمه، أعتقد أنها ستعمل جنباً إلى جنب مع ما نقوم به ضمن صفوف ويليامز، فهي تناسب ذلك بشكل مثالي".

وأكمل: "أنا شخصياً، قبل 30 عاماً، دخلت ضمن مجال مشابه، كنت شاباً متخرجاً يدخل الفورمولا واحد، ولم تكن البطولة قبل 30 عاماً تمتلك أية فكرة حول كيفية التعامل مع المتخرجين الجدد".

وأضاف: "خطر لي بالفعل أنني أردتُ ضمان توفير فرصة للأجيال المقبلة، الاستثمار في الأجيال الجديدة، لأنها الأجيال التي ستصنع قادتنا حين يحين الوقت".

وأردف: "ذلك جزء بالغ الأهمية من ويليامز اليوم، وما ستكون عليه ويليامز خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة، يُظهر هذا الاستثمار بشكل واضح أن رحلة ويليامز ليست سطحية أو قصيرة، بل تتمحور حول وضع الأساسات في مكانها الصحيح فيما يتعلق بالخريجين المستقبليين".

مع الخبرة، التدريب المهني، التدريب العملي وبرامج الدراسات العليا، فإن مشروع ويليامز وكوماتسو يضع الخريجين الجدد على طريق التحول إلى قادة لمثل تلك المشاريع.

حيث قالت آن بيرينز، كبيرة قسم الموارد البشرية لدى ويليامز: "إن أكاديمية الهندسة موجودة منذ عدة سنوات، والمبدأ الأساسي خلفها هو البحث عن الجيل المقبل من المواهب الرفيعة في مجالات العلوم والتقنيات والهندسة والرياضيات".

وأكملت: "من وجهة نظر عالمية، فإننا نتطلع قدماً للتعامل مع طيف كبير من الطلاب، العاملين مع ’الفورمولا واحد في المدارس’ وسنأخذ 10 طلاب إلى البرامج في كل عام. نتطلع قدماً للاستثمار في هذا المشروع عاماً تلو الآخر، والهدف هو إيجاد المواهب الرائعة، مساعدتهم على التقدم ومنحهم خبرة حقيقية مذهلة".

ويستند هذا المشروع على شراكة لعدة سنوات بين ويليامز وكوماتسو، التي تم الإعلان عنها شهر فبراير المنصرم.

كوماتسو للهندسة

الصورة من قبل: ويليامز

وبينما بات شعار كوماتسو متواجداً على سيارتي أليكسندر ألبون وفرانكو كولابينتو، فإن بيرنز ترى عُمقاً أكبر لهذه العلاقة.

حيث قالت: "تعتبر كوماتسو شريكاً جديداً نسبياً بالنسبة لنا، لكننا سرعان ما وجدنا فرصاً محورية تجمعنا للعمل معاً".

وأكملت: "الأمر الأساسي مع شركاء هامين حقاً مثل كوماتسو، أن المسألة أكثر من مجرد ملصقات على السيارة. إنها ضمانة على أننا نجلب قيمة رائعة لهذه الشراكة".

تعتبر "الفورمولا واحد في المدارس" عاملاً هاماً للأكاديمية وتؤمن الخريجين المرشحين للانضمام.

وتقام منافسة في مجالات العلوم والتقنيات والهندسة والرياضيات بين طلاب من أكثر من 40 بلداً لتصميم سيارة فورمولا واحد مصغّرة باستعمال برامج التصميم الحاسوبي.

وأولئك الناجحون، سيصلون إلى النهائيات العالمية، التي تستضيفها هذا العام المملكة العربية السعودية، من ثم يحصلون على فرصة الانضمام إلى أكاديمية كوماتسو-ويليامز.

"الفورمولا واحد في المدارس، تمثل شراكة مثالية" قالت بيرينز.

وأكملت: "إنها مؤسسات غير ربحية، تعمل عالمياً لتحديد المواهب من جميع أنحاء العالم كي يصلوا إلى سباقات المحركات في المستقبل".

وأردفت: "تقام مسابقة رائعة، سننضم إليها وسنلتقي بالطلاب المتأهلين للتصفيات في المملكة العربية السعودية. من ثم يقومون بالتقديم كجزء من الأكاديمية عبر مركز التقييم".

واستكملت: "لدينا بعض من قصص النجاح بالفعل، مؤخراً، وصل 3 خريجين، وعملوا مع ويليامز لعام، اثنان منهم باتوا الآن ضمن برنامج التخرج الخاص بنا".

وتابعت: "حالما يدخلون البرنامج، سيعمل معهم المشرفون ضمن وتيرة ربع سنوية. لدينا منصة تعليمية إلكترونية خاصة، والكثير من المحتويات الرائعة الخاصة بالفورمولا واحد".

وأضافت: "ما يحصلون عليه، المنافسة مع بعض من المواهب الواعدة".

إلى جانب الفورمولا واحد في المدارس، تمثل الأكاديمية فرصة لأولئك القادمين من الدراسة الهندسية التقليدية.

وهذا الجانب يثير حماسة كوماتسو، وفقاً لما صرح به تود كونوللي، نائب رئيس الأداء العالمي للعلامة التجارية، قبيل حدث الإطلاق في مونزا..

حيث قال: "التنوع جانب يحظى بالتركيز في مجالنا وفي كوماتسو خاصة. تاريخياً، لطالما كانت هذه المجالات تجب الذكور، لكن تركيزنا بالتأكيد حتى مستويات الإدارة العليا في الشركة، تحقيق مزيد من التنوع".

وأكمل: "يعزز هذا البرنامج كذلك من البقعة الجغرافية للمواهب، حيث تضم كوماتسو أكثر من 64.000 عضواً عالمياً، بالتالي يمثل البرنامج فرصاً للجميع من أنحاء العالم".

وأضاف: "حين بدأنا المفاوضات مع ويليامز، وجدنا أنهم يمتلكون تركيزاً مماثلاً ويتشاركون نفس الطموح حول المواهب وتطويرها، ومباشرة بدا أن التناغم موجود. هاتان المؤسستان، ويليامز وكوماتسو، تتشاركان القيم والتركيز فيما يتعلق بتطوير المواهب".

أليكسندر ألبون، ويليامز، كوماتسو للهندسة

الصورة من قبل: ويليامز

كانت كوماتسو الشريك التقني لفريق ويليامز خلال التسعينات، والآن، باتت الفرصة قائمة مجدداً لكن بشكل مختلف.

"هدفنا هو العمل الفعال مع ويليامز.كانت الشراكة الماضية، تتعلق بتطوير التقنيات. أما هذه الشراكة الآن فتتعلق بتطوير الأشخاص ورفع الوعي ضمن المجال المهني في هذا المجال لخريجي العلوم والتقنيات والهندسة والرياضيات" قال كونوللي.

وأكمل: "سيمثل المشاركون في أكاديمية الهندسة مرشحين رائعين، عاليي الأداء والمقومات في نهاية العملية التعليمية، سنجد طريقة لتشاركهم مع ويليامز!".

بالتأكيد، فإن صقل نجوم الهندسة المستقبليين، سيقدم فوائد هامة لفريق ويليامز.

حيث يشعر كل من كونوللي وبيرينز، أن أكاديمية كوماتسو-ويليامز الهندسية، تسعى نحو أهداف أكبر كذلك.

"إنها أوسع من ذلك" قالت بيرينز.

وأكملت: "من ناحية العلامة التجارية لكل من ويليامز وكوماتسو، كان من الرائع المشاركة والوصول إلى ’الفورمولا واحد في المدارس’. إنها تساعد في جلب رياضة المحركات كمهنة نحو شريحة أكبر من الطلاب".

وأضافت: "من الواضح كذلك أنها وسيلة هامة للاستثمار في تطوير مهارتهم منذ البداية".

وأردفت: "ليس هناك أفضل من رؤية شخص ما يتخرج من البرنامج ويصل إلى ما كنا نتوقع له حقاً في قمة المجال الذي ينتمي إليه".

وتابعت: "بالتأكيد، آمالنا أن تزهر هذه المواهب، ليس في الفورمولا واحد فقط، بل في القطاع الصناعي ككل، لأننا نرى الحاجة للمزيد من المهارات الهندسية والتقنية".

الأمر المؤكد هو أن الطرق للوصول إلى مثل هذه المناصب باتت أكثر سهولة وانفتاحاً مع أكاديمية كوماتسو-ويليامز الهندسية التي تم إطلاقها مؤخراً والعمل الذي تبذله الشراكة لجعلها ناجحة.