هل يعود تراجع ريد بُل في الفورمولا 1 إلى جناحها الأمامي؟

سيطرت ريد بُل بشكلٍ قاطعٍ على بداية هذا الموسم، حيث كان الفريق متقدّمًا عن منافسيه لدرجة ترجيح فوزه بكلّ السباقات.

لكنّ الأمور بدأت تتغيّر في الأسابيع الأخيرة مع تحقيق مكلارين ومرسيدس لتقدّمٍ درامي ما ترك ماكس فيرستابن من دون أيّ انتصارٍ منذ جائزة إسبانيا الكبرى.

وفي حين أنّ المشاكل المطروحة بالنسبة لريد بُل تشمل تأثير التحديثات التي جلبتها خلال الموسم والتي لم تُكافئ ما قدّمه منافسوها، فإنّ كريستيان هورنر مدير الفريق قدّم لمحة مثيرة عمّا يعتقد بأنّه مكمن الفارق.

وقال البريطاني: "أعتقد بأنّ الجناح الأمامي منطقة أساسيّة وجد فيها الآخرون بعض الأداء".

وأضاف: "طريقة استخدام الأجنحة الأماميّة مختلفة. لو نظرتم إلى زاوية جناح مكلارين أو مرسيدس، فإنّها مختلفة جدًا. مختلفة جدًا عن بقيّة المجموعة".

بالنظر في التفاصيل، فبالفعل هناك اختلافات هندسيّة بين ما تقوم به مرسيدس ومكلارين من جهة وما تفعله ريد بُل من جهة أخرى.

ولعلّ الجانب الأكثر وضوحًا في ذلك هو المنحى الذي قدّمته مرسيدس في 2022 وتمّ تعديله لملاءمة تغييرات القوانين لموسم 2023.

ويتمثّل ذلك في قطع الزاوية السفليّة الخلفيّة من الصفيحة الجانبيّة والرفرفة شبه المنفصلة، وهو تصميمٌ تبنّته الفرق الأخرى بما فيها مكلارين.

ويهدف ذلك للتحّكم في التيارات الهوائيّة الزائد حول ذلك القسم، وهو ما يُؤثّر بدوره على الاضطرابات الهوائيّة الناتجة عن الإطار خلفه.

ولا يُعدّ هذا الجانب التصميمي الوحيد الذي يفصل جناحي مكلارين ومرسيدس عن جناح ريد بُل، إذ يتعامل الفريقان الأولان مع القسمة بين القسم الداخلي الثابت من الجناح والآخر القابل للتعديل بشكلٍ مختلف أيضًا.

إذ هناك ميلانٌ قطري أكثر على سيارتي "ام.سي.ال38" و"دبليو15" بينهما. ويُنتج ذلك دوّامة تتشكّل من الفاصلين المعدنيين في نهاية كلّ قسم. ويتمّ استغلال ذلك من أجل تحسين جودة التيارات الهوائيّة في الأرضيّة والقطع أسفل الجانب.

فضلًا عن ذلك وبناءً على مقاطع الفيديو من الكاميرا على السيارة، فإنّ الرفرفات المتحرّكة تميل إلى الخلف مع ارتفاع سرعة السيارة وهو ما يُساعد على صعيد مقاومة ضعف الاستجابة للانعطاف في السرعات البطيئة والانزلاق في السرعات العالية.

وكانت الأجنحة المرنة قد أصبحت موضوعًا ساخنًا مؤخّرًا، حيث أصبحت "فيا" قادرة الآن على الطلب من الفرق استخدام المزيد من الكاميرات أثناء حصص التجارب الحرّة من أجل دراسة تلك الظاهرة عن كثب.

كما أنّ أحدًا لا يُخفي استغلال الفرق للمرونة الانسيابيّة كوسيلة لتحسين الأداء، حيث تملك طرقًا متعدّدة لتحقيق نتائج مختلفة.

ولا يُعدّ ذلك بالأمر الجديد، إذ تعرف الفرق موسوعة شاسعة من التصاميم والبيانات لتحقيق تلك النتائج المرغوبة.