تحليل: لماذا شعرت مكلارين بحاجتها للتحرّك مع ريكاردو
لم يتمتّع تحرّك مكلارين للإقدام على خطوة فكّ ارتباطها بدانيال ريكاردو مبكّرًا بشعبيّة واسعة بين أوساط مشجّعي الفورمولا واحد.

في حين أنّ هناك الكثيرين الذين يعتقدون بأنّ ريكاردو، الذي كان له عقدٌ رسمي لموسم 2023، كان يجب منحه المزيد من الوقت لاستخراج سرعته التي يعرفها الجميع، إلّا أنّ الفورمولا واحد ليست بطولة يضمن فيها سلوكك اللطيف النتائج والجوائز.
بل هي أرض معركة قاسية يُقاس فيها النجاح والفشل بأعشار الثانية، وفي حال لم يكن أحد مكوّنات حزمتك يُقدّم الأداء المطلوب، فيجب معالجة ذلك. توقّف في مكانك لبرهة وستجد نفسك بصدد الرجوع إلى الوراء.
وفي حالة مكلارين فقد أصبح جليًا أنّ الفارق الكبير بين لاندو نوريس وريكاردو في 2022 وأغلب فترات الموسم الماضي لم يتقلّص.
وفي ظلّ تواصل عدم قدرة ريكاردو على التمتّع بالثقة في تصميم مكلارين التي احتاجها لاستخراج أقصى أداء من السيارة، فقد انتهى به الأمر متأخّرًا عن زميله ببضعة أعشارٍ في معظم المناسبات.
ولو كانت مكلارين في معركة لوحدها ومتمتّعة بأفضليّة عن غريماتها، فإنّ هكذا فجوة بين سائقَيها لم تكن لتكون مقلقة كثيرًا ربّما.
لكن عندما تكون عالقًا في معركة الوسط المحتدمة، فإنّ ثلاثة أعشارٍ من الثانية يُمكن أن تُحدث الفارق بين العبور إلى القسم الثالث أو الخروج من الأوّل. ولو وجدت نفسك عالقًا في المراكز المتأخّرة على شبكة الانطلاق يوم الأحد، فستزداد مهمّتك صعوبة لتحقيق التقدّم والعودة إلى مراكز النقاط.
وعند تكرار ذلك السيناريو عدّة مرّات، فسينتهي بك الوضع بمستوى فارق النقاط الذي وجدته مكلارين بين سائقَيها. لا يخفى على إدارة الحظيرة البريطانيّة أنّ نوريس حقّق 76 نقطة حتّى الآن، في حين اقتصر ريكاردو على 19.
يُعدّ هذا من بين أكبر فوارق النقاط بين زميلين بين مختلف الفرق في البطولة، وبالنسبة لفريقٍ طموحٍ مثل مكلارين للعودة إلى المقدّمة، فمن الواضح أنّ هناك مخاوف واضحة حيال تأثير تكرار هذا السيناريو في 2023 في حال تقارب أداء الفرق أكثر حينها.

لاندو نوريس، مكلارين ودانيال ريكاردو، مكلارين
تصوير: صور موتورسبورت
وفي حين أنّ مساهمة ريكاردو القليلة في النقاط الآن تركت مكلارين تُنافس ألبين على المركز الرابع، فإنّ هناك مخاوف من أنّ افتقار الفريق لـ 50 نقطة أو أكثر في العام المقبل قد يعني خسارة مركزين أو ثلاثة في بطولة الصانعين. وذلك يعني عائدات حقوق تجاريّة أقلّ، وأقلّ اهتمامًا من الرعاة، وتراجعًا للمكافآت لطاقة مكلارين.
لا يُخفي مدير الفريق أندرياس سيدل حقيقة أنّ مهمّة فريق الفورمولا واحد تتمثّل في ضمان تقارب أداء سائقَيه على صعيد استخراج أقصى أداء من السيارة.
"الهدف واضح: تريد أن يكون سائقاك في موقعٍ يُخوّلهما استخراج أقصى أداء من الحزمة المتاحة في كلّ عطلة نهاية أسبوع" قال الألماني، وأضاف: "بالطبع فإنّ الوضع الذي لدينا الآن مع دانيال ليس جيّدًا في ظلّ معاناته مع السيارة. لكنّنا تشاركنا بعض التحديات في ذات الوقت وتشاركنا المسؤوليّة لعدم نجاح ذلك".
وأكمل: "سأبتعد كثيرًا عن وضع اللوم على دانيال بالنسبة لمراكزنا الحاليّة في بطولة الصانعين على سبيل المثال".
لم تكن المشكلة مع دانيال في عدم امتلاكه للموهبة ليكون ناجحًا في النهاية. بل تعلّقت بعدم وجود تناغمٍ بينه وبين تصميم سيارة مكلارين.
تحدّث الأسترالي في وقتٍ سابقٍ من هذا العام عن العلاقة بين السائق والسيارة، حيث يحتاجان ليُصبحا كائنًا واحدًا من أجل النجاح. لو لم يكونا متناغمين، فإنّ الأمر لن يعمل ببساطة.
بذل ريكاردو ومكلارين الكثير من الجهود لمحاولة تحديد الجوانب التي لم تكن متناغمة، لكن مع عدم وجود الكثير من علامات التقدّم خلال الأشهر الـ 18 الماضية، وصل الطرفان ربّما إلى نقطة كان عليهما فيها قبول عدم وجود أجوبة مطلقًا.
وقال سيدل: "على صعيد الأداء فمثلما قلت مسبقًا، من أجل أن يُقدّم سائق الفورمولا واحد الأداء، فمن الواضح أنّه يحتاج لأن يكون متناغمًا بشكلٍ كاملٍ مع السيارة، وتذكرون تعليقات دانيال حول تحدياته".

دانيال ريكاردو، مكلارين وأندرياس سيدل، مدير فريق مكلارين
تصوير: صور موتورسبورت
وأكمل: "للأسف لم نتمكّن من إيصاله للشعور بالراحة مع السيارة مثل لاندو، خاصة في ما يتعلّق بدفع السيارة إلى حدودها القصوى".
وأردف: "بذلنا الكثير من الجهود، والكثير من الالتزام من جانب الفريق لرؤية ما يُمكننا فعله من جانب السيارة من أجل مساعدته".
وواصل شرحه بالقول: "بذل الكثير من الجهود كذلك من خلال الحصص مع المهندسين، وحصص المحاكاة، لكنّنا لم نتمكّن من استخراج هذه النسب التي نفتقدها من حين لآخر بالمقارنة مع لاندو. لم نتمكّن من حلّ الوضع للأسف".
لكن في حين أنّ الأمور لم تنجح في النهاية بين مكلارين وريكاردو – وهو ما كان مفاجئًا بالنسبة لهما وكذلك بالنسبة للأطراف الخارجيّة – فإنّ الفريق لم يعبّر سوى عن الإشادة بمساهمته التي تتجاوز فوزه الرائع في مونزا العام الماضي.
Subscribe and access Motorsport.com with your ad-blocker.
From Formula 1 to MotoGP we report straight from the paddock because we love our sport, just like you. In order to keep delivering our expert journalism, our website uses advertising. Still, we want to give you the opportunity to enjoy an ad-free and tracker-free website and to continue using your adblocker.