أنتونيللي حول صعوده الصارخ نحو الفورمولا 1: "لست خائفًا من الحكم عليّ"

لم تتقرّر بداية مسيرته في الفورمولا 1 في 2025 مع مرسيدس بشكلٍ نهائي بعد أو لم يتمّ الإعلان عنها حتّى الآن، لكنّ القليل من السائقين سيصلون إلى مسرح الجائزة الكبرى مع قدر الانتظارات العالية مثل أنتونيللي.

باحتفاله بعيد ميلاده الـ 18 يوم الأحد من جائزة هولندا الكبرى هذا الشهر، كان صعود أنتونيللي صاروخيًا بكلّ المقاييس، وذلك بعد أن قفز مباشرة من الفورمولا المحليّة إلى الفورمولا 2 مباشرة، وتجهيزه ليكون خليفة بطل العالم سبع مرّات لويس هاميلتون.

وكان الإيطالي الشاب قد اعتُبر مرارًا خليفة لهاميلتون في المستقبل، لكنّ مغادرة البريطاني المفاجئة نحو فيراري باغتت توتو وولف مدير فريق مرسيدس وكانت تعني حاجة الحظيرة الألمانيّة لتسريع برنامج تطوير الإيطالي الظاهرة.

ويتطلّب الأمر برنامج دعمٍ جيّد وثقة عالية بالنفس من جانبه لمجاراة التقدّم السريع. لكن في حين أنّ حياة صاحب الـ 17 ربيعًا تجري بنسق سريع، فإنّه لم ينسَ التوقّف والنظر حوله في كلّ فترة لتقدير الرحلة التي يخوضها.

وضمن حواره الموسّع الأوّل، قال أنتونيللي لموقعنا "موتورسبورت.كوم" أنّه لا يأخذ أيّ شيء على أنّه مسلّمٌ به، ولا أنّه خائفٌ من أنّ يتمّ الحكم عليه على الساحة الكبرى.

وقال: "بعض درجات القلق تكون حاضرة على الدوام، أعتقد بأنّ إمكانيّة عدم القدرة على تقديم الأداء المطلوب تخيف أيّ أحد. مقاربتي تتمثّل في رؤية ذلك على أنّها فرصة رائعة للتعلّم، والنموّ وكذلك الاستمتاع باللحظة".

وأردف: "لست خائفًا من الحكم عليّ، أعرف أنّ لدى مرسيدس رأيٌ واضح بشأن إمكانيّاتي، بالفعل لم ينطلق هذا الموسم في الفورمولا 2 بأفضل طريقة لكن لم تكن هناك أيّة أفكار سلبيّة".

وأكمل: "أشعر بالراحة، لو سنحت الفرصة لي فسآخذها بحرص وتعطّشٍ وسأحاول استغلالها أقصى استغلال".

ثمّ تابع: "كان هناك بعض الضغط عليّ مؤخّرًا مع كلّ الشائعات حول العام المقبل، لكنّني دائمًا ما حاولت الاستمتاع بذلك. أستمتع بكلّ فرصة تتاح أمامي".

وبالرغم من البداية الصعبة لفريق بريما العريق غير المعتادة، أنتج موسم أنتونيللي الأوّل في الفورمولا 2 حتّى الآن انتصارين، وقد دخل العطلة الصيفيّة سابعًا في الترتيب العام. أمّا زميله أوليفر بيرمان السائق المستقبلي لفريق هاس فهو في المركز الـ 15 بعد أن واجه هو الآخر بداية متعثّرة شملت غيابه عن جولة المملكة العربيّة السعوديّة لتعويض كارلوس ساينز الإبن في فيراري.

اندريا كيمي أنطونيللي، مرسيدس

لكن في حين أنّ الفورمولا 2 تُعدّ مدرسة جيّدة بما فيه الكفاية لصقل وتيرة السباق وتعلّم التعامل مع ضغط المنافسة، فإنّ ما تُقيّم مرسيدس تقدّم أنتونيللي بناءً عليه أكثر من غيره هو الاختبارات الخاصة بسيارة منذ موسمين، حيث كانت تلك تجربة منيرة.

وقال الإيطالي في هذا الشأن: "أُخبرت بالمواعيد أثناء التجارب التحضيريّة للموسم في البحرين، وقلت في نفسي حينها: حسنًا، سأقود سيارة فورمولا 1 حقًا! كانت لحظة مميّزة جدًا، لأنّه كان يومًا كاملًا والحلبة بأكملها لي وكنت أرتدي الأسود والأبيض".

وكان أوّل يومي تجارب له قد أُقيما في أبريل على حلبة ريد بُل رينغ، حيث قاد سيارة 2021 التي حصدت آخر ألقاب الصانعين للسهام الفضيّة. وضمن تجارب أخرى لاحقًا في إيمولا وسيلفرستون، انتقل الإيطالي إلى سيارة "دبليو13" من موسم 2022، والتي تعمل بالتأثيرات الأرضيّة المشابهة للسيارة الحاليّة والتي تُعرف أيضًا بصعوبة قيادتها أكثر من الجيل السابق.

"كانت تجربة رائعة حقًا" قال أنتونيللي حول قيادته الأولى لسيارة الفورمولا 1، وأضاف: "أبقيت على ذات الحماس معي طوال اللفّات الأولى كذلك، حتّى لو لم تكن الظروف هي المثلى، كانت تمطر، بل تهاطلت بعض الثلوج في فترة ما بعد الظهر".

وأكمل: "ومن ثمّ في اليوم الثاني، فقد تحسّنت الحلبة وظهر الأداء في الأجواء الجافة، الطاقة، والكبح والحمل الانسيابي. كان ذلك جنونيًا".

وأردف: "عندما وصلت إلى الحلبة فقد فتحت باب المرآب وكنت مصدومًا برؤية الكثيرين هناك، مهندسين وميكانيكيين، كلهم لتشغيل سيارة واحدة".

ثمّ تابع: "وعليك أن تكون قادرًا على الإجابة وتوفير الكثير من المعلومات عندما يطرحون عليك الأسئلة. تطلّب الأمر مني بعض الوقت للتعوّد عليه، لكنّ كلّ شيء يبدو طبيعيًا بالنسبة لي الآن".

أندريا كيمي أنتونيللي، مرسيدس

الصورة من قبل: دافيدي كافازا

القيادة على بعض أفضل الحلبات حول العالم على سيارة فورمولا 1 أمرٌ واحد، لكنّ إيجاد الحدود القصوى في السيارة التي يبدو أنّها تُوفّر قدرًا لا متناهيًا من التماسك والأداء أمرٌ مختلفٌ تمامًا، وهو ما فاجأ أنتونيللي أثناء قيادته على منعطفات كوبس، وماغوتس وبيكيتس السريعة في سيلفرستون.

وقال الإيطالي مبتهجًا: "ذلك لا يُصدّق. تعتقد بأنّ ذلك غير ممكن، ومن ثمّ عندما تُجرّب ذلك وترى بقاء السيارة ثابتة، فتقول: يا رجل، لا يزال هناك هامش!"

وأكمل: "تمنحك سيارة الفورمولا 1 الكثير من الثقة، وواجهت صعوبة على صعيد إيجاد الحدّ الأقصى. في كلّ مرّة أطلب فيها المزيد من السيارة، فإنّها تمنحني ذلك. عندما تأتي اللحظة التي أشعر فيها بأنّني غير قادرٍ على استخراج المزيد ستكون هي الحدّ الأقصى، لكنّ المجال ضيّقٌ جدًا".

وأردف: "أعي أنّ هامش الخطأ دقيقٌ جدًا. لكن كلّما ازدادت الثقة في السيارة، كلّما شعرت بالراحة أكثر".