اشترك

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط
أخبار عاجلة

تحليل: لماذا نال الراحل ستيرلينغ موس لقب "سيد سباقات السيارات"؟

يُعدّ السير ستيرلينغ موس أحد أعظم السائقين وأكثرهم تفردًا في تاريخ رياضة السيارات، حيث ترك وراءه بعد رحيله البارحة إرثًا من العبقرية والإنجازات ربما لن يُضاهيه فيها أحد على الإطلاق.

ستيرلينغ موس، فانوول

الصورة من قبل: صور لات

موتورسبورت.كوم "برايم"

أفضل المقالات التقنية والتحليلات المميّزة من عالم المحركات على موقع "موتورسبورت.كوم" باللّغة العربية.

اشتُهر موس بكونه السائق القادر على التحليق بالسيارة متجاوزًا حدودها "الطبيعية" القُصوى، لكن مع الحفاظ على سلوكها وتوازنها بفضل مهاراته المتنوعة، حيث دفع ثمن مثل هذه الوتيرة في حقبة لم يكن فيها من الممكن على الإطلاق التسليم للموثوقية الميكانيكية للسيارات.

لكن وعندما كان يتمكّن من الحفاظ على تماسك السيارة، كانت جهود موس تُكلل بالعديد من الانتصارات - 212 من أصل 529 - التي كان بعضها أسطوريًا بالفعل.

اقرأ أيضاً:

وفوزه في سباق ميلي ميليا عام 1955 أحد هذه الانتصارات، حيث قطع موس مسار سباق التحمّل الممتد لـ 992 ميل - الذي يمر في طرقات عامة حول إيطاليا - في 10 ساعات و7 دقائق و48 ثانية فقط، بسرعة متوسطة بلغت 98.53 ثانية.

وصفُ موس في مرحلة ما بـ "الأستاذ الشاب" لم يأتِ من فراغ، إذ وفي الوقت الذي فاز فيه بسباق ميلي ميليا، لم يكن قد حقق بعد فوزه الأوّل في الفورمولا واحد، لكنّه وبعُمر الـ 25 كان أعظم سائق سيارات رياضية في العالم، وبقي كذلك طوال مسيرته القصيرة ضمن تلك المنافسات.

خلال مراهقته، حقق ستيرلينغ العديد من الانتصارات في الفورمولا 3 خلال عام 1948، لكنّ انطلاق مسيرته في عالم السيارات الرياضية برهن على تنوّع مهاراته وسرعة تأقلمه.

خلال سنواته في سباقات السيارات الرياضية، علم مدراء الفرق هناك أنّهم سواء شاركوا بسيارات جاغوار، اتش دبليو ام، فرايزر-ناش، بورشه، أوسكا، ماسيراتي، كووبر، أستون مارتن، ليستر أو فيراري، فإنّ ما قد يحسم السباق لصالحهم في النهاية هو تواجد ستيرلينغ ضمن تشكيلاتهم.

وفي ضوء ذلك، فإنّ نجاحًا في سباقات السيارات السياحية كان أمرًا متوقعًا، حيث كان موس قادرًا ببراعة على ترويض سيارة "لومبيرينغ جاغوار ام كي7" وتطويعها لأسلوبه بنفس السلاسة التي كان يفعل بها ذلك مع سيارة "فيراري 250 جي تي اس دبليو بي"، والتي باتت سيارته المفضلة في منافسات "جي تي".

لكن المدهش أكثر كان قدرته على تحقيق النجاح في الراليات كذلك على متن سيارة صغيرة من طراز "سانبيم تالبوت" - حيث حقق ثلاثة انتصارات متتالية في رالي جبال الألب، ومركز الوصافة في رالي مونتي كارلو موسم 1952.

ستيرلينغ موس

ستيرلينغ موس

تصوير: صور اكس بي بي

أمّا على صعيد الفورمولا واحد، وفي بداية مسيرته، كان من الواضح للغاية أنّ موس هو أسرع سائق خلف مقود سيارة "اتش دبليو ام" أو سيارة كونوت، حيث تمكّن من تحقيق نتائج قوية للغاية - لم تتضمّن ألقابًا - على متن هاتين السيارتين.

لكن وعندما اشترى ستيرلينغ ووالده ألفريد سيارة مازيراتي من طراز "250 اف" لموسم 1954، برزت موهبة ذلك السائق المعجزة في مقدمة البطولة، وقد لاحظ الفريق الرسمي لمازيراتي ذلك. ومع تلك السيارة القوية، تواجد موس بالمركز الثالث في جائزة بلجيكا الكبرى، تأهّل رابعًا وسجّل أسرع لفّة في سيلفرستون، وانطلق من المركز الثالث في نوربورغرينغ.

في وقت لاحق من ذلك الموسم، تلقّى موس عرضًا للقيادة لصالح الفريق المصنعي لمازيراتي، حيث جاور ألبرتو أسكاري وخوسيه فرويلان غونزاليس ليُشكّلوا جبهة التهديد الأكبر على فانجيو وسيارته مرسيدس "دبليو196".

وقد تأهّل موس بالمركز الثالث في بريمغارتين ومونزا، بينما وضع بصمته على سباقات خارج البطولة عندما حل ثانيًا في سباق كاين وفاز بكأس غولد الدولي على حلبة أولتون بارك، إحدى أعظم الحلبات في بريطانيا.

ورغم نجاحاته مع الفريق المصنعي لمازيراتي، أكمل موس الموسم مع مرسيدس-بينز، حيث كان كارل كلينغ وهانز هيرمان سائقَين جيّدين ولكنهما لم يكونا مطلقًا نجمين لامعين بجوار فانجيو في موسم 54، إذ أراد ألفريد نوباور سائقًا يافعًا واعدًا لمزاملة الأسطورة الأرجنتينية، وكان موس مناسبًا لذلك على نحوٍ مثالي.

وسار البريطاني على خُطى زميله لمعظم الموسم، حيث سجّل قطب الانطلاق الأوّل له في البطولة، وأول فوز في جائزة بريطانيا الكبرى - وكان ستيرلينغ واثقًا تمامًا بأنّ فانجيو سمح بتحقيقه لهذه النتائج - كما سجّل نقاطًا كافية بعد ذلك ليُكمل ثنائية مرسيدس في البطولة.

وعلى إثر كارثة لومان، انسحبت مرسيدس من البطولة في نهاية الموسم، تاركةً كلا السائقين ليبحثا عن دور جديد، وبينما انتقل فانجيو إلى فيراري، سارعت مازيراتي من جديد لخطف موس الذي خسر اللقب في الموسم التالي بفارق ثلاث نقاط فقط خلف فانجيو بعد فوزه في موناكو ومونزا، ولولا أن سيارته أسلمت الروح في سباق بريطانيا - الذي انطلق فيه أولًا وتصدّر أكثر من نصفه - لتُوّج موس بطلًا.

في موسم 1957، كان اللقب من جديد من نصيب فانجيو (الذي كان يقود حينها لصالح مازيراتي)، حيث اقتنص الأرجنتيني بطولته الخامسة والثالثة على التوالي، وكان ستيرلينغ من جديد أقرب ملاحقيه.

وفي ذاك الموسم، سجّل فانجيو فوزه الأخير والأعظم في مسيرته بقيادة عبقرية حول حلبة نوربروغرينغ، قبل أسبوعين من تسجيل موس كذلك لأحد أعظم انتصاراته في سباق كوبا أسيربو في بيسكارا - الحلبة الأطول على الإطلاق في بطولة العالم للفورمولا واحد بطول 16 ميلًا والتي كانت تلك المرة الأولى والأخيرة التي تتواجد فيها ضمن روزنامة الفئة الملكة - حيث تجاوز على متن سيارته "فانوول" هو ولويجي موسو سائق فيراري فانجيو المنطلق أولًا في اللفّة الافتتاحية، وفي اللفّة التالية تقدم البريطاني إلى الصدارة ويُكمل السباق بفارق ثلاث دقائق عن فانجيو.

لاحقًا، أحرز موس فوزًا ثالثًا في مونزا في سبتمبر/أيلول ليحسم وصافة البطولة للمرة الثالثة على التوالي.

ستيرلينغ موس، مرسيدس بينز دبليو196

ستيرلينغ موس، مرسيدس بينز دبليو196

تصوير: صور موتورسبورت

وبحلول تلك المرحلة في مسيرته، بدا بأنّ ستيرلينغ لن يُخفق بعد ذلك، فإذا ما صمدت سيارته، يميل دومًا لتحقيق الفوز. وحيث أن فانجيو كان قد اعتزل المشاركة بشكل كامل في السباقات نهاية موسم 1957، لم يكن هنالك شك بأنّه بات حينها أفضل سائق في الفورمولا واحد. حيث كان بوسعه تحقيق المستحيل مع أيّة سيارة يقودها، كان بالفعل "سيد سباقات السيارات".

في 1959، سجّل فوزين ليحتل المركز الثالث في البطولة، في ظل تحقيقه لانتصارات عديدة في أحداث غير مرتبطة ببطولة العالم.

وفي 1960، تعرّض سيترلينغ لحادثة عنيفة عندما انفصل الإطار الخلفي الأيسر عن سيارته على سرعة 140 ميل في الثانية خلال التجارب الحرّة في سبا، ما أدى لإصابته بكسور في الأضلاع، الفقرات والساقين - لكنّه اعتبر نفسه محظوظًا رُغم ذلك، حيث أنّ حادثتين منفصلتين عند ذات المنعطف "بورنفيل" أودتا بحياة مواطنَيه كريس برستو وآلان ستايسي لاحقًا.

وتسببت هذه الحادثة في ابتعاد موس عن السباقات لعدّة أسابيع تغيب خلالها عن ثلاث جوائز، ومن ثم عاد بذات براعته وعبقريته المعهودة، حيث حقق عدّة انتصارات على سيارات لوتس 19 الرياضية، فيراري 250 جي تي اس دبليو بي، بورشه 718 والأكثر أهمية بالنسبة لستيرلينغ، لوتس 18 للفورمولا واحد، والتي فاز على متنها بجائزة الولايات المتّحدة الوحيدة التي تُقام في ريفرسايد، كاليفورنيا.

ومع انتقال الفورمولا واحد من محرّكات 1.5 لتر إلى 1.5 لتر لموسم 1961، ما جعل سيارتي لوتس 18 و21 تنتجان بالكاد أكثر من 150 حصانًا، حيث باتت مهارة الحفاظ على الزخم وفن الحفاظ على السرعة أمرين هامين للغاية، وقد صب ذلك في صالح موس بالنظر غلى عبقريته في قيادة سيارة الفورمولا 3 الـ 500 سي سي.

وبالرُغم من تأخّر سيارته بنحو 35 - 40 حصانًا عن السيارة المهيمنة في ذاك الموسم، فيراري 156 "أنف القرش (شارك نوز)"، تمكّن الأسطورة البريطانية من التغلب على كلّ المقاتلات الإيطالية ليفوز في موناكو ونوربورغرينغ.

وبعُمر 32، تقدم موس على جميع منافسيه بفضل موهبته وتفانيه في بدايات موسم 1962، حيث دعاه إنزو فيراري إلى مارانيللو ووافق على بناء وتجهيز سيارة مصنعية لفيراري في الفورمولا واحد لتشارك تحت لواء فريق والكر، ما كان عرضًا مغريًا بالفعل، لكنّ ذلك الحلم انهار بعد ذلك بثلاثة أسابيع فقط في 23 أبريل/نيسان، حين تسببت حادثة مروعة على متن سيارة لوتس في غودوود بوضع موس في حالة حرجة، حيث ظل يدخل ويخرج من الغيبوبة لمدّة شهر، كما عانى من شلل مؤقت في الجانب الأيسر من جسده.

وبعد عام من تلك الحادثة، قرر موس أن يقيّم قدرته على التسابق خلف مقود سيارة لوتس 19 على حلبة غودوود، حيث كان سريعًا، ومتأخرًا ببضعة أعشار من الثانية فقط عن رقمه القياسي هناك، لكنّه شعر بغياب تركيزه، وأن أزمنة لفاته لم تعد تأتي على نحوٍ طبيعي، لذلك قرر الاعتزال. حيث رأى أنّه وإذا لم يكن بذات المستوى الذي كان عليه سابقًا، فلن يكون لديه اهتمام بمواصلة مسيرته.

وسرعان ما كان موس سيندم على ذلك القرار وعلى تأجيل اختبار آخر لعودته، إذ وبعد 18 شهرًا، أدرك البريطاني أن تركيزه الذهني قد عاد إليه، ولكن حينها وبعد حوالي عامين ونصف من حادثته، آثر ستيرلينغ الإبقاء على قراره.

وما أثبت كذلك أن الشعلة التنافسية بداخله لم تنطفئ، هو مشاركة موس في بضعة سباقات للسيارات السياحية في السبعينات.

جديرٌ بالذكر أنّ لقب نيكو روزبرغ في 2016 قد ضمن أن يظل موس - الذي دخل إلى قاعة مشاهير رياضة السيارات الدولية في 1990 وحصل على لقب فارس في العام 2000 ليُصبح السير ستيرلينغ موس - أكثر سائقي الفورمولا واحد نجاحًا الذين لم يحصدوا بطولة العالم.

حيث أنّ انتصاراته الـ 16 في عالم الجائزة الكبرى قد ساهمت في حصده مركز الوصافة في أربع مناسبات، وتواجد ثلاثة مرّات في المركز الثالث.

لكن أكثر المؤرخين خبرة في هذه المسائل يشعرون بأنّ وصف موس بأنّه "أعظم سائق فورمولا واحد لم يفز باللقب" يُسيء إليه بشكل كبير، وأنّه كان أفضل من معظم أبطال العالم، حتى أولئك الذين يمتلكون في جعبتهم عدة ألقاب.

وكان إنزو فيراري - الذي فارق الحياة في 1988 - يرى بأنّ الوحيد الذي يُضاهي موهبة وعبقرية موس في تاريخ السباقات هو تازيو نوفولاري.

لكنّ الانتصارات العديدة المختلفة ضمن مستويات مرتفعة عبر نطاق واسع ومتباين من المنافسات في فترة قصيرة من الزمن - وأحيانًا على سيارات أقل من المستوى - هي التي جعلت من موس ذلك السائق الشهير حول العالم والأيقوني في موطنه.

كن جزءًا من مجتمع موتورسبورت

انضمّ إلى المحادثة
المقال السابق نوريس "لن يصبح شخصاً آخر" بالرغم من "تعليقاته الهزلية" في 2019
المقال التالي تقني: السيارة التي غيّرت تاريخ الفورمولا واحد

أبرز التعليقات

ليس هناك تعليقات على المقال. لمَ لا تبدأ بالتعليق؟

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط