اشترك

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط

تحليل: لماذا لم تصل مهمة فيتيل في فيراري إلى نهايتها بعد؟

هنالك الكثير من الأمور التي يمكن سردها عن موسم 2010 في بطولة العالم للفورمولا واحد إذا ما نظرنا إلى الوراء بعد 10 سنوات. حيث يُمكن الحديث عن صراعات بين سائقي البيت الواحد، أوامر للفريق، إثارة الأجواء الرطبة وحوادث بين سائقي المقدمة.

سيباستيان فيتيل، فيراري

الصورة من قبل: مارك ساتون/ صور لات

موتورسبورت.كوم "برايم"

أفضل المقالات التقنية والتحليلات المميّزة من عالم المحركات على موقع "موتورسبورت.كوم" باللّغة العربية.

لكنّ سمة وحيدة تفرض نفسها في ذاك الموسم، إذا ما نظرنا بحكمة إلى الأمور، وهي كيفية انحسار معركة اللقب وانسيابها بين ثلاثة فرق - فيراري، مكلارين وريد بُل - وسائقيهم (فرناندو ألونسو، جنسن باتون، لويس هامليتون، مارك ويبر وسيباستيان فيتيل). حيث أنّ مواسم قليلة للغاية تلك التي شهدت هكذا منافسة مفتوحة.

كان فيتيل الفائز المتوّج في السباق الختامي - والذي بدأ مجرياته وهو في المركز الثالث في الترتيب العام. حيث أنّه وبعمر 23 عامًا و134 يومًا كان وما يزال أصغر بطل عالم في تاريخ الفورمولا واحد.

اقرأ أيضاً:

خلال الموسم التسعة التي تلت لقبه الأوّل، أصبح فيتيل أحد سائقَين اثنين شكّلا تلك الحقبة. الآخر هو هاميلتون، الذي أخذته ألقابه الخمسة في ستّة أعوام ليتجاوز بطولات الألماني الأربع التي حققها في أعوام متتالية بين 2010 ونهاية 2013، عندما سجّل رقمًا قياسيًا لعدد مرّات الفوز المتتالية، حيث عادل رقم مايكل شوماخر مسجلًا 13 فوزًا في موسم واحد.

وقد اتّخذ كل من فيتيل وهاميلتون خطوات انتقال بين الفرق حددت مسيرتيهما، مع انتقال الأخير من مكلارين - الفريق الذي فتح له باب دخوله إلى الفورمولا واحد - إلى مرسيدس قُبيل انطلاق حقبة المحرّكات الهجينة التي هيمنت عليها السهام الفضيّة حتّى الآن. وانتقال فيتيل من الفريق الذي صنع أمجاده - ريد بُل - إلى فيراري، في خطوة حاكى فيها بطله الشخصي، شوماخر.

سيباستيان فيتيل، فيراري

سيباستيان فيتيل، فيراري

تصوير: صور موتورسبورت

وبحلول الوقت الذي سجّل فيه أحدث ألقابه، كان فيتيل قد أسس نفسه كأصغر سائق يفوز بعدّة ألقاب. لكن وحتى قبل إحرازه أوّل ألقابه، في موسم 2010 المثير ذاك، كان الألماني قد وضع بصمته بالفعل في عالم الفورمولا واحد، كأصغر فائز بالسباق وصاعد لمنصّة التتويج، وكذلك أصغر مسجّل للنقاط (الأمر الذي حققه في سباقه الأوّل في البطولة في 2007 مع "بي ام دبليو ساوبر" في جائزة الولايات المتحدة)، كما كان أصغر سائق يتصدّر سباق فورمولا واحد، وكذلك أصغر من حصد قطب الانطلاق الأوّل.

لكن وفي 2020، وبينما تنتظر الفورمولا واحد انطلاق الموسم المؤجّل حتّى الآن بسبب تفشّي وباء كورونا "كوفيد-19" عالميًا، ما يزال فيتيل يملك واحدًا فقط من هذه الإنجازات (غير المتعلقة بالألقاب). كما كان الألماني في 2010 السائق اليافع القادم بقوة لمواجهة نجوم أمثال ألونسو وهاميلتون، إلى جانب مواهب أسست نفسها مثل ويبر وباتون.

لكن الآن، هنالك جيل جديد من النجوم الشابة مستعد للسيطرة على البطولة، حيث سلب ماكس فيرشتابن من فيتيل إنجازاته كأصغر فائز بسباق فورمولا واحد، وصاعد إلى منصّة التتويج، ومسجّل للنقاط ومتصدر للسباق.

في حين فاز شارل لوكلير بجائزة إيطاليا الكبرى ضمن أولى محاولاته كسائق لفيراري - انتصار بالألوان الحمراء ما يزال فيتيل يبحث عنه بعد خمس محاولات (بالرُغم من أنّه فاز بالطبع في مونزا مع تورو روسو على نحوٍ مذهل للجميع في 2008 وكرّر ذلك مع ريد بُل في 2011 و2013).

ومن ثم هنالك كارلوس ساينز الإبن، إستيبان أوكون، جورج راسل، لاندو نوريس، ألكسندر ألبون وبيير غاسلي. حيث يبدو بأنّ الجيل الأصغر من سائقي الفورمولا واحد قادم بقوة.

اليوم يُعدّ فيتيل - وبينما ما يزال رُغم جدل الكثيرين المعيار في فيراري، وهو بطل العالم الجدير بتلك المكانة في مقدّمة الفئة الملكة، في حين ما يزال لوكلير يعمل من أجل الوصول إلى أعلى مستوياته - رابع أكبر السائقين سنًا على الساحة بعُمر الـ 32، خلف كيمي رايكونن (40)، هاميلتون (35) ورومان غروجان (33). ولا يعني ذلك بأيّة حال انتقاصًا من فرصه، فتلك الأعوام الذهبية لفيتيل، كما أنّ العُمر الطويل على الساحة الذي تمتّع به العديد من السائقين في رياضة السيارات يُظهر أنّه ما تزال هنالك إمكانية ليحقق الألماني مزيدًا من النجاحات في تلك المرحلة من رحلته.

اقرأ أيضاً:

والمختلف هنا أنّ فيتيل وبقية جيله باتوا الآن المعيار، الأهداف التي تتم ملاحقتها من قِبَل الجيل الأصغر، ولم يعودوا تلك المواهب القادمة بقوة بزخم كبير من فئات رياضة السيارات الأصغر.

ولطالما كانت مكانة فيتيل في الفورمولا واحد وأفكاره حيال ما يحرّكه الآن من بين المواضيع التي ناقشها سائق فيراري مع محرر موقعنا "موتورسبورت.كوم" روبرتو تشينشيرو في جائزة أستراليا الكبرى المُلغاة الشهر الماضي.

سيباستيان فيتيل، فيراري

سيباستيان فيتيل، فيراري

تصوير: صور موتورسبورت

وعند سؤاله إذا ما كان قد تغيّر معياره بعد الفوز بلقبه الأوّل، قال فيتيل: "عندما تكون بعُمر الـ 15 وتنافس في الكارتينغ، فإنّ منظورك يكون مختلفًا للغاية عمّا ترى به الأمور وأنت في عمر الـ 30. وهذا أمر تُعلّمنا إيّاه الحياة".

وأضاف: "البعض يتعلّم ذلك في وقت أبكر، والبعض في وقت لاحق، والبعض لا يتعلّمه أبدًا. لكنّ ذلك قد لا يكون أمرًا سيئًا، ما أقصده هو أنّ ذلك يعتمد على من تكون، وكيف هي شخصيتك وما هي الأمور المهمة بالنسبة لك وهكذا. لكن بكلّ تأكيد سيكون من الجهل الاعتقاد بأنّ الفورمولا واحد هي مركز الكون والعالم، وكلّ الأمور تتمحور حولها. أعتقد بأنّه عندما يكون لديك ثلاثة أطفال وتكون ضمن عمر محدد، فإنك تكون كبيرًا بالقدر الكافي لفهم ذلك".

وتابع: "لكن رغم ذلك، فتلك الرياضة هي شغفي بكلّ تأكيد وتمثّل جزءًا كبيرًا من حياتي وتلعب دورًا محوريًا للغاية. إنّه أمر تفعله بك الحياة، تجارب تجمعها في جعبتك، حيث من المنصف كذلك القول بأنّ منذ 10 أو 15 عامًا لم يكن هنالك شيء في الحياة بالنسبة لي أهم من التسابق. كل أموري تمحورت حول ذلك".

وأكمل: " الآن وكما قلت فإنّ الأمور تغيرت بعض الشيء، ما لا يعني أنّ شغفي بالرياضة قد تراجع، على الإطلاق، لكنّك بكل تأكيد تكون قادرًا على رؤية الوضع بشكل أوضح، حيث تتوسّع آفاقك وتكون مدركًا لمزيد من جوانب الحياة. لذا ومنذ تلك الفترة، كانت لدي 10 سنوات لرؤية العالم والسفر بفضل وظيفتي، وأن أفكر حيال ما يحدث وما يتغيّر. ومن ثمّ تنشأ لديك اهتمامات أخرى كذلك، وتنضج".

وقبل أن ينطلق موسم 2020 - وهو في وقت لا نعلمه حتّى الآن في ظل الوضع الحالي وغير الواضح والمتغيّر سريعًا - فإن فيتيل سيكون السائق المخضرم صاحب الـ 240 سباقًا في مسيرته في الفورمولا واحد. كما أنّه كان وبحلول أوّل موسم يفوز فيه باللقب كان لديه بالفعل 43 سباقًا في جعبته.

اقرأ أيضاً:

ولطالما كان مستقبل فيتيل في الفورمولا واحد مثار حديث وتكهّنات كثيرة خلال العطلة الشتوية، حيث من المفترض أن ينتهي عقده الحالي مع فيراري موفّى هذا العام، إذ وبينما بدأ الألماني موسم 2019 وهو في موضع "الأولوية" بالنسبة للفريق، كما صرّح مدير فيراري ماتيا بينوتو قُبيل انطلاق ذاك الموسم، لكنّ فيتيل أنهى موسم 2019 في المركز الخامس في ترتيب السائقين - أسوأ نتيجة له بالألوان الحمراء - وتواجد خلف زميله الوافد الجديد لوكلير على صعيد مرّات الفوز والانطلاق من المركز الأوّل، وكذلك في الترتيب العام بفارق مركز وحيد.

وقد طافت في البادوك نظريات بأنّ هاميلتون - الذي ينتهي عقده كذلك مع مرسيدس بعد موسم 2020 - قد يسعى لاتّخاذ خطوة أخرى تحدد مسيرته عبر الانتقال إلى فيراري، لكن وخلال حدث إطلاق سيارة القلعة الحمراء لموسم 2020، أقدم بينوتو على تعزيز وضع فيتيل بالبقاء إلى جانب لوكلير - الذي يملك الآن عقدًا مع الحصان الإيطالي الجامح حتّى 2024.

ماتيا بينوتو، مدير فريق فيراري وسيباستيان فيتيل، فيراري

ماتيا بينوتو، مدير فريق فيراري وسيباستيان فيتيل، فيراري

تصوير: صور موتورسبورت

وحين سُئِل عمّا إذا كان بطل فيراري المتقلّب بات الآن رجل الأمس، قال بينوتو: "سيباستيان هو اختيارنا الأوّل في الوقت الحالي. وذلك أمر نناقشه بالطّبع معه وسنواصل مناقشته، لكنّ بالتأكيد هو خيارنا الأوّل، والمفضّل في الوقت الحاضر".

لكنّ تمديد عقد لوكلير في المقابل يُشير إلى أنّ فيراري ترى فيه بالفعل مستقبل الفريق، ما يفسّر الالتزام طويل الأمد معه. إذ وعندما جلس فيتيل وبينوتو أمام وسائل الإعلام خلال المؤتمر الصحفي الرسمي للفورمولا واحد في التجارب الشتوية الثانية في فبراير/شباط الماضي، كانت الحجرة ممتلئة، وقد طفت شائعات في البادوك بأن فيتيل ربما يكون على وشك الإعلان عن اعتزاله. لكنّه لم يقم بذلك، قائلًا عن أيّة مفاوضات تعاقدية: "نحن مشغولون للغاية بأمور أخرى وعليه فأنا لا أفكّر مطلقًا الآن حيال أي عقد جديد".

مع ذلك، وفيما يخص النظر إلى المستقبل - وليس فقط فيما يخص وضعه التعاقدي الحالي ولكن مكانته في رياضة السيارات والعالم - فإنّ فيتيل يُدرك بأنّ ذلك أمر طبيعي وتبدأ في التفكير فيه وأنّه بالفعل مرّ على عقله.

"إنّه سؤال كذلك تطرحه على نفسك عندما تبلغ 30 أو 32 عامًا بشكل أكبر ممّا يكون عندما يكون عمرك 20 عامًا. أين ستكون في خلال 10 سنوات؟ كونه وفي سن الـ 20 كلّ الأمور أو لا شيء قد يكون مختلفًا، لكن ومع 30 عامًا أفكّر بأنّ وقتي محدود بالنظر إلى حقيقة أنني في مجال رياضي" قال فيتيل.

وأكمل: "لذا من الممكن أن ترى شيئًا ما قادمًا تجاهك، حتى وإذا لم ترغب بذلك. حيث ستكون غبيًا بطريقة ما إذا ما تجاهلت ذلك، لكنّ ذلك لا يعني أنّني أستيقظ كل يوم وأتساءل حول ما سأفعله في غضون 5 أعوام. أنا مسترخٍ للغاية، حيث أرى بأنّني محظوظ للغاية بالوضع الذي أتواجد فيه ويسمح لي بالقيام بالعديد من الأمور، بمجرّد أن أتوقّف عن التسابق في الفورمولا واحد".

واستطرد: "ربما أتسابق في مكان آخر، أو أقوم بأمر مختلف في رياضة السيارات أو أمر مختلف تمامًا خارج ذلك العالم. تحدٍ جديد. لدي بعض الأفكار، لكنني لم أقرر شيئًا بعد. ما أزال هنا (في الفورمولا واحد)".

اقرأ أيضاً:

وقد تكون فكرة خوض فيتيل لتجربة لومان وبطولة العالم لسباقات التحمّل "دبليو إي سي" - حيث تتواجد فيراري بحضور مصنعي في فئتي "جي تي إي" - جذّابة، وكذلك إمكانية قطع ارتباطاته مع الصانع الإيطالي وشق طريقه في بطولات أخرى مثل الفورمولا إي  أو الإندي كار.

وربما تمثّل الإمكانية الأخيرة نقطة مثيرة للاهتمام - إذ قد يسير فيتيل على خُطى ألونسو في السعي نحو تحقيق التاج الثلاثي لرياضة السيارات. ففي نهاية المطاف وعلى غرار ألونسو، كبطل عالم وفائز بجائزة موناكو الكبرى، فإنّ الألماني مؤهّل لخوض ذلك التحدّي.

لكن وبينما قد تثير تلك السيناريوهات المحتملة حماسة المشجّعين والمتابعين، إلّا أنّ فيتيل لا يبدو في طريقه لمغادرة الفورمولا واحد بعد، لا سيّما بالنظر إلى تأكيدات بينوتو، التي تشير إلى أنّ فيتيل سيبقى جزءًا من فريق فيراري في الفورمولا واحد لبعض الوقت.

سيباستيان فيتيل، فيراري

سيباستيان فيتيل، فيراري

تصوير: صور موتورسبورت

وعلى الرُغم من أنّ فيتيل يواجه منافسة شرسة على نحوٍ متزايد من لوكلير - الذي استغرقه فقط سباقان من أجل أن يُبرهن على أنّه لن يقبل دور السائق المساعد في 2019 عبر حركة التجاوز الحاسمة التي استعاد بها الصدارة في وقت مبكّر من سباق البحرين الذي خسره بشكل موجع لاحقًا - لكنّ تجديدًا للعقد سيمنحه مزيدًا من الوقت لإتمام "مهمته" مع فيراري.

حيث أنّ هدفه هو ذاته الذي وضعه نُصب عينيه قُبيل موسم 2015 مع انتقاله إلى فيراري - وهو الفوز ببطولة العالم مع القلعة الحمراء، مثلما فعل شوماخر في نهاية المطاف بعد انتقاله من بينيتون لموسم 1996.

وهنالك أكثر من بضع أوجه تشابه بين معاناة كل منهما في بداية الرحلة من أجل الفوز باللقب مع فيراري، لكن وحتّى مع تأجيل انطلاق موسم 2020، فإنّ وتيرة مرسيدس المهيمنة الحالية لا يبدو بأنّها ستتراجع قريبًا - شوماخر كان ليفوز بسهولة بلقبين في 1997 و1998 في حال فقط عملت بضعة أمور على نحوٍ مختلف بعض الشيء لصالحه.

"حسنًا، ما تزال مهمتي هنا مثلما هي، كوننا لم نصل إلى القمة بعد" قال فيتيل عن رغبته بتحقيق النجاح المطلق مع فريقه الحالي فيراري.

واسترسل: "مرسيدس تغلبت علينا في الأعوام الماضية، لذا ما تزال مهمتي قائمة. خضنا العديد من السباقات وحصدنا الكثير من الخبرة، إذ أعتقد بأنّ هنالك بعض اللحظات العظيمة. لكن كانت هنالك بعض اللحظات التي لم تكن كذلك، لكن وكما قلت، ما تزال المهمة كما هي والهدف ما يزال حاضرًا لإتمام تلك المهمة، الفوز مع فيراري".

"نشعر الآن بأنّنا حققنا خطوة إلى الأمام، لكنّ السؤال الذي نطرحه هو ما إذا كان ذلك كافيًا أم لا" قال فيتيل عن شعوره المبدئي مع السيارة الجديدة "اس.اف1000".

وتابع: "قد تكون إجابتنا على هذا السؤال حاليًا "لا" على الأرجح، حيث نرى مرسيدس وريد بُل في المقدمة، لكن علينا الانتظار".

وضمن واقع بديل (وأكثر سرورًا مجملًا) خالٍ من وباء كورونا، فإنّ موسم 2020 في الفورمولا واحد كان ليكون في مرحلة ما بعد 1 على 10 تقريبًا من سباقاته - مع جولتين في أستراليا والبحرين كانتا لتستهلّا موسمًا من 22 سباقًا - لكن وعلى افتراض بأنّ ذلك الواقع تبلور وفق ما كانت عليه التجارب الشتوية تمامًا، فإنّ فيراري كانت لتتوجّه إلى هذين السباقين على الأرجح مع ثالث أسرع سيارة.

اقرأ أيضاً:

ويعني ذلك أنّ التصميم "العدائي المُفرط" لسيارة "اس.اف 1000" - وفق تصريحات بينوتو - قد ساهم في توليد مزيد من الجر في التجارب الشتوية، وأنّ شعور مشاهدة السيارة في جانب الحلبة كان أنّها صعّبت المهمة على سائقَيها مع صعوبة الانعطاف، الأمر الذي لا يناسب نقاط قوة فيتيل.

بخلاف ذلك، فإنّ هنالك تلك التسوية السرية بين فيراري و"فيا" فيما يتعلّق بوحدة طاقة الصانع الإيطالي. ما أضاف إلى مشاكل الفريق خلال التجارب الشتوية في برشلونة. وإذا ما كانت تلك المسألة نوعًا ما مجرد مناورة دقيقة للغاية، فما نزال لا نعلم ما سيحدث بعد أزمة تفشّي فيروس كورونا التي أوقفت عجلة العالم.

ولكن وفق ذلك وفي حال وصل فيتيل إلى هدفه في نهاية المطاف وأصبح أول بطل عالم لفيراري منذ رايكونن الذي أحرز البطولة في 2007، فإنّ الألماني سيكون بحاجة إلى أن يقلب الفريق تأخّره الذي يُصرّ على وجوده بالمقارنة مع مرسيدس وريد بُل التي لم تحصد مركز الوصافة في بطولة الصانعين منذ 2016.

ومن الجدير بالذكر أيضاً هنا أنّه وبفضل فوضى كورونا التي ألقت بظلالها على روزنامة الفورمولا واحد، فإنّ السيارات الحالية سيتم استخدامها من جديد في 2021، مع تجميد عملية تطوير بعض الأجزاء. إذ يهدف ذلك إلى تسهيل العبئ المادي الواقع على كاهل الفرق لناحية تطوير السيارات لتواكب القوانين الجديدة التي ستبدأ الآن في 2022 بدلًا من العام القادم، لكنّ ذلك يعني أيضاً أنّ أيّة مشاكل أساسية مع السيارة الحالية قد تمثّل عائقًا على المدى البعيد.

"ربما نحصل على مفاجأة إيجابية، لكن مهما كان ما سيحدث، فسيكون ذلك هو نقطة البداية بالنسبة لنا، ومن ثم سننطلق منها. التحدي سيكون في أن نصبح الفريق صاحب الخطوات الأكبر في التطوير على مدار الموسم" قال فيتيل.

وأردف: "بوسعك الفوز بالسباق الأوّل والهيمنة على السباق الثاني، لكنّ ذلك لا يعني شيئًا إذا لم تكن بذات القوة في السباق الأخير".

وحتّى إذا ما تمكّنت فيراري من قلب تأخّرها المزعوم وإطلاق العنان لقدرات سيارتها، فإنّ وضع لوكلير كأحدث النجوم الصاعدة في الفورمولا واحد وقدرته على تسجيل أقطاب الانطلاق الأولى وتحقيق الانتصارات سيصعبون مهمة فيتيل على الأرجح. حيث رأينا تصاعد التوتر داخل الفريق العام الماضي بعد سباق مونزا، حيث قال فيتيل أن لوكلير تجاهل أمر الفريق بمنح زميله عامل السحب خلال الطعلة الأخيرة في التصفيات.

لاحقًا، شاهدنا استفادة فيتيل من استراتيجية فيراري في سنغافورة، والتي أثارت غضب المتصدر لمعظم السباق لوكلير، وكذلك أوامر الفريق في روسيا.

ونُشير هنا إلى أنّ الواقعة الثالثة كلّفت فيراري على الأرجح الفوز بعدما تسبب انسحاب فيتيل بفترة سيارة الأمان الافتراضية، والتي سمحت لهاميلتون باقتناص الصدارة.

لكنّ حادثة تصادم البرازيل هي التي أوصلت الصراع إلى ذروته، حيث هاجم لوكلير فيتيل، مع حركة جريئة عند المنعطف الأوّل من حلبة إنترلاغوس، ومن ثمّ بدا بأنّ فيتيل قد أصابه الغضب، حيث هاجم زميله وتجاوزه عند الخط المستقيم التالي، ما تسبب في حادثة تصادم أخرجت كليهما من السباق.

سيباستيان فيتيل، فيراري

سيباستيان فيتيل، فيراري

تصوير: صور موتورسبورت

ولا شكّ بأنّ مشجّعي الفورمولا واحد ووسائل الإعلام مهتمون للغاية بالكيفية التي سيتبلور بها الفصل التالي في صراع ثنائي فيراري، لكنّ فيتيل أصرّ على أنّ ذلك "ليس مهما للغاية، سواء كان لدي خمس نقاط أكثر أو أقل (بالمقارنة مع لوكلير).

"الأمر الأهم هو أننا نسير كفريق في الوجهة الصحيحة" قال فيتيل.

واختتم: "تراجعنا خطوة للخلف العام الماضي، كوننا لم نكن أقوياء مثل الأعوام السابقة. هنالك أسباب لذلك، تلك التي نحتاج لفهمها من أجل ضمان إزالتها وتحقيق التقدم من جديد. بالتأكيد أهتم بالخمس نقاط التي أتقدم أو أتأخّر بها في لحظتها، لكن في الواقع، فإنّ هدفنا هو ضمان أن تعود فيراري في المقدمة".

كن جزءًا من مجتمع موتورسبورت

انضمّ إلى المحادثة
المقال السابق ساينز: إلغاء موسم 2020 سيوجه ضربة قوية للفورمولا واحد
المقال التالي لوكلير يُحقّق الفوز الثاني على التوالي في سلسلة الجوائز الكبرى الافتراضيّة الرسميّة

أبرز التعليقات

ليس هناك تعليقات على المقال. لمَ لا تبدأ بالتعليق؟

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط