اشترك

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط

تحليل: لماذا انتهى "حلم فيراري" بالنسبة إلى فيتيل؟

بدا سيباستيان فيتيل في فترة ما "المُنقذ" بالنسبة إلى فيراري خلال حقبة ما بعد فرناندو ألونسو، لكن وبعد مجموعة متتالية من الأخطاء تجاوز شارل لوكلير وبسرعة زميله الألماني ضمن الترتيب العام. فهل انتهى "حلم فيراري" بالنسبة إلى فيتيل؟

سيباستيان فيتيل، فيراري

سيباستيان فيتيل، فيراري

مارك ساتون/ صور لات

موتورسبورت.كوم "برايم"

أفضل المقالات التقنية والتحليلات المميّزة من عالم المحركات على موقع "موتورسبورت.كوم" باللّغة العربية.

ما بدأ في مونزا منذ 11 عاماً، ربما انتهى بالفعل هنا يوم الأحد الماضي.

قدم لوكلير مثالاً شبيهاً للغاية بسائق آخر بعمر 21 عاماً، وقف على منصة التتويج الشهيرة في مونزا عام 2008، لكن الفارق بين السائقَين بات واضحاً بما لا يقبل الشكّ خلال مجريات جائزة إيطاليا الكبرى. فما الذي على فيتيل القيام به للعودة إلى "شخصيته الشابّة السابقة" مرة أخرى؟

يبدو وكأنّ الفارق بين جيلَين بات يتجلى بوضوح طوال الموسم. وصل فيتيل إلى مونزا وهو يعتقد أن كل ما عليه تقديم أداء نظيف ومنح الفوز لجماهير "التيفوزي" كي يُنهي جفاف انتصاراته الذي طال عاماً كاملاً.

بدلاً من ذلك، أنهى سباقه بالمركز الـ 13 عقب خطأ خلال اللفة السادسة تفاقم بعودة خطرة إلى المسار كانت دليلاً على "سعيه اليائس" لإيجاد الوتيرة المنشودة. بالمقابل، بات لوكلير الآن رجل فيراري، سواءٌ داخل صفوف الفريق أو بين عشّاق الحصان الجامح.

حذفُ فيتيل من فيراري بينما ما زال في عقده موسمٌ ونصف، يبدو حُكماً قاسياً، وقد يُثبت الزمن ذلك. في الحقيقة، سيكون من الرائع لو أثبتَ الألمانيّ عكس ذلك.

لانس سترول، ريسينغ بوينت، سيباستيان فيتيل، فيراري

لانس سترول، ريسينغ بوينت، سيباستيان فيتيل، فيراري

تصوير: صور لات

أولئك الذين يشكّكون بطريقة ما بمقدرات فيتيل وألقابه الماضية، لم يروه في أفضل حالاته مع ريد بُل بين 2010 و2013، لذا ربما تكون المسألة أكثر تعقيداً من مجرد سائق "ظهر على حقيقته" عندما بات يقود مع فيراري.

لكنّ ما حصل في مونزا لم يكن أول مرة. بل سيسعى فيتيل للتفكير بعقلانية في مجريات تلك الجولة كما يفعل على الدوام، كما أنه يعلم الصورة الأكبر بكامل تفاصيلها في قرارة نفسه. لقد كان ذلك خطأ فيتيل الثامن الكبير خلال 25 سباقاً، وتلك عيّنة كبيرة بما يكفي لوصف ما يحصل على أنه بات "صفة" للسائق أكثر مما هو سوء حظّ.

انضم فيتيل إلى فيراري وبات "المُنقذ" للعلامة الإيطالية عقب "فشل" فرناندو ألونسو. لكنه لم يصل إلى مستوى الآمال المعقودة عليه، والطموحات التي وضعها لنفسه.

لا يمكننا إلا تخمين ما يدور في رأس فيتيل - وقد تكون هناك عوامل شخصية لا نعلم عنها شيئاً تساهم في الصعوبات التي تواجهه - لكنه يعلم بالتأكيد وفي قرارة نفسه أن ما يحصل لا يمكن تبريره.

وكما نفعل نحن المتابعين، يمكن لفيتيل العودة بالذاكرة إلى أيام أدائه "السحري"، حين كان يمتلك الوتيرة ليثبت نفسه، وأن يقول لنفسه بأنه ما زال يمتلك ما يلزم. لكن النتائج الفعلية، وبعد فترة طويلة من الوقت، ليست موجودة بكل بساطة.

في الواقع، إما أنه واقعٌ في حالة من "الإنكار" حيال ما يحصل على أرض الواقع، أو أنه يستجمع كامل سخطه وغضبه من أخطائه المتتالية كي يرفع نفسه مما هو فيه.

سيباستيان فيتيل، فيراري

سيباستيان فيتيل، فيراري

تصوير: صور لات

الثقة أمر أساسي بالنسبة للسائق، ولا يمكننا إلا تخيل ما فعلته مونزا بفيتيل. لقد كان قريباً جداً بالفعل، نظراً لأن زمن لوكلير في القسم الثالث من التصفيات كان قابلاً للهزيمة. لم يمتلك فيتيل الفرصة خلال الطلعة الأولى لأنه كان في المقدمة ومن دون عامل سحب، لكن كان من المقرر أن يكون خلف لوكلير في الطلعة الثانية.

لكن ما حصل في نهاية الحصة حرمه من فرصة المنافسة على قطب الانطلاق الأول. ولا عجب أنه لم يكن مسروراً من تردد لوكلير في تجاوزه خلال لفة الخروج إلى المسار.

وما زاد الطين بلّة، أنه بات بوسعه النظر إلى الجهة الأخرى من المرآب ليرى ما يخشاه كلّ رياضيّ: بات بوسعه رؤية نفسه، لكن قبل عقدٍ من الزمن وبحال أفضل بكثير!

لوكلير قوةٌ ضاربة، سائقٌ قام بما لم يتمكن فيتيل على الإطلاق منه أمام جماهير "التيفوزي" في مونزا. لقد كان فيتيل فيما مضى نجماً مثل هذا السائق اليافع.

هل ما زال يعتقد أنه بالفعل قادر على تحدي الجيل المقبل: لوكلير وماكس فيرشتابن؟ أم من الأفضل له ترك المنافسات وهو يتذكر ماضيه المشرق خلف مقود سيارته ريد بُل؟

لا يمكننا الحُكم إلا على ما نراه، ولا يمكننا أن نعلم ما يدور في رأس فيتيل. لكن سواء كان يدرك أم لا، فإنّ علائم الهزيمة باتت تظهر على مُحيّا الألماني. ويبدو أن محور فيتيل-فيراري محكومٌ بالفشل.

إذاً، ماذا سيفعل الآن؟ هناك عدة احتمالات. بداية، قد يتمكن بالفعل من قلب الطاولة لصالحه إذ يمتلك سلاحاً وحيداً متبقياً في جعبته ألا وهو الوقت. فعقد فيتيل يمنحه 12 شهراً مع فيراري، والعلامة الإيطالية لا تسعى عن بديل له في الوقت الراهن كما فعلت مع كيمي رايكونن مع نهاية موسم 2009. بل إنها تمتلك لوكلير. 92 سباقاً لهي فترة طويلة، وقد ينجح بالفعل في العودة.

الفائز بالسباق دانيال ريكاردو، ريد بُل وسيباستيان فيتيل، فيراري

الفائز بالسباق دانيال ريكاردو، ريد بُل وسيباستيان فيتيل، فيراري

تصوير: صور لات

في نهاية المطاف، أحلك فترات الليل تلك التي تسبق بزوغ الفجر. ربما مع سيارة تناسب أسلوب قيادته وقسمَين أمامي وخلفي قويين بوسعه السيطرة عليهما، سيحصل على الفرصة لكي يعود إلى سابق عهده.

بالطّبع سيكون فيتيل أكثر ثقة بالنفس بكثير مع مستوى ارتكازية أعلى من لوكلير الذي كان أكثر سعادة بالسيارة على مدار الموسم.

يخبر فيتيل نفسه على الأرجح أنّ العام القادم سيكون أفضل، مع سيارة قادرة على المنافسة ضمن معركة اللقب تناسبه على نحوٍ جيّد. لكنّ ذلك لا يعني إقصاء مشكلة الأخطاء التي يرتكبها، إذ أنّه وبشكل أساسي ما يزال سائقاً سريعًا بالرُغم من حقيقة أنّه لم يتمكّن من التفوق على لوكلير في التصفيات منذ سباق كندا في يونيو/حزيران الماضي.

لكن وبينما لا يُمكننا استبعاد ذلك الأمر - كما أنّه سيمثّل دفعة للفورمولا واحد إذا ما تمكّن فيتيل من العودة - لكنّ احتمالات أخرى تبدو الآن مرجّحة أكثر. حيث أشار البعض إلى أنّ الوقت قد حان ليعتزل الألماني، الأمر الذي لطالما نفاه وانتقده سائق فيراري. إذ وبعُمر الـ 32، ما يزال فيتيل يملك الكثير من الخبرة في جُعبته، لا سيّما إذا ما امتلك بالفعل الرغبة في التعمّق بداخله أكثر ودفع نفسه نحو الحدود القُصوى للأداء.

وفي حال شعر بأنّه لم يعد يرغب بممارسة هذه الرياضة بالقدر الكافي، أو لم يعد بمقدوره الوصول إلى المستوى الذي قدمه في الماضي، فإمّا سيتعيّن عليه الابتعاد أو توجيه تركيزه إلى تقديم مستوى لائق كالذي يقدّمه كيمي رايكونن الآن. لكنّ الألماني بدأ مسيرته صغيرًا، وربما قدره كذلك أن يُنهيها "صغيرًا".

بمقدور فيتيل كذلك محاولة إعادة بناء نفسه في مكان آخر، إذ سيكون ذلك سبيلًا مُرضيًا على نحوٍ أكبر بكثير لنا نحن المتابعين، وله وللبطولة وفريقه فيراري كذلك.

سحب فيتيل نفسه من صفوف ريد بُل عندما كان يعاني في موسم 2014، مع حاجته إلى تحدٍ جديد ليزيد من حماسته في ظلّ عدم سعادته بأدائه بالمقارنة مع النجم الصاعد حينها دانيال ريكاردو، فهل يفعل الألماني ذلك من جديد؟

إذ أنّ التمتمة بعودته إلى ريد بُل لن تختفي، ومن الممكن أن يعود إلى الفريق الذي تمتّع معه بأعظم لحظاته في الفورمولا واحد في محاولة لإعادة أمجاده الغابرة.

كما أنّ فريق ريد بُل لم يتغيّر كثيرًا في السنوات الخمس التي فارقه فيها الألماني، إذ ما يزال يرتبط بعلاقات جيّدة مع العديد من الأشخاص هناك. وهذا قد يوفّرله شعورًا افتقرت له فيراري، تلك البيئة الهادئة الضرورية لمراعاة شراسته وجانبه العاطفي.

سيباستيان فيتيل، فيراري وكيمي رايكونن، فيراري

سيباستيان فيتيل، فيراري وكيمي رايكونن، فيراري

تصوير: صور لات

في المقابل، باتت حقيقة أنّ الأخطاء كانت العلامة الفارقة للموسمين الماضيين بالنسبة لفيتيل، منذ حادثة الانطلاقة في سنغافورة في 2017، تبدو جليّة، إذ أنّ الضباب الأحمر لا بد وأنّه يلعب دورًا على الأقلّ في بعض هذه الأخطاء حيث لا تحظى فيراري بالضرورة بالبيئة الأكثر هدوءًا في البطولة.

ولطالما كان الصوت الهادئ المستقر لمهندس السباق غيوم "روكي" روكولين دومًا المرشد له في ريد بُل. فربما تساعده ثقافة مختلفة للفريق في العودة إلى أفضل حالاته. لكن في بعض الأحيان لا تكون مثل هذه العودة إلا محاولة يُقدّر لها الفشل من أجل استعادة أمجاد الماضي.

لذا ربما يكون الانتقال إلى تحدٍّ جديد تمامًا هو الحل الأمثل والضروري. من الصعب رؤية فيتيل في فريق صدارة آخر بخلاف ريد بُل، لذا سيتركه ذلك أمام خيارَين إمّا الابتعاد لموسم عن البطولة على أمل إيجاد سبيله للعودة خلف مقود سيارة جيّدة في وقت تكون فيه قيمة أسهمه منخفضة، أو الانتقال إلى فريق أقلّ قوّة.

علينا الانتظار لمعرفة ما سيقرره فيتيل، لكنّ التاريخ سيذكر على الدوام أنّه بطل عالم أربع مرّات، ولن يسلب أحد منه تلك النجاحات مُطلقًا، بيد أنّه لا يؤدّي حالياً كبطل عالم، ولم يظهر كذلك طوال العام الماضي.

الأمر الأكثر صعوبة على الرياضيين رفيعي المستوى هو أن يتقبّلوا حقيقة أنّ وقتهم قد حان للابتعاد. فكلّ إمبراطورية تتعثّر، وفيتيل قد يكون في تلك المرحلة أبكر ممّا كان يأمُل، وما زاد من إحباطه وخيبة أمله هو حقيقة أنّ لويس هاميلتون ما يزال يقدّم أداءً قويًا وهو بعُمر الـ 34.

الأمر مُحزن لأولئك الذين كانوا يستمتعون بمشاهدة رياضييهم المفضّلين في الماضي، لكنّ لا بدّ وأنّ الأمر يمثّل تجربة مريعة ومؤلمة بالنسبة لفيتيل.

ربما يعيش فيتيل في حُلمه الذي يرغبه الآن، إذ حصد الملايين  ويعيش حياة يحلم معظمنا بالحصول عليها، لكنّ الأوقات الصعبة ستؤلمه مثل أيّ شخص آخر. إذ سيشعر بذات الحيرة والذهول من سلسلة الأخطاء التي يرتكبها، ولا أحدد يعلم إذا ما بالإمكان استعادة ثقته القديمة بنفسه.

الأمر الواضح هو أنّ ذلك الوضع لا يُمكن أن يستمر. سيتشبّث فيتيل بأمل قدرته على قلب الأمور لصالحه، وربما يكون بوسعه ذلك. لكنّ حلمه مع فيراري يبدو في طور الانتهاء، بالرغم من بقاء 18 شهرًا قبل أن يستفيق الألماني ويُدرك ذلك.

سيباستيان فيتيل، فيراري

سيباستيان فيتيل، فيراري

تصوير: صور لات

Be part of Motorsport community

Join the conversation
المقال السابق "فيا" قد تستعمل نظاماً إلكترونياً لمراقبة حدود المسار في مونزا الموسم المقبل
المقال التالي وولف: فيتيل جيّدٌ جدًا لدرجة تمنع استبعاده

Top Comments

ليس هناك تعليقات على المقال. لمَ لا تبدأ بالتعليق؟

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط