اشترك

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط

تحليل: كيف كان موسم 2019 في الفورمولا واحد ليبدو من دون عثرات فيراري؟

أشارت العلامات من التجارب الشتوية إلى أنّ فيراري سيكون بمقدورها مقارعة مرسيدس بضراوة في موسم 2019 من بطولة العالم للفورمولا واحد، لكنّ الواقع كان له كلمة أخرى سطّرها الفريق الأحمر بإضاعته للفرص وارتكابه للأخطاء.

سيباستيان فيتيل، فيراري وشارل لوكلير، فيراري ولويس هاميلتون، مرسيدس وفالتيري بوتاس، مرسيدس وماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ وكيفن ماغنوسن، هاس

أندي هون/ صور لات

موتورسبورت.كوم "برايم"

أفضل المقالات التقنية والتحليلات المميّزة من عالم المحركات على موقع "موتورسبورت.كوم" باللّغة العربية.

بسطت مرسيدس هيمنة كاملة على مجريات موسم 2019 حتّى الآن، وليس هنالك ما يُمكن فعله لتغيير ذلك. فيراري كانت لديها الفرصة لقلب ذلك الوضع، لكنّها خرجت عن المسار الصحيح في العديد من المناسبات.

بعد مُضي 12 سباقًا من هذا الموسم، تجد فيراري نفسها خالية الوفاض من دون أيّ انتصار، في حين ظفرت مرسيدس بالفوز في 10 مناسبات. فالأمر أشبه بفريق كرة القدم الذي يحصل على العديد من الفرص أمام المرمى، ومع ذلك يخسر برباعية نظيفة.

في المقابل، تقدّمت ريد بُل وسائقها ماكس فيرشتابن ليقوما بما عجزت عنه فيراري، ويفرضا تحديًا على مرسيدس، إذ شكّلا خطرًا حقيقيًا ومتواصلًا في السباقات القليلة التي سبقت العطلة الصيفية.

إذا ما بدا بأنّ المعركة على البطولة قد حُسمت بالفعل، فإنّنا على الأقل نملك ما يُمكن أن نتحمّس له في معارك قد نشهدها سباقًا تلو الآخر في النصف الثاني من الموسم.

لكن هل ربما كنّا لنحصل على إثارة وموسم أكثر حبسًا للأنفاس إذا ما سارت الأمور على نحو مختلف؟

اقرأ أيضاً:

شكّلت الانتصارات الثمانية التي حققها لويس هاميلتون صدارة ذات أرضٍ صلبة في ترتيب البطولة، إذ أنّ رصيد نقاطه البالغ 250 نقطة مذهل إلى حدّ أنّ فيراري - التي كانت نجمة التجارب الشتوية - ليس لديها سائق ضمن مسافة ضغطِ حتّى من البريطاني.

حيث أنّ سيباستيان فيتيل يتأخّر بـ 96 نقطة عن الصدارة، وزميله شارل لوكلير بفارق 118 نقطة، ما يعني أنّه بحاجة إلى تسجيل أربعة انتصارات ومركزٍ ثانٍ وأن ينسحب هاميلتون في خمس مناسبات متتالية، فقط لتكون هنالك معركة متساوية على اللقب.

من غير الواقعي أن نتوقّع بأنّ فيراري كانت لتخوض موسمًا مثاليًا. إذ أنّه حتّى في عالم الأحلام الذي تعيشه مرسيدس وهاميلتون، اعترف البريطاني أنّ فريقه حظي بفرص للقيام بالأمور على نحوٍ أفضل حتّى مما شهدناه إلى الآن.

لكن دعونا نسبح في خيالنا ونتصوّر الواقع الذي كانت فيراري - وكان ينبغي عليها - لتمنحه لنا.

تخلُّص فيراري من مشاكلها مبكرًا

شارل لوكلير أمام سيباستيان فيتيل، فيراري

شارل لوكلير أمام سيباستيان فيتيل، فيراري

تصوير: صور ساتون

أمرٌ مُضحكٌ مُبكٍ أنّه ينبغي علينا ذكر ذلك مرّة ثانية: فيراري لم تفُز بأيّ من السباقات الـ 12 التي مضت من الموسم، إذ أنّ السبب في صعوبة استيعاب مثل ذلك الأمر هو أنّ فيراري كانت لتفوز بأحد السباقين الافتتاحيين.

دعونا نقول أنّه حتّى فريق لفيراري يعمل بشكل مثالي ما كان ليُحقق الفوز في أستراليا، إذ أنّ مرسيدس كانت مهيمنة على كلّ شيء، في حين كانت القلعة الحمراء تبحث عن روحها المفقودة.

لكنّ فيتيل في المقابل كان ينبغي أن يُنهي سباق ملبورن في المركز الثالث، حيث تأهّل أمام فيرشتابن، وفي ظلّ أنّ التجاوز صعب على الحلبة الأسترالية، فكان على الألماني حجز سائق ريد بُل وحصد منصّة التتويج وثلاث نقاط إضافية على ما حققه في الواقع.

أمّا الحقيقة الواضحة الأكثر قُبحًا كانت أنّ السباق التالي مثّل فرصة ضائعة أكبر للقلعة الحمراء.

فيتيل لم يكن سريعًا بالقدر الكافي للفوز في البحرين، على الرُغم من صدارته للمراحل المبكّرة من السباق، لكنّ لوكلير كان يملك السرعة الكافية، إذ قاد على نحوٍ جيّد للغاية مقتربًا من الانتصار إلى أن واجه مشكلة أسطوانة المحرّك التي سلبت منه ذلك الفوز وأرجعته إلى المركز الثالث.

خسر أصيل موناكو 10 نقاط ثمينة في ذلك اليوم، لكنّ فيتيل كان ينبغي أن يكون في مركز يخوّله تعزيز وضع فريقه وربما تحقيق الفوز. لكنّه عوضًا عن ذلك عانى لتقديم وتيرة قويّة ومن ثمّ فقد السيطرة على سيارته التي التفت حول نفسها بينما كان يخوض معركة مع هاميلتون.

إذ أنّ ما كان ينبغي أن يكون ثنائية لفيراري، تحوّل إلى المركزين الثالث والخامس مع أداءٍ خافت.

اقرأ أيضاً:

وبالانتقال إلى الصين، فيُمكن التغاضي عن ذلك السباق كونه تأثّر بشكل كبير بمدى الاختلاف بين السيارات، إذ كانت مرسيدس في أحسن حالاتها واستحقّت تسجيل الثنائية هناك.

مع ذلك، فإنّ لوكلير قد خسر نقطتين إضافيتين بشكل غير ضروري، إذ أنّ تطبيقًا سلسًا لأوامر الفريق كان ليمنع تراجعه خلف فيرشتابن.

هنالك تغييرات طفيفة تصنع بعض الفارق، على الرُغم من أنّنا لا نطبّق في واقعنا البديل الذي نتحدّث خلاله النقاط الإضافية لأسرع لفّة، حيث أنّ تغيير محاور سير السباقات يجعل ذلك العامل المتغيّر مخادعًا أكثر.

لكن، وبعد السباقات الثلاثة الأولى بنتائجها الواقعية، تقدّم هاميلتون أمام بوتاس بفارق ستّ نقاط، فيما كان سائق فيراري فيتيل متأخّرًا بالفعل بفارق 21 نقطة.

لكن في الواقع البديل الذي نتصوّره، كان هاميلتون ليكون متقدّمًا بفارق ثلاث نقاط فقط أمام بوتاس، وبعشر نقاط أمام فيتيل الذي كان ليتقدّم على لوكلير إلى المركز الثالث في ترتيب البطولة حينها.

ترتيب نقاط افتراضي بعد جائزة الصين الكبرى

1 - هاميلتون، 58
2 - بوتاس، 55
3 - فيتيل، 48
4 - لوكلير، 47
5 - فيرشتابن، 32

لوكلير يُضيع مزيدًا من الفرص

شارل لوكلير، فيراري - يخرج من سيارته بعد الحادث

شارل لوكلير، فيراري - يخرج من سيارته بعد الحادث

تصوير: صور ساتون

من الصعب التأكّد تمامًا ممّا أضاعته فيراري في جائزة أذربيجان الكبرى. إذ كان أداء لوكلير مذهلًا في بداية نهاية الأسبوع، حيث كان الأسرع في التجارب الحرّة، وكذلك القسم الأوّل من التصفيات قبل أن يصطدم بالحواجز في القسم الثاني، ما تركه أمام مهمّة صعبة في السباق شقّ خلالها طريقه إلى المركز الخامس، بينما افتقر فيتيل من جديد لوتيرة كالتي تمتّع بها زميله وكان بعيدًا للغاية عن أيّة معركة على الفوز في مواجهة ثنائي مرسيدس.

لوكلير أضاع من بين يديه منصّة تتويج على أقلّ تقدير، لكنّ وتيرته المبهرة خلال طلعته الأولى الطويلة للغاية في السباق، إلى جانب تصريح بوتاس بأنّ المونغاسكي كان ليشكّل خطرًا أكبر من فيتيل، تُعظّم من الفرصة الضائعة هناك.

إذ من المُنصف الإشارة إلى أنّه وفي حال كان انطلق من المركز الأوّل - والذي كان أمرًا ممكنًا على نحوٍ كبير - فإنّ لوكلير كان ليحصد النقاط الـ 25 في باكو.

فيتيل كذلك كان ليستفيد من تفادي لوكلير للحادث الذي تعرّض له في التصفيات، بالنظر إلى أنّه وجد نفسه من دون عامل سحب (من سيارة زميله) في القسم الثالث من التصفيات، كما أنّ تأخّر إبعاد سيارة لوكلير المتضرّرة تسبّب في تراجع درجات الحرارة بشكل كبير، لدرجة أنّه قلب كفّة الأداء لصالح مرسيدس بدل فيراري في ظلّ تفاعل سيارتيهما مع الظروف المختلفة تواليًا.

ومن أجل أن نجعل ذلك الموسم الافتراضي أكثر واقعية بعض الشيء، سنُقرّ بأنّ فيتيل ببساطة لم يحظَ بوتيرة لوكلير في باكو، لذا كان بوسع أصيل موناكو تقديم المزيد، في حين عجز الألماني عن ذلك على الأرجح.

فيما كانت جولة إسبانيا شبيهة بالصين، حيث لم تتمكّن فيراري من مُجاراة وتيرة مرسيدس، لذا لم تكن هنالك فرصة للفوز هناك، لكن مُجددًا فشل سائقٌ لفيراري في ترجمة المركز الثالث على شبكة الانطلاق إلى مركز أفضل من الرابع (خلف فيرشتابن)، حيث كلّف فيتيل نفسه ثلاث نقاط إضافية بالرُغم من أنّ فيرشتابن كان ليستحقّ عبور العلم الشطرنجي أمام لوكلير.

اقرأ أيضاً:

موناكو هي الفرصة الضائعة الكُبرى الأخرى، على الأقلّ بالنسبة إلى لوكلير، إذ افتقرت فيراري من جديد لوتيرة غريمتها، بيد أنّ البطل المحلّي لوكلير بدا بأنّ له كلمة أخرى.

حيث تصدّر التجارب الحرّة الأخيرة، إذ وبالرُغم من أنّ ذلك ما كان ليُترجم بالضرورة إلى ذات النتيجة في التصفيات، لكنّ فيراري لم تمنح الفرصة مُطلقًا للمونغاسكي، حيث أنّ سوء تقدير في حساب الزمن الأدنى للعبور إلى القسم الثاني من قِبَل الفريق أطاح به من القسم الأوّل للتصفيات، قبل أن يتعرّض لحادث في السباق بينما كان يحاول شقّ طريقه من الخلف.

وبالنظر إلى أنّه امتلك الأفضلية أمام فيتيل طوال نهاية الأسبوع، فمن المُنصف توقّع أنّ لوكلير كان على الأقلّ ليتواجد أمام زميله من جديد، ما يعني بدوره انطلاقه من المركز الرابع على أقلّ تقدير، وأن يرث مركز الوصافة بعد التخبّط بين فيرشتابن وبوتاس في خط الحظائر. في حين كان فيتيل ليتواجد على الأرجح في المركز الخامس.

وكان مركز الوصافة ليضع لوكلير فوق عتبة الـ 100 نقطة في هذا العالم الافتراضي، بفارق ستّ نقاط خلف بوتاس و23 نقطة خلف هاميلتون. وكان فيتيل ليخسر بعض الشيء ويتواجد في المركز الرابع، بينما كان فيرشتابن - مع قيود الهيكل المبكّرة على سيارته ريد بُل - ليتواجد في المركز الخامس على مسافة بعيدة.

ترتيب نقاط افتراضي بعد جائزة موناكو الكبرى

1 - هاميلتون، 124
2 - بوتاس، 107
3 - لوكلير، 101
4 - فيتيل، 85
5 - فيرشتابن، 66

دور فيتيل في إضاعة الفرص القريبة

سيباستيان فيتيل، فيراري يتقدّم أمام لويس هاميلتون، مرسيدس

سيباستيان فيتيل، فيراري يتقدّم أمام لويس هاميلتون، مرسيدس

تصوير: صور ساتون

عندما توجّهت فيراري إلى العطلة الصيفية، تمثّل كمدها الرئيسي حيال النصف الأوّل من الموسم في جائزة كندا الكبرى بكلّ تأكيد.

فعلى الرُغم من عبوره خط النهاية أوّلًا، إلّا أنّه تمّت إزاحة فيتيل إلى المركز الثاني إثر عقوبة التوقيت التي تعرّض لها وأثارت جدلًا كبيرًا حول قوانين التسابق في الفورمولا واحد. لكنّ الغضب الذي أُثير حول الحادثة وردّة فعل فيتيل عقب السباق لفتا الإنتباه بعيدًا عن الحقيقة البسيطة بأنّ فيتيل اقترف خطأ من جديد ضمن إحدى المعارك.

إذ في ظلّ تعرّضه لضغط متزايد من هاميلتون، خرج فيتيل عن المسار بالتوجّه إلى المنعطف الأوّل المزدوج، وعاد من جديد بطريقة غير آمنة بعد خروجه إلى المنطقة العُشبية، ليدفع هاميلتون نحو الحواجز بينما حاولت سيارة مرسيدس التسلل إلى الأمام.

حيث أنّ عقوبة الثواني الخمس التي تلقاها فيتيل نتيجة لذلك كلّفته أوّل فوز له ولفريقه فيراري هذا الموسم ومنحت البريطاني انتصارًا آخر.

تلك هي المعادلة الأبسط في واقعنا البديل: كان ينبغي على فيتيل حصد سبع نقاط إضافية يقتنصها من رصيد هاميلتون.

وبالانتقال إلى فرنسا، فإنّ سباقها يقع ضمن نفس الفئة مع الصين وإسبانيا، على الرُغم من أنّ فيتيل كان ينبغي عليه بالفعل معادلة قدرة لوكلير على هزيمة فيرشتابن.

فذلك واقع بديل تُعزّز فيه فيراري فرصها، لذا كان ينبغي على فيتيل - الذي قدّم أداءً ضعيفًا في الواقع على حلبة بول ريكار - من جديد أن يحصد نقطتين إضافيتين.

ولنمنح كلّ ذي حقّ حقّه، فإنّ بزوغ نجم فيرشتابن وريد بُل كقوّة قادرة على الفوز في النمسا كان أمرًا مستحقًا تمامًا.

اقرأ أيضاً:

أثارت استراتيجية فيراري مع لوكلير بعض التساؤلات والاستغراب، لكنّ الفريق كان مقتنعًا بصحّة قراره بالانطلاق على إطارات "سوفت"، إذ وحتّى اللفّات الأخيرة، بدا بأنّ ذلك الاختيار صائب تمامًا.

وعلى الرُغم من تواجده في الأمام حتّى قبل لفّتين ونصف من النهاية، لم يكن هنالك سبيل واضح قد يسمح للوكلير بالتشبّث بمركزه وهزيمة فيرشتابن.

أمّا فيتيل فلم يكن في الصورة بسبب مشكلة في صمّامات خطّ تغذية الهواء أفسدت عليه القسم الثالث في التصفيات وتسبّبت في انطلاقه عاشرًا.

ويصنع ذلك فارقًا طفيفًا في واقعنا البديل، حيث أنّ فيتيل كان ليكسب ثلاث نقاط إضافية ويحصد منصّة تتويج أخرى، إذ كان ذلك ليساعده على الأقلّ في البقاء على مقربة من معركة المركز الثاني في البطولة، حيث يوسّع هاميلتون أفضليته في الأمام، على الرُغم من أنّ 40 نقطة تفصل الأربعة الأوائل تُعدّ رقمًا ليس بالكبير بالمقارنة مع النقاط الـ 74 التي فصلتهم واقعيًا بعد مرور تسعة سباقات.

ترتيب نقاط افتراضي بعد جائزة النمسا الكبرى

1 - هاميلتون، 177
2 - بوتاس، 150
3 - لوكلير، 149
4 - فيتيل، 137
5 - فيرشتابن، 111

لوكلير يتشبّث بطموحه ونجم فيتيل يواصل الخفوت

شارل لوكلير، فيراري أمام ماكس فيرشتابن، ريد بُل

شارل لوكلير، فيراري أمام ماكس فيرشتابن، ريد بُل

تصوير: صور لات

يتسبّب بزوغ نجم ريد بُل المفاجئ بالعديد من المشاكل لفيراري في واقعنا البديل على ذات القدر مثل العالم الحقيقي.

في سيلفرستون، لم يكن لوكلير وفيتيل على ذات المستوى من الأداء مثل فيرشتابن، إذ وعلى نحوٍ معاكس، فإذا ما لم يُهدر فيتيل نقاطًا عبر اصطدامه بفيرشتابن، عندها كان لوكلير ليحقق نتيجة أسوأ.

وكان فيرشتابن ليتواجد في المركز الثالث في بريطانيا، مع وجود لوكلير خارج الثلاثة الأوائل في المركز الرابع.

أمّا فيتيل، وعن استحقاق، فربما كان ليُنهي السباق حتّى خلف سائق ريد بُل الآخر بيير غاسلي، بالرُغم من أنّه يُمكننا منحه ميزة الشكّ وإعطاءه المركز الخامس.

بالمقابل، يُمكن القول بأنّ ألمانيا كانت أصعب حتّى من أذربيجان إذا ما حاولنا وضع تخمين لما تكبّدته فيراري في نهاية المطاف ومن عمل يديها. حيث أنّ الطبيعة الفوضوية للسباق الممطر في هوكنهايم تعني أنّه وحتّى في حال حجز الفريق الأحمر صفّ الانطلاق الأوّل، الأمر الذي كان ممكنًا بكلّ تأكيد، فإنّ النتيجة كانت لتكون مختلفة تمامًا في يوم السباق التالي.

لكنّ الحقيقة البسيطة الواضحة تتمثّل في أنّ فيراري حظيت بالسيارة الأسرع في هوكنهايم، مع ذلك فقد عرفت مشاكل الموثوقيّة طريقها لمقاتلة القلعة الحمراء من جديد. حيث عانى منها كلا السائقَين في التصفيات، فتراجع فيتيل إلى مؤخّرة شبكة الانطلاق، بينما ذهبت آمال لوكلير بالانطلاق أوّلًا أدراج الرياح.

اقرأ أيضاً:

كان سباق ألمانيا جنونيًا، لكن وكما أثبت هاميلتون قبل انزلاق سيارته خارج المسار، فإنّه وإذا ما انطلقتَ أوّلًا فإنّك ما تزال متحكّمًا بحتّى أكثر السباقات جنونًا.

إذا ما كانت فيراري قد انطلقت في السباق من الصفّ الأوّل كما كان ينبغي، لكانت حققت الفوز. بالنظر إلى امتلاك لوكلير لأفضليّة الوتيرة طوال نهاية الأسبوع، إذ بوسعنا منحه الفوز في واقعنا هذا اعتمادًا على ذلك - بالرُغم من أنّ ظروف السباق المختلفة تمامًا تجعل من الصعب للغاية الحُكم بأنّه كان ليُكرر ذات الخطأ.

وكي نكون مُنصفين، حتّى إذا ما قلنا أن فيتيل أكمل أوّل مركزين، فعلينا كذلك افتراض أنّ سباق مرسيدس يتغيّر كليّةً في ذلك السيناريو أيضاً. وعليه فإنّ هاميلتون لا يخرج عن المسار، وسنمنحه مركزًا ثالثًا. كما سيعني افتقار بوتاس للوتيرة في هذه الظروف تراجعه إلى المركز الخامس خلف فيرشتابن.

لن نغيّر شيئًا حيال سباق المجر، إذ أنّ تأخّر فيراري هناك كان مستحقًّا تمامًا. كما أنّ خطأ بوتاس كان ليحدث بغضّ النظر عن أيّة أحداث ناتجة من تصرّفات فيراري.

ترتيب النقاط الافتراضي عند العطلة الصيفية

المركز (التغيّر) السائق النقاط (التغيّر)
1 (=) هاميلتون 242 (-8)
2 (+3) لوكلير 198 (+66)
3 (-1) بوتاس 182 (-6)
4 (=) فيتيل 180 (+24)
5 (-2) فيرشتابن 156 (-25)

ما جدوى ذلك الافتراض لواقعٍ بديل؟

شارل لوكلير أمام سيباستيان فيتيل، فيراري

شارل لوكلير أمام سيباستيان فيتيل، فيراري

تصوير: صور ساتون

لقد مارسنا لعبة خطيرة في عرض مفهومٍ لواقعٍ بديل، على الرُغم من أنّنا محظوظون بأنّ ذلك لم يقدنا إلى نتيجة مثيرة للجدل على نحوٍ كبير، كأن يتواجد فيتيل في صدارة البطولة على سبيل المثال.

وكما أوضحنا، فإنّ ذلك كان واقعًا لا تُطلق فيه فيراري مرارًا نيرانها على نفسها. فسباقات مثل أذربيجان، موناكو وألمانيا كان من المستحيل معرفة نتائجها إذا ما تواجد لوكلير في موقع مختلف من دون خطأ من الفريق أو السائق.

علاوة على ذلك، فإنّنا لم نضع في الحُسبان جوانب كان بإمكان مرسيدس التحسّن فيها، بعيدًا عن مصير هاميلتون/بوتاس في ألمانيا، حيث مثّلت فيراري عاملًا متغيرًا كبيرًا في ذلك السباق.

لكن ما قمنا به يمثّل تقديرًا صعبًا، لمحةً، لواقع كان ممكنًا على نحوٍ بارز. إذ لم يتعيّن علينا القيام بإعادة تصورٍ درامية لهذا الموسم من أجل الحصول على وضع مختلف، إذ بوسعكم من خلال جدول النقاط بالأعلى ملاحظة التغييرات الضخمة المتمحورة حول ما تكبّدته فيراري بيديها وما خسرته من نقاط عديدة (ما منح فيرشتابن حصيلة لا بأس بها من النقاط في وقت مبكّر من الموسم)، عوضًا عن تغيير وضع مرسيدس بشكل درامي.

في نسختنا البديلة لموسم 2019، ما يزال هاميلتون في الصدارة بفارق مريح بالتوجّه إلى العطلة الصيفية، لكنّه تقلّص على الأقلّ من 62 إلى 44 عن أقرب ملاحقيه. كما أنّه فارق أمام لوكلير وليس بوتاس. حيث أنّه وإذا ما استؤنف الموسم نهاية الأسبوع المُقبل وهاميلتون يتقدّم بفارق 44 نقطة أمام لوكلير، الذي بدوره يتقدّم بفارق 18 نقطة أمام فيتيل، عندها من يعلم ما قد نشهده من إثارة لما تبقّى من الموسم.

على الأقلّ سنظل نحظى بإمكانية الاستمتاع بمنافسة على اللقب بين فريقَين، وسيزيد من إثارة ذلك السياسة الداخلية لفيراري التي ستضطرّ على الأرجح إلى دعم آمال لوكلير على حساب فيتيل. وماذا سيكون مصير بوتاس في عالم لم يعُد يتواجد فيه خلف هاميلتون مباشرة على صعيد النقاط، لكنّه يواجه خطر التراجع خلف ثنائي فيراري في ترتيب البطولة؟

الغرض من تلك التجربة، إن صحّ وصفها بذلك، ليس تزييف الحقائق أو التصرّفات، بل ببساطة إظهار ما كنّا لنكون على موعد معه من إثارة في موسم 2019. ليس فقط بالنسبة لفيراري، ولكن للفورمولا واحد ككلّ.

المقال السابق موسم 2019 سار بشكل أفضل من المتوقع بالنسبة إلى هوندا
المقال التالي نوريس يرتدي حذاءً داعمًا إثر إصابة صغيرة في قدمه قُبيل جولة سبا

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط