اشترك

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط

تحليل: رسالة البريد الإلكتروني التي كانت السبب وراء قفزة مرسيدس

إلقاء اللوم على تأخر فيراري فيما يتعلق بدفعة الأداء التي أظهرتها مرسيدس في الفورمولا واحد، ليس إلا فهماً مبسّطاً لواقع التحول الكبير الذي شهدته السهام الفضية، والذي بدأ برسالة بريد إلكتروني واحدة.

توتو وولف، الرئيس التنفيذي لفريق مرسيدس ولويس هاميلتون، مرسيدس

ستيف إيثيرنجتون/ صور لات

موتورسبورت.كوم "برايم"

أفضل المقالات التقنية والتحليلات المميّزة من عالم المحركات على موقع "موتورسبورت.كوم" باللّغة العربية.

من السهل النظر إلى زحف لويس هاميلتون نحو لقب خامسٍ - محتمل - في الفورمولا واحد، والقول أنه حصل فقط بسبب مشاكل وأخطاء فيراري.

وتُجمع الآراء العامة حالياً على امتلاك سيباستيان فيتيل لسيارة أفضل قادرة على نيل اللقب، لكن ومع أخطاء القيادة وعثرات الفريق الإداري ومسؤولي الاستراتيجيات، ترك كل من الألماني وفيراري الفرصة تفلت من أيديهما.

لكن التركيز على أخطاء فيراري كسبب أساسيّ لضياع آمالها بنيل اللقب لهو خطأ كبير. إذ أن تعافي مرسيدس من وضعها الضعيف، والدفعة التي قدمتها على صعيد الأداء لهي مسألة محورية في تلك المعركة.

والحقيقة أنه في موسم 2018 للفورمولا واحد، تصرّف فريقا الصدارة بطريقتين مختلفتين حيال الضغط الذي ألقي على كاهليهما: فيراري تصدّعت جراءه ومرسيدس نجحت في احتوائه.

احتواء الضغط ومن ثم القدرة على الاستجابة الصحيحة تجاهه - واستعماله كمصدر للإلهام بدلاً من تحويله إلى أمر يثير الخوف - هو بالضبط ما قامت به مرسيدس لتنجح في إحراز أربعة انتصارات منذ سبا-فرانكورشان وضعتها كأكثر المشاركين حظاً لنيل لقبَي السائقين والمصنّعين.

ويمكن تقفّي أثر دفعة مرسيدس تلك إلى يوم الاثنين الذي تلا خسارتها الصادمة في جائزة بلجيكا الكبرى، حين خرج فيتيل وفيراري من العطلة الصيفية مع سيارة وحزمة محرك تمّ بناؤهما على الأفضلية الواضحة التي حظيت بها العلامة الإيطالية قبيل تلك العطلة.

خلال ذاك الصباح في سبا، كانت مرسيدس تلعق جراحها، بينما كتب وولف إلى أفراد طاقم التصميم مشيراً إلى مفهوم واضح وبسيط: لقد طالب طاقم العمل بأن تثبت مرسيدس أنها لن تقبل الهزيمة، فقد عملت وبشكل جادّ حتى تلك المرحلة في مواجهة غريمتها التي امتلكت الزخم الكبير، لكن لا سبب يمنع السهام الفضية من الخروج بإجابات على ذاك الوضع.

في بريده الإلكتروني ذاك، قال وولف: "نحن لن نستسلم. هذه ليست بطولة سنخسرها. علينا أن نفهم سبب ضعف الأداء. سواء أكان في التطوير، الأبحاث، التحليل، الذهنية أو أخلاقيات العمل".

بالمقابل، ردة فعل فيراري على نفس النوع من الضغوط - عقب التجارب التأهيلية في سوزوكا - كانت معاكسة تماماً، بل وأثارت غضب طاقم العمل ومزّقت المؤسسة نفسها.

وكان من السهل على مرسيدس البدء في تراشق الاتهامات بعد بلجيكا ما كان ليضيع الكثير من الطاقة في البحث عن المسؤول بينما تواصل فيراري زخمها وأفضلية وتيرتها. لكن، وبدلاً من ذلك أثارت رسالة البريد الإلكتروني تلك التي أرسلها توتو وولف إلى طاقم العمل، الإلهام بين صفوفهم للتلاحم معاً صفاً واحداً في مواجهة التحدي أمامهم، والخروج بالإجابات المناسبة للوضع الراهن.

توتو وولف، الرئيس التنفيذي لفريق مرسيدس

توتو وولف، الرئيس التنفيذي لفريق مرسيدس

تصوير: صور لات

الأحداث العصيبة "مُلهمة"

لطالما تكلم وولف عن الأوقات العصيبة بوصفها أحداثاً ملهمة ذات فوائد في إيجاد الأجوبة الصحيحة على طريق التقدم.

حيث قال معبراً عن وجهة النظر التي يتبناها: "كل يوم نفشل فيه هو يومٌ يجب على منافسينا الندم حياله، لأنّ تلك الأيام هي التي تجعلنا أقوى كي نهزمهم مجدداً".

وأكمل: "لا يتعلق الأمر بسرعة تقديم التحديثات، بل في الاستفادة القصوى من الحزمة الحالية، وضمان ألا يتكرر ما حصل في سبا مجدداً - حين خسرنا سباقاً اعتقدنا أننا سنفوز فيه".

وتابع: "عندما ننظر إلى سنغافورة، من دون تحديثات مقدمة فإنّ الفارق مع فيراري كان ليصل إلى 1.5 ثانية".

وأضاف: "لكن ما صنع الفارق هو فهمنا لكيفية عمل الإطارات في سنغافورة، لأنها كانت العامل الأهم هناك".

واستكمل: "تلك ذهنية استثمرنا فيها الكثير من الوقت. في سبا؛ المنعطفان الـ 17 والـ 18 و’لا سورس’ أثبتوا لنا السبب".

واسترسل: "التأقلم مع اللحظات الصعبة يحدّد نجاح المدير، والصراع ما بين مرسيدس وفيراري على أدق التفاصيل كان شديداً في 2018".

وبدا انزلاق فيراري نحو تبادل الاتهامات واضحاً بعد تصفيات سوزوكا، وهو الأمر الذي يثير استياء طاقم العمل ويمزّق المؤسسة برمتها.

عندما يقوم المدير علناً بتوجيه الانتقادات إلى أشخاص هو شخصياً مسؤول عنهم، فذلك يكشف مجالات خاطئة جداً في النظام الإداري.

وعانت مرسيدس من أيام صعبة هذا الموسم - مثل أخطاء الاستراتيجية في أستراليا، النمسا وروسيا (حيث أثيرت في الأخيرة مسألة أوامر الفريق) - لكن لم تكن هناك أية مؤشرات على محاولات الفريق إلقاء اللوم على أفراد طاقم العمل في حال حصول أخطاء.

وكان مدير الاستراتيجيات جايمس فاولز شعر بالراحة الكافية للاعتراف علناً بخطئه على لاسلكيّ الفريق، إذ يبدو ذلك مكمن قوّة للفريق وليس نقطة ضعف، إذ ساعد هاميلتون في التركيز على السيارة، وأظهر قدرة أفراد الطاقم على العمل من دون خوفٍ أو ’سيف مسلّط على رقابهم’.

لويس هاميلتون، مرسيدس

لويس هاميلتون، مرسيدس

تصوير: صور لات

القدرة على تحمّل الضغط

سُئِل وولف عقب تصفيات جولة اليابان إن كان يشعر بأنّ القدرة على تحمل الضغط بشكل أفضل، هو الفارق الأساسي ما بين مرسيدس وفيراري.

فأجاب: "ما حاولنا القيام به هو تأمين بيئة آمنة، وذلك أمر سهل القول مقارنة بتنفيذه، هناك الكثير من الضغوط، لكننا نحاول التخفيف منها بطريقة إيجابية".

وأكمل: "تلقينا الكثير من الانتقادات. أذكر على سبيل المثال: جولة النمسا هذا الموسم حين أدخلنا لويس إلى منصة الصيانة وكان متصدراً. لذا، أعتقد أننا نحاول الحفاظ على تواضعنا وتقبّل عدم وجود طريق سهل على الدوام".

وتابع: "لكن ما هو سهل، هو التعليق على المجريات لاحقاً. إذ يعلم الجميع الإجابات الصحيحة لاحقاً، وفي خضمّ الموقف فإنّ الحفاظ على رباطة الجأش ليس بالمسألة السهلة".

من جهة أخرى، شدّد وولف على أنه مدير يودّ رفع معنويات موظفيه ومنحهم الثقة، مشيراً إلى رغبته بدفعهم إلى التحسّن.

فقال: "إنها مقاربة تتطلب الصراحة من قبل المسؤولين الكبار ومعرفة التوقيت الجيد للتدخل من عدمه؛ لكنها كذلك تظهر القوة في الثقة بالموظفين حول عدم المخاطرة بجودة العمل. ودائماً ما يقال أن الصف الثاني من الموظفين هم من يختارون الصف الثالث".

في اليابان، قدم وولف تفسيراً لكيفية الاستفادة من دروس تحطم طائرة في روسيا عام 2010 - التي قُتل على متنها الرئيس البولندي و95 من مرافقيه - لتنبّهه إلى ضرورة الانتباه من مخاطر الاعتقاد بأن الإدارة تعرف أكثر من أفراد طاقم العمل.

في تلك الحادثة، أبدى الطيارون المحترفون ترددهم حيال إمكانية الهبوط مع تواجد كثيف للضباب، لكنهم تلقوا أوامر عُليا للهبوط بالطائرة.

ومع انخفاض مدى الرؤية إلى أمتار قليلة، انخفضت الطائرة إلى مستوى أقل من الاعتياديّ لترتطم بشجرة وتتحطم على الأرض.

وكشفت التحقيقات التالية مآخذ كبيرة في وحدة القوة الجوية الخاصة وفي التدريب والإدارة كذلك. حيث أوضح وولف أن سوء الإدارة الذي كُشف حينها كان المحفّز الأساسي لمقاربة فريقه التي ينتهجها في الفورمولا واحد.

ويعتبر وولف نفسه أنه مدير يودّ تقوية الثقة والأداء في موظفيه، ويرغب منهم أن يكونوا أفضل منه.

فقال النمساوي معلقاً على كارثة الطائرة تلك: "كانت تلك محاولة الهبوط الثالثة. وعندما تمّ كشف التسجيلات الصوتية من قمرة القيادة، كان هناك طياران اثنان محترفان جداً، جداً يحاولان الهبوط بالطائرة".

وأكمل: "قاما بإلغاء محاولتي هبوط سابقتين بسبب الضباب الكثيف، ولم يكن نظام الهبوط التلقائي مستعملاً في المطار. وعندما قررا التجربة مجدداً، وكانا يفكران فيما يودان القيام به، جاءهما الأمر من رئيس القوة الجوية قائلاً ’سنهبط’".

وتابع: "لقد ضغط لتنفيذ رأيه متجاوزاً الطيارَين لأنه أعلى مرتبة منهما. وقاما بالهبوط، ونفذا ذلك الأمر، ليُقتل ما يقارب الـ 100 شخص! لقد كانا يمتلكان معرفة عملية أكثر منه".

وأضاف: "لذا، عندما نسير في خططنا خلال التصفيات والسباق، يقوم جايمس فاولز بالإدارة الفعلية، وكل ما بوسعي القيام به هو التعليق ومنحهم آرائي وانطباعاتي".

واستكمل: "لكن في نهاية المطاف، القرار قراره. إنه مسؤول في تلك اللحظة حتى بالرغم من أنني أعلى مرتبة منه فإنني لا أتدخل. إنه قراره في نهاية المطاف. قراره".

لويس هاميلتون، مرسيدس

لويس هاميلتون، مرسيدس

تصوير: صور لات

"البطولة لم تُحسم بعد"

ربما تعود نقاط قوة وولف ومرسيدس إلى أنهم لا يسمحون لنفسهم بالاعتقاد بأنهم قاموا بعمل جيد بما يكفي. مستوى معين من "البارانويا" يجعلهم متحضّرين على الدوام ويساعدهم حقيقةً في التفوق على المنافسين الذين يعتقدون أنهم قاموا بعمل متكامل.

ولهذا السبب لا يعتقد وولف أن البطولة قد حُسمت بعد. إذ ما زال احتمال حصول بعض المصادفات الغريبة وارداً ويدور في رأسه.

وعلى الرغم من أن مرسيدس قد أحرزت 76 انتصاراً منذ عودتها إلى الفورمولا واحد، لكن تقليدها في وضع أفراد مختلفين في كل مرة من طاقم العمل على منصة التتويج لم يكن يوماً مخططاً أو مجهزاً له.

حيث قال وولف: "في كل سباق نكون محظوظين بتصدره، علينا تقرير من يصعد إلى منصة التتويج. وأنا أتخذ ذاك القرار لحظة عبور السيارة للعلم المرقط، وليس قبله. والأمر نفسه ينطبق على بطولتَي السائقين والمصنّعين".

وتابع: "لا تنتهي المنافسة قبل أن ينتهي الموسم بالفعل. لقد رأيتُ الكثير من المصادفات الغريبة طوال مسيرتي المهنية، ولا شيء غير ممكن الحدوث. لهذا السبب أفضّل الانتظار حتى ينتهي كل شيء بالفعل".

لكن، وبناءً على ما قامت به مرسيدس منذ ذاك البريد الإلكتروني بعد سبا، فإن الانتظار لن يكون طويلاً!

Be part of Motorsport community

Join the conversation
المقال السابق توست: على الفورمولا واحد حظر الألواح الجانبيّة
المقال التالي تحليل تقني: كيف ساعدت فكرة مكلارين كلًا من فيراري ومرسيدس

Top Comments

ليس هناك تعليقات على المقال. لمَ لا تبدأ بالتعليق؟

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط