تحليل: رحلة الـ 12 شهراً على طريق تصميم كسوة أستون مارتن الجديدة في الفورمولا واحد

بكل تأكيد، ستظهر الألوان الخضراء والسوداء - مع الخطوط الوردية - متميزة للغاية بين ألوان سيارات البطولة الأخرى، مع انطلاقة الموسم الجديد على أرض حلبة البحرين الدولية في وقت لاحق من الشهر الجاري.

لكنّ حدث الكشف عن السيارة لم يكن إلا المحطة الختامية من رحلة طويلة استغرقت 12 شهراً، لتصميم كسوة لونية مناسبة تليق بالعلامة البريطانية العريقة.

ولعل المعضلة الأساسية التي تواجه مثل هذا التحدي، تتمحور حول إيجاد التوازن المثالي بين مظهر الكسوة اللوني الحقيقي، والكيفية التي ستبدو بها على شاشات التلفزة - أو الصور الرقمية - في جميع أنحاء العالم، نظراً لأن النقل التلفزيوني قد لا ينقل الألوان بالدقة الحقيقية.

لهذا السبب، وكما شرح ماريك ريتشمان المدير الإبداعي لدى أستون مارتن، فإن الخيار النهائي حيال التدرج الفعلي للون الأخضر المستعمل، كان مهمة تتطلب الكثير من البحث.

فقال ريتشمان الذي كان يعمل مع سيارات أستون مارتن التجارية منذ 16 عاماً: "لقد كانت رحلة طويلة في الحقيقة".

وأكمل: "الألوان تعتبر أمراً هاماً جداً. كيف تنتقي اللون بدقة، وكيف يظهر هذا اللون على الشاشات، وكيف يبدو تحت أشعة الشمس، وكذلك خلال الأيام الغائمة في سيلفرستون. إنه أمر هام جداً جداً".

وتابع: "لقد أمضينا 12 شهراً في العمل على تطوير اللون. لقد أكملنا العديد من التجارب على الكسوة اللونية، لقد واصلنا إدخال التعديلات حتى الدقيقة الأخيرة كي نضمن كسوة لونية مثالية مناسبة".

واسترسل: "أعتقد أن السيارة تبدو مذهلة. وهذا كل ما نطمح إليه. ستكون أجمل السيارات لوناً على الحلبة".

تفاصيل سيارة أستون مارتن

تصوير: أستون مارتن

ويبدو أن الخيار النهائي للون الأخضر يبدو فاتحاً أكثر مما كانت لتختاره أستون مارتن، لكنّ عوامل عديدة - عدا اللون الفعلي - كان يجب أخذها بعين الاعتبار أيضاً.

"أتمنى لو كان الأمر بسهولة النظر إلى مجموعة الألوان واختيار أحدها. إن تطوير اللون نفسه عملية معقدة للغاية، إذ يتوجب نقله كذلك إلى مجموعة سياراتنا التجارية" قال ريتشمان.

وأردف: "نظراً لأن الزبائن سيرغبون بمثل هذا اللون على السيارات التجارية، حالما يرون سيارتنا للفورمولا واحد".

وأكمل: "لذا، خضنا عملية تطوير كاملة، تضمنت الكثير من التكرار والإصلاح والتعلم وغيرها".

واستكمل: "من الواضح أنه وعند التفكير بسيارة فورمولا واحد، فإننا سنأخذ اعتبارات أوتمار زافناور (مدير الفريق) كذلك. إذ لا نرغب بطلاء السيارة باللون الوردي القويّ. وكان علينا أخذ تلك النقطة بعين الاعتبار".

وأضاف: "علاوة على ذلك، هناك ضرورة لنقل تلك الكسوة اللونية باستعمال التقنيات الحالية في الطلاء، إلى سياراتنا التجارية كذلك".

بالمقابل، أوضح ريتشمان أن أستون مارتن خاضت تجارب مكثفة حيال كيفية ظهور الألوان في العالم الحقيقي ومقارنتها بكيفية ظهورها على شاشات التلفزة أو الصور الملتقطة.

فقال: "كيف تضمن ظهور الألوان بشكلها الحقيقيّ على الشاشات.. كنا حرفياً نصوّرها ومن ثم نشاهد ما صورناه على شاشات الحواسيب".

وتابع: "استعملنا كاميرات تصوّر بدقة 4ك حقيقية، إضافة إلى تقنيات ثلاثية الأبعاد، وتلك هي الطريقة التي لا بد من العمل بها في عصرنا الحالي".

وأردف: "أغلب الأقسام الداخلية للسيارات باتت تُصمم عبر برنامج ’كاد’ من دون نماذج أولية فعلية. ولدينا قدرة عالية على محاكاة الألوان، الأحجام والأشكال ومن ثم معالجتها عبر  الحاسوب الذي يُظهر بدوره اللون الأفضل للعين البشرية".

واستطرد: "لكنها عملية طويلة، لأنه يجب علينا ضمان إعجاب أولئك الأشخاص المخلصين والعاشقين للون الكلاسيكي، بالكسوة الجديدة حين يرونها للمرة الأولى".

تفاصيل سيارة أستون مارتن 2021

تصوير: أستون مارتن

ويبدو أن الحكم النهائي على شعبية الكسوة الجديدة من عدمها بين المتابعين، سيستغرق وقتاً.

وبينما تم انتقاد أغلب السيارات الحديثة من قبل المتابعين بسبب عدم إعجابهم بالكسوة اللونية مقارنة بالسيارات العريقة من تاريخ البطولة، يرى ريتشمان أن هناك معياراً واحداً يحدد جمال السيارة، لكنه يود من سيارة أستون مارتن الجديدة تخطي ذلك.

فقال: "إن الإنسان يلتفت إلى الأمور الجميلة بطبيعته. لكنني سأستعير تعبيراً من أوتمار، يقول فيه: ’السرعة هي الجمال’، وأنا أتفق مع هذا مئة بالمئة".

وأكمل: "لذا هناك أكثر من جواب للمشكلة وكيفية حلها. أعتقد أنه وبالتأكيد فإنك ترغب بسيارة جميلة يحدق فيها الناس".

واختتم: "يقفون مدهوشين من جمالها.. وأعتقد أن هذا ما كان أملنا على الدوام".

تفاصيل سيارة أستون مارتن

تصوير: أستون مارتن