نفتتح كلّ شيء مثل المعتاد بالجناح الأمامي، حيث صبّ الفريق قدرًا جيّدًا من التركيز على تَصميمَي الأنف ونظام التعليق الأماميّ من أجل تحديد وإكمال المفهوم التصميمي بأكمله.
ويُعدّ الأنف تجسيدًا مختلفًا لهذا الهيكل المُعقّد الذي تمّ تقديمه أوّل مرّة من قبل مكلارين في 2018. إذ أنّ الهيكل الأساسيّ الأنحف لأنبوب الأنف لا يزال في قلب التصميم، وكذلك استخدام الستار أسفله. في المقابل تمّ التخلّي عن الشريحتين الطوليّتين الجانبيّتين لصالح مقاربة أكثر بساطة، بينما بقيت دعامتا الجناح عند أبعد نقطتين ممكنتين عن خطّ وسط الجناح.
وتتضمّن الدعامة، التي تُعدّ طويلة جدًا بالمقارنة مع تصاميم الفرق الأخرى التي تستخدم فكرة الستار كذلك، ثلاث فتحات لتوجيه الهواء من الواجهة الداخليّة إلى الخارجيّة. ويُعدّ هذا حلًا سبق وأن رأيناه على سيارة مكلارين لكن بتصميم مختلفٍ قليلًا.
ويُمكن اعتبار إعادة تصميم الأنف كمجرّد مقبّلات بالمقارنة مع المراجعة التي شملت نظام التعليق، إذ يسعى الفريق من خلاله لتحسين جودة التيارات الهوائيّة المتدفّقة إلى بقيّة أجزاء السيارة.
بعد اختبار حلٍ مشابه خلال جائزة بلجيكا الكبرى العام الماضي، لم يكن من المفاجئ رؤية الفريق يستخدم تمديدًا لرفع الذراع العلويّة، وهو قرار شمل أيضاً رفع نقطة التثبيت الداخليّة كذلك.
بالتوازي مع ذلك أقدم الفريق على رفع عمود التأرجح السفليّ كذلك، حيث وضعه في ارتفاعٍ مشابه للجنيّح المتواجد في أعلى الألواح الجانبيّة، بينما يتواجد العمود العلويّ في ذات مستوى الجناح الذي يُغطّي دعامة التصادم الجانبيّة.
ويُظهر الاعتناء بموضع كلّ مكوّنٍ بالمقارنة مع البقيّة حوله رغبة ملحّة في إدارة درب التيارات الهوائيّة نحو جانبَي السيارة اللذين أصبحا أضيق وأعلى، بينما باتت فتحة التبريد الجانبيّة أصغر بكثير ومحميّة بعيدًا عن أيّة اضطرابات هوائيّة من شأنها التقليل من كفاءتها.
أمّا خلف السائق فإنّنا أمام تصميم مثيرٍ آخر، إذ اختار الفريق تصميم علبة تهوية علويّة، ودعامة تصادم وغطاء محرّك على شكل مصباح. وتتميّز فتحة التهوية بواجهة عريضة تحيط بهيكل التصادم الذي على شكل حرف "في"، بينما يعمل الموجّهان الأفقيان الآخران على توجيه الهواء إلى مختلف مبرّدات ومشعاعات تبريد وحدة الطاقة.
ولا يتوقّف الشكل المثير لهذا الهيكل عند ذلك الحدّ، إذ أنّه يميل إلى الأمام ورُبّما يعود ذلك لمحاولة استخدام الهواء القادم من الطوق بشكلٍ أفضل.
قد يبدو غطاء المحرّك والهيكل الخارجيّ في تلك المنطقة ضخمين بعض الشيء بالمقارنة مع فيراري وريد بُل، لكنّ مكلارين أبقى على التصميم ضيّقًا قدر الإمكان وقلّلت ورفعت فتحة التصريف الخاصة بالتبريد في الخلف، وذلك في محاولة لتعويض أيّ قصور قد يتسبّب فيه توضيب وحدة طاقة رينو وملحقاتها.
أبرز التعليقات