اشترك

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط

تحليل: المخاطر المحتملة التي تعمل مرسيدس على مجابهتها في 2021

ربّما تكون سيارات موسم 2021 من بطولة العالم للفورمولا واحد مبنيّة على سابقاتها من 2020، لكنّ ذلك لا يعني أنّ مرسيدس ستحظى بمهمّة سهلة هذا العام. اعترف الفريق بوجود بعض العوامل التي من شأنها التأثير عليه وبات يعمل جاهدًا من أجل حدّها.

ستوفيل فاندورن، مرسيدس

ستوفيل فاندورن، مرسيدس

زاك موجر/ صور لات

موتورسبورت.كوم "برايم"

أفضل المقالات التقنية والتحليلات المميّزة من عالم المحركات على موقع "موتورسبورت.كوم" باللّغة العربية.

كانت الفترة الشتويّة الفاصلة بين موسمَي 2020 و2021 غير مسبوقة. فبعد الإنجاز اللافت بإقامة 17 جولة خلال الأزمة الوبائيّة غير المسبوقة، انتقل التركيز سريعًا إلى المرحلة التالية. لكنّ طريقة تحضير فرق الفورمولا واحد لموسم 2021 لم تكن اعتياديّة.

يكمن الفارق الأساسيّ في أنّه على إثر الاتّفاق بين الفرق والفورمولا واحد و"فيا" خلال فترة الإقفال الأولى جرّاء جائحة كورونا فإنّ تصاميم سيارات 2020 سيتمّ الإبقاء على أغلبها للموسم الجديد. هناك بالطبع تعديلات أخرى تلت ذلك وتمحورت بالأساس حول أرضيّة السيارة لخفض مستويات الارتكازيّة بنسبة 10 بالمئة، إلى جانب اعتماد نظام مفاتيح التطوير للسماح بمجال محدودٍ من التحديثات. ستُعوّل الفرق بشكلٍ كبيرٍ على العمل الذي قامت به عند إنتاج سيارات 2020 – والكثير من المكوّنات الميكانيكيّة داخلها – لعامٍ آخر.

أمّا الحقبة الجديدة من القوانين التي كان من المفترض تقديمها هذا العام فقد تمّ تأجيلها حتّى 2022. لكنّ ذلك لا يعني أنّ التحضيرات لموسم 2021 ستكون هي ذاتها للجميع. غيّرت مكلارين مزوّد محرّكاتها لتعود إلى التعاون مع مرسيدس. لذا عليها العمل على ملاءمة هيكلها لاحتضان المحرّك الجديد، حيث قال بيرس ثين مدير الإنتاج في الفريق أنّ هذه العمليّة تعني دخول مكلارين للموسم الجديد بـ "سيارة جديدة بالأساس".

كما باتت جميع الفرق تعمل الآن تحت سقف النفقات البالغ 145 مليون دولار لموسم 2021. كانت بعض الفرق تعمل بالفعل تحت ذلك السقف لبضعة أعوام، لذا لم يكن عليها تغيير مقارباتها، بل ربّما بدأت بدراسة خططٍ لزيادة إنفاقها والاقتراب أكثر من ذلك السقف. لكن تعيّن في المقابل على الفرق الكبرى إجراء تغييرات عمليّة كبيرة من أجل الامتثال.

يُمكن للمرء المُجادلة بأنّ مرسيدس هي "الفريق الأكبر" في الفورمولا واحد حاليًا، وذلك بالنظر إلى طاقمها الضخم (حوالي 950 موظّف)، وتزويدها لثلاثة فرقٍ زبونة بالمحرّكات، وبشكلٍ حاسم نجاحاتها الضخمة على مرّ السنوات الماضية. إذ إلى جانب الألقاب السبعة المزدوجة فقد ضمنت الماكينات الألمانيّة 102 انتصارًا.

وبأخذ تلك النجاحات المتواصلة بعين الاعتبار وعدم نسيان أنّ سيارتها لموسم 2020 تمتّعت بفوارق أداء ضخمة مع بقيّة منافساتها فإنّ مرسيدس تدخل العام الجديد كأبرز المرشّحين مجدّدًا.

لهذا السبب كان من المفاجئ للغاية سماع جايمس أليسون المدير التقنيّ للفريق يقول مؤخّرًا: "إذا نظرت إلى موسم 2021 الجديد واعتقدت بأنّه سيكون مجرّد مواصلة لما رأيناه في 2020، فلا تغترّوا بأيّ أحدٍ يُخبركم بذلك".

"العمل الذي تعيّن علينا فعله كان واسع النطاق" قال أليسون ضمن فيديو نشرته مرسيدس شارحًا حيّز تغييرات قوانين 2021، وأضاف: "نأمل أننا فعلنا ما فيه الكفاية للحفاظ على نجاحنا. لكن مثلما هو الحال دائمًا في هذه المرحلة من العام فإنّك تواجه شعورًا بالقلق والحماس أثناء انتظارك لمعرفة إن كانت جميع هذه الاستثمارات التي أقدمنا عليها على السيارة ستُؤتي ثمارها".

تجدر الإشادة بمرسيدس بالنظر إلى أنّها منذ سيطرتها على مقدّرات البطولة فإنّها لم ترتكب خطأ الاستناد على أمجادها. وبالرغم من مستويات الأداء المذهلة التي قدّمتها سيارتها "دبليو11"، إلّا أنّ الفريق بدا عرضة للخطر في بعض المناسبات الموسم الماضي، وهو ما كلّفه بعض النقاط.

هناك بعض المخاطر المحتمرة التي على جميع فرق الفورمولا واحد أخذها بالحسبان لموسم 2021، واعترفت مرسيدس بالفعل بالتحديات التي تُواجهها. وسنُسلّط الضوء هنا على الجوانب التي يقلق بشأنها الفريق، ومدى إمكانيّة تأثيرها على أبطال العالم.

هل ستكون تغييرات الأرضيّة عاملًا كبيرًا؟

"ربّما الأمر الأصعب بالنسبة إلينا هو الاستجابة لتغييرات الانسيابيّة لموسم 2021" قال أليسون.

جاءت خطط تغيير تصاميم الأرضيّة تفاعلًا مع السرعات العالية التي بلغتها سيارات 2020. فبالرغم من أنّ القوانين الحاليّة سارية المفعول منذ 2017، فإنّ تطويرات الهيكل والمحرّك، بالتوازي مع استقرار الإطارات بين 2019 و2020، كانت تعني بلوغ السيارات أزمنة لم يسبق تحقيقها في تاريخ البطولة. لكنّ السرعات العالية جلبت معها بعض المشاكل.

تملك "فيا" تاريخًا طويلًا على صعيد التدخّل عندما تبلغ سيارات الفورمولا واحد مستويات أداء عالية جدًا. يعود ذلك إلى سببٍ جيّدٍ جدًا، كون الحلبات الحديثة يتمّ تصنيفها وفق مستويات السلامة فيها، ومن السهل التحكّم في السيارات وكبح جماحها عوضًا عن إعادة بناء الحلبات. لهذا السبب بقيت أغلب الأرقام القياسيّة المسجّلة في 2004 قائمة لفترة طويلة.

بدأ ذلك المنحى بقانون مجموعة الإطارات الوحيدة لمسافة السباق بأكمله في 2005. وعند إلغاء ذلك القانون في العام التالي فقد تمّ تعويض محرّكات "في10" بالأخرى "في8"، وبعد ثلاثة أعوامٍ أخرى فقد تمّ تغيير التصاميم بشكلٍ كبير لخفض مستويات الارتكازيّة بشكلٍ دراميّ، لتعود الأمور للتحسّن تدريجيًا منذ ذلك الحين.

فالتيري بوتاس، مرسيدس

فالتيري بوتاس، مرسيدس

تصوير: صور موتورسبورت

لكن بعد مشاكل الإطارات ضمن جائزة بريطانيا الكبرى، إلى جانب مشاكل الثقوب التي شهدتها موجيللو وإيمولا، فقد كان على "فيا" التدخّل. جاء القرار بإجبار الفرق على تعديل الأرضيّات، إلى جانب تقديم تركيبات إطارات مُعزّزة لموسم 2021.

تأتي تغييرات الأرضيّة بالأساس نتيجة تفاقم تعقيد التصاميم في تلك المنطقة من السيارة في السنوات الأخيرة، وتمّ نزع جزء مثلّث أمام الإطار الخلفيّ نتيجة لذلك بالتوازي مع حظر الفتحات والشروخ على حافة الأرضيّة. ولهذه الأخيرة تأثيرات على عمل الناشر (الذي تمّ تقليص ارتفاع أشرطته بـ 50 ملم هو الآخر) وكيفيّة توليده للارتكازيّة.

وبالنظر إلى التصاميم التي اختبرتها فيراري، ورينو وهاس في مراحل متأخّرة من موسم 2020، فإنّ بوسع الفرق لوي الحافة قليلًا في محاولة لمحاكاة تأثير الفتحات السابقة.

وقال أليسون في ما يتعلّق بقيود الأرضيّة: "عند النظر إليها فإنّك تقول: لا يبدو هذا تغييرًا كبيرًا. لكنّ نزع ذلك الجزء وحده سيتسبّب في خسارة حوالي ثانية في اللفّة".

كما كان هناك تعديلٌ آخر في القوانين في ما يتعلّق بالمكوّنات المُولّدة للارتكازيّة تماشيًا مع ما تمّ تغييره في الناشر، حيث أصبحت شفرات قناة تهوية المكابح الخلفيّة أصغر.

فضلًا عن ذلك فقد تمّ حظر الأشرطة المسنّنة في مقدّمة الألواح الجانبيّة. لكن لا يزال بوسع الفرق إجراء تعديلات واسعة على أنف الهيكل وملحقاته من دون الحاجة لإنفاق مفاتيح التطوير الثمينة.

وقال البريطاني: "تلك التغييرات الأربعة ستتسبّب في إرجاع أداء السيارة لما كان عليه تقريبًا في موسم 2019.

يُعدّ تحدّي استعادة تلك الارتكازيّة من بين أبرز عقبتَين تُواجههما مرسيدس (وجميع الفرق الأخرى في الحقيقة) بالتوجّه إلى موسم 2021. يُمكن لأيّ فريقٍ بوسعه استعادة أقصى قدرٍ ممكنٍ من خسارة الـ 10 بالمئة من الارتكازيّة عبر تطوير جوانب أخرى من السيارة كسب أفضليّة كبيرة.

لا تزال مرسيدس في موقعٍ قويٍ جدًا على صعيد هذه العقبة التصميميّة. إذ أنّ سيارة "دبليو11" التي ستُبنى عليها مُقاتلة "دبليو12" كانت المعيار من دون شكّ في 2020، بل يُمكن اعتبارها أفضل سيارة أنتجتها مرسيدس. يعود ذلك بالأساس إلى توصّل الفريق لطريقة لتحقيق مكاسب ضخمة بالرغم من استقرار القوانين بالتوجّه إلى موسم 2020.

إطار سيارة لويس هاميلتون، مرسيدس

إطار سيارة لويس هاميلتون، مرسيدس

تصوير: صور موتورسبورت

يعود الدافع الرئيسي وراء ذلك إلى العمل الرائع الذي قامت به مرسيدس على صعيد تصاميم هياكلها طوال الحقبة الهجينة، لذا لم تعد وحدة الطاقة السبب الرئيسيّ الوحيد وراء تفوّق الفريق.

هل ستُبدّد الإطارات الجديدة الأفضليّة القديمة؟

قال جون أوين كبير مصمّمي مرسيدس: "أغلب المشاكل التي واجهناها على صعيد تصميم السيارة تعود إلى الإطارات". لذا من الجدير استذكار هذا التصريح عند النظر إلى مسألة تغيير الإطارات لموسم 2021.

حصلت الفرق على فرصة اختبار الإطارات الجديدة في البرتغال، والبحرين وأبوظبي.

هذه الإطارات أثقل بحوالي 3 كلغ من سابقاتها بالنظر إلى مطاطها المُدعّم للتعامل مع السرعات العالية، بالرغم من أنّ هذه البنية مرتكزة على المقاربة السابقة عوضًا عن تقديم إطارات جديدة بالكامل. قيّم لويس هاميلتون قدر بطء الإطارات الجديدة بالمقارنة مع السابقة بحوالَي ثانية في اللفّة.

يعلم الجميع تمتّع بطل العالم بأفضليّة على صعيد إدارة عمر الإطارات في السباقات بالمقارنة مع منافسيه وتحديدًا زميله فالتيري بوتاس. ربّما يشرح ذلك سبب تشاؤمه عند اختبار نماذج الإطارات، بالرغم من أنّ تقييمه السلبيّ كان مشتركًا بينه وبين الكثير من السائقين الأخرين. إذ لو عدنا إلى الوراء فإنّ ردود فعل السائقين السلبيّة لعبت دورًا أساسيًا وراء التخلّي عن إطارات 2020 والتمسّك بإطارات 2019 العام الماضي.

لكنّ خطر تغيير الإطارات يُمثّل ثاني أبرز العقبات في طريق مرسيدس. لهذا السبب سنعود مجدّدًا إلى تعليق أوين: الفشل في جعل الإطارات تعمل بشكلٍ مثالي يُعتبر أحد أكبر الأخطاء التي يُمكن لفريق فورمولا واحد حديث ارتكابها.

بل لدى مرسيدس تحذيرٌ صريحٌ من آخر سباقات الفورمولا واحد، ونعني تلك الهزيمة على يد ماكس فيرشتابن في أبوظبي عندما كلّفت مشكلة في استخراج أفضل أداء من إطارات "سوفت" مرسيدس قطب الانطلاق الأوّل على حلبة يصعب التجاوز عليها.

"هذه الإطارت ستُؤثّر في تأدية السيارة وكيف عليك تصميم المنصّة الانسيابيّة وحتّى الإعدادات" قال أليسون، وأضاف: "كان هذا تحديًا ضخمًا بالنسبة إلينا لاستغلال البيانات التي حصلنا عليها من تلك التجارب على عدّة حلبات العام الماضي وكذلك البيانات التي وفّرتها بيريللي كي نكون جاهزين لتحسين السيارة بناءً على خصائص هذه الإطارات الجديدة".

ومثلما هو الحال بالنسبة لتحدّي الارتكازيّة، فإنّ إتقان فهم إطارات بيريللي الجديدة ليس بالمهمّة التي يجب التقليل من شأنها. لكن بالرغم من أنّ خطر ارتكاب أخطاء حسابيّة حرجة قائمٌ بالنسبة لجميع الفرق على حدّ السواء، فإنّ مرسيدس تتمتّع بأفضليّة كبيرة يُمكنها التعويل عليها.

لويس هاميلتون، مرسيدس

لويس هاميلتون، مرسيدس

تصوير: صور موتورسبورت

اختبر الفريق نماذج إطارات أكثر من أيّ فريقٍ آخر خلال التجارب الحرّة الثانية لجائزة البحرين الكبرى 2020 مُضحيًا ببرنامج تحضيراته الاعتياديّ للسباق من أجل كسب فهمٍ أفضل للإطارات الجديدة. يُسلّط ذلك الضوء مجدّدًا على حجم أفضليّة مرسيدس نهاية العام الماضي، حيث كان سباق البحرين الأوّل الجولة الثامنة منذ أن أدخلت مرسيدس آخر تحديثاتها على سيارتها "دبليو11".

كما أكملت مرسيدس اختبارات إضافيّة للإطارات خلال التجارب الحرّة الثانية في أبوظبي على عكس جميع منافساتها. ببساطة تمكّن الفريق من بدء عملٍ حرجٍ مبكّرًا من أجل ضمان فهمه للإطارات الجديدة.

هل بوسع تحديات جديدة أصغر أن تجتمع لتُشكّل عقبة كبيرة؟

بالرغم من أنّ تعديلات تصميم الأرضيّة والإطارات الجديدة تُمثّل العناوين الأبرز، فإنّ هناك بعض الجوانب الأخرى التي ستكون مختلفة عن 2020.

سيكون أوّلها حظر نظام "داس". أقدمت مرسيدس على نزعه من السيارة في التجارب الحرّة في عددٍ من سباقات 2020 تحضيرًا للموسم الجديد. تركت السهام الفضيّة النظام على السيارة عندما عوّض جورج راسل هاميلتون ضمن جائزة الصخير الكبرى للسماح للبريطاني الشاب بتجربة ما يدعوه أليسون بـ "الصديق القديم".

أمّا على صعيد المحرّك فيُسمح للمصنّعين بتقديم تحديث أداء واحد فقط في 2021، وهو ما "يزيد من الضغط على قسم المحرّك لاستخراج أقصى أداء ممكن من تلك الفرصة الوحيدة" وفق ما قاله أليسون.

يملك الفريق معيارًا جيّدًا يُمكنه التعويل عليه من الأساس في هذا الجانب، لكن تجدر الإشارة إلى أنّ فيراري قامت بمراجعة كاملة لمحرّكها بعد موسم 2020 الكارثي، ويتوقّع توتو وولف مدير فريق مرسيدس أن "ترفع هوندا أداءها كثيرًا ضمن عامها الأخير كمصنّعٍ في البطولة" مع ريد بُل.

فضلًا عن ذلك فقد تمّ رفع الوزن الأدنى للسيارة بـ 6 كلغ ليصل إلى 752 كلغ الآن. يعود أغلب ذلك إلى الإطارات الأثقل، بينما ارتفع الوزن الأدنى لوحدة الطاقة بـ 5 كلغ ليصل إلى 150، وأُشير إلى أنّ ذلك جاء استجابة لمحاولة الفرق تحقيق مكاسب صغيرة لكن باهظة على صعيد الوزن من خلال استخدام مواد مبتكرة.

كما تعيّن على مرسيدس وسائر الفرق الأخرى العمل بجهدٍ من أجل ضمان التزامها بسقف النفقات. من المتوقّع أن لا يكون لذلك تأثيرٌ كبيرٌ على أداء السيارة في 2021 بالنظر إلى أنّها نقلٌ لسيارة العام الماضي، كما أنّ سقف النفقات دخل حيّز التنفيذ في 1 يناير من هذا العام، أي بعد وقتٍ طويلٍ من بدء الفريق العمل على السيارة الجديدة.

لويس هاميلتون، مرسيدس

لويس هاميلتون، مرسيدس

تصوير: صور موتورسبورت

كأحد أكبر الفرق في البطولة فقد تعيّن على مرسيدس مراجعة طريقة توزيع طاقمها من أجل البقاء ضمن أطر سقف النفقات، واستعانت في ذلك بنقل بعض أفراد طاقمها إلى قسم العلوم التطبيقيّة الذي تمّ إنشاؤه حديثًا وفكّرت في دخول معترك فئات تسابق أخرى. لا يريد الفريق خسارة موظّفيه الذين ساهموا في بلوغ هذه النجاحات الباهرة.

وتزامن سقف النفقات مع اعتماد الفورمولا واحد لنظام الإعاقة الأوّل بالنسبة للتطوير الانسيابيّ، وبالنظر إلى أنّ مرسيدس هي الفائزة بلقب 2020 فستكون الأكثر تأثّرًا به. يُسمح لمرسيدس باستخدام 90 بالمئة من قدر استغلال نفق الهواء، بينما يُسمح لويليامز بـ 112.5 بالمئة كونها تذيّلت الترتيب. كما بات استخدام أنظمة الموائع الحسابيّة "سي.اف.دي" يخضع لذات الحوكمة.

وبشكلٍ مماثلٍ لسقف النفقات، فإنّ تأثير هذا القانون الجديد على الترتيب التنافسيّ في 2021 من المفترض أن يكون طفيفًا. لكنّ صيغة نظام الإعاقة ستتغيّر بشكلٍ دراماتيكيّ العام المقبل، كون الفائز بلقب 2021 سيُسمح له باستخدام 70 بالمئة فقط من حيّز نفق الهواء، بينما سيحصل الفريق الأخير على نسبة 115 بالمئة.

أشار أليسون إلى أنّ مرسيدس ترى القيود المفروضة على الموارد كفرصة إضافيّة للتحسّن وذلك من خلال جعل مقاربتها لحسابات أنظمة الموائع الحسابيّة ونفق الهواء قيّمة قدر الإمكان.

وقال حيال ذلك: "حاولنا ملاءمة مقاربتنا لذلك. لذا سنُحاول التخفيف من شأن هذا التقليص في استخدام المعدّات الأساسيّة أو حتّى إزالته بالكامل".

هل سيُؤثّر نقل التركيز صوب قوانين 2022 على فرص مرسيدس في 2021؟

سيكون تغيير القوانين الأوسع عاملًا مهمًا في كيفيّة مقاربة الفرق لعمليّة التطوير في 2021. يُسهّل الإبقاء على السيارات القديمة العمليّة، لكن بالنظر إلى حريّة تطوير الجوانب الانسيابيّة والفرص التي تُوفّرها مفاتيح التطوير، فإنّ هناك مكاسب يُمكن تحقيقها بالدخول إلى موسم 2021 وخلال مراحله الأولى.

سنصل إلى مرحلة يحتاج فيها كلّ فريق – مثلما هو الحال في كلّ موسمٍ – إلى نقل أغلب موارده إلى التصميم الجديد، وبالنظر إلى أنّ سيارات 2022 ستكون مختلفة جدًا عن السيارات الحاليّة بالنظر إلى استغلالها للمؤثّرات الأرضيّة فإنّ هذا الجانب سيكون محطّ تركيز الجميع.

كما أنّ سقف النفقات سيكون حاضرًا في هذا الجانب، كون قرار تأخير تقديم السيارات الجديدة بات يعني إنجاز أعمال تطويرها في 2021 ضمن أطر السقف المذكور على عكس ما كان ليحدث العام الماضي عندما كانت الفرق لتتمتّع بميزانيّات غير محدودة لفعل ذلك.

لويس هاميلتون، مرسيدس

لويس هاميلتون، مرسيدس

تصوير: صور موتورسبورت

يحدّ سقف النفقات مجدّدًا من إمكانيّة كسب الفرق الكبيرة مثل مرسيدس لأفضليّة كبيرة نظريًا. لكن تجدر الإشارة إلى أنّ الفرق لم يُسمح لها ببدء الاختبارات الانسيابيّة لتصاميم 2022 حتّى 1 يناير 2021.

يتمثّل الخطر الذي يُوجهه أيّ فريق الآن في إنفاقه للكثير من الوقت والموارد على سيارة 2021، وعدم التركيز بما فيه الكفاية على القوانين الجديدة. أضرّ ذلك بمكلارين وفيراري عندما تنافستا على لقب بطولة 2008 في الوقت الذي كانت فيه قوانين 2009 الجديدة تلوح في الأفق. كان فريق براون جي بي من استفاد من ذلك – وأصبح مرسيدس حاليًا.

هل من شأن ضبابيّة تشكيل السائقين زعزعة مرسيدس؟

في حين أنّ هذا الجانب مبنيّ على التكهّنات، إلّا أنّه يجب أن هناك سببًا رئيسيًا واحدًا: تشكيلة ريد بُل وفيرشتابن. بُوغتت مرسيدس في العديد من المناسبات من قبل فيرشتابن. كما قال وولف أنّ ريد بُل "أصبحت منافسًا أكبر على اللقب بعد استقدامها سيرجيو بيريز بديلًا لأليكسندر ألبون".

أُعلن الإثنين الماضي عن توقيع هاميلتون على عقده الجديد، لكن لعامٍ واحدٍ فقط. اتّفق الطرفان على بدء المفاوضات بشأن مستقبلهما طويل الأمد في وقتٍ لاحقٍ من الموسم.

وبالنظر إلى الوضع العالميّ الحاليّ الآن، فإنّ انتقال مرسيدس إلى تشكيلة بديلة لأيّة أسباب غير متوقّعة لا يجب أن يكون أمرًا مستبعدًا بالكامل. تفرض المحادثات حيال أيّ عقدٍ جديد بعض التشتيت لأيّ سائق.

في حال حدوث أيّ إخلالٍ بالتناغم الذي سعت مرسيدس لبنائه على صعيد تشكيلتها منذ مغادرة نيكو روزبرغ، فإنّ فيرشتابن سيكون جاهزًا للإنقضاض على أيّة فرص تسنح أمامه.

لماذا تتحدّث مرسيدس عن المخاطر التي تُحدق بسيطرتها بشكلٍ علني؟

دائمًا ما أشارت السهام الفضيّة إلى أنّ أحد شعاراتها يتمثّل في التركيز على السباق التالي بعد كلّ انتصار وتعلّم أفضل الدروس من كلّ هزيمة. هناك تركيزٌ غير متناهٍ على تحسين نفسها وتعزيز روح الفريق. استغل الفريق ثقافة عدم توجيه اللوم من أجل بلوغ هذه النجاحات، ولا يخفى على أحدٍ كيف كلّف الافتقار إلى هذه المقاربة الفرق الأخرى غاليًا في تاريخ الفورمولا واحد.

كما أنّ مرسيدس من بين أكثر الفرق انفتاحًا في البادوك، وهو ما يشرح نشرها لفيديو أليسون. ذلك جزء من المعادلة الرابحة، إذ أنّ الانفتاح يزيد من فرص التعلّم عندما تسير الأمور على نحوٍ خاطئ.

ومن خلال تحديد هذه المخاطر المحتملة التي يُواجهها الفريق بعد عامٍ آخر من السيطرة، تتمكّن مرسيدس من تثبيت أسسها المتينة أكثر فأكثر. وفي حين أنّ هذه الثقافة المعقّدة لا يُمكن نسخها مثل تصميم سيارة، فإنّ الدروس التي تُقدّمها مرسيدس على صعيد سلوكها ومقاربتها لا تجب الاستهانة بها.

Be part of Motorsport community

Join the conversation
المقال السابق ريكاردو سيختبر سيارة مكلارين للمرة الأولى في التجارب الاستعراضية في سيلفرستون
المقال التالي معرض صور: سيارة مكلارين "ام.سي.ال35ام"

Top Comments

ليس هناك تعليقات على المقال. لمَ لا تبدأ بالتعليق؟

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط