اشترك

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط

تحليل السباق: كيف أنهى رايكونن جفاف انتصاراته أخيرًا في أوستن

اتّسمت فترة كيمي رايكونن الثانية ضمن صفوف فيراري بإضاعة الفرصة في بعض اللحظات الحاسمة ما كلّفه إمكانية الفوز بالسباقات. لكنّ الفنلندي اجتاز جميع الاختبارات في أوستن ليضع حدًا لانتظارٍ فاق الـ 100 سباق قبل العودة إلى العتبة العليا لمنصّة التتويج.

كيمي رايكونن، فيراري

كيمي رايكونن، فيراري

سام بولكسهام/ صور لات

"أخيرًا" قال رايكونن بعد أن أكمل 111 انطلاقة من دون أيّ انتصار سابق، عقب الفوز بجائزة الولايات المتّحدة الكبرى أمسٍ الأحد.

كشفت تلك الكلمة قدر الإحباط حيال طول الفترة التي لم يُحقّق فيها الفنلندي أيّ انتصارات، كما أنّها تماثل ربّما شعور أولئك المحبطين في الأعوام الماضية حيال عدم قدرته على تقديم أداءٍ قادرٍ على الفوز بشكل ثابت عندما تسمح له الوتيرة والفريق بالقيام بذلك.

لكن في أوستن قدّم الفنلندي أداءً لا يُشقّ له غبار وسرق الفوز من هاميلتون الذي تأجّل تتويجه بلقبه الخامس حتّى نهاية هذا الأسبوع في المكسيك على الأقل. حافظ رايكونن على أداء جيّد – لكن من دون سيطرة مطلقة – في بداية السباق وتعيّن عليه محاولة تقديم أداء مثالي في بعض الأوقات الحرجة من أجل الخروج منتصرًا في سباقٍ كان ليحظى فيه الكثير من السائقين بفرصة الفوز وليس فقط ماكس فيرشتابن ولويس هاميلتون المتواجدين خلف سيارة فيراري مباشرة.

لكن كان ذلك رايكونن، وهو سائقٌ يملك عادةَ التفريط في شيء ما عند نقطة حرجة واحدة على الأقل ضمن عطلة نهاية أسبوع. لكن من أجل الفوز بهذا السباق فقد احتاج لاستعادة الأداء الذي تمتّع به خلال سنوات أوج عطائه ونجح في ذلك بالفعل، ليس في مرحلة واحدة من عمر السباق بل في معظمها.

كيمي رايكونن، فيراري

كيمي رايكونن، فيراري

تصوير: صور لات

كانت اللحظة الحرجة الأولى خارجة عن سيطرة رايكونن في الحقيقة، وذلك نتيجة استراتيجيّة فيراري المتمثّلة في فصل الإطارات التي سينطلق عليها الفنلندي والتي كانت "ألترا سوفت" على عكس بقيّة سائقي الصدارة المنطلقين على تركيبة "سوبر سوفت" عبر تسجيل أزمنتهم عليها خلال القسم الثاني من تصفيات السبت. وفي حين أنّ تلك الاستراتيجيّة لم تكن مثاليّة بالنسبة للسباق كون الانطلاق على التركيبة الحمراء والانتقال بعد ذلك إلى إطارات "سوفت" مثّل الاستراتيجيّة المحبّذة – إلّا أنّها تمنحه فرصة استغلال الإطارات الأكثر ليونة من أجل التمتّع بالأفضليّة عند الانطلاقة.

دفعنا ذلك إلى النقطة الحرجة التالية وهي الانطلاقة. نتيجة عقوبة تراجع فيتيل ثلاثة مراكز من مكان تأهّله لسرعته المفرطة خلال فترة الأعلام الحمراء يوم الجمعة، فقد ورث رايكونن المركز الثاني على شبكة الانطلاق على الخطّ الداخلي. ومع تمتّعه بالتماسك الإضافي من الإطارات فقد كانت لديه فرصة جيّدةٌ جدًا لاقتناص الصدارة من هاميلتون. لكن كان هذا رايكونن السائق الذي لم يُحسّن مركزه في اللفّة الأولى بالمقارنة مع مركز انطلاقه لـ 37 سباقًا!

لكنّه قدّم انطلاقة رائعة وتمتّع بالتماسك، وحصل على أفضليّة بسيطة لكن حاسمة أمام هاميلتون بالتوجّه إلى أعلى التلّة ولم يكن بوسع سائق مرسيدس القيام بأيّ شيء حيال ذلك. كان رايكونن على الخطّ الداخلي وغادر المنعطف الأوّل وأمامه هواء نقي.

كما أنّ حادثة أخرى في اللفّة الأولى صبّت في مصلحة رايكونن، حيث تبخّرت آمال فيتيل أكثر بعد التفاف سيارته على إثر احتكاكه بدانيال ريكاردو سائق ريد بُل. كانت تلك أحدث حلقات مسلسل أخطاء فيتيل أثناء محاولته التشبّث بالمركز الرابع الذي انتزعه من ريكاردو قبل منعطفات قليلة.

إذ بعد أن عبر المنعطف الـ 12 بشكلٍ واسع، توجّه فيتيل إلى المنعطف الـ 13 الأيمن بتواجد ريكاردو أمامه قليلًا على الجهة الخارجيّة، لكنّ القسم الخلفي من سيارته اهتزّ قليلًا أثناء محاولته الحفاظ على الخطّ الداخلي ما دفعه نحو سيارة ريد بُل.

سيباستيان فيتيل، فيراري ودانيال ريكاردو، ريد بُل

سيباستيان فيتيل، فيراري ودانيال ريكاردو، ريد بُل

تصوير: صور ساتون

"تمتّع بخروجٍ أفضل من المنعطف الـ 12 في البداية، لكنّه عاد بعد ذلك" قال فيتيل، وأضاف: "أعتقد أنّه لم يلاحظ وجودي وعبرنا جنبًا إلى جنب. حاول العبور من الجهة الخارجيّة وتلامست إطاراتنا تقريبًا. التفّت سيارتي بعد التلامس".

ترك ريكاردو مساحة لفيتيل، لكنّ التواجد على الجهة الخارجيّة دائمًا ما يُعدّ مجازفة كبيرة، لتكون تلك حادثة تسابق اعتياديّة، وليست الأولى التي يكون سائق فيراري طرفًا فيها. أطاحت تلك الواقعة بفيتيل خارج المنافسة في سباقٍ كان واثقًا من تمتّعه بالوتيرة للفوز به، لكنّ ذلك سمح لرايكونن بشكلٍ حاسم بالحصول على فرصة واضحة للسعي وراء الفوز من دون خطر الحاجة لاعتماد أوامر الفريق في محاولة يائسة لتعزيز فرص زميله ضمن المعركة على اللقب.

وجد الفنلندي نفسه أمام مطلبَين حرجين خلال المرحلة التالية من السباق. طلب طاقم فيراري من رايكونن رفع الفارق مع هاميلتون إلى 2.5 ثانية، لكن تعيّن عليه في الوقت ذاته عدم الإفراط في الضغط على إطارات "ألترا سوفت".

إذ لو ضغط بقوّة مفرطة فسيُجبر على إجراء توقّفه مبكّرًا، وهو ما زاد من المخاوف حيال إمكانيّة انتقاله إلى استراتيجيّة التوقّفين ضمن عطلة نهاية أسبوع لم تتمتّع فيها الفرق بأيّة بيانات كافية نتيجة الأجواء الممطرة في تجارب الجمعة.

نجح رايكونن نسبيًا في تحقيق الهدف الأوّل. إذ رفع الفارق إلى أكثر من 2.6 ثانية خلال اللفّة السابعة، بالرغم من أنّ هاميلتون عاد للاقتراب منه وتقليص ذلك الفارق إلى 1.5 ثانية بحلول الوقت الذي اعتُمد فيه نظام سيارة الأمان الافتراضي مع إتمام المتصدّرين للفّة الـ 10. جاء ذلك التوقّف نتيجة خروج أحد السائقين الذين كانوا ليتمتّعوا بفرصة للمنافسة على الفوز في المراحل الأخيرة: ريكاردو.

دانيال ريكاردو، ريد بُل ريسينغ

دانيال ريكاردو، ريد بُل ريسينغ

تصوير: صور ساتون

كان الأسترالي يحتلّ المركز الرابع عند المنعطف الـ 11 الحاد عندما توقّف محرّك رينو على سيارته بشكلٍ مفاجئ نتيجة مشكلة في البطاريّة. توجّه الأسترالي مباشرة نحو المنطقة العشبيّة على يسار المسار، وكان إحباطه واضحًا عند خروجه من السيارة لدرجة أنّه قام بلكم الجدار في غرفته عندما عاد إلى البادوك.

وجد رايكونن نفسه أمام النقطة الحرجة التالية: هل يتوقّف أم لا خلال نظام سيارة الأمان الافتراضيّة؟ أمرت مرسيدس سائقها هاميلتون بالقيام بعكس ما يقوم به رايكونن، وعندما توجّه سائق فيراري إلى الجهة اليسرى بالتوجّه إلى المنعطف الأخير كما لو أنّه بصدد الدخول إلى خطّ الحظائر، بدا بأنّ هاميلتون سيبقى على الحلبة. لكن كانت تلك مناورة من رايكونن الذي عاد للتوجّه إلى المنعطف الأخير، ليندفع بذلك هاميلتون إلى خطّ الحظائر منتقلًا إلى إطارات "سوفت" في نهاية اللفّة الـ 11.

"كنّا في المركز الثاني على المسار واعتقدنا أنّه بالالتزام بالتوقّفين في تلك المرحلة فإنّنا سنخسر مركزًا فقط لفالتيري" قال توتو وولف مدير فريق مرسيدس، وأضاف: "كنّا لنلحق بكيمي ونُصبح على ذات الاستراتيجيّة لكن عبر توقّفٍ إضافي فعلي، لكنّنا نكون على إطارات أفضل".

كانت تلك مجازفة، إذ في حين أنّ ما قاله وولف صحيح، إلّا أنّ ذلك ضمن أيضاً وجود مرحلة من السباق يكون فيها رايكونن على إطارات أجدد عندما يتوقّف ويحصل على إطارات "سوفت" ويُصبح بوسعه تقليص الفارق حينها. بالنظر إلى أنّ الفنلندي كان فعليًا على استراتيجيّة بديلة نتيجة انطلاقه على إطارات "ألترا سوفت"، فقد كان من المجازفة وضع هاميلتون في تلك الوجهة.

كيمي رايكونن، فيراري ولويس هاميلتون، مرسيدس

كيمي رايكونن، فيراري ولويس هاميلتون، مرسيدس

تصوير: صور لات

ربّما كان من المتوقّع أكثر أن يتوقّف رايكونن بالنظر إلى القصر النسبي لعمر إطارات "ألترا سوفت" وأنّ هاميلتون كان من المرجّح أكثر أن يبقى على الحلبة نتيجة لذلك. لكنّ الاستراتيجيّة لم تكن المشكلة في الحقيقة، حيث أصبح من الواضح أنّ الشروخ التي ظهرت على الإطارَين الخلفيين "سوفت" صعّبت مهمّة هاميلتون. جاء ذلك نتيحة الافتقار للوقت لإعداد السيارة بعد التجارب الممطرة يوم الجمعة. وضع ذلك أسس سباقٍ مذهل.

في حين أنّ سيارة مرسيدس كانت خارج مجال رؤية رايكونن، إلّا أنّها لم تغب عن تفكيره. إذ عاد هاميلتون من خطّ الحظائر بفارق 9.5 ثانية عن المتصدّر. كان بوتاس بينهما، لكنّه كان بعيدًا بأكثر من 5 ثوانٍ عن رايكونن ولم يشكّل أيّ تهديد عليه، لتأمره مرسيدس بفسح المجال أمام هاميلتون بالتوجّه إلى المنعطف الأوّل من اللفّة الـ 14. لكن بنهاية الخطّ المستقيم الخلفي من اللفّة الـ 18 فقد أصبح هاميلتون ضمن مجال ثانية مع رايكونن وكان يحرص على تجاوزه.

وجد رايكونن نفسه أمام النقطة الحرجة التالية، إذ كان أبطأ بثانيتين في كلّ لفّة في بعض الأحيان من هاميلتون. سيؤدّي إبقاؤه على هاميلتون خلفه إلى تسريع التآكل الحراري لإطارات سائق مرسيدس، وسيؤدّي ذلك إلى منعه من استغلال وتيرته لبناء أفضليّة أكبر.

كاد هاميلتون أن يتجاوز رايكونن، لكنّ الفنلندي دافع بشراسة طوال الوقت حتّى نهاية اللفّة الـ 21. كانت منافسة قصيرة لكنّ رايكونن أثبت خلالها قدرته على التشبّث حتّى بسيارة أبطأ في تلك المرحلة.

"خضنا معركة جيّدة" قال رايكونن، وأضاف: "حاولت البقاء قدر الإمكان على تلك الإطارات. يُمكنني الإبقاء عليه خلفي. بعد ذلك حالما أجرينا التوقّفات فقد احتجت للإبقاء على الفارق. اقتربت قليلًا وأبقيت الفارق مستهدفًا أزمنة معيّنة ومعتنيًا بإطاراتي".

كيمي رايكونن، فيراري

كيمي رايكونن، فيراري

تصوير: صور ساتون

عاد رايكونن إلى الحلبة في المركز الخامس متأخّرًا بأقلّ من 20 ثانية بقليل عن هاميلتون المتصدّر. كانت هذه المرحلة مهمّة للغاية، إذ احتاج الفنلندي للإبقاء على سيارته ضمن مجال توقّف كي يتقدّم على هاميلتون عندما يتوقّف مجدّدًا. أظهرت المحادثات اللاسلكيّة بين هاميلتون وفريقه أنّ مرسيدس كانت تفكّر في فارق 19.5 ثانية، لكنّ رايكونن سرعان ما دخل ضمن ذلك المجال بـ 2.5 ثانية على إطاراته الأجدد.

تمّ إعلام رايكونن بعد ذلك بمجاراة أزمنة هاميلتون فقط وتفادي الضغط بشكلٍ مفرط على إطاراته وهو ما قام به حتّى اللفّة الـ 31 عندما تقلّص الفارق للمرّة الأولى أسفل حاجز الـ 17 ثانية. بدأت إطارات هاميلتون – البالغ عمرها 20 لفّة حينها – تعاني من الشروخ التي فاقمت التآكل، ما يعني بأنّ وتيرته تقهقرت. لكن في حين أنّ رايكونن كان يُقلّص الفارق مع البريطاني، إلّا أنّ مشكلة أخرى طفت حينها متمثّلة في فيرشتابن.

انطلق سائق ريد بُل من المركز الـ 18 بعد كسرٍ في نظام تعليقه الخلفي في القسم الأوّل من التصفيات نتيجة عبوره على الحفف الجانيّة. نتيجة لذلك خرجت ذراع الدفع من علبة التروس ما أجبر الفريق على تغييرها ليتراجع 3 مراكز إضافيّة من مكان تأهّله.

لكن بشكلٍ مماثلٍ لسباق سوتشي، فقد حقّق فيرشتابن تقدّمًا سريعًا على سيارات "الفئة ب" التي مثل المعتاد لم تكن مهتمّة بمنافسة سيارة ليس لها أيّ أملٍ في التغلّب عليها. تقدّم فيرشتابن إلى المركز الخامس بحلول اللفّة السابعة عبر تجاوز نيكو هلكنبرغ، ليجد نفسه على بُعد 17 ثانية عن رايكونن المتصدّر حينها.

ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

تصوير: صور لات

أجرى فيرشتابن توقّفه الوحيد في اللفّة الـ 22 عبر التخلّي عن إطارات "سوفت" والانتقال إلى تركيبة "سوبر سوفت" ل يتجاوز بوتاس عبر التوقّف قبله ويخطف منه المركز الثالث. كان خارج مجال توقّف هاميلتون حينها كون الفارق بينها كان يبلغ 23 ثانية. لكن عندما بدأت وتيرة هاميلتون بالتهاوي فقد بدأ الهولندي بالاقتراب.

دخل فيرشتابن ضمن مجال توقّف هاميلتون بالوصول إلى اللفّة الـ 33، ما يعني بأنّ سائق مرسيدس سيتعيّن عليه تجاوز سيارتين الآن خلال الفترة الختاميّة إذا ما أراد تحقيق الفوز. في النهاية بقي هاميلتون حتّى نهاية اللفّة الـ 37 قبل أن يتوقّف مجدّدًا، حينها كان رايكونن متأخّرًا عنه بثماني ثوانٍ فقط. هل بقي لفترة طويلة للغاية؟

"تمحورت الفكرة في إطالة الفترة كي نتمتّع بفارق إطارات أكبر في النهاية" قال وولف، وأضاف: "لكنّ الوتيرة تراجعت بشكلٍ كبير وربّما أجرينا توقّف هاميلتون متأخّرين بلفّة أو اثنتين كون أزمنة هاميلتون تراجعت من 1:38 دقيقة إلى 1:41 دقيقة".

عاد البريطاني إلى الحلبة في المركز الرابع متأخّرًا بـ 13 ثانية عن رايكونن الذي كان فيرشتابن يُلاحقه. بشكل مماثلٍ مرّة أخرى فقد طُلب من بوتاس إفساح المجال أمام زميله.

كان هاميلتون الأسرع على الحلبة بين اللفّتين 39 و47 وكان يقترب من فيرشتابن بمُعدّل 0.9 ثانية في كلّ لفّة. وكان أسرع بثانية كاملة من رايكونن، ما يعني بأنّ الثلاثة الأوائل يتقاربون أكثر فأكثر. بالوصول إلى اللفّة الـ 48 فقد كانت 2.567 ثانية تُغطّي الثلاثة الأوائل.

كيمي رايكونن، فيراري وماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

كيمي رايكونن، فيراري وماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

تصوير: صور لات

كان ذلك الاختبار الأخير والأكثر أهميّة بالنسبة لرايكونن. هل بوسعه الإبقاء على فيرشتابن خلفه؟ كانت الإجابة: أجل. اقترب سائق ريد بُل ما ساعد على حماية رايكونن من فيرشتابن عبر منح الأخير فرصة الاستفادة من نظام "دي آر اس". تقارب الثلاثي أكر خلال اللفّات التسع الأخيرة، لكن لم يُقدم أيّ أحدٍ على أيّة محاولة، إلى أن وصل السباق إلى اللفّة الـ 54.

اقترب هاميلتون من فيرشتابن بالوصول إلى المنعطف الـ 12 بمساعدة نظام "دي آر اس". عبر فيرشتابن بشكلٍ واسع ما سمح لهاميلتون بمهاجمته من الجهة الخارجيّة بالدخول إلى المنعطف الـ 13. لم يُكمل ذلك لكنّه قطع وخرج من الخطّ الداخلي. لم تكن أمامه مساحة لكنّه أجبر فيرشتابن على الدفاع بالتوجّه إلى المنعطف الـ 15 وكان قادرًا على الهجوم بالوصول إلى سلسلة المنعطفات 16 إلى 18.

حاول عبور الخطّ الخارجي مجدّدًا وتمكّن من وضع مقدّمة سيارته في الأمام لبعض الوقت، لكنّ فيرشتابن تمتّع بالخطّ الداخلي وخرج هاميلتون عن المسار عند الخروج من المنعطف. انتهت اللعبة. لو تمكّن هاميلتون من تجاوز فيرشتابن لتواجد لفترة قصيرة في موقعٍ يسمح له بحسم اللقب، لكنّ فيتيل المتعافي تمكّن من تجاوز بوتاس، الذي عانى كثيرًا على إطاراته الليّنة، عند نهاية الخطّ المستقيم الخلفي من اللفّة ما قبل الأخيرة، حيث أشار بعد السباق إلى أنّ سيارته كانت تفتقد لبضعة أعشارٍ من الثانية بسبب ضررٍ في الأرضيّة ومشكلة غامضة أخرى.

منح كلّ ذلك رايكونن متنفّسًا إضافيًا للاستمتاع بآخر لفّتين حتّى العلم الشطرنجي. بعد خمسة أعوام ونصف، عاد الفنلندي ليفوز مجدّدًا. اجتاز كلّ اختبارٍ وُضع أمامه وقدّم ما هو مطلوبٌ منه في كلّ لحظة حاسمة واستحقّ نتيجة لذلك العودة إلى العتبة العليا لمنصّة التتويج.

"لم أكن متأكّدًا من أنّ ذلك سيحدث أم لا كونني كنت قريبًا في بعض الأحيان قبل أن يحصل أمر ما" قال رايكونن، وأضاف: "كانت الأمور لتكون على ما يرام مع بقاء خمس لفّات على النهاية كوني علمت أنّ إطاراتي في حالة جيّدة وحالما اقتربا بالقدر الكافي يُصبح من الصعب اللحاق بالسيارات الأخرى. كان يومًا رائعًا لإثبات أنّ بعض الأشخاص مخطئون وحظيت بسباقٍ جيّد، لكنّ ذلك لا يُغيّر أيّ شيء بالنسبة لي. إنّه مجرّد رقم والحياة تستمرّ".

لن تستمرّ الحياة في فيراري إلّا لثلاثة سباقات إضافيّة. وقد يكون هذا انتصاره الأخير في عالم الجائزة الكبرى، ومن المؤكّد أنّه من بين الأكثر صعوبة، لكنّه تذكيرٌ بأنّه قادرٌ على تقديم قيادة بمستوى الأبطال عندما يكون في يومه.

كيمي رايكونن، فيراري ولويس هاميلتون، مرسيدس

كيمي رايكونن، فيراري ولويس هاميلتون، مرسيدس

تصوير: صور لات

Be part of Motorsport community

Join the conversation
المقال السابق فيتيل: فيراري استغرقت "وقتاً طويلاً" لإدراك خطأ التحديثات الأخيرة
المقال التالي هاميلتون: مرسيدس واجهت العديد من المشاكل في أوستن

Top Comments

ليس هناك تعليقات على المقال. لمَ لا تبدأ بالتعليق؟

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط