تحليل: أداء متقاربٌ بين ريد بُل ومرسيدس في محاكاة السباق في النمسا
بعد عامٍ من جولتَي النمسا المزدوجتين في بطولة العالم للفورمولا واحد، تعود الفرق إلى حلبة ريد بُل رينغ لجولتَين إضافيّتين هذا العام بدءًا بجائزة ستيريا الكبرى. وبعد سيطرة مرسيدس على مجريات النسختين السابقتَين، تبدو المنافسة أكثر تقاربًا هذه المرّة...
لويس هاميلتون، مرسيدس وسيرجيو بيريز، ريد بُل
مارك ساتون/ صور لات
موتورسبورت.كوم "برايم"
أفضل المقالات التقنية والتحليلات المميّزة من عالم المحركات على موقع "موتورسبورت.كوم" باللّغة العربية.
وصلت قافلة الفورمولا واحد إلى النمسا هذا العام بعد إكمالها لسبعة سباقات بالفعل، ما يعني جمع بيانات أكثر لتحديد ترتيب المنافسة على عكس العام الماضي. وبناءً على مجريات الجمعة والسبت على حلبة ريد بُل رينغ، فإنّ "المنحى" الذي شاهدناه في السباقات الأخيرة على الحلبات "الطبيعيّة" يتّجه للتكرار مجدّدًا ضمن جائزة ستيريا الكبرى.
بعبارة أخرى تبدو ريد بُل متمتّعة بأفضليّة على صعيد الوتيرة، وهو ما اتّضح من خلال تصدّر ماكس فيرشتابن لحصّتي الجمعة إلى جانب ظفره بقطب الانطلاق الأوّل. لكنّ الفجوة بين ريد بُل ومرسيدس تبدو أقلّ في الحقيقة ممّا تراه العين، خاصة في التجارب الحرّة الثانية.
فبالتدقيق في محاكاة المسافات الطويلة، فإنّ مرسيدس تبدو ضمن دائرة المنافسة، بالرغم من أنّ الأحوال الجويّة المتقلبة يوم الجمعة شوّشت الصورة الحقيقية لترتيب وتيرة السباق.
تقدّم فيرشتابن الترتيب على صعيد وتيرة اللفّة الواحدة أمسٍ الجمعة، وفي حين أنّ هاميلتون ردّ صباح اليوم السبت بتصدّره التجارب الحرّة الثالثة، إلّا أنّ فيرشتابن عاد لبسط سيطرته خلال التصفيات ليظفر بقطب الانطلاق الأوّل بالزمن الأسرع البالغ 1:03.841 دقيقة وكان الوحيد القادر على كسر حاجز الـ 64 ثانية.
ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ
تصوير: صور موتورسبورت
لكنّ البيانات التي شاهدها موقعنا "موتورسبورت.كوم" تُشير إلى أنّ ريد بُل ومرسيدس كانتا تستخدمان إعدادات محرّك متشابهة أمسٍ الجمعة، ولم تكونا بالوضع الأقصى المستخدم في التصفيات. ويشرح ذلك سبب تواجد دانيال ريكاردو سائق مكلارين في المركز الثاني في التجارب الثانية، حيث أشارت أنظمة القياس إلى أنّ إعدادات محرّكه كانت أعلى من الآخرين.
على صعيد المنحى المتواتر مؤخّرًا، فإنّ ريد بُل تتمتّع بالأفضليّة على صعيد السرعة القصوى من خلال توليفة المحرّك وخيارات مستويات الارتكازيّة. تعزّز ذلك أيضاً من خلال اعتماد ثلاث مناطق "دي آر اس" في النمسا، لذا بوسع الفرق اعتماد مستويات ارتكازيّة أعلى من المتوقّع كون الجناح الخلفيّ سيكون مفتوحًا لفترة أطول خلال لفّة التصفيات. كما أنّ الارتكازيّة الإضافيّة ستُساعد على الحفاظ على الإطارات في السباق.
بدت ريد بُل أضعف من مرسيدس على صعيد تآكل الإطارات الخلفيّة في برشلونة على وجه الخصوص بالاقتراب من نهاية كلّ فترة في السباق، وكانت هناك أدلّة على تكرار ذلك في الفترة الأولى من سباق بول ريكار نهاية الأسبوع الماضي. كانت تلك المقارنة الوحيدة المتماثلة من ذلك السباق.
لذا عملت الحظيرة النمساويّة على تقييم مدى فاعليّة نظام "دي آر اس" على أرضها لتحديد مستويات تآكل الإطارات وكلّ تلك الجوانب.
وقال فيرشتابن أمسٍ الجمعة: "كان يومًا جيّدًا في المجمل بالنسبة إلينا، بالرغم من أنّ هناك عدّة أمورٍ سننظر فيها، وذلك طبيعيٌ للغاية بالنسبة ليوم جمعة. أنا سعيدٌ جدًا بموقع السيارة الحالي".
وأضاف: "سجّل لويس زمنًا أسرع في الحصّة الثانية وتمّ شطبه، لذا فإنّ الوضع يبدو مختلفًا بعض الشيء عمّا يُظهره جدول الأزمنة، لكنّنا نتوقّع أن يتواجد الفريقان في الصدارة. أعتقد بأنّ المعركة ستكون متقاربة مجدّدًا".
معدّل أزمنة محاكاة السباق على إطارات "ميديوم"
المركز | الفريق | التوقيت | اللفّات |
1 | مرسيدس | 1:09.559 | 13 |
2 | ريد بُل | 1:09.860 | 12 |
3 | أستون مارتن | 1:09.938 | 9 |
4 | فيراري | 1:10.113 | 23 |
5 | مكلارين | 1:10.193 | 20 |
6 | ألبين | 1:10.263 | 13 (التجارب الأولى) |
7 | ألفا تاوري | 1:10.338 | 16 |
8 | ألفا روميو | 1:10.630 | 18 |
9 | هاس | 1:11.019 | 7 |
وتظهر تلك النظرية ضمن جدول معدّل أزمنة محاكاة السباق، بالرغم من وجود دواعٍ للشعور بالسعادة والقلق في ذات الوقت لكلّ من الفريقَين بناءً على بيانات الجمعة، وتلك المخاوف هي التي تزيد من صعوبة تأويل تلك الأزمنة. ونقصد خصيصًا الظروف الجويّة ليوم الجمعة.
فالتيري بوتاس، مرسيدس
تصوير: صور موتورسبورت
يبدو معدّل الأزمنة ذلك (أعلاه) جيّدًا جدًا بالنسبة لريد بُل ضمن معركتها مع مرسيدس، كونها كانت أسرع على مدار فترة أطول. لكن الفريقَين جمعا البيانات على تلك التركيبة في التجارب الحرّة الأولى كون الأرصاد الجويّة أشارت إلى إمكانيّة 80 بالمئة لتهاطل الأمطار في الحصّة الثانية.
وبالرغم من أنّ ذلك لم يحدث، كانت هناك بعض زخّات المطر في البداية لكنّها لم تكن كافية لدفع السائقين للانتقال إلى إطارات الأمطار، لذا فإنّ جمع البيانات جاء في حصّة لا تعكس الواقع بالمقارنة مع موعد انطلاق السباق. فضلًا عن ذلك فإنّ الزحام مثّل مشكلة كبيرة.
معدّل الأزمنة على إطارات "هارد"
المركز | الفريق | التوقيت | اللفّات |
1 | مرسيدس | 1:09.588 | 11 |
2 | ريد بُل | 1:09.621 | 16 |
3 | ويليامز | 1:09.920 | 19 |
4 | فيراري | 1:10.086 | 18 |
5 | مكلارين | 1:10.442 | 7 |
لكن يجب أخذ عددٍ من العوامل بالحسبان بالنسبة لمعدّل الأزمنة على إطارات "هارد" (أعلاه)، حيث تبدو مرسيدس أفضل حالًا هنا. كانت الأجواء أكثر برودًا في التجارب الحرّة الثانية، لذا لا توجد ضمانات على أنّ تلك الأزمنة ستبدو على ذات النحو في حال كانت الأجواء حارة أكثر.
وبالفعل تبدو مرسيدس غير متأكّدةٍ إن كان ذلك مردّه التغييرات التي أقدمت على اعتمادها على سيارتها "دبليو12" قبل التجارب الثانية أو درجات الحرارة المنخفضة.
بدا هاميلتون وفالتيري بوتاس سعيدين أكثر بتوازن السيارة منذ البداية بالمقارنة مع الجولات الماضية، خاصة تلك التي على حلبات الشوارع.
"أدخلنا بعض التعديلات الطفيفة على الإعدادات بالتوجّه إلى فترة ما بعد الظهر، وبدت وتيرتنا أفضل على مدار اللفّة الواحدة وكذلك المسافات الطويلة" قال أندرو شوفلين مدير الهندسة على المسار في صفوف مرسيدس، وأضاف: "بالرغم من أنّ ذلك قد يعود إلى مزيجٍ من ملاءمة الظروف لسيارتنا وكذلك تحسيننا لها".
ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ
تصوير: صور موتورسبورت
معدّل الأزمنة على إطارات "سوفت"
المركز | الفريق | التوقيت | اللفّات |
1 | ريد بُل | 1:09.676 | 15 (التجارب الأولى) |
2 | ألبين | 1:10.071 | 18 |
3 | مرسيدس | 1:10.109 | 11 (التجارب الأولى) |
4 | أستون مارتن | 1:10.294 | 16 |
5 | ألفا تاوري | 1:10.681 | 12 (التجارب الأولى) |
6 | ويليامز | 1:10.755 | 21 |
7 | هاس | 1:10.952 | 6 |
بدت الأمور أقلّ تقاربًا بالنسبة لمعدّل الأزمنة على إطارات "سوفت"، حيث تتصدّر مرسيدس الترتيب هنا كذلك. كانت السهام الفضيّة أبطأ بـ 0.343 ثانية من ريد بُل في سلسلة لفّات طويلة على إطارات "سوفت" في التجارب الحرّة الأولى.
ويتفهّم موقعنا "موتورسبورت.كوم" أنّ المعدّلات تُمكن مقارنتها على صعيد تشابه كميّة الوقت مع مرسيدس بين الحصّتين، وتحسّن أداؤها كثيرًا في التجارب الحرّة الثانية نتيجة تغييرات الإعدادات وربّما الظروف الجويّة.
"لم يكن الوضع سيّئًا" قال هاميلتون بعد التجارب الحرّة الثانية، وأضاف: "أعتقد بأنّ الأداء كان متقاربًا للغاية. أعتقد بأنّه سيكون من الصعب التغلّب على ريد بُل. أعتقد بأنّ لديهم أفضليّة".
أقدمت مرسيدس على التأهّل على إطارات "ميديوم" على عكس ما فعلته العام الماضي عندما بدأت السباق على تركيبة "سوفت" في الوقت الذي انطلق فيه فيرشتابن على "ميديوم" قبل أن تتسبّب مشكلة في المحرّك في الإطاحة به حينها.
ميكانيكي فريق مكلارين يساعدون فالتيري بوتاس، مرسيدس
تصوير: صور موتورسبورت
تعقّد سباق مرسيدس أكثر من خلال عقوبة التراجع ثلاثة مراكز بالنسبة لبوتاس إثر انزلاقه بالخروج من منطقة فريقه مرسيدس في التجارب الحرّة الثانية، وربّما قلّل الفنلندي من حجم خسائره بتأهّله ثانيًا ما يعني انطلاقه فعليًا من المركز الخامس في السباق.
سيتعيّن عليه تجاوز كلٍ من بيريز، ولاندو نوريس وهاميلتون في حال أراد استرجاع مركزه الثاني والدخول ضمن المعركة على الفوز.
ومن المرجّح أن يترك ذلك ريد بُل متمتّعة بالأفضليّة على صعيد الخيارات الاستراتيجيّة، خاصة في حال تمكّن بيريز من تجاوز نوريس في اللفّات الافتتاحيّة ومجاراة ثنائيّ الصدارة من جهة والإبقاء على بوتاس خلفه من جهة أخرى.
وربّما كان ذلك الدافع وراء اختبار مرسيدس خروج سائقيها على الغيار الثاني من خطّ الحظائر في محاولة لمعالجة مخاوفها من هزيمتها في فرنسا عندما باغتها توقّف فيرشتابن الأبكر بلفّة لتجاوز هاميلتون. تفطّن الفريق إلى أنّ التفاف إطارات هاميلتون حول نفسها تسبّب في خسارة حاسمة للوقت ما فاقم الوضع.
بناءً على الوضع الحالي فإنّ البطولة تتّجه لسباق متقاربٍ للغاية غدًا الأحد ضمن جائزة ستيريا الكبرى.
Be part of Motorsport community
Join the conversationShare Or Save This Story
Subscribe and access Motorsport.com with your ad-blocker.
From Formula 1 to MotoGP we report straight from the paddock because we love our sport, just like you. In order to keep delivering our expert journalism, our website uses advertising. Still, we want to give you the opportunity to enjoy an ad-free and tracker-free website and to continue using your adblocker.
Top Comments